تأكيد على تمسك الرياض بالمعايير الدولية لحقوق العمالة

السعودية تشارك في مؤتمر دولي يناقش ملفي الاتجار بالبشر والعمل الجبري

تأكيد على تمسك الرياض بالمعايير الدولية لحقوق العمالة
TT

تأكيد على تمسك الرياض بالمعايير الدولية لحقوق العمالة

تأكيد على تمسك الرياض بالمعايير الدولية لحقوق العمالة

أكدت السعودية مجددا تمسكها بمعايير العمل الدولية، لحماية حقوق العمالة والقضاء على العمل الجبري، ومكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر بأشكاله كافة، ودعم مساعي منظمة العمل الدولية بما يتفق مع سياساتها ومبادئها، للوصول إلى اقتصاد منظم من شأنه تحقيق الأمن الوظيفي للعاملين في القطاع الخاص، وفق معايير تضمن لهم العيش الكريم.
وقد أدلت السعودية بهذا التأييد خلال مشاركة وزارة العمل السعودية في مؤتمر العمل الدولي بجنيف أمس، لمناقشة القضايا المتعلقة بتنظيم الاقتصاد وتعزيز الإجراءات الرامية إلى وضع حد للعمل الجبري وسياسة العمالة في إنعاش سوق العمل، مستعرضة في الوقت نفسه تجربتها في استضافة العمالة الوافدة بعقود عمل من مختلف دول العالم، التي تسهم بدورها في مشروعات التنمية الإنشائية والخدمية والإنتاجية في السعودية. وأكد الدكتور مفرج الحقباني، نائب وزير العمل الذي يترأس الوفد السعودي، أهمية الانتقال من الاقتصاد غير المنظم إلى الاقتصاد المنظم، وتعزيز الإجراءات لوضع حد للعمل الجبري، مشيرا إلى جهود منظمة العمل الدولي في تحقيق العدالة الاجتماعية بأشكالها كافة. وقال الحقباني إن أهمية إدراج موضوع الهجرة الدولية ضمن أعمال هذه الدورة، بصفته من الموضوعات ذات الأولوية المثيرة للاهتمام، التي تستدعي المناقشة، مع ضرورة تأكيد مراعاة اختلاف مفاهيم الهجرة وخصائصها، من حيث سماتها الدائمة أو المؤقتة (حسب تعبيره).
وأفصح نائب وزير العمل عن سياسات السعودية التي انتهجتها لمعالجة أوضاع العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، في إطار حملة تصحيحية قامت بها منتصف العام الماضي، واستمرت سبعة أشهر، مؤكدا أن البلاد ملتزمة معايير العمل الدولية، لحماية واحترام حقوق العمالة المخالفة، وأن السعودية أتاحت الفرصة للمخالفين لتصحيح أوضاعهم، مع منحهم تسهيلات واستثناءات وإعفاءات من الرسوم والغرامات والعقوبات المرتبطة بمخالفاتهم.
ولفت الحقباني إلى أن جهاز الوزارة تبنى منظومة من المبادرات والبرامج في إطار توفير الحماية الاجتماعية للعمالة، إذ أطلقت برنامجا متقدما لتطوير هيئات تسوية الخلافات العمالية، يتضمن تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية العاملة في القطاع.
من جهة أخرى، قال الدكتور فهد العنزي، عضو مجلس الشورى، لـ«الشرق الأوسط»، إن قوانين العمالة أصبحت ذات صبغة عالمية وتهدف إلى تصحيح أوضاع العمالة في جميع بقاع المعمورة، مشيرا إلى أن السعودية صاحبة السبق في هذا المجال، ولها جهود مميزة لتطوير القطاع وضبطه، عبر إجراء تعديلات على نظام العمل، متضمنا الكثير من القواعد والأحكام المراعية لحقوق العمالة وتحسين بيئة العمل.
وذكر العنزي أن السعودية تعد من كبرى الأسواق التي تجذب العمالة من الجنسيات المختلفة، وهي إحدى الدول المشهود لها بقدرتها على تطوير الأنظمة المتعلقة بسوق العمل، وأصدرت نظام التأمين على العمالة بالقطاع الخاص، وحمايتهم قضائيا، في الوقت الذي أدرجت فيه الدولة نظام الحماية الجنائية للعمالة، وأصدرت قراراتها لمكافحة الاتجار بالبشر وحماية الوافدين من تعريضهم لأعمال مهينة لكرامتهم وتسخيرهم للعمل دون أجر.
ولفت عضو مجلس الشورى إلى أن التطورات التي حصلت أخيرا فيما يتعلق بلائحة العمالة المنزلية، تنص على حماية حقوقهم وتحسين بيئة عملهم في المنازل، إذ تعد السعودية رائدة في مجال حماية العمالة مقارنة بالدول الكبرى، مبينا أن الحماية لم تتوقف عند الأنظمة والتشريعات فقط، بل تجاوزت ذلك بالتعامل الحكيم مع العمالة حتى المخالفين منهم، وقامت بتصحيح أوضاعهم، وهي بذلك لم تحم العمالة النظامية فقط، وإنما تجاوزت ذلك إلى إتاحة الفرصة للعمالة غير النظامية لتصحيح أوضاعها أو مغادرة البلاد والعودة إلى أوطانهم.
وتناولت كلمة السعودية في المؤتمر جهودها في إصدار لائحة عمال الخدمة المنزلية ومن في حكمهم، التي تهدف إلى تنظيم العلاقة بين أصحاب العمل والعمالة المنزلية من الذكور والإناث، بما يحدد الواجبات والالتزامات التعاقدية، ويحفظ حقوق الطرفين، بالإضافة إلى تفويض مجلس الوزراء وزارة العمل في التباحث مع الدول المرسلة للعمالة المنزلية، حيث جرى توقيع اتفاقيات ثنائية مع بعضها، لإرساء مبادئ تنظيم التعاقد مع رعاياها، بما يحقق مصالح جميع الأطراف، ويحفظ حقوق العمالة وأصحاب العمل، مشيدة بجهود منظمة العمل الدولية المتعلقة بحفظ حقوق العمالة العربية في فلسطين، وتضمين مشكلات العمالة بالأراضي المحتلة في تقريرها العام المقدم للمناقشة في الدورة الحالية بجنيف، وما صاحب ذلك من دعوة المدير العام لمنظمة العمل الدولية، غاي رايدر، إلى بذل كل جهد ممكن لدعمهم فنيا وتقنيا.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.