رغم مخاوف من فشل المفاوضات الجديدة حول اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، تواصل الشركات الألمانية رهانها على السوق المكسيكية.
فقد أظهر استبيان حديث أجرته غرفة الصناعة والتجارة الألمانية – المكسيكية، أن 68 في المائة من أعضاء الغرفة يعتزمون الاستثمار في المكسيك العام المقبل.
وبحسب الاستبيان، تخطط 55 في المائة من الشركات الألمانية في المكسيك لزيادة عدد موظفيها.
تجدر الإشارة إلى أنه يجرى إعادة التفاوض بشأن اتفاقية «نافتا» بضغط من الولايات المتحدة.
وتمثل هذه الاتفاقية أهمية كبيرة بالنسبة للمكسيك، حيث تذهب 80 في المائة من صادراتها إلى الولايات المتحدة.
وفي حال فشل المفاوضات، تتوقع 69 في المائة من الشركات الألمانية في المكسيك عواقب سلبية على نشاطها.
وفي الوقت نفسه، من الممكن أن يتيح انتهاء الاتفاقية فرصاً للمكسيك في تنويع علاقاتها الاقتصادية.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا أهم شريك تجاري للمكسيك في الاتحاد الأوروبي.
وفي آخر الشهر الماضي، اختتم ممثلو الولايات المتحدة وكندا والمكسيك جولة خامسة من المفاوضات لإعادة النظر في اتفاق التبادل الحر بين دول أميركا الشمالية «نافتا» في أجواء من التوتر؛ وذلك بعد رفض بعض المقترحات الأميركية.
وصرح روبرت لايتهايزر، الممثل التجاري للولايات المتحدة، في بيان عقب المفاوضات «لقد حققنا بعض التقدم على صعيد تطوير الاتفاق، لكنني لا زلت أشعر بالقلق إزاء الفشل في تحقيق اختراق».
وتابع لايتهايزر: «حتى الآن لم نحصل على أدلة بأن كندا والمكسيك مستعدتان للالتزام جدياً باتخاذ إجراءات من أجل إعادة التوازن إلى الاتفاق... وفي غياب ذلك لن نحصل على نتيجة مرضية»، لكنه أعرب عن الأمل في أن يعود شركاؤه في الجولة المقبلة المقررة في يناير (كانون الثاني) المقبل «إلى طاولة المفاوضات بجدية؛ حتى نتمكن من إحراز تقدم ملحوظ بحلول نهاية العام».
من جهتها، اعتبرت السلطات المكسيكية في بيان «أن المفاوضين حاولوا إحراز تقدم بأسرع ما يمكن لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى حلول».
وكانت الشائعات حول خروج الولايات المتحدة من هذه الاتفاقية التجارية قد تراجعت مؤخراً، لكن الخبراء أوضحوا أن الرئيس دونالد ترمب قد يقرر التخلي عن «نافتا» إذا «لم يتم تحقيق تقدم في هذه الجولة الجديدة من المفاوضات. والمشكلة هي أن التقدم يعتمد على وجود رغبة أم لا لدى الولايات المتحدة في التخفيف من مطالبها»، على حد قول هؤلاء الخبراء.
بدأت إعادة التفاوض على الاتفاق في منتصف أغسطس (آب)، وشهدت أربع جولات محادثات حتى الآن بلا أي تقدم بارز رغم إعلانات المبادئ.
ويتمحور أحد الخلافات الرئيسية حول العجز التجاري الأميركي مع المكسيك البالغ نحو 64 مليار دولار والذي تريد واشنطن خفضه أو إزالته.
إزاء مخاطر انسحاب واشنطن من الاتفاق، تسعى المكسيك التي تصدر 80 في المائة تقريبا من منتجاتها إلى الولايات المتحدة إلى تنويع شركائها التجاريين.
رغم مخاوف من فشل «نافتا»... الشركات الألمانية تراهن على السوق المكسيكية
رغم مخاوف من فشل «نافتا»... الشركات الألمانية تراهن على السوق المكسيكية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة