لماذا أطلقت تركيا على عمليتها العسكرية بسوريا «غصن الزيتون»؟

جانب من منطقة عفرين على الحدود التركية السورية (أ.ف.ب)
جانب من منطقة عفرين على الحدود التركية السورية (أ.ف.ب)
TT

لماذا أطلقت تركيا على عمليتها العسكرية بسوريا «غصن الزيتون»؟

جانب من منطقة عفرين على الحدود التركية السورية (أ.ف.ب)
جانب من منطقة عفرين على الحدود التركية السورية (أ.ف.ب)

أطلقت تركيا على اسم عمليتها العسكرية في عفرين شمال سوريا اسم «غصن الزيتون»، ولم تكن تلك هي المرة الأولى لاتخاذ هذا النهج مع العمليات العسكرية الموسعة، مثل عملية «درع الفرات» في 2016، فيما يقول خبراء سياسيون، إن ذلك لإضفاء الشرعية على عمليات تركيا العسكرية.
وقد أعلن الجيش التركي، أمس (السبت)، بدء عملية عسكرية في منطقة عفرين بشمال سوريا، أطلق عليها اسم «غصن الزيتون»، إذ شنت القوات التركية قصفا مدفعيا كثيفا وغارات جوية على وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة إرهابية؛ لكن ما دلالة اسم هذه العملية؟
في كلمته التي أعلن فيها خلال مؤتمر حزبي في ولاية كوتاهية بدء الهجوم العسكري بسوريا، لم يتطرق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى السبب وراء هذه التسمية، فيما ذكر بيان صادر عن الأركان التركية أمس (السبت) أن «عملية غصن الزيتون» تهدف لـ«إرساء الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة، والقضاء على الإرهاب في مدينة عفرين، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم المتطرفين»، بحسب البيان.
ورغم عدم وجود تفسير رسمي تركي لاختيار هذا الاسم، فإن «غصن الزيتون» عادة ما يرمز إلى السلام والمحبة.
ويقول الخبير المصري بالشأن التركي، محمد حامد، إن اختيار تركيا اسم «غصن الزيتون» هو محاولة تركية لإضفاء شرعية على عملية عسكرية تستهدف الأكراد، والتدخل في الشأن السوري، وكأن تلك العملية من أجل محددات الأمن القومي التركي.
وتابع حامد لـ«الشرق الأوسط»: إن «تركيا تريد عزل الأكراد ضد توجهات دولية بهذه العملية، وإن عملية عفرين من المتوقع أن تزيد من التوترات والخلاف التركي الأميركي».
وعن إطلاق اسم على عملية عسكرية، يقول حامد إن هذا النهج اتخذته تركيا في عملية «درع الفرات» العسكرية في أغسطس (آب) 2016، كذلك لانتزاع الشرعية للعملية. وبدأت تركيا حملة «درع الفرات» لتشمل منطقتي عفرين وإدلب، في إشارة لنهر الفرات الذي يربط بين تركيا وسوريا.
وقد بدأت طائرات عسكرية تركية (السبت) شن ضربات جوية على مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين، حسب ما أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في إطار عملية عسكرية ضد فصائل كردية.
وتخشى تركيا إقامة حكم كردي ذاتي على حدودها، من وحدات حماية الشعب، وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، الذي تعتبره منظمة «إرهابية».
وتعتبر تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردي السورية، المدعومة من الولايات المتحدة، هي امتداد لحزب العمال الكردستاني التركي، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة كـ«تنظيم إرهابي»، كما تصنف تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري كـ«منظمة إرهابية» أيضا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد صرح أمس بأن العملية العسكرية في منطقة عفرين بشمال سوريا قد بدأت عملياً على الأرض في الميدان، مضيفاً أن «منبج ستكون التالية»، في إشارة إلى بلدة سورية أخرى يسيطر عليها الأكراد.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.