شكوى طرابزون سبور تضع {فيفا} في مأزق

الفريق التركي اتهم الاتحاد الدولي باتباع نهج متساهل مع عملية التلاعب بالمباريات وتجاهل معاقبة فناربغشة

فريق طرابزون سبور يرى أنه الأحق بلقب الدوري التركي لموسم 2011
فريق طرابزون سبور يرى أنه الأحق بلقب الدوري التركي لموسم 2011
TT

شكوى طرابزون سبور تضع {فيفا} في مأزق

فريق طرابزون سبور يرى أنه الأحق بلقب الدوري التركي لموسم 2011
فريق طرابزون سبور يرى أنه الأحق بلقب الدوري التركي لموسم 2011

يواجه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، اتهامات بالسماح باتباع نهج متساهل تجاه التلاعب في نتائج المباريات عندما كان يشغل منصب الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم خلال الفضيحة التي هزت كرة القدم التركية في موسم 2010 / 2011، والتي لا تزال أصداؤها تترد بعد سنوات.
وفاز فناربغشة بالدوري التركي الممتاز عام 2011 بفارق الأهداف عن نادي طرابزون سبور، لكن أدين 36 حكما ولاعبا فيما بعد بالتلاعب في نتائج المباريات، بما في ذلك رئيس نادي فناربغشة، عزيز يلدريم، الذي حكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات وثلاثة أشهر. وفي عام 2015، ألغت الحكومة التركية بقيادة رجب طيب إردوغان المحاكم الخاصة التي نظرت في القضايا المتعلقة بنادي فناربغشة، وتم تبرئة يلدريم والمتهمين الآخرين من التهم الموجهة إليهم.
وفرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عقوبات على فناربغشة بعد عام 2011، ومنع النادي من المشاركة في الدوري الأوروبي أو دوري أبطال أوروبا لمدة موسمين، وهو القرار الذي أيدته محكمة التحكيم الرياضية عام 2013. وقد شدد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ورئيسيه آنذاك ميشيل بلاتيني وإنفانتينو على أن التلاعب في نتائج المباريات يشكل هجوما أساسيا على نزاهة كرة القدم، ودعا إلى عدم التسامح مطلقا وفرض عقوبات قاسية على كل من يتلاعب في النتائج. وسار على نفس هذا النهج خليفة بلاتيني في رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر سيفرين، الذي وصف التلاعب في نتائج المباريات بأنه «مرض يهاجم جوهر كرة القدم».
ومع ذلك، يخضع موقف إنفانتينو من هذه القضية للتمحيص والتدقيق بسبب الموافقة التي أعطاها في يناير (كانون الثاني) 2012 للاتحاد التركي لكرة القدم لتطبيق عقوبات أقل من العقوبات المنصوص عليها في اللوائح التأديبية الخاصة بالاتحاد التركي لكرة القدم، والتي كانت ستؤدي إلى هبوط نادي فناربغشة من الدوري التركي الممتاز. وكان نادي فناربغشة يعارض هذه العقوبة بشدة، وسط مخاوف في كرة القدم التركية من انخفاض عائدات البث التلفزيوني بصورة كبيرة في حال هبوط الفريق الذي يحظى بشعبية كبيرة في البلاد وله سطوة في الدوري التركي الممتاز.
وفي 19 يناير 2012، كتبت الأمين العام للاتحاد التركي لكرة القدم، إيبرو كوكسال، إلى إنفانتينو تسأله عما إذا كان مسموحا للاتحاد التركي لكرة القدم - بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم - أن «يعدل» العقوبات في لوائحه التأديبية. واقترح الاتحاد التركي لكرة القدم أنه بدلا من هبوط فناربغشه، فمن الممكن تجريد النادي من لقب الدوري لعام 2011، وخصم 12 نقطة، وغرامة مالية وحرمانه من المنافسات الأوروبية.
ورد إنفانتينو على كوكسال في اليوم التالي - 20 يناير 2012 – مطمئنا إياها بأن فرض عقوبات أقل لا يعد انتهاكا لقواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وقال إنفانتينو: «مهمة التعامل مع هذه المسألة تقع في المقام الأول على عاتق الاتحاد التركي لكرة القدم».
ولكن إنفانتينو ذهب إلى ما هو أبعد من الوضع التنظيمي وأخبر كوكسال بأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يوافق على هذه العقوبات الأقل للمتلاعبين في نتائج المباريات، قائلا: «يمكننا أن نقول، بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إنه في ضوء أخذ جميع الظروف في الاعتبار، يبدو أن اقتراحك معقول ومناسب لمعالجة هذه المسألة».
وكان رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم آنذاك، محمد علي أيدنلار، قد أعلن على الملأ أنه قد تم التوصل لهذا الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حتى لا تخسر الأندية التركية أموالا طائلة، وأن هذا الاتفاق جاء نتيجة «المساومة» مع المسؤولين بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي عقد مؤتمره السنوي بعد شهرين في مدينة إسطنبول التركية.
ويواصل نادي طرابزون سبور تقديم الشكاوى للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ومحكمة التحكيم الرياضية، ويقدم طعونا قضائية بعد أكثر من ست سنوات من خسارته لقب الدوري التركي بفارق الأهداف عن فناربغشه، الذي لم يتم تجريده من اللقب وفقا للعقوبات المفروضة. وقال إرديم إجيمن، وهو محام يعمل لصالح نادي طرابزون سبور، لصحيفة الـ«غارديان»: «ما زلنا نعارض قرار الاتحاد التركي لكرة القدم بعدم تطبيق قواعد التأديب الخاصة بنا، ونطالب بتجريد فناربغشه من لقب البطولة، التي ينبغي منحها إلى طرابزون سبور. لقد انتهك الاتحاد التركي لكرة القدم لوائحه الخاصة وقواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المتمثلة في اللعب النظيف وعدم التسامح مطلقا مع التلاعب في نتائج المباريات. لا يمكننا تفسير أو تبرير النهج الذي اتبعه إنفانتينو أو تعاون الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مع ذلك».
وقال متحدث باسم بلاتيني إنه لم يكن على علم بتلك الرسائل أو أن مثل هذه الموافقة قد أعطيت للاتحاد التركي لكرة القدم لأن إنفانتينو «كان مسؤولا عن جميع المساءل القانونية والتأديبية».
وفى بيان، لم يشرح إنفانتينو، الذي انتخب رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم العام الماضي، بشكل مباشر السبب وراء موافقته على فرض العقوبات الأقل أو وصفها بأنها «معقولة ومتناسبة وملائمة». وأكد أنه يتمتع بسجل حافل في مكافحة التلاعب في نتائج المباريات، بما في ذلك منع فناربغشة وثلاثة أندية تركية أخرى من المشاركة في المسابقات الأوروبية.
وقال إنفانتينو: «في ذلك الوقت، كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في طليعة من يعملون على القضاء على مشكلة التلاعب في نتائج المباريات، من خلال اتخاذ إجراءات قوية. وكان هناك تعاون وثيق مع الشرطة والسلطات القضائية في جميع أنحاء أوروبا. وأخيرا، اتخذت قرارات تأديبية قوية... هذه هي الحقائق وهي واضحة تماما».
كما أكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على التزامه بفرض عقوبات قاسية على من يتلاعب في نتائج المباريات والمخاطر التي تهدد نزاهة كرة القدم، لكنه أوضح أنه لا توجد عقوبات موحدة، وأنه يحق للاتحادات الوطنية لكرة القدم أن تتخذ ما يلزم تجاه هذا الأمر. ومن بين الرسائل التي تم تبادلها في عام 2012، قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: «إن قائمة العقوبات التي حددها الاتحاد التركي لكرة القدم في رسالته إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في 19 يناير 2012 تتماشى مع الإجراءات التأديبية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فيما يتعلق بالتلاعب في نتائج المباريات. وتشمل إجراءاتنا التأديبية خصم النقاط و/ أو الهبوط و/ أو استبعاد الأندية من المنافسات، تبعا للحقائق والظروف الخاصة بكل حالة».
وقال قادير كارداس، السكرتير العام الحالي للاتحاد التركي لكرة القدم، إن الإجراءات المتخذة عقب الكشف عن فضائح التلاعب في نتائج المباريات كانت قد اتخذت من قبل اللجنة التأديبية للاتحاد «وهي هيئة قضائية محايدة ومستقلة». وقال كارداس إن وجهة نظر الاتحاد التركي لكرة القدم الحالية فيما يتعلق بتبادل الرسائل في يناير 2012 لا يمكن أن تكون سوى «افتراض» لأن القائم بأعمال الرئيس، يلدريم ديميرين، كان قد انتخب بعد شهر من ذلك.
وأضاف: «ومع ذلك، وللعلم، فإن المراسلات المتعلقة بأي تغييرات في لوائح الاتحادات الوطنية بين الأمناء العامين للاتحادات الوطنية والاتحادين الأوروبي والدولي لكرة القدم هي مراسلات روتينية وجزء من عملية التشاور الموجودة بين هذه الجهات».


مقالات ذات صلة

أنشيلوتي: لست متأكداً من إمكانية التأهل المباشر

رياضة عالمية أنشيلوتي (أ.ف.ب)

أنشيلوتي: لست متأكداً من إمكانية التأهل المباشر

بدا المدرب الإيطالي لريال مدريد الإسباني كارلو أنشيلوتي غير واثق من إمكانية حصول حامل اللقب على بطاقة التأهل المباشر إلى الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري الأبطال.

«الشرق الأوسط» (برغامو)
رياضة عالمية لاعبو الريال يحتفلون بالفوز على أتالانتا (أ.ف.ب)

تألق نجوم مدريد أمام أتالانتا... هل هي عودة للمسار الصحيح؟

تألق نجوم ريال مدريد الثلاثة الكبار أمام أتالانتا... هل هذه هي البداية لحصد لقب آخر؟

The Athletic (برغامو)
رياضة عالمية لويس غارسيا (حسابه في إنستغرام)

لويس غارسيا يخلف لوبيز في تدريب قطر

أعلن الاتحاد القطري لكرة القدم، الأربعاء، انتهاء العلاقة مع الإسباني «تينتين» ماركيز لوبيز، مدرب المنتخب الأول، وعين مساعده ومواطنه لويس غارسيا خلفاً له مؤقتاً.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عربية فريق التعاون يترقب منافسه في دور الـ16 (نادي التعاون)

الخميس... سحب قرعة الأدوار الإقصائية لدوري أبطال آسيا

يُجري الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الخميس، مراسم سحب قرعة الأدوار الإقصائية ببطولة دوري أبطال آسيا الثاني، في مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بالعاصمة الماليزية.

«الشرق الأوسط» (كوالالمبور)
رياضة عالمية حُكم على ليو يي بالسجن لمدة 11 عاماً وغرامة مالية 497 ألف دولار أميركي بتهمة تلقي الرشى (الاتحاد الصيني)

الصين تسجن مسؤولين سابقين آخرين في كرة القدم بتهمة الرشوة

سجنت الصين الأربعاء مسؤولَين سابقَين في كرة القدم بتهم تلقي الرشى، وفقا لبيانات صادرة عن محكمتين، وذلك في إطار حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.