فرنسا: طهران وأنقرة تضيفان حرباً إلى الحرب في سوريا

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان (أ.ف.ب)
TT

فرنسا: طهران وأنقرة تضيفان حرباً إلى الحرب في سوريا

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم (الأربعاء)، إن تركيا وإيران تنتهكان القانون الدولي بما تتخذانه من إجراءات في سوريا، وحذر بأنه يجب ألا تضيف أنقرة «حرباً إلى حرب». وأضاف لقناة «بي إف إم» التلفزيونية: «ضمان أمن حدودها لا يعني قتل المدنيين، وهذا أمر تجب إدانته. في وضع خطير في سوريا، يجب ألا تضيف (تركيا) حرباً إلى حرب». وتابع أن القانون الدولي «تنتهكه تركيا والنظام في دمشق وإيران ومن يهاجمون الغوطة الشرقية وإدلب».
ولدى كل من تركيا وإيران قوات موالية لهما في سوريا، فمقاتلو المعارضة يحاربون مع الجنود الأتراك في شمال غربي سوريا ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية، أما ميليشيات إيران فتحارب إلى جانب النظام السوري ضد ما تبقى من المعارضة في بعض المناطق.
وفي ما يتعلق بالنظام السوري، قال لودريان إن كل الدلائل تشير إلى أن النظام السوري استخدم غاز الكلور المحظور.
يأتي ذلك، بعد أن ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تشعر «بقلق بالغ» إزاء تقارير عن استخدام النظام السوري غاز الكلور في محافظة إدلب.
وقال لودريان: «أتحدث بحذر لأنه ما دام الأمر لم يوثق بالكامل، فيجب التزام الحذر». وردا على سؤال عن كيفية رد باريس على ذلك، ذكر وزير الخارجية الفرنسي أن «نحو 30 دولة تبنت للتو، وبمبادرة من فرنسا، إجراءات لكشف ومعاقبة المسؤولين عن الهجمات الكيماوية في سوريا». لكنه في المقابل لم يلمح إلى أي إجراءات انتقامية بما في ذلك عسكرية، من قبل فرنسا ضد النظام السوري إذا تأكدت هذه الهجمات بالكلور.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حدد «خطاً أحمر» في هذه المسألة عند وصوله إلى السلطة في مايو (أيار) 2017 عندما توعد «برد انتقامي وفوري» من قبل فرنسا في حال استخدمت أسلحة كيماوية.
وقال لودريان: «إنه وضع خطير جدا (...). ندين ذلك (استخدام الكلور) بحزم كبير»، مشيرا إلى المبادرة التي أقرها نحو 30 بلدا للالتفاف على تعطيل روسيا في مجلس الأمن الدولي أي إدانة للنظام السوري لاستخدام أسلحة كيماوية.
ونفى النظام السوري مرارا استخدام غاز الكلور أو أي أسلحة كيماوية أخرى خلال الصراع في سوريا الذي يقترب من عامه الثامن.
من جانب آخر، أعلن لودريان أن المسلحين الأكراد في سوريا اعتقلوا أكثر من مائة متطرف فرنسي خلال المعارك، مؤكداً أن محاكمتهم ستتم من قبل السلطات القضائية المحلية، ولن يتم ترحيلهم إلى فرنسا.



توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.