التشدد الروسي يستنزف قرار الهدنة

سعت الدبلوماسية المضنية التي بذلتها الكويت والسويد خلال اليومين الماضيين إلى تذليل غالبية العقبات أمام تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار يطالب بـ«وقف الأعمال العدائية فوراً» في كل أنحاء سوريا، وفي مقدمها الغوطة الشرقية لمدة لا تقل عن 30 يوماً من أجل السماح بإيصال المساعدات الإنسانية. لكن روسيا تمسكت بموقفها المتشدد، في استنزاف لقرار الهدنة، ما استدعى تأجيل التصويت على مشروع القرار حتى الساعة الخامسة مساء اليوم السبت، بحسب ما قال سفير السويد أولوف سكوغ الذي تحدث عن الفشل في «ردم هوة الخلافات بشكل تام... الأمر محبط للغاية».
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس إن ما فعلته روسيا وإيران والحكومة السورية مؤخرا في سوريا «عار» على الإنسانية، في وقت استمر القصف الكثيف مثل المطر على الغوطة بالتزامن مع مفاوضات نيويورك.
وقبل التصويت أمس، الذي أرجئ مرات عدة، وجهت موسكو انتقادات إلى مشروع القرار. ووفقاً لمعلومات لـ «الشرق الأوسط» من مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات المعقدة والعصيبة خلف أبواب موصدة، فإن التقارب حصل بعدما أبدت الدولتان اللتان أعدتا مشروع القرار، الكويت والسويد، انفتاحاً نسبياً على تعديلات عميقة طلبتها روسيا، وتتعلق خصوصاً بإزالة الجدول الزمني المحددة بـ72 ساعة للبدء بتنفيذ القرار من الفقرة الأولى، فضلاً عن استثناء تنظيمي «داعش» و«هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) الإرهابيين، ومن يرتبط بهما من أفراد وجماعات وكيانات وهيئات.
كذلك استجاب المفاوضون الكويتيون والسويديون لـ«تحفظ» أميركي يتعلق بربط الوضع الإنساني في الرقة بـ«العمليات العسكرية» التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتخلل ذلك أيضاً إجماع الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن على اتخاذ موقف واحد داعم للقرار الكويتي - السويدي.
وأتاحت هذه التنازلات المتبادلة والتوافقات الجانبية الوصول إلى «نتائج مشجعة» بحسب ما قال دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط».
...المزيد