عيد الحب في موسكو مع بوشكين وبولغاكوف ويسينين

أماكن شهدت قصص حب تحولت إلى روايات وقصائد ومسرحيات

تمثالا تاتاليا وألكسندر بوشكين قرب منزلهما على شارع أرباط
تمثالا تاتاليا وألكسندر بوشكين قرب منزلهما على شارع أرباط
TT

عيد الحب في موسكو مع بوشكين وبولغاكوف ويسينين

تمثالا تاتاليا وألكسندر بوشكين قرب منزلهما على شارع أرباط
تمثالا تاتاليا وألكسندر بوشكين قرب منزلهما على شارع أرباط

تتنافس مدن العالم، مدفوعة بطمع الشركات التجارية، في تنظيم مختلف الفعاليات في «عيد الحب»، ولم تخرج احتفالات «العشاق» في موسكو عن هذا الإطار العام، إلا أن المدينة بتاريخها الغني في الحب والشعر والحكايات فرضت حضورا لافتا على المناسبة، وأسهمت إلى حد بعيد في إضفاء رومانسية على معاني عيد الحب. وكانت وزارة الثقافة في حكومة العاصمة الروسية قدمت للعشاق في عيدهم عرضا مغريا ودون مقابل، قررت مساعدتهم للاحتفال بطريقة يحسدهم عليها العشاق حول العالم، حين قدمت اقتراحا بالتنزه في هذا اليوم على مسارات تروي محطات فيها قصص حب تحولت إلى روايات وقصائد شعرية ومسرحيات، عاشها وكتب عنها عظماء الأدب الروسي، مثل ألكسندر بوشكين وميخائيل بولغاكوف وسيرغي يسينين.
وخلاصة ما عرضته الوزارة على العشاق في «عيد الحب» خريطة لثلاثة مسارات في الأجزاء القديمة من موسكو. المسار الأول يروي بالمعالم التاريخية تفاصيل العلاقة بين الشاعر الروسي العظيم ألكسندر بوشكين وزوجته تاتاليا غونتشاروفا، ويمر المسار عبر الشارع، حيث الكنيسة التي شهدت عقد قرانهما، وليست بعيدا عنه ساحة فيها نافورة تحمل اسم «تاتاليا وألكسندر» في وسطها منصة مثل مظلة، يختفي تحتها العاشقان بوشكين وتاتاليا، تتراقص حولهما نوافير الماء. وهذه الساحة أشبه بنقطة عبور من موقع عقد القران، إلى الشقة على شارع أرباط وسط موسكو، التي قضى فيها الشاعر آخر يوم من «العزوبية» مع أصدقائه، ومن ثم أمضى فيها شهر العسل مع تاتاليا. ويقال إن من يتمنى أي أمر وهو يمسك بيد «تمثال تاتاليا» قرب المنزل، تتحق أمنيته. وهناك كثير من تفاصيل العلاقة بين بوشكين وزوجته، وكل هذا يمكن الاطلاع عليه في متحف بوشكين، المحطة الختامية من «نزهة عيد العشاق مع بوشكين وتاتاليا».
وفي مسار التنزه الثاني يعيش العشاق لحظات ترويها أماكن كانت شاهدة على علاقة الروائي والمسرحي الروسي الكبير ميخائيل بولغاكوف مع زوجته الثالثة يلينا شيلوفسكايا. ويُقترح ضمن هذا المسار زيارة منزل قديم يُقال إنه المنزل ذاته الذي تحدث عنه بولغاكوف في «ماستر ومارغريتا»، أحد أهم الأعمال الأدبية التي خلفها الروائي الروسي الكبير. ويُقال أيضا إن زوجته يلينا شكلت نموذجا رئيسيا للبطلات في كثير من رواياته، وكانت تعيش قرب ذلك المنزل. والمحطة التالية على مسار «نزهة العشاق مع بولغاكوف» هي المنزل الذي ولدت فيه قصة حبه مع يلينا، وتنتهي الجولة في متحف بولغاكوف، الذي يوفر للراغبين فرصة الاطلاع على أدبه ورسائله وحتى مذكراته.
وأخيرا المسار مع الشاعر الروسي سيرغي يسينين، الذي خلف العديد من القصائد عن الحب، وللحب والحبيبات. وتبدأ النزهة مع يسينين من صالة كان يلقي فيه الشعر وفيها تعرف على الراقصة الأميركية أيسيدورا دونكان، وفي ذلك اليوم خرجا معا من هناك يحملان قصة حب ولدت للتو. ويُروى أن السايس (سائق العربة) التي كانت تقلهما إلى المنزل يومها أخذه النوم في الطريق، وظل الحصان الذي يجر العربة يدور في طريق حول كنيسة، في حركة رأى فيها يسينين ما يشبه طقوس عقد القران. وبعد الصالة يمكن للعشاق زيارة المنزل الذي أمضى فيه يسينين ودونكان أجمال أيام العمر بعد الزواج. والمحطة الختامية هنا أيضا تكون في متحف الشاعر، حيث يمكن الاطلاع على كل تفاصيل حياته وقصص الحب التي عاشها، وكلها في أشعاره.



«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.