إسرائيل تغلق مؤسسات في القدس استباقاً لقرار السلطة إعلانها عاصمة فلسطين

الزوجان إسلام ونضال سيقلي مع ابنتهما دلال والمواليد التوأم الثلاثي في عائلتهما والذين أُطلقت عليهم أسماء «القدس» و«فلسطين» و«العاصمة» في صورة جماعية للأسرة بمنزلها في خان يونس بقطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
الزوجان إسلام ونضال سيقلي مع ابنتهما دلال والمواليد التوأم الثلاثي في عائلتهما والذين أُطلقت عليهم أسماء «القدس» و«فلسطين» و«العاصمة» في صورة جماعية للأسرة بمنزلها في خان يونس بقطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تغلق مؤسسات في القدس استباقاً لقرار السلطة إعلانها عاصمة فلسطين

الزوجان إسلام ونضال سيقلي مع ابنتهما دلال والمواليد التوأم الثلاثي في عائلتهما والذين أُطلقت عليهم أسماء «القدس» و«فلسطين» و«العاصمة» في صورة جماعية للأسرة بمنزلها في خان يونس بقطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
الزوجان إسلام ونضال سيقلي مع ابنتهما دلال والمواليد التوأم الثلاثي في عائلتهما والذين أُطلقت عليهم أسماء «القدس» و«فلسطين» و«العاصمة» في صورة جماعية للأسرة بمنزلها في خان يونس بقطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

أصدر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد اردان، قراراً بإغلاق عدد من المؤسسات الفلسطينية في مدينة القدس الشرقية المحتلة، وتمديد إغلاق مؤسسات مغلقة منذ سنوات، مثل «بيت الشرق»، وذلك استباقاً لقرار متوقع من السلطة يقضي بإعلان المدينة المقدسة عاصمة لدولة فلسطين. واعتبرت السلطة الفلسطينية القرار الإسرائيلي حرباً على القدس وطابعها العربي والفلسطيني.
وأفادت مصادر إسرائيلية في تل أبيب بأن قرار الوزير لا يقتصر على المؤسسات السياسية في القدس بل يشمل عدداً من المؤسسات المدنية الحيوية لتسيير الحياة الطبيعية، مثل الغرفة التجارية، والمجلس الأعلى للسياحة، والمركز الفلسطيني للدراسات، ونادي الأسير الفلسطيني، ومكتب الدراسات الاجتماعية والإحصائية. وقالت إن القرار يستند إلى القانون الإسرائيلي الصادر عام 1994 الذي يحظر على السلطة الفلسطينية فتح مكاتب تمثيل لها أو ممارسة نشاطات داخل مناطق إسرائيلية، ويعطي القانون لوزير الأمن الداخلي صلاحية إصدار قرارات تمنع هذه الأنشطة.
وأوضح الوزير الإسرائيلي أن «إغلاق المؤسسات المقدسية يأتي ضمن عملنا الدؤوب لتثبيت السيادة الإسرائيلية على كل أنحاء القدس، وهو عمل مستمر طول الوقت، وأنا لن أسمح بأي محاولة للسلطة الفلسطينية لوضع موطئ قدم في مناطق تابعة لمدينة إسرائيل وسنوقف أي خطوة من هذا القبيل على الفور». وأضاف أنه يلاحظ أن «السلطة الفلسطينية ومنذ إعلان الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تقوم بنشاطات مكثفة لتعزيز وجودها في المدينة، استعداداً للإعلان المرتقب للرئيس الفلسطيني محمود عباس عن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. ونحن نستبق نشاطهم لتثبيت السيادة الإسرائيلية فيها».
من جهتها، تجندت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، على طريقتها لدعم جهود الوزارة، فبادرت إلى فرض ضرائب مختلفة ورسوم وتكاليف إضافية، على 887 عقاراً تابعة للكنائس المسيحية وعلى مقرات تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، تبلغ قيمتها أكثر من 650 مليون شيقل (176 مليون دولار). واستصدرت البلدية أمراً من المحكمة تجمد بموجبه حسابات مصرفية على مختلف الكنائس في القدس بادعاء تحصيل قسم من هذه المبالغ، بادعاء أنها «ديون متراكمة» من أصول تجارية تابعة لها، منها نحو 7 ملايين و200 ألف شيقل على الكنيسة الإنجيلية، ونحو مليوني شيقل على الكنيسة الأرمنية، ونحو 570 ألف شيقل على الكنيسة اليونانية، وما يقارب الـ12 مليون شيقل على كنيسة الروم الأرثوذكس.
وقد حاولت البلدية تبرير هذه الإجراءات بالقول إن «الحديث لا يدور عن دور عبادة، التي تستثنى من ضريبة الأملاك بموجب القانون، وإنما على عقارات يتم استخدامها لأهداف غير الصلاة وبعضها يستخدم لنشاطات تجارية». وزعمت أن «الأضرار المالية التي لحقت بالبلدية والتي تسبب بها قرار الدولة (الإعفاء) على مدى السنوات الماضية، يقدر بخسائر تصل إلى مليار شيقل ومن غير المنطقي أن يدفع السكان في القدس ثمن خدمات جمع القمامة والإنارة والبستنة وبناء الشوارع في حين تُمنع البلدية من جمع أموال طائلة من الممكن أن تساعدها بشكل كبير في تطوير المدينة وتحسين الخدمات للسكان».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.