الفشل في اختيار الأجانب وراء تردي نتائج أندية المحترفين

مختصون طالبوا بلجان فنية تراقب العمل... وتوقعات بإصلاحات في الفترة الشتوية

فريق الفيحاء أنفق أكثر من 70 مليون ريال لم تحمه من مراكز الخطر («الشرق الأوسط»)
فريق الفيحاء أنفق أكثر من 70 مليون ريال لم تحمه من مراكز الخطر («الشرق الأوسط»)
TT

الفشل في اختيار الأجانب وراء تردي نتائج أندية المحترفين

فريق الفيحاء أنفق أكثر من 70 مليون ريال لم تحمه من مراكز الخطر («الشرق الأوسط»)
فريق الفيحاء أنفق أكثر من 70 مليون ريال لم تحمه من مراكز الخطر («الشرق الأوسط»)

أرجع فنيون متخصصون في الدوري السعودي للمحترفين، تذيل الرائد والاتفاق والفيحاء والشباب لمراكز المؤخرة في المسابقة لعشوائية العمل في إدارات الأندية القائمة عليها، كونها لم تحسن عملية اختيار الجهاز الفني واللاعبين الأجانب، الذي أثر بشكل كبير على الإعداد الأمثل للفرق لدخول المنافسات إلى حد وصفهم.
وأكد المختصون الفنيون لـ«الشرق الأوسط» أن الأندية الخمسة المتذيلة للترتيب مهددة بنسبة كبيرة للهبوط لمصاف أندية الدرجة الأولى، عطفاً على المستويات والنتائج التي قدمتها في الدور الأول في حال استمرار الحال على ما هو عليه.
وشددوا على أن الصلاحيات الممنوحة للمدربين بتحديد الخيارات العناصرية الأجنبية للفرق والسماسرة تعد شواهد للهدر المالي للأندية.
من ناحيته، أكد المدرب السعودي عبد العزيز الخالد على تباين مستويات فرق الدوري السعودي، مستشهداً بفرق تنافس على الهبوط، وتقدم مستوى متبايناً من مباراة إلى أخرى، الأمر الذي يدعو للتساؤل والحيرة، مستطرداً: «للأسف عدم وجود اللجان الفنية في الأندية لتقييم عمل المدرب ومستوى اللاعب الأجنبي ساهم في تأثر جميع الفرق، ومن ضمنها فرق المؤخرة».
وأضاف الخالد: «عندما يكون لدي ستة لاعبين أجانب من المفترض أن يشكلوا أكثر من 50 في المائة من قوة الفريق، ولكن للأسف تلك الخيارات تكون ضعيفة جداً، ويتم اختيار لاعبين أجانب في مراكز لاعبين سعوديين متميزين والعكس صحيح، فالخلل واضح في عشوائية الاختيارات، والمفترض أن يسهم وجود ستة لاعبين أجانب من أداء الدوري السعودي ولكن ما نشاهده على الواقع لا يتعدى لاعبين متميزين في غالبية الأندية، وللأمانة خسرنا ماديا كما خسرنا لاعبين سعوديين في مراكز عدة، وهو ما يؤكد أن الخلل في الاختيارات».
ويجد الخالد أن بعض رؤساء الأندية والإداريين «يرون أنفسهم أنهم قادرون على اختيار اللاعبين الأجانب لخبرتهم في الملاعب، ولكن الرؤية الفنية لا بد أن تكون مختلفة، ومن الأمور الهامة التي تتطلب تواجدها في كل ناد لجنة فنية تتكون من 3 إلى 4 فنيين مختصين، سواء لاعبين قدامى أو مدربين، حتى يساعدوا في الاستقرار الفني وتقييم المدرب واللاعبين والاختيارات الجديدة، ومن يرون الاستغناء عنه ومن يصعد من درجة الأولمبي والشباب، وهي الرؤية التي يتطلب استمرارها لو تغير الجهاز الفني بحيث تكون مستقلة بتقاريرها».
وأضاف: «جميع فرق المؤخرة أقالوا مدربيهم واستقطبوا لاعبين، وللأسف تجد محترفين أجانب على دكة احتياط يفترض أن يشكلوا دعماً وإضافة للفريق، قياساً بالقيمة المالية التي تم استقطابها بها، وهو ما يعيدنا إلى الحديث السابق عن قلة خبرة رؤساء الأندية».
وطالب الخالد إدارات الأندية بتقييم عمل المدرب واللاعبين الأجانب والسعوديين خلال الفترة الشتوية لمعرفة مكامن الضعف وبحث سبل تصحيحها، وفقاً للإمكانية المالية للنادي، ومدى استطاعتها دعم الفريق بعدد من العناصر في مراكز الضعف الحقيقية.
بدوره، يرى المدرب الوطني منصور القاسم أن سوء الإعداد والعشوائية في الاختيارات للعناصر الأجنبية والجهاز الفني من قبل بعض إدارات الأندية ساهم في تردي نتائج فرقها التي تحتل المراكز الأخيرة مع نهاية الدور الأول، مستشهداً بقيام بعض الأندية بتغير أجهزتها الفنية، في محاولة لانتشال فرقها قبل فوات الأوان على أمل أن تتحسن الأمور.
وطالب القاسم مسؤولي الأندية بالحرص خلال فترة الإعداد للموسم الرياضي في الاختيار المقنن المدروس للاعبين وفقا لاحتياجات الفريق الفنية، لتحقيق الاستقرار الفني الذي سينتج عنه نتائج جيدة، مشيراً إلى أن العديد من الفرق لم تكن اختياراتها موفقة في العناصر الأجنبية، مع أن اتحاد الكرة منح الفرصة للأندية بالتعاقد مع ستة لاعبين أجانب، وهو الأمر الذي كان يفترض أن يدعم أي فريق في حال كان الاختيار موفقا.
وقال القاسم: «الفترة الشتوية فرصة لجميع الأندية للتعاقد مع لاعبين على مستوى عال من الإمكانيات تساهم في رفع مستوى الفريق، كما يتطلب على الفرق المتذيلة سلم الترتيب التحرك لإيجاد مخرج ومعالجة تدهور النتائج التي ربما تعصف بالفريق إلى دوري الدرجة الأولى». مبدياً عدم تفاؤله بتحسن أوضاع الفرق المتذيلة لسلم الترتيب، في ظل الضائقة المالية التي ستحول دون تمكن بعضها من تدعيم صفوف فريقه خلال فترة الانتقالات الشتوية.
وأضاف القاسم: «للأسف وأقولها بألم إن بعض أنديتنا تقع ضحية سماسرة، وتقع ضحية مدربين يستغلون صلاحياتهم من خلال السمسرة على اللاعبين، وتكون النتيجة التي نشاهدها الآن باستقطاب لاعبين أقل من الطموحات، كما أن الاستغناء عنهم أو عن الجهاز الفني سيكون مكلفاً لخزينة النادي، وذلك يتطلب أن تكون الإدارات أكثر حرصاً في التعاقدات التي تبرمها».
وأشار المدرب الوطني إلى أن الحديث عن الفرق المهددة بالهبوط سابق لأوانه، لوجود دور كامل تستطيع تلك الفرق تدارك الأمور بتدعيم صفوف الفريق بعناصر مؤثرة خلال الفترة الشتوية، متوقعاً أن يشهد الدور الثاني للدوري مفاجآت، لتصاعد الرتم الفني للمباريات، مشيراً إلى أن الفريق الذي يمتلك البديل الجاهز سيختلف عن باقي الفرق.
وأضاف: «جميع الأندية تقريباً لا يوجد لديها لجنة فنية متخصصة وحتى نادي الهلال سبق وأن ذكر رئيس النادي الأمير نواف بن سعد أنه يعتمد على بعض خبرات اللاعبين ويتم استشارتهم مثل نواف التمياط ويوسف الثنيان وبعض أعضاء الشرف، بمعنى كأنها لجنة فنية غير معلنة، وأتمنى أن نتعلم من الأندية الأوروبية، حيث نجد كل ناد يخصص لجنة فنية هي من تحدد الاختيارات، وبعيدة كل البعد عن العشوائية وهدر الأموال».
من جهته، أشار المدرب الوطني خالد العطوي إلى أن بعض الأندية لم توفق في اختيار الجهاز الفني، الذي بدوره لم يحسن عملية اختيار العناصر الأجنبية المميزة التي تساعده على النجاح، وقال: «نحن نتكلم عن ستة لاعبين، بمعنى لا بد أن يكون أكثر من نصف الفريق مميزا... وحقيقة غالبية الأندية سواء التي تقع في مراكز المؤخرة أو غيرها لم توفق في اختيار اللاعب الفعال الذي يصنع الفارق».
وأضاف: «إذا تحدثنا عن إدارات الأندية واختيارهم للمدربين وما يناسب المرحلة، وعلى سبيل المثال (أحد والفيحاء) نجد أنهما وفقا في اختيار العناصر الأجنبية لتواكب مرحلة صعودهما للدوري السعودي للمحترفين، وقدما مستويات مميزة، ولكن لم يوفقا في النتائج، وهذا شيء طبيعي ومتوقع، وأعتقد أن الفريقين بإمكانهما تقديم نتائج أفضل من النتائج السابقة، وسيكون لهما شأن في الدور الثاني».
وتابع العطوي: «في حين نجد تدهور نتائج فريق الاتفاق واستمرارية نتائجه المتدنية هو نتيجة لعدم توفيق الإدارة في اختيار الجهاز الفني المناسب، وأيضا العناصر الأجنبية الفعالة، وهذا ينطبق على فريق الرائد الذي لم يحسن اختيار الجهاز الفني، ولم يكن في مستوى وتطلعات محبي نادي الرائد الذي قدم مستويات مميزة، وحصل على مراكز متقدمة في الموسم الماضي، وهذا بلا شك يعتبر إنجازا، ولكن لم يحافظ على هذا المكتسب».
وعرج العطوي للحديث عن نادي الشباب، مشيراً إلى أن النادي يعيش صراعات إدارية سابقة أثرت بشكل سلبي على نتائج الفريق، متوقعاً عودة الفريق للنهوض في الدور الثاني للدوري، من خلال استقطاب جهاز فني لديه اطلاع ودراية عن الدوري السعودي ولاعبين يصنعون الفارق، خصوصا أن لديهم وعودا باستقطاب عناصر أجنبية خلال فترة الانتقالات الشتوية.
وأضاف: «ستكون هنالك صحوة لبعض الفرق مع بداية الدور الثاني حيث لا مجال للتفريط بالنقاط التي باتت ضرورة ملحة لفرق المؤخرة من أجل تعويض تراجعها، وحالياً الإدارة الاتفاقية تعاقدت مع المدرب الوطني سعد الشهري، وهو ابن الفريق، ويعرف خفايا الفريق، ومتابع جيد لدوري المحترفين، وكذلك بقية الفرق بإمكانها تحسين صورتها، وهذا سيقود لمتابعة دوري مثير، وتنافس قوي حتى آخر جولة».


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.