قالت مصادر في الجيش الوطني الليبي، إن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش، أمر قواته بتنفيذ عملية عسكرية لفرض الاستقرار على مدينة سبها الواقعة جنوب البلاد، وذلك بعد ساعات من إعلان حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، إجراءات لدعم القوات الموالية لها هناك، ولصد هجمات من وصفتهم بـ«المرتزقة».
وقال مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط»: إن قوات الجيش الوطني تخوض معارك حالياً ضد من وصفهم بـ«الجماعات المثيرة للقلاقل» داخل المدينة، التي أعلن مركزها الطبي استقبال جثمان قتيل وأربعة جرحى جراء الاشتباكات، التي تجددت أمس بين الأطراف المتحاربة في المدينة.
وأكد مكتب الإعلام بمركز سبها الطبي سقوط قذيفة في إحدى الوحدات السكنية الخاصة بالأطباء، دون تسجيل أضرار بشرية، مشيراً في بيان إلى أن مقره تعرض لسقوط قذائف أدت إلى خسائر مادية فقط. من جهته، قال طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، لـ«الشرق الأوسط»: إن المؤسسة العسكرية (في إشارة إلى المشير حفتر) «اتخذت اللازم حيال الفوضى وعدم الاستقرار، وهي من ستبسط الأمن وليس ميليشيات الحرابة والتطرف».
بدورها، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا عن قلقها الكبير إزاء تجدد الاشتباكات المسلحة، وتصاعد أعمال العنف بين مسلحين من قبائل أولاد سليمان وقبائل التبو بالمدينة، موضحة أنها خلَفت، أول من أمس، قتيلين وجريحاً في صفوف المدنيين، جراء القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة وإطلاق النار العشوائي. كما أعربت اللجنة في بيان عن قلقها البالغ إزاء تفاقم مؤشرات تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية بمدينة سبها، نتيجة استمرار وتصاعد أعمال العنف القبلي بالمدينة، وتردي الأوضاع الطبية في مركز سبها الطبي، ونقص المعدات والتجهيزات الطبية الطارئة بالمركز.
في المقابل، أشادت حكومة السراج في بيان لها بنجاح وحدات الجيش في صد الهجمات على مقراتها داخل مدينة سبها، قبل أن تعلن عن «إجراءات اتخذت لدعم هذه الوحدات والرد على الهجمات المتكررة، التي تقوم بها مجموعة من المرتزقة»، دون توضيح أي تفاصيل.
ورأت حكومة السراج أن «أي اعتداء على معسكرات ومقرات الجيش هو اعتداء على السيادة الوطنية بأكملها»، مشيرة إلى أن «الليبيين جميعاً لن يتخلوا عن واجبهم في الدفاع عن الجنوب، وستحبط كل المحاولات التي تهدف إلى إيجاد واقع ديموغرافي جديد».
وبعدما حثت أهالي المنطقة الجنوبية على «اليقظة ودعم وحدات الجيش، ومساهمة الحكماء والمشايخ في حل النزاعات والتوترات الاجتماعية»، اعتبرت أن هذه النزاعات «هي نتاج إرث يستهدف الفتن وتمزيق النسيج الاجتماعي، ولا بديل عن وحدة الصف لمواجهة الخطر المحدق في الجنوب».
وتشهد مدينة سبها اشتباكات بين قبيلتي أولاد سليمان والتبو، حيث شن مسلحو التبو هجوماً على مقر اللواء السادس بوسط سبها، التابع لقوات حكومة السراج، الذي تنتمي عناصره إلى قبيلة أولاد سليمان، بسبب مقتل أحد مسلحي التبو على يد قوة تابعة للواء السادس.
وبدا أن ثمة صراعاً بين حفتر والسراج حيال تبعية القوات المتواجدة في سبها، حيث قال العميد حميد العطايبي، آمر اللواء السادس مشاة في سبها، الذي أقاله حفتر من منصبه، إنه يتبع حكومة السراج ووزارة الدفاع التابعة لها، نافياً علاقته بقيادة حفتر من قريب أو بعيد. في حين زعم حامد الخيالي، رئيس المجلس البلدي لسبها، تعرض مطار سبها لـ«الاحتلال» من قبل مجموعة مسلحة، قال: إنها «ليس لها أي علاقة أو صلة بليبيا»، لكن مصادر في الجيش الليبي ومديرية أمن سبها نفت هذه المزاعم.
وتتقاسم قوات تابعة لحكومة السراج، بالإضافة إلى قوات أخرى تابعة لحفتر، السيطرة على سبها التي تشهد انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، بسبب النزاعات المسلحة ذات الطابع القبلي، إضافة إلى ارتفاع معدلات الجريمة وحالات الاختطاف من قبل مجموعات مسلحة.
من جهة ثانية، أكدت سفيرة فرنسا لدى ليبيا بريجيت كورمي عزم بلادها المساعدة في إعادة إعمار مدينة بنغازي (شرق البلاد)، والمساهمة في نزع الألغام ومخلفات الحرب على الإرهاب التي شهدتها المدينة مؤخراً.
وأعلنت كورمي في مؤتمر صحافي مشترك مع عميد بلدية بنغازي، أمس، أن وفداً من رجال وسيدات أعمال فرنسيين سيزور المدينة الشهر المقبل لتقديم الدعم في المجالات كافة، قبل أن تؤكد عزم فرنسا تقديم الدعم لبنغازي في نزع الألغام، ومخلفات الحرب، ومساعدة الأسر النازحة، إلى جانب إعادة إعمار بنغازي. وقالت السفيرة الفرنسية، إن فرنسا تدعم خطة عمل غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة، معتبرة أن «الموقف الفرنسي واضح تجاه ليبيا، وداعم لقواتها المسلحة في حربها ضد الإرهاب».
وتعتبر هذه هي أول مرة يعلن فيها مسؤول فرنسي تعهدات لباريس بتقديم مساعدات للجيش الوطني الذي يقوده المشير حفتر، الذي سبق أن زار فرنسا العام الماضي، حيث اجتمع مع السراج برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن نتائج الاجتماع ظلت دون جدوى على الأرض.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة السراج تخريج أكثر من 500 شرطي من الدفعة الـ12 في معهد تدريب الشرطة بمدينة تاجوراء، بالضواحي الشرقية للعاصمة طرابلس، حسبما أبلغ مدير المعهد ربيع عياد مروان وكالة أنباء «شينخوا» الصينية.
قوات حفتر تتأهب لعمل عسكري في سبها... والسراج يهنئ قواته بـ {النصر}
فرنسا تتعهد بالمساعدة في إعادة إعمار بنغازي
قوات حفتر تتأهب لعمل عسكري في سبها... والسراج يهنئ قواته بـ {النصر}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة