علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

الأمن أولاً

كنا في السابق نطالب جامعة الدول العربية بدور تنسيقي تقرب من خلاله قوانين الدول العربية، وتنشط التجارة البينية، وتتوسع في المناطق الحرة إلى آخر ذلك من الأنشطة الاقتصادية. وكنا نلوم الجامعة العربية على عدم القيام بدور فعال تجاه النشاط الاقتصادي الذي هو حياة الشعوب فمن دون اقتصاد لا يمكن أن يصبح هناك مجتمع، فالاقتصاد هو الموظف لأفراد المجتمع وهو الذي ينتج السلع والخدمات، وكانت الجامعة العربية مقصرة في هذا الجانب، فلم تكن تلتفت له بسبب اهتمامها بالسياسة مع العلم أن الجامعة العربية في نظري تملك قدرة أكبر على النجاح اقتصاديا لبعد الاقتصاد عن السياسة أحيانا، كما أن تسهيل الإجراءات بين الدول العربية وخفض الجمارك إلى آخر ذلك؛ لأن مثل هذه الإجراءات تمس حياة الشعوب التي ستلمس الأثر والتأثير للجامعة العربية بعد أن تتحسن حياة الأفراد عبر تسهيل الإجراءات بين الدول العربية لتستفيد كل دولة عربية من الميزة التنافسية للدولة العربية الأخرى.
بعد ما جرى في عالمنا العربي نسينا مطالبنا الاقتصادية من جامعة الدول العربية لأن إيران ولجت في الدول العربية والجامعة العربية كانت تغط في سبات عميق. إيران خربت العراق وحولت سوريا إلى ركام ولبنان سينفجر فتيله في أي لحظة عبر يد إيران المتمثلة في «حزب الله». إيران أجبرت السعودية ودول التحالف على حرب اليمن التي ستكون على حساب الشعبين العربيين، فإيران عبر الحوثيين خربت اليمن وجعلت الدول العربية بدلا من أن تلتفت للتنمية تلتفت لأيدي إيران.
وفي المغرب العربي كادت إيران تخربه لولا فطنة الحكومة والانتباه لدور السفارة الإيرانية وتحجيمه وكذلك فعلت السودان. الجامعة العربية مطالبة بتحديد العدو أولا ثم السعي لمحاربته والانقضاض عليه بدلاً أن ينقض علينا. الجامعة العربية لم تقم بدورها المطلوب ونحن بصفتنا شعوبا عربية لم نعد نطالب الجامعة العربية بدور اقتصادي وتعليمي واجتماعي وغيره، نطلب منها مطلبا وحيدا وهو حفظ أمن الدول العربية فمن دون الأمن لا يمكن أن يكون هناك اقتصاد، فالاقتصاد أساسه الأمن والدول غير الآمنة لا أحد يستثمر بها فما بالك بالدول التي بها حروب كما هي سوريا التي ارتضت النظام الرئاسي ومع ذلك لم يتنح رئيسها رغم ثورة الشعب عليه فهو لن يخرج عبر صندوق الانتخاب أو عبر البندقية، وشعار هذا النظام غريب جدا فهو يقول: «يا الأسد يا لا أحد»!!! الجامعة العربية مطالبة بتحقيق الأمن فقط الذي من أجله أُنشئت هذه الجامعة على أن تتكاتف الدول العربية في حرب إيران وإن لم تكن حرباً عسكرية وتحييدها عن التدخل في شؤون الدول العربية لتتجه مصادرنا وثرواتنا للتنمية بدلا من أن تتجه للاقتتال الذي فرضته إيران علينا.