حرب سياسية وافتراضية بين «أمل» و«الوطني الحر» بعد وصف باسيل بري بـ«البلطجي»

جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني - أرشيف (رويترز)
جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني - أرشيف (رويترز)
TT

حرب سياسية وافتراضية بين «أمل» و«الوطني الحر» بعد وصف باسيل بري بـ«البلطجي»

جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني - أرشيف (رويترز)
جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني - أرشيف (رويترز)

وصلت المواجهات بين "التيار الوطني الحر" و"حركة أمل" الى اعلى مستوياتها بعد انتشار فيديو لوزير الخارجية جبران باسيل (رئيس التيار) يصف خلاله رئيس مجلس النواب نبيه بري (رئيس أمل) بـ "البلطجي"، ما بات يوحي بأزمة سياسية مفتوحة بين الطرفين.
وبعد الحرب الافتراضية التي اشتعلت على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري الحزبين، حيث أطلقت حملة تحت شعار "#البلطجي- باسيل"، توالت ردود فعل لم تخل من الشتائم والتهديد من قبل المسؤولين في "حركة أمل" التي أصدرت هيئتها الرئاسية بيانا محذرة من الفتنة، ليعود بعدها المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ويدخل على الخط محملا العهد مسؤولية اثارة الاجواء الطائفية.
وقال باسيل في لقاء انتخابي عقده في بلدة بترونية بحسب ما أظهره الفيديو المسرّب "هيدا بلطجي مش رئيس مجلس نواب"، " متّهما إياه بالطلب من المغتربين في افريقيا بعدم المشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي تنظمه وزارته. ولم تمرّ ساعات على انتشار الفيديو وما رافقه من ردود فعل، حتى انتشر تسجيل آخر يقول فيه باسيل في رد على سؤال حول كيفية التعامل مع سياسة بري "الحل هو نحنا نكسرلو راسو ومش هوي يكسرلنا راسنا".
وفي حين عبّر باسيل عن أسفه لنشر الفيديو وصدرت دعوات للتهدئة من المسؤولين اللبنانيين، حملت ردود الوزراء والنواب في "حركة أمل" لهجة تصعيدية تجاه باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون. كما غرد وزير المال علي حسن خليل، في كتلة بري، في حسابه على "تويتر موجها شتائم وسبابا للوزير باسيل.
واصدرت هيئة الرئاسة في حركة "أمل" بيانا بعد اجتماع طارئ لها، محذرة من الفتنة. وجاء في بيانها " إن ما جرى تداوله من كلام صادر عن رئيس التيار الوطني الحر يحمل أبعادا خطيرة تهدد وحدة البلد واستقراره وأمنه، وهي دعوة مفتوحة الى فتنة ستأخذ في طريقها كل ما أنجز على مستوى البلد، وتذكرنا بحروب التحرير والالغاء المشؤومة التي جلبت للبنان الدمار والويلات".
كما دخل المجلس الشيعي الاعلى على خط الحرب، محذرا من "النهج المتبع في اثارة الاجواء الطائفية والمذهبية"، بحسب ما جاء في بيان له. معتبرا ان استهداف بري " الحريص دوما على الوحدة الوطنية وحفظ المؤسسات والضامن للاستقرار والعيش المشترك يأخذ البلاد الى فتنة داخلية لاهداف شخصية"، محملا "العهد مسؤولية هذا النهج المستنكر والمدان، وهو مطالب بإعادة الامور الى نصابها ووضع حد لهذا الاستهتار واللامسؤولية في ادارة شؤون الدولة في أخطر مرحلة يمر بها لبنان".



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.