المفوضية الأوروبية وضعت خططاً لمواجهة عمليات إرهابية تستخدم أسلحة دمار شامل

TT

المفوضية الأوروبية وضعت خططاً لمواجهة عمليات إرهابية تستخدم أسلحة دمار شامل

تحدثت صحيفة «دي فيلت» الألمانية واسعة الانتشار عن لجنة خبراء أوروبيين اجتمعت الأسبوع الماضي في بروكسل لبحث الإجراءات اللازمة للتصدي لهجمات محتملة قد يشنها إرهابيون في أوروبا باستخدام أسلحة ذرية وبيولوجية وكيماوية. ونقلت الصحيفة اليومية عن تقرير للمفوضية الأوروبية، قالت إنه يتألف من 16 صفحة، أن الاتحاد الأوروبي وضع خططاً للتصدي لمثل هذا السيناريو المرعب. ويتحدث التقرير عن «مؤشرات واقعية» على محاولات إرهابيين الحصول على أسلحة دمار الشامل. ويضيف التقرير أن «داعش» سبق له أن استخدم مثل هذه الأسلحة في العراق وسوريا.
رصد التقرير أيضاً دعوات على الإنترنت لاستخدام مثل هذه الأسلحة من قبل الإرهابيين. واستخدم «داعش» طائرات صغيرة من دون طيران (درون) للمراقبة أو تنفيذ مثل هذه العمليات في العراق وسوريا.
وينص التقرير على أن الإرهابيين استخدموا الأسلحة النارية والسكاكين والشاحنات حتى الآن في تنفيذ عملياتهم الإرهابية في أوروبا، إلا أنهم لم يستخدموا أسلحة دمار شامل. وربما يسعى الإرهابيون إلى تنفيذ عمليات محدودة النطاق باستخدام أسلحة دمار شامل، لكنها عمليات مؤثرة اجتماعيا واقتصاديا. وينص التقرير على تنفيذ تدريبات أوروبية مشتركة لمواجهة احتمالات استخدام أسلحة دمار شامل من قبل إرهابيين في عملياتهم. ويدعو التقرير إلى دمج خطط درء مخاطر الإرهاب باستخدام الأسلحة الذرية والبيولوجية والكيماوية، في إجراءات التصدي لمخاطر الكوارث. ويتحدث أيضاً عن الحاجة إلى وحدة خاصة في «يوروبول» لمواجهة هذا الخطر. و«ينبغي تحديد إمكانات الوصول إلى المواد الخطرة في السوق، والانتباه إلى مخطر (الإرهابيين الداخليين)، وفرض رقابة على المنشآت النووية في بلدان لاتحاد الأوروبي».
وذكر جوليان كينغ، المفوض الأمني في الاتحاد الأوروبي، أن احتمال تنفيذ مثل هذه العمليات «ضئيل»، ولكن على أوروبا أن تكون مستعدة لها. ودعا كينغ في اجتماع لجنة الخبراء المذكورة، بحسب تقرير «دي فيلت»، أوروبا إلى فرض رقابة أكبر على المواد الخطرة التي تدخل في صناعة الأسلحة الذرية والبيولوجية والكيماوية، كما فعلت ذلك مع المواد المتفجرة والأسلحة. ودعا المفوض الأمني أيضاً إلى تحسين استعدادات فرق الطوارئ المتخصصة. وفي هذه الاجتماع أيضاً تحدثت مونيكا هولماير المختصة بالشؤون الداخلية من «الاتحاد الاجتماعي المسيحي»، عن ضرورة تجاوز الفروق بين استعداد دول الاتحاد لمواجهة هذا الخطر، «لأن هناك تبايناً ظاهراً في استعدادات مختلف بلدان الاتحاد للتصدي لهذا الخطر».
وأكدت هولماير على ضرورة توظيف دول الاتحاد الأوروبي كافة مزيدا من المال لتعزيز خطط تطوير الأدوية والأساليب العلاجية اللازمة لمواجهة احتمال استخدام أسلحة دمار شامل.
من ناحيته، قال هانز داس، خبير شؤون الإرهاب في المفوضية الأوروبية، إن أوروبا تفرض رقابة مشددة على المسافرين في المطارات، لكنها لا تفعل الكثير لفرض الرقابة على ملاعب كرة القدم. ودعا إلى تشديد الرقابة على المواد الخطرة داخل حدود منطقة «شنغن»، وفرض رقابة مشددة على الذين يحاولون الحصول على المواد الخطيرة، التي تدخل في صناعة أسلحة الدمار الشامل، من السوق.
واستشهدت الصحيفة بتقرير للشرطة البلجيكية رصد قيام أحد المتهمين بالتورط في عمليات باريس الإرهابية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، بنصب كاميرا لمراقبة بيت عالم ذري بلجيكي. تم الكشف عن الكاميرا والفيلم بعد تنفيذ عمليات باريس، ويتعلق برجل يعمل في محطة «مول» الذرية البلجيكية. ويرجح المحققون أن الإرهابيين خططوا ربما لاغتيال الرجل واستخدام بطاقة عمله للدخول إلى المناطق الأمنية الحساسة في المفاعل النووي.
وعلى صعيد الإرهاب أيضاً، وبعد مرور سنة على عملية الدهس الإرهابية في العاصمة برلين، استجابت الحكومة الألمانية لرسالة أهالي الضحايا التي انتقدت المستشارة أنجيلا ميركل واتهمتها بإهمال عواطف أهل الضحايا، وبالتقصير السياسي.
وقال شتيفان زايبرت، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية، إن المستشارة ميركل عبرت عن تضامنها وأساها لأهالي الضحايا في صباح اليوم الثاني الذي أعقب العملية. وكانت رسالة أهالي الضحايا، التي نشرتها مجلة «دير شبيغل» يوم الأحد لماضي، اتهمت ميركل بعدم مواساتهم «شخصياً ولا كتابياً».
وأشار زايبرت إلى أن الحكومة غير مضطرة للرد السريع على طلبات أهالي الضحايا في رسالتهم المفتوحة. وأضاف أن الحكومة تنتظر رأي كورت بيك، المفوض الحكومي في قضية عملية الدهس الإرهابية، الذي سيقدم تقريره حول الموضوع إلى حكومة ميركل يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وأكد أن الرسالة وصلت إلى دائرة المستشارة «وتمت قراءتها وتقييمها بكل احترام». وأردف أن المستشارة حددت يوم 18 ديسمبر الحالي للقاء أهالي وأقارب الضحايا، وأن هذا الموعد تم تحديده قبل نشر رسالة أهالي الضحايا من قبل «دير شبيغل».
وذكرت متحدثة باسم وزارة العدل أن الحكومة خصصت مبلغ 1.6 مليون يورو تعويضات لعائلات ضحايا عملية الدهس، وأن هذا يزيد كثيراً عن التقديرات الأولى التي خصصت مبلغ 700 ألف يورو فقط.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.