الدنمارك تقلص مساعداتها للفلسطينيين ورومانيا تنوي نقل سفارتها إلى القدس

الدنمارك تقلص مساعداتها للفلسطينيين ورومانيا تنوي نقل سفارتها إلى القدس
TT

الدنمارك تقلص مساعداتها للفلسطينيين ورومانيا تنوي نقل سفارتها إلى القدس

الدنمارك تقلص مساعداتها للفلسطينيين ورومانيا تنوي نقل سفارتها إلى القدس

بعد يومين من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن عدة دول ستنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، في أعقاب اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالقدس عاصمة لإسرائيل، كشفت مصادر سياسية أن رومانيا ستكون أولى هذه الدول، وقد تعقبها كل من هنغاريا والتشيك وبعض الدول الأفريقية أيضا. وحسب نتنياهو، خلال جلسة حكومته، صباح أمس، فإن «هناك دولا عدة في أوروبا تنوي قطع أو تقليص مساعداتها للجمعيات الفلسطينية التي تساند الإرهاب»؟!
وأشاد نتنياهو بحكومة الدنمارك، التي قررت وقف مساعداتها لـ15 من مجموع 25 جمعية فلسطينية غير حكومية، بدعوى أنها تخصص الأموال لأغراض مختلفة عن الأغراض التي تعلنها. وقال إن هذا القرار جاء بفضل الجهود التي مارسها خلال لقائه وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل قبل أسبوع. ووعد بمزيد من هذه القرارات في دول أخرى.
من جهته قال وزير الخارجية الدنماركي، أندرس سامويلسن، في بيان له، إنه «يولي أهمية كبرى بإيصال المساعدات الدنماركية للأهداف التي يجب أن تصل إليها، وعليه فإن الوزارة أجرت على مدار الأشهر الأخيرة، فحصا شاملا للموضوع، وفي النهاية قررت تصعيب شروط تلقي المساعدات الدنماركية، من قبل المنظمات الفلسطينية غير الحكومية». وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، إن خطوة الدنمارك جاءت بعد الخطاب الذي أرسله وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، إلى وزارة الخارجية الدنماركية، وفيها يقدم مستندات تدل على تحويل مبالغ مالية عن طريق «إدارة حقوق الإنسان» المتواجدة في رام الله، إلى منظمات تقول إسرائيل إن لها علاقات بتنظيمات «إرهابية» تعمل من أجل مقاطعة إسرائيل.
وكانت مصادر فلسطينية قد ذكرت أن الجالية في رومانيا توجهت إلى القيادة الفلسطينية في رام الله، مطالبة بتحرّك عاجل، لإقناع رومانيا بالعدول عن قرارها بشأن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. ولفتت هذه المصادر إلى أن رئيس البرلمان الروماني ليفيو دراغنا، وهو نفسه رئيس الحزب الحاكم، صرح بوجوب نقل السفارة الرومانية من تل أبيب إلى القدس، وذلك «لأنه يجب أن نتخذ من الولايات المتحدة مثالا». ورد دراغنا على أسئلة الصحافيين حول سبب نقلها قائلا: «هناك مسائل عملية، جميع المؤسسات المركزية في إسرائيل واقعة في القدس، وسفراء وموظفو السفارة ينتقلون من تل أبيب إلى القدس، أعتقد أننا يجب أن نفكر جديا في أن سفارة رومانيا في إسرائيل سوف تنتقل إلى القدس».
المعروف أن رومانيا إلى جانب أستراليا وكندا والمكسيك والأرجنتين وجمهورية التشيك، كانت من بين 35 دولة امتنعت عن التصويت على قرار الجمعية العامة الذي اعتبر قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ملغى.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.