عباس يلتقي بوتين اليوم بحثاًَ عن بديل للولايات المتحدة

يأمل بإطلاق الرئيس الروسي مؤتمراً دولياً للسلام وقيادة آلية متعددة تكون واشنطن جزءاً منها

عباس (إ.ب.أ)
عباس (إ.ب.أ)
TT

عباس يلتقي بوتين اليوم بحثاًَ عن بديل للولايات المتحدة

عباس (إ.ب.أ)
عباس (إ.ب.أ)

قال مصدر فلسطيني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعمل على إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالدعوة لإطلاق مؤتمر دولي للسلام، ينتج عنه إطار عمل دولي متعدد الأطراف لرعاية العملية السياسية.
ويلتقي عباس مع بوتين في سوتشي اليوم لهذا الغرض.
وبحسب المصدر، يراهن عباس على الحضور الروسي منافسا وحيدا للولايات المتحدة في المنطقة، وعلى علاقات موسكو المتقدمة مع تل أبيب بما في ذلك المصالح المشتركة والمهمة بينهما.
ويبحث عباس عن دولة قادرة على التأثير على إسرائيل وكذلك على دول كبيرة، ويمكن لها معارضة الولايات المتحدة التي لم يعد يريدها وسيطا في المفاوضات منذ إعلانها القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال مجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي للرئيس عباس، إن الرئيس يريد التشاور مع بوتين بشأن القرار الأميركي وقبيل توجهه إلى نيويورك لإلقاء خطابه أمام مجلس الأمن.
ويفترض أن يعقد مجلس الأمن برئاسة الكويت، دورة تتضمن اجتماعا مغلقا لمناقشة أوضاع الشرق الأوسط، في 20 فبراير (شباط) الحالي، يليه اجتماع تقني في 23 من الشهر المقبل في مجلس الأمن مرتبط بتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الأراضي الفلسطينية، بمشاركة شخصيات دولية.
ويلقي عباس كلمة مهمة في جلسة يوم 20 من الشهر الحالي يطلب فيها الاعتراف بفلسطين دولةً كاملة العضوية، ويؤكد فيها أنه مؤمن بإمكانية صنع السلام عبر المفاوضات، لكن وفق آلية دولية جديدة.
وقال الخالدي: «هناك أهمية للحديث مع روسيا حول الرؤية المقبلة في ظل الإصرار الفلسطيني على تشكيل آلية دولية متعددة الأطراف».
وتابع: «لروسيا دور هام في المشاركة بهذه الآلية الدولية، كما أن بإمكانها التقدم بمبادرات في هذا الشأن سيجري نقاشها بين الجانبين».
وأشار الخالدي إلى أن «روسيا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وفي اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام، لذلك نريد أن يكون لها دور فاعل في هذه الفترة». ولم ينقطع التنسيق بين عباس وبوتين من خلال الاتصالات الهاتفية، قبل وبعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في 6 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وفي ديسمبر الماضي، زار وفد فلسطيني رفيع المستوى روسيا، واستقبل عباس بداية الشهر الحالي في رام الله سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، بحضور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. وبحث عباس سابقا مع بوتين إيجاد آلية دولية جديدة لرعاية عملية سياسية جديدة.
وناقش عباس ذلك أيضا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.
ويقول عباس إنه يريد آلية دولية تشارك فيها اللجنة الرباعية، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية مكونة من 5 أو 7 دول، تحت مظلة الأمم المتحدة، تدخل في صلب عملية سياسية مع الفلسطينيين والإسرائيليين، على غرار «5+1» التي وضعت الاتفاق النووي الإيراني، لكن أي خطوات عملية لم تتخذ.
وأكد السفير الفلسطيني لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل أهمية لقاء عباس وبوتين هذه المرة. وقال نوفل في تصريحات بثتها الوكالة الرسمية، إن اللقاء المرتقب اليوم بالغ الأهمية لجهة «إيجاد وسيط نزيه في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي».
وأضاف: «زيارة الرئيس إلى روسيا الاتحادية تأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد، حيث تغلي المنطقة بالأحداث الكبيرة والتطورات المتصاعدة والمتلاحقة، نتيجة الإعلان الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، إضافة إلى تصعيد الإجراءات العسكرية في القدس وباقي المناطق الفلسطينية».
وتابع: «هذه الأحداث تشكل تربة خاصة للحديث مع الجانب الروسي في مختلف القضايا. ومن جهة أخرى، فإن الرئيس عباس أعلن أن الولايات المتحدة بالنسبة لنا كفلسطينيين، غير مرحب بها في لعب دور الوساطة مع الجانب الإسرائيلي، نتيجة انحيازها السافر لصالح إسرائيل، وفي الوقت نفسه، نحن ما زلنا ملتزمين بعملية السلام وراغبين باستكمالها حتى الوصول إلى حل الدولتين. وفي هذا السياق، نأمل بدور أكبر لروسيا في بناء منظومة وآلية جديدة تتمثل عمليا برؤية دولية أوسع تكون الولايات المتحدة الأميركية جزءا منها وليست رئيسة لها، في محاولة جادة لوضع حد لهذه الأزمة المتصاعدة التي تنذر بقضايا كبيرة في المنطقة قد لا تحمد عقباها».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.