الملتقى العربي للتراث الشعبي في تونس يعيد الحياة للثقافة المحلية

الأهازيج البدوية وصوت النجع وخيمة البادية من بين فعالياته

الملتقى العربي للتراث الشعبي في تونس يعيد الحياة للثقافة المحلية
TT

الملتقى العربي للتراث الشعبي في تونس يعيد الحياة للثقافة المحلية

الملتقى العربي للتراث الشعبي في تونس يعيد الحياة للثقافة المحلية

يشارك نحو 70 ضيفا من 12 دولة عربية في الملتقى العربي للتراث الشعبي الذي تحتضنه مدينة قفصة (جنوب غربي تونس) من 28 إلى 30 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وتشهد هذه الدورة الأولى مشاركة شعراء عرب من الجزائر والمغرب وليبيا ومصر والأردن والسعودية والكويت والإمارات والعراق والسودان إضافة إلى عدد هام من الشعراء والمحاضرين من تونس.
ويهتم الملتقى بالتراث الثقافي وتوثيق الموروث الشعبي، وعلاقة تكنولوجيا الاتصال بالتراث الشفوي، فضلا عن الاهتمام بجمالية الشعر الشعبي في بلدان المغرب العربي.
وبشأن هذا الملتقى، قال أحمد العباسي رئيس الجمعية التونسي للثقافة الشعبية (تأسست سنة 2016) إن هذا الملتقى يفتح أبوابه أمام عدد هام من المداخلات الشعرية، وسهرة للأهازيج البدوية وسهرة صوت النجع التي تؤثثها الفنانة التونسية أصيلة الجهة زهرة الأجنف، وهو في نهاية الأمر يؤرخ لكافة أصناف التراث اللامادي. وأضاف العباسي قائلا: ومن المنتظر كذلك أن يتم في ختام الملتقى الإعلان عن تركيبة هيئة الرابطة العربية للثقافة الشعبية برئاسة تونس خلال سنة 2018.
ويشهد الملتقى مشاركة عدد من الشعراء العرب من بينهم الشاعر عبد المحسن الشمري من السعودية والشاعر عبد الله المطيري من الكويت، والشاعرة الإماراتية عائشة حسن علاوة على الشاعرة السودانية ابتهال أحمد.
ويتضمن برنامج هذا الملتقى عددا من المعارض الخاصة بالكتاب العربي المختص في الثقافة الشعبية والأكلات الشعبية والصناعات التقليدية، ومعرضا للصور الفوتوغرافية يضم أبرز المواقع الأثرية والسياحية التونسية لتنتظم إلى جانب «خيمة البادية» من خلال عرس تقليدي يتضمن موكب العروس وكوكبة الفرسان ورجال النجع والجحفة والمحفل والطبّالة، حيث من المنتظر أن تدق الطبول وتنشر الفرح بين الحاضرين.
ويقدم الملتقى على مدى الثلاثة أيام المخصصة للثقافة الشعبية، قراءات شعرية مع معزوفات موسيقية تكون مصاحبة لآلتي الناي والعود لتنتظم إثر ذلك سهرة النجمة عبر مجموعة من الأهازيج البدوية مع آلة القصبة (آلة نفخية تقليدية تصنع من القصب) ويؤثثها عازف القصبة التونسي الشهير مصطفى التليلي ويكون مصحوبا بالمغنيتين البدويتين مشرية قوادرية وسعيدة الهاني والمغنيين البدويين منير اللطيفي وإبراهيم بن الهامل.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».