منصور في خطاب الوداع: مصر لن تشهد احتكارا للدين بعد اليوم

أوباما يتطلع للتعاون مع الرئيس المنتخب والسيسي يستعد لأداء اليمين الأحد

الرئيس عدلي منصور خلال خطابه التلفزيوني الوداعي للمصريين أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس عدلي منصور خلال خطابه التلفزيوني الوداعي للمصريين أمس («الشرق الأوسط»)
TT

منصور في خطاب الوداع: مصر لن تشهد احتكارا للدين بعد اليوم

الرئيس عدلي منصور خلال خطابه التلفزيوني الوداعي للمصريين أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس عدلي منصور خلال خطابه التلفزيوني الوداعي للمصريين أمس («الشرق الأوسط»)

حيا الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، في خطاب وداعي أمس، الشعب المصري على وعيه السياسي وشعوره الرفيع بالمسؤولية، وإنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية على نحو مشرف، وقال: «لقد برهنتم أنكم تدركون قدر وخطورة ما تواجهه مصر من تحديات»، كما نصح خليفته الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي بـ«حسن اختيار معاونيه»، والحذر من «جماعات المصالح»، مشيدا بمواقف الدول التي ساندت مصر خلال الفترة الانتقالية، وموجها رسالة إلى من سماهم بـ«المعسكر الآخر» من الدول، قائلا إن «مصر ستظل باقية وخالدة بكم أو من دونكم».
وأعرب منصور، في خطاب يختتم الفترة الانتقالية التي انتهت بإعلان السيسي رئيسا منتخبا لمصر، عن شكره لشعب مصر، وكذلك «للدولة المصرية التي حافظت مؤسساتها على الحياد بين المرشحين المتنافسين في انتخابات الرئاسة». وأضاف منصور: «أودعكم اليوم بعد عام من المسؤولية الجسيمة والأمانة الكبيرة بكل ما فيها من تحديات وصعوبات. إنني كمواطن مصري فخور بهذا الوطن وحضارته، وواثق من أن مصر ستستعيد مكانتها في المستقبل القريب».
وافتتح منصور خطابه قائلا: «شَعبَ مِصرَ الْعَظِيم. لقد أثبتم أنكم أهل لهذا الوطن العظيم، كما برهنتم أنكم تدركون قدر وخطورة ما تواجهه مصر من تحديات.. لقد أنجزتم الانتخابات الرئاسية على الوجه الأكمل ويقيني أنكم ستنجزون ما تبقى من استحقاقات خريطة المستقبل على ذات النحو المشرف والبدء في مرحلة البناء المقبلة».
وقال منصور «إنني كمواطن مصري فخور بهذا الإنجاز الكبير الذي قمتم به، فخور بوعي وتصميم وصلابة هذا الوطن وشعبه، نحن جديرون بهذا الوطن وحضارته، وإنني على ثقة في أننا سنستعيد مكانتنا ودورنا الرائد في مستقبل قريب جدا». كما وجه الشكر للدولة المصرية ومؤسساتها التي حافظت على عهدها بالحيادية والبقاء على مسافات متساوية من المرشحين.
وأوضح منصور أنه يوجه حديثه مودعا «بعد أن شرفت برئاسة مصر ما يناهز العام»، مشيرا إلى أنه «عام من المسؤولية الجسيمة والأمانة الكبيرة، لم أكن أتصور يوما - وأنا في صفوف الجماهير - هذا العبء وحجم التحديات وصعوبة المهمة، أن تكون مسؤولا عن بلد بحجم مصر التي كما تتطلب أداء رئاسيا يتناغم مع عظمة تاريخها ويتفاعل مع واقع حاضرها ويخطط لقادم مستقبلها، فإنها تفرض أيضا أن يكون دؤوبا مخلصا وأمينا يواجه مشكلات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ويدبر الموارد اللازمة للتغلب عليها ويحشد الطاقات التي تعمل على تأمين مستقبل هذا الوطن وأبنائه».
وأكد الرئيس المصري أنه قبل المهمة «أداء للواجب، ولعلكم تعلمون أنني لم أكن أود القيام بها؛ إلا أنه من منطلق المسؤولية الوطنية ووفاء لما أدين به من أفضال لا تعد لهذا الوطن الغالي، لبيت النداء. وقد تحملت مسؤوليات صعبة والتزامات جسيمة وحملت أسرتي مخاوف أمنية وقيودا اجتماعية، وحرصت على أن أكون أمينا في أدائي للتكليف رئيسا لمصر وللمصريين، كل المصريين، لا أقبل تدخلا أو وصاية من أحد من داخلها أو خارجها، وأستمع للجميع وأقيم الشورى، ثم أتخذ القرارات المناسبة وأتحمل مسؤوليتها أمام الله والوطن».
كما أشاد منصور بدور الجيش والشرطة قائلا: «اسْمَحُوا لِي أنْ أَنسِبَ الْحَقّ لِأَصْحَابِهِ. فَرغم أنّ الثلاثين من يونيو (حزيران) تُمَثِلُ الْإرَادة الشّعبِيّة الْمِصرِيّة، إلّا أنّنَا مَا كُنّا لِنَنْجَحَ فِي تَحقِيقِ هَذِه الْإرَادة دُونَمَا الدّورِ الْوَطَنِي لِرِجَالِ الْقُوّاتِ الْمُسَلّحَة الْبَواسِلِ ورِجَالِ الشّرطَة الْأبطَال. فَبِاِسْمِ الشّعبِ الْمِصرِي الّذِي أَتَى بِي عَلَى رَأسِ الْوَطنِ فِي هَذِه الْمَرحَلَة، أَقولُ لَهُمْ إنّ التارِيخَ الّذِي عَرَفَ مِصرَ مُوَحّدَة مُنذُ مِينَا مُوَحِدِ الْقُطْرَينِ. سَيَذْكُرُ لَهُمْ أنّهُمْ حَالُوا دُونَ سُقوطِ أَقدَمِ دَولة مَركَزِيّة فِي التارِيخ».
وتحدث منصور عن مجمل التحديات التي مرت بها مصر خلال توليه المسؤولية، قائلا إن الوطن «يُواجِهُ تَحدِيَاتٍ لا تُهدِدُ هُوِيّتَهُ فَقَطْ، بَلْ وِحدة شَعبِهِ وأرَاضِيهِ. وَطنٌ مَرِضَ جَسَدُهُ عَلَى مَدارِ عُقودٍ مَاضِيَة، وأُرِيدَ لِلجَسَدِ الْمُنهَكِ أنْ يُسْتَباحَ فِيمَا تَبقّى لَهُ مِنْ حَياة»، موضحا أن مصر شهدت حَالة مِنَ الاِرتِبَاكِ السِياسِي «وشَعبٌ ثَارَ عَلَى نِظَامَي حُكْمٍ فِي أَقَلّ مِنْ ثَلاثَة أَعوَامٍ. واحتكَارٌ لِلدِينِ والْوَطنِ. ومُنَاخٌ عَامّ مِنَ الاحتقَانِ السِياسِي، وظُرُوفٌ اِقتِصَاديّة مُرتَبِكَة. ثُمّ تَلا ذَلكَ إرهاب أَعْمى لا دِينَ لَهُ ولا وَطنَ، يُرِيدُ فَرْضَ رُؤاهُ الْمُخالِفَة لِحَقيقة الدِينِ».
وعن المواقف الخارجية، أشار منصور إلى أنه «يُضَافُ إِلَى تَردِي الْأَوضَاعِ الدّاخِليّة، مَوقِفٌ دُوَلِي مُنقَسِمٌ مَا بَينَ دُوَلٍ رَبَطَتْ مَصالِحَهَا بِالنِظامِ السّابقِ واستثمرَتْ فِيهِ واتّخذَتْ إِزَاءَ مِصرَ وثَورَتِهَا الشّعبِيّة مَوقِفا سَلبِيّا، فانهارت مُخطّطَاتُهَا عَلَى أَيدِي الْمُخلصِينَ مِنْ أَبناءِ هَذَا الْوَطَنِ. ودُوَلٍ كَانَتْ تُؤْثِرُ الصّمْتَ ولا تَمُدّ يَدَ الْعَونِ، وإنّمَا تُراقِبُ الْمَوقِفَ اِنتِظَارا لِوضُوحِ مَعالم الْمَشهَدِ السِياسِي أَكثَرَ فَأَكثَر. ولا يُخفَى عَلَيكُمْ أنّ ثَورة الثّلاثِينَ مِنْ يُونيو كَانَتْ لَهَا طبيعَة كَاشِفة، أَظهَرَتْ مَعادِنَ الرِجالِ ومَواقِفَ الشّرفَاء. فَتَحِيّة تَقديرٍ وامْتِنانٍ لِأشِقّائنَا الّذِينَ دَعَمُونَا مُنذُ الْيَومِ الْأَولِ، الّذِينَ طَالَمَا تَبادَلَتْ مِصرُ مَعَ دُولِهِمْ الشّقِيقة أَدوارَ الْمُسَاندة والتأييدِ فِي الشّدَائدِ. تَحيّة إلَى السعودية والْإمارات والْكُوَيتِ والْبَحرَينِ والْأُردُن وفَلَسطِين».
وتابع منصور قائلا: «أمّا لِلمُعَسْكَرِ الآخَرِ، فَأقُولُ إنّ مِصرَ قَدِيمَة قِدَمَ التارِيخِ. كَانَتْ وسَتَظلّ بِإذْنِ اللهِ تَعَالَى بَاقِيَة خَالِدَة، بِكُمْ أو من دُونِكُمْ، سَواءٌ كُنتُمْ مَعَهَا أو عَلَيهَا. واعْلَمُوا أنّهَا عَائِدة لَا مَحَالَة لِدَورِهَا ومَكانتِها فِي الْمنطقة شِئتُمْ أَمْ أَبَيتُمْ، فَهَذَا قَدرُهَا وهَذِه رِسَالتهَا، رِسَالة تَفرِضُهَا مُقوِمَاتُها التارِيخيّة والْجُغرافِيّة والْبَشرِيّة. وأمّا استمرَارُكُمْ فِي مَواقِفِكُم الْخَاطِئة، فَأثرُهُ الْوَحيدُ زِيادَة كُلْفَة تَصوِيبِ تِلكَ الْمَواقِفِ فِي الْمُستَقبَل».
وأوضح منصور إلى أنه لم يخالف رَغبَة الشّعبِ خلال فترة إدارته للبلاد؛ مَا دَامَتْ مُتَوافِقَة مَعَ صَالِحِ الْوَطنِ ولا تَتَنَاقَضُ مَعَ مَا أَتَاحَهُ الْمَنصِبُ الرِئاسِي مِنِ اطّلاعٍ عَلَى مَعلُومَاتٍ لَيسَتْ مُتَاحَة. وأنه استجابْ لِنَبضِ الشّعبِ حِرصا عَلَى إنجَازِ الْمَرحلَة الاِنتِقالِيّة. مشددا «لَمْ أَتعصّبْ أَبدا لِرَأي أو أُصِرْ عَلَى وِجهَة نَظَرٍ. وكُنتُ مُدرِكا تَماما عَلَى قِصَرِ الْمُهمّة التي لَمْ تَتجَاوَزْ عَاما وَاحِدا»، وتابع: «هَا نَحْنُ قَدْ أَنْجَزْنَا الاستحقَاقَ الرّئيسِي الثّانِي وهُو الانتخابَاتُ الرِئاسِيّة. لِأُسَلِمَ رَاية الْوَطنِ للرَئيسِ المُنتَخَبِ لِيُكْمِلَ الْمَسيرَة ويَقُودَ هَذِه الْأُمّة نَحوَ آفَاقِ التقدّمِ والاِزْدِهَار».
وقال منصور موجها حديثه للرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي: «أقول له أحسن اختيار معاونيك. فهم سندك ومعينوك على ما سيواجهك من مشكلات داخلية صعبة ووضع إقليمي مضطرب وواقع دولي لا يعرف سوى لغة القوة والمصالح». وأضاف: «تقتضي الأمانة أن أحذر من جماعات المصالح التي تود أن تستغل المناخ السياسي الجديد لطمس الحقائق وغسل السمعة وخلق عالم من الاستفادة الجشعة، يمكن هذه الفئات من استعادة أيام مضت يود الشعب المصري ألا تعود أبدا».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.