إسرائيل تحارب اللاجئين الأفارقة لكنها لا تطرد المقيمين بشكل غير قانوني من البيض

TT

إسرائيل تحارب اللاجئين الأفارقة لكنها لا تطرد المقيمين بشكل غير قانوني من البيض

في الوقت الذي تتصاعد فيه حملة شعبية واسعة في إسرائيل ضد نية الحكومة طرد نحو 37 ألف طالب لجوء من أفريقيا، كشفت دائرة الإحصاء المركزية أن هناك 74 ألف مقيم غير قانوني في إسرائيل لكن أحداً لا يسعى إلى طردهم بالقوة. والفرق بينهم وبين الأفارقة أن بشرتهم بيضاء اللون.
وأكد تقرير دائرة الإحصاء المركزية الرسمية لسنة 2017، أن في إسرائيل نحو 37 ألف لاجئ من دول أفريقيا، وصلوا عبر سيناء المصرية في العقد الأخير، وأن 26600 منهم قدموا من إريتريا (71 في المائة) و7600 من السودان و2428 من دول أفريقية أخرى (إثيوبيا وغانا). لكن هؤلاء ليسوا المقيمين الوحيدين بلا تصاريح قانونية. فهناك عدد يزيد بضعفين لمقيمين بشرتهم بيضاء، قدموا إلى إسرائيل خلال العقدين الأخيرين ويزيد عددهم على 74 ألفاً. ومعظم هؤلاء قدموا من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً (51 ألفاً يشكلون نسبة 70 في المائة) والباقون هم أناس حضروا كعمال أجانب بتصاريح عمل، فانتهت مدة تصاريحهم وبقوا بشكل غير قانوني وهم من مختلف دول العالم (ما عدا دول أفريقيا السوداء)، وبينهم عمال من المغرب والأردن ومصر.
ويوضح التقرير أن الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو نجحت في وقف ظاهرة التسلل من دول أفريقيا إلى إسرائيل بشكل تام، سنة 2017، بعد أن أقامت الجدار المعقد الجديد على طول الحدود بين إسرائيل ومصر. وتمكنت في هذه السنة من طرد 3400 لاجئ أفريقي مقابل 2900 في سنة 2016.
وقال شلومو بار يوسف، رئيس دائرة الهجرة، إن عملية إقناع اللاجئين الأفارقة كانت تتم بهدوء ونجاح، وما يعرقلها هو الحملة التي تقوم بها أوساط إسرائيلية ضدها. فهناك دول أفريقية وافقت على استيعابهم.
يذكر أن عرائض كثيرة وجهت إلى نتنياهو تطالبه بوقف عملية الطرد غير الإنسانية هذه، آخرها عريضة وقع عليها مئات الناجين اليهود من المحرقة النازية الذين قالوا إنهم يخجلون من قيام الحكومة برمي اللاجئين خارج إسرائيل. ويذكّر هؤلاء بأن ملايين اليهود كانوا لاجئين في أوروبا بعد طرد النازيين لهم من بيوتهم وبأن قسماً كبيراً منهم حظوا بعطف الأوروبيين فيما تعرض قسم منهم للإبادة. كما توجّه ألوف الموسيقيين والأدباء والأكاديميين إلى نتنياهو طالبين منح الأفارقة حق الإقامة إلى حين يكون ممكناً إعادتهم إلى أوطانهم بأمان.



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».