حفتر يزور روما... ومجلس النواب يناقش تنفيذ تعديل «الصخيرات»

الاتحاد الأوروبي يتحدث عن تحسين ظروف المحتجزين العالقين في المدن الليبية

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال استقبال نظيره الليبي محمد طه سيالة في موسكو أمس (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال استقبال نظيره الليبي محمد طه سيالة في موسكو أمس (رويترز)
TT

حفتر يزور روما... ومجلس النواب يناقش تنفيذ تعديل «الصخيرات»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال استقبال نظيره الليبي محمد طه سيالة في موسكو أمس (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال استقبال نظيره الليبي محمد طه سيالة في موسكو أمس (رويترز)

في حين هيمن ملف الانتخابات على المشهد السياسي في ليبيا أمس، اعتبرت إيطاليا أن اتفاق الصخيرات، المبرم بالمغرب برعاية أممية قبل نحو عامين، لا ينتهي بحلول السابع عشر من الشهر الحالي، موعد المهلة التي حددها سابقاً المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، الذي واصل أمس زيارته الثانية من نوعها إلى العاصمة الإيطالية روما.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو والمشير حفتر توافقا، خلال اجتماعهما أول من أمس، على أنه «لا غنى عن الانتخابات» في ليبيا، وأن يوم الأحد المقبل يشكل ذكرى اتفاق الصخيرات، وليس تاريخ نهاية صلاحيته.
ولم يصدر على الفور أي تأكيد من المشير حفتر أو مكتبه، بشأن ما إذا كان قد تخلى عن تهديده، الذي سعت مصر وأطراف إقليمية ودولية، بحسب ما علمته «الشرق الأوسط» أخيراً، إلى إقناعه بتهدئة الأوضاع، وإتاحة الفرصة لنجاح المفاوضات التي تقودها بعثة الأمم المتحدة لتعديل اتفاق الصخيرات.
كما نقلت الوكالة ذاتها عن ألفانو قوله إن «الاستحقاق الانتخابي هو قطار تم تحديد وجهته، والسؤال الوحيد الذي يبقى مطروحاً هو سرعة هذا القطار»، أي موعد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المرتقبة في ليبيا، التي وضعت خطة عمل المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة شهر سبتمبر (أيلول) المقبل كموعد أقصى لإتمامها. كما اتفق ألفانو وحفتر على دعم جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا التي قال ألفانو إن مفاوضاته تحظى بدعم كل المجتمع الدولي.
من جهتها، أعلنت وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي أن استقرار ليبيا يتخذ أهمية مطلقة بالنسبة لإيطاليا، وأهمية بالغة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط بأسرها، مشيرة إلى أن بلادها انخرطت في بعض أنشطة الدعم الإنساني ورعاية الجرحى، وذلك في إطار البعثة الأوروبية، بالإضافة إلى تدريب خفر السواحل. لكنها استدركت بالقول، خلال الاجتماع الوزاري لمبادرة «دفاع 5 + 5» في باريس، التي تضم 5 دول من جنوب المتوسط (الجزائر، وليبيا، وموريتانيا، والمغرب، وتونس)، و5 أخرى بشماله (فرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال وإسبانيا): «أعتقد أننا جميعاً نوجه أنظارنا إلى ليبيا لأن استقرارها السياسي هو العنصر الأساسي للقدرة على بناء الأمن».
وكان حفتر قد بدأ مساء أول من أمس زيارة إلى العاصمة الإيطالية روما، هي الثانية من نوعها المعلنة له هذا العام، إذ سبق أن زارها خلال نهاية شهر سبتمبر الماضي، وانحصرت لقاءاته آنذاك على المسؤولين الأمنيين والعسكريين في الحكومة الإيطالية.
من جهة أخرى، ترأس عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، أمس، جلسة رسمية عقدها أعضاء المجلس بمقره في مدينة طبرق، بأقصى شرق البلاد، لمناقشة تعديل الإعلان الدستوري، واتخاذ الإجراءات العملية لتنفيذ المقترح الذي أقره المجلس الشهر الماضي بشأن تعديل اتفاق الصخيرات.
ولم يعلن المجلس عن أية قرارات اتخذها في الجلسة، لكن كان لافتاً اجتماع رئيسه عقيلة قبل الجلسة مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، حيث تمت مناقشة العملية الانتخابية المقبلة في ليبيا، ومدى استعداد المفوضية العليا للانتخابات، وإمكانياتها في الإشراف على سيرها، بحسب ما أعلنه المستشار الإعلامي لرئاسة المجلس فتحي المريمي.
في المقابل، قال سلامة إنه «لم يدع إلى إجراء الانتخابات، بل إلى بدء العمل على تأمين الشروط اللازمة لإجراء الانتخابات»، موضحاً أنها «تتطلب شهوراً طويلة من العمل، وهي شروط تشريعية وتقنية وسياسية وأمنية»، على حد قوله.
وأضاف سلامة لدى اجتماعه بممثلين عن المجلس البلدي لمدينة غريان وأعضاء من مجلسي النواب والأعلى للدولة، أول من أمس: «جئت لبلدكم متطوعاً لكي أسهم معكم وليس بديلاً عنكم، ليس للانتقال من مرحلة انتقالية إلى أخرى، بل لإرساء ثوابت الدولة المستقرة المبنية على 3 أسس: دستور دائم، وانتخابات دورية، ومصالحة وطنية».
إلى ذلك، تحدث عبد الرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة في العاصمة طرابلس، خلال زيارته لمعسكر اليرموك بالعاصمة طرابلس رفقة مسؤولين عسكريين، عن دعمه لجهود توحيد الجيش الليبي تحت إشراف السلطة المدنية العليا، ومن خلال إشراك جميع ضباط الجيش، غرباً وشرقاً وجنوباً، وعدم السماح بتوجيه هذه الجهود لصالح أهداف سياسية خاصة، أو اختزالها في شخص أو طرف بعينه.
وأعاد السويحلي نشر مقابلة له مع وكالة الأنباء الألمانية، طالب خلالها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باحترام ما تبقّى من سيادة وكرامة دولة ليبيا، معتبراً أنّ الليبيين سيكونون محظوظين إذا تمكنت البلاد من التوجه لانتخابات عامة، وقال في هذا السياق: «نواجه تحديات كبيرة في سبيل توفير الظروف المناسبة، ولكن إذا ما كان هناك تعاون بين جميع الأطراف، فقد يمكننا إجراء الانتخابات العامة».
وأوضح السويحلي، تعليقاً على إمكانية إجراء الانتخابات في مدينة درنة، التي تحاصرها منذ شهور قوات الجيش الوطني: «إذا ما نجحنا في تعديل الاتفاق السياسي، فلا أتصور أنه سيكون هناك ما يمنع إجراء الانتخابات في درنة، أو أي مكان آخر في ليبيا»، معتبراً أنّ الصعوبة في إجراء أي انتخابات ليست الإجراءات الفنية كتسجيل الناخبين، ولكن الصعوبة تكمن في توفير الظروف السياسية والأمنية والتشريعية الضرورية لقيام المواطن بممارسة حقه عبر انتخابات حرة ونزيهة.
ونفى السويحلي وجود اسمه ضمن قوائم مرشحة للمجلس الرئاسي المقبل، كما نفى حصوله على جنسية أخرى غير الجنسية الليبية، معرباً عن فخره بكون المجلس الأعلى للدولة، الذي يترأسه، من أكثر المؤسسات تمسكاً بالديمقراطية فعلاً، وليس بالشعارات فقط، على حد تعبيره.
من جهتها، كشفت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى طرابلس عن تعاون البعثة مع السلطات الليبية لتحسين ظروف المهاجرين، والبحث عن بدائل للاحتجاز. وفي أول زيارة من نوعها لمسؤول أوروبي رفيع المستوى لمراكز إيواء المهاجرين في ليبيا، منذ نشر مقطع فيديو لبيع مهاجرين من قبل مهربين عبر مزاد علني، قالت البعثة في بيان لها أمس إن سفيرة الاتحاد الأوروبي، بيتينا موشايد، زارت مركزي احتجاز المهاجرين بطريق المطار وتاجوراء بالعاصمة، في إطار عمل الاتحاد الأوروبي عن كثب مع السلطات الليبية ووكالات الأمم المتحدة وبلدان المنشأ لتحسين ظروف المهاجرين، مشيرة إلى ما وصفته استكشاف بدائل للاحتجاز، ومساعدة أولئك الذين يريدون العودة إلى ديارهم من المهاجرين.
في المقابل، اتهمت منظمة العفو الدولية الحكومات الأوروبية بالتواطؤ حول توقيف مهاجرين في ظروف مروعة في ليبيا، وانتقدت مساعدتها لخفر السواحل الليبي المتورط في تجارة الرق، على حد قولها.
وأعلنت المنظمة الحقوقية في تقرير لها أن «الحكومات الأوروبية متورطة عمداً في التعذيب والانتهاكات بحق عشرات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين المحتجزين من قبل السلطات الليبية للهجرة في ظروف مروعة».
واتهمت المنظمة أوروبا بدعم «نظام معقد من الانتهاكات والاستغلال بحق اللاجئين والمهاجرين»، من قبل خفر السواحل ومسؤولين في مراكز الاحتجاز والمهربين، والتركيز فقط على منع المهاجرين من عبور البحر المتوسط.
وقال جون دالويسن، مدير المنظمة في أوروبا، إن «عشرات الآلاف من الأشخاص محتجزون إلى ما لا نهاية في مراكز مكتظة يتعرضون فيها لانتهاكات منهجية»، ودعا «الحكومات الأوروبية إلى إعادة النظر في تعاونها مع ليبيا على صعيد الهجرة، والسماح للأشخاص بالتوجه إلى أوروبا عبر السبل القانونية».
كما اتهمت خفر السواحل الليبي بالتورط في تجارة البشر، من خلال تعاونه مع المهربين، وتعريض حياة المهاجرين للخطر، وتخويف المنظمات غير الحكومية التي تعمل في البحر لإنقاذ المهاجرين من الغرق.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.