أميركا تشهد أسوأ تفشٍ للإنفلونزا... والأمهات أبرز الضحايا

سيدة أميركية تتلقى تطعيما ضد فيروس الانفلونزا في سياتل (أ.ف.ب)
سيدة أميركية تتلقى تطعيما ضد فيروس الانفلونزا في سياتل (أ.ف.ب)
TT

أميركا تشهد أسوأ تفشٍ للإنفلونزا... والأمهات أبرز الضحايا

سيدة أميركية تتلقى تطعيما ضد فيروس الانفلونزا في سياتل (أ.ف.ب)
سيدة أميركية تتلقى تطعيما ضد فيروس الانفلونزا في سياتل (أ.ف.ب)

تتعرض الولايات المتحدة الأميركية لفيروس إنفلونزا هو الأقوى منذ 10 سنوات. وأفاد مسؤولون أميركيون أمس (الجمعة) أن الإنفلونزا منتشرة على نطاق واسع في أجزاء مختلفة من الولايات المتحدة، وأن هذا الموسم يتجه ليصبح الأكثر حدة منذ موسم 2014‭‭-‬‬2015 حين أصاب الفيروس 34 مليون شخص وتسبب في نقل 710 آلاف إلى المستشفيات.
وأعلن مسؤولو الصحة بالولايات المتحدة أن عدد الأميركيين الذين يطلبون الرعاية لعلاج الإنفلونزا زاد أكثر من أي وقت مضى منذ تفشي إنفلونزا الخنازير قبل عشر سنوات.
وتُوفي منذ بداية العام الحالي 37 طفلا ونُقل نحو 12 ألف مريض، أبرزهم من الأمهات، إلى المستشفيات في أنحاء البلاد جراء الفيروس الموسمي.
وخلال معظم مواسم الإنفلونزا، كان كبار السن هم الأكثر تضررا يليهم الأطفال الصغار. لكن في الموسم الحالي، فإن من تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاما هم الأكثر إصابة بالمرض بعد المسنين.
وتمكن الفيروس من النيل من 3 أمهات شابات توفين هذا الأسبوع بعد التقاط العدوى من أطفالهن الصغار. والأمهات هن كاثرين اكتون (47 عاما) وكارلي سلافين (36 عاما) وتانيا هارمون (37 عاما)، ولقين حتفهن بعد أيام من تشخيصهن بالفيروس، أما أطفالهن فتمكنوا من النجاة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر توفي كاتي اوكسلي توماس، رجل يبلغ من العمر 40 عاما في كاليفورنيا، وذلك بعد 48 ساعة من الإصابة بالمرض.
كما لقيت كارلي سلافين (37 عاما) حتفها، الاثنين، في ولاية إنديانا بسبب مرض له صلة بالإنفلونزا بعدما كانت تعتني بطفليها المريضين.
وشدد والد سلافين على ضرورة أخذ التطعيمات ضد المرض، وقال إن ابنته كانت الوحيدة في الأسرة التي لم تتحصن ضد الفيروس.
وأفاد الدكتور ريتشارد ويبي، طبيب في منظمة الصحة العالمية متخصص في تطوير لقاح الإنفلونزا، أن المرض يستحق الذعر الذي يشعر به الأميركيون.
وفي حديثه إلى صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، أكد ويبي أن الفيروس شديد الخطورة كما يبدو، «ولا يوجد حتى الآن الكثير من سبل الوقاية العلمية التي يمكن للأهل، خاصة الأمهات، اتباعها لحماية أنفسهم في حال أصيب أطفالهم بالمرض، ولكنه شدد على أن أهم الطرق المبدئية هي «غسل اليدين بشكل دائم وارتداء كمامات وتعقيم الأدوات المنزلية والطبية المستخدمة من قبل الأطفال».
وأشار أيضا إلى أنه من المأساوي أن يكون الأقوى بيننا هو الأكثر عرضة للموت بسبب هذا المرض، ذلك لأن أولئك الذين لديهم استجابة مناعية شرسة قد يصبحون أكثر عرضة للفيروس الغامض والمتغير باستمرار.
وأفاد الدكتور دان جيرنيجان مدير قسم الإنفلونزا بالمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن نشاط الإنفلونزا بدأ يتراجع في بعض أجزاء الولايات المتحدة خاصة كاليفورنيا وولايات أخرى على الساحل الغربي لكن الموسم لم يقترب من نهايته بعد.
وأضاف أن نشاط الإنفلونزا «لا يزال مرتفعا في معظم الولايات الأميركية بينما لا تزال بعض المناطق تعاني».
وظهرت هذه السلالة، المعروفة كذلك باسم «الإنفلونزا الأسترالية»، منذ نحو 50 عاما، وسميت أول مرة باسم «إنفلونزا هونغ كونغ» في عام 1968.
وتوفي سبعة أطفال بالإنفلونزا في الأسبوع المنتهي في 20 يناير (كانون الثاني) ليبلغ عدد الضحايا من الأطفال 37 في هذا الموسم.
وتزامنت الزيادة في عدد الحالات في يناير مع عودة الأطفال للمدارس عقب إجازة منتصف العام. كما أغلقت المدارس أبوابها في 12 ولاية على الأقل هذا العام بسبب الفيروس المميت.



«من القلب إلى اليدين»... معرض يطير من ميلانو إلى باريس

حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
TT

«من القلب إلى اليدين»... معرض يطير من ميلانو إلى باريس

حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)

للمرّة الأولى، تجتمع في باريس، وفي مكان واحد، 200 قطعة من تصاميم الإيطاليَيْن دومنيكو دولتشي وستيفانو غبانا، الشريكَيْن اللذين نالت أزياؤهما إعجاباً عالمياً لعقود. إنه معرض «من القلب إلى اليدين» الذي يستضيفه القصر الكبير من 10 يناير (كانون الثاني) حتى نهاية مارس (آذار) 2025.

تطريز فوق تطريز (إعلانات المعرض)

وإذا كانت الموضة الإيطالية، وتلك التي تنتجها ميلانو بالتحديد، لا تحتاج إلى شهادة، فإنّ هذا المعرض يقدّم للزوار المحطّات التي سلكتها المسيرة الجمالية والإبداعية لهذين الخيّاطَيْن الموهوبَيْن اللذين جمعا اسميهما تحت توقيع واحد. ونظراً إلى ضخامته، خصَّص القصر الكبير للمعرض 10 صالات فسيحة على مساحة 1200 متر مربّع. وهو ليس مجرّد استعراض لفساتين سبقت رؤيتها على المنصات في مواسم عروض الأزياء الراقية، وإنما وقفة عند الثقافة الإيطالية واسترجاع لتاريخ الموضة في ذلك البلد، وللعناصر التي غذّت مخيّلة دولتشي وغبانا، مثل الفنون التشكيلية والموسيقى والسينما والمسرح والأوبرا والباليه والعمارة والحرف الشعبية والتقاليد المحلّية الفولكلورية. هذه كلّها رفدت إبداع الثنائي ومعها تلك البصمة الخاصة المُسمّاة «الدولتشي فيتا»، أي العيشة الناعمة الرخية. ويمكن القول إنّ المعرض هو رسالة حبّ إلى الثقافة الإيطالية مكتوبة بالخيط والإبرة.

للحفلات الخاصة (إعلانات المعرض)

عروس ميلانو (إعلانات المعرض)

هذا المعرض الذي بدأ مسيرته من مدينة ميلانو الساحرة، يقدّم، أيضاً، أعمالاً غير معروضة لعدد من التشكيليين الإيطاليين المعاصرين، في حوار صامت بين الفنّ والموضة، أي بين خامة اللوحة وخامة القماش. إنها دعوة للجمهور لاقتحام عالم من الجمال والألوان، والمُشاركة في اكتشاف المنابع التي استمدَّ منها المصمّمان أفكارهما. دعوةٌ تتبع مراحل عملية خروج الزيّ إلى منصات العرض؛ ومنها إلى أجساد الأنيقات، من لحظة اختيار القماش، حتى تفصيله وتزيينه بالتطريزات وباقي اللمسات الأخيرة. كما أنها مغامرة تسمح للزائر بالغوص في تفاصيل المهارات الإيطالية في الخياطة؛ تلك التجربة التي تراكمت جيلاً بعد جيل، وشكَّلت خزيناً يسند كل إبداع جديد. هذه هي باختصار قيمة «فيتو آمانو»، التي تعني مصنوعاً باليد.

دنيا من بياض (إعلانات المعرض)

رسمت تفاصيل المعرض مؤرّخة الموضة فلورنس مولر. فقد رأت في الثنائي رمزاً للثقافة الإيطالية. بدأت علاقة الصديقين دولتشي وغبانا في ثمانينات القرن الماضي. الأول من صقلية والثاني من ميلانو. شابان طموحان يعملان معاً لحساب المصمّم كوريجياري، إذ شمل دولتشي صديقه غبانا برعايته وعلّمه كيف يرسم التصاميم، وكذلك مبادئ مهنة صناعة الأزياء وخفاياها؛ إذ وُلد دولتشي في حضن الأقمشة والمقصات والخيوط، وكان أبوه خياطاً وأمه تبيع الأقمشة. وهو قد تكمَّن من خياطة أول قطعة له في السادسة من العمر. أما غبانا، ابن ميلانو، فلم يهتم بالأزياء إلا في سنّ المراهقة. وقد اعتاد القول إنّ فساتين الدمى هي التي علّمته كل ما تجب معرفته عن الموضة.

الخلفية الذهبية تسحر العين (إعلانات المعرض)

الأحمر الملوكي (إعلانات المعرض)

عام 1983، ولدت العلامة التجارية «دولتشي وغبانا»؛ وقد كانت في البداية مكتباً للاستشارات في شؤون تصميم الثياب. ثم قدَّم الثنائي أول مجموعة لهما من الأزياء في ربيع 1986 بعنوان «هندسة». ومثل كل بداية، فإنهما كانا شبه مفلسين، جمعا القماش من هنا وهناك وجاءا بعارضات من الصديقات اللواتي استخدمن حليهنّ الخاصة على منصة العرض. أما ستارة المسرح، فكانت شرشفاً من شقة دولتشي. ومع حلول الشتاء، قدَّما مجموعتهما التالية بعنوان «امرأة حقيقية»، فشكَّلت منعطفاً في مسيرة الدار. لقد أثارت إعجاب المستثمرين ونقاد الموضة. كانت ثياباً تستلهم الثقافة الإيطالية بشكل واضح، وكذلك تأثُّر المصمّمين بالسينما، لا سيما فيلم «الفهد» للمخرج لوتشينو فيسكونتي. كما أثارت مخيّلة الثنائي نجمات الشاشة يومذاك، مثيلات صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي. وكان من الخامات المفضّلة لهما الحرير والدانتيل. وهو اختيار لم يتغيّر خلال السنوات الـ40 الماضية. والهدف أزياء تجمع بين الفخامة والحسّية، وأيضاً الدعابة والجرأة والمبالغة.

جمال الأزهار المطرَّزة (إعلانات المعرض)

اجتمعت هذه القطع للمرّة الأولى في قصر «بالازو ريالي» في ميلانو. ومن هناك تنتقل إلى باريس لتُعرض في واحد من أبهى قصورها التاريخية. إنه القصر الكبير الواقع على بُعد خطوات من «الشانزليزيه»، المُشيَّد عام 1897 ليستقبل المعرض الكوني لعام 1900. وعلى مدى أكثر من 100 عام، أدّى هذا القصر دوره في استضافة الأحداث الفنية الكبرى التي تُتقن العاصمة الفرنسية تقديمها.