الجيش اليمني يستعيد مخزناً حوثياً للصواريخ الباليستية

معارك متفرقة تكبد الميليشيات 30 قتيلاً... وانهيار معنويات مسلحيها في تعز

TT

الجيش اليمني يستعيد مخزناً حوثياً للصواريخ الباليستية

استولى الجيش اليمني المسنود بقوات التحالف العربي، أمس، على 11 صاروخاً «باليستياً» في مخبأ لميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية في جبهة الساحل الغربي، في وقت أدت فيه المعارك المستمرة في محافظات تعز ولحج وصعدة والجوف إلى مقتل 30 متمرداً على الأقل.
وجاءت هذه التطورات الميدانية في ظل انهيار كبير تشهده صفوف الميليشيات الانقلابية ومعنويات متدنية في مختلف جبهات القتال، جراء الضربات المحكمة لقوات الجيش وطيران التحالف العربي.
وفي هذا السياق كشف مقطع «فيديو» تداوله الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وظهر فيه محافظ الميليشيات الانقلابية في تعز عبده الجندي عن حجم القلق المتصاعد لدى قادة الجماعة جراء الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها أخيراً، بالتوازي مع فشل حملتها لاستقطاب مجندين جدد.
وأظهر المقطع المسجل القيادي الحوثي، وهو في حالة غير مسبوقة من «الغضب والتوتر» جراء فشل مديري المديريات، التي لا تزال تسيطر عليها الجماعة الانقلابية في استقطاب مجندين جدد لإسناد صفوفها المنهارة في تعز، جراء تقدم الجيش الوطني وضربات التحالف العربي.
وهدد الجندي موظفيه خلال الاجتماع الذي عقده معهم في الهواء الطلق تحت إحدى الأشجار، بالإقالة الفورية إذا لم يتمكنوا من جلب مجندين جدد وجباية المزيد من الأموال، مؤكدا أن «القدرة على التجنيد هي المعيار الأساس للإبقاء عليهم في مناصبهم».
وأوضح التسجيل المصور صوت أحد المجتمعين مع الجندي وهو يشكو من كثرة مجالس العزاء اليومية التي تُقام لقتلى الميليشيات الحوثية، وما تسبب فيه ذلك من عجز وفشل في استقطاب مقاتلين آخرين. وكانت القوات الحكومية أطلقت بدعم من التحالف العربي عملية عسكرية لتحرير ما تبقى من مناطق في محافظة تعز تحت سيطرة الميليشيا الحوثية، في حين أدت المعارك خلال نحو أسبوعين إلى تحرير مواقع كثيرة في مختلف الجبهات.
وفي السياق نفسه، استعادت أمس قوات الجيش السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية في مديرية «الصلو» جنوب شرقي محافظة تعز.
وأفادت مصادر ميدانية لموقع الجيش على الإنترنت «سبتمبر نت» بأن القوات تمكنت «بعد معارك ضارية مع ميليشيا الحوثي الانقلابية من استعادة السيطرة على تلة الأقيوس ومدرسة النجاح في منطقة نقيل الصلو».
وأضافت المصادر أن قوات الجيش الوطني شَنَّت هجوماً عنيفاً على مواقع الميليشيا من ثلاثة محاور تمكنت إثره من تأمين المواقع التي استعادتها، في حين أسفرت المعارك عن «مقتل 11 عنصراً من عناصر الميليشيا الانقلابية وسقوط عدد من الجرحى والاستيلاء على كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة بعد فرار عناصر الميليشيات الحوثية».
وتسعى قوات الجيش اليمني التابعة للواء 35 مدرع في هذه الجبهة من تعز للتقدم نحو مديرية دمنة خدير، التي تقع فيها الطريق الرئيسية التي تصل المحافظة جنوبا مع لحج وعدن. وفي جبهة الأقروض التابعة لمديرية المسراخ استعادت قوات الجيش السيطرة على تلة العسق، بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي الانقلابية، في وقت تمكنت فيه من صد هجوم حوثي في الجبهة الغربية من مدينة تعز على مواقع الجيش في جبل هان، استخدمت خلاله الميليشيا مختلف أنواع الأسلحة.
وأكد موقع الجيش اليمني أن القوات «تمكنت من صد هجوم الميليشيا الانقلابية وأجبرتها على التراجع والانسحاب بعد مقتل ثمانية من عناصرها وجرح آخرين». وتزامنت هذه التطورات في تعز مع سيطرة الجيش على جبل شيفان الاستراتيجي الواقع في منطقة كرش بمديرية القبيطة شمال محافظة لحج. وتقول مصادر عسكرية رسمية إن «قوات الشرعية مستمرة في التقدم باتجاه منطقة الشريجة شمالاً باتجاه محافظة تعز، وسط اندحار لميليشيات الحوثي، وخسائر كبيرة في صفوفها».
وأدت معارك أمس إلى مقتل خمسة حوثيين على الأقل، بحسب ما أفاد به الموقع الرسمي للجيش اليمني، إضافة إلى قطع طريق الإمداد الرئيسي للميليشيات من جهة تعز.
وعلى الصعيد الميداني في جبهة الساحل الغربي استولت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية المسنودة من التحالف العربي أمس على 11 صاروخاً باليستياً عثر عليها في مخبأ للميليشيات الحوثية غربي مديرية حيس المحررة. وتمثل خسارة الميليشيات لمثل هذا العدد من الصواريخ ضربةً موجِعةً، لجهة ما يحققه لها إطلاق الصواريخ، التي تعترضها عادة الدفاعات الجوية للتحالف العربي، من مادة للدعاية الإعلامية بين أنصارها لرفع معنوياتهم. وأفادت مصادر عسكرية يمنية لـ«الشرق الأوسط» بأن الصواريخ التي عُثِر عليها بعضها بعيد المدى، في حين قال موقع «سبتمبر نت» إن الصواريخ الـ11 «كلها بعيدة المدى».
وأوضحت المصادر أن الصواريخ عثر عليها صباح أمس من قبل قوات الجيش و«المقاومة التهامية» أثناء تمشيطها مواقع تم تحريرها غربي مديرية «حيس». وقالت إن ستة من الصواريخ يصل وزن الواحد منها إلى نحو نصف طن، فيما يُقدَّر وزن الصاروخ الواحد من الخمسة الأخرى بنحو 200 كلغم.
في غضون ذلك واصلت قوات الجيش التقدم من حيس عبر ثلاثة محاور باتجاه مديريات الجراحي والتحيتا وزبيد المجاورة.
وبحسب المصادر الرسمية للحكومة الشرعية، سيطرت قوات الجيش في الساعات الماضية على سلسلة مواقع في مديرية الجراحي، ضمن الخطة التي تهدف إلى استعادة جميع مديريات ومناطق محافظة الحديدة بما فيها ميناؤها الحيوي.
وفي جبهات محافظة الجوف الحدودية استعاد الجيش اليمني أمس مواقع استراتيجية بمديرية برط العنان شمال غربي المحافظة، وذلك بعد معارك ضارية مع عناصر الميليشيات الانقلابية.
وأفاد موقع سبتمبر نت بأن الجيش تمكن من تحرير عدة مواقع في عقبة تواثنة، فيما أسفرت المعارك عن «سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا الانقلابية، علاوة على تكبيدها خسائر فادحة في العتاد القتالي».
وفي محافظة صعدة حيث المعقل الرئيسي للميليشيات الحوثية، أفادت مصادر الجيش اليمني بأن 10 متمردين على الأقل قتلوا وأصيب آخرون في معارك عنيفة في منطقة علب التابعة لمديرية باقم شمال المحافظة.
وشنَّت الميليشيات هجوماً لاستعادة مواقع وتلال كانت خسرتها في وقت سابق في هذه الجبهة، بحسب ما أفاد به قائد اللواء الخامس حرس حدود العميد صالح قروش في تصريحات رسمية، إلا أن الجيش اليمني أحبط الهجوم بالتزامن مع ضربات لطيران التحالف استهدفت تعزيزات للميليشيا في منطقة أبواب الحديد. وأكد العميد قروش أن المعارك أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10من الميليشيا وإصابة آخرين، إضافة إلى استعادة الجيش كمية من الأسلحة والذخائر والقذائف والقناصات. وكانت ضربات محكمة لطيران التحالف أول من أمس أدت إلى مقتل 40 متمرداً حوثياً على الأقل بينهم قادة ميدانيون في جبهة ميدي شمال غربي محافظة حجة الحدودية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.