وزير الدفاع الأميركي يزور مصر ويلتقي السيسي

«سد النهضة» يتصدر مباحثات شكري في روما

TT

وزير الدفاع الأميركي يزور مصر ويلتقي السيسي

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن وزير الدفاع جيمس ماتيس سيصل مصر مساء اليوم (السبت)، حيث سيلتقي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع صدقي صبحي، والقادة العسكريين.
وأشارت مصادر بالبنتاغون إلى أن وزير الدفاع الأميركي سيبحث مع الجانب المصري سبل مكافحة الإرهاب، خصوصاً بعد الحادث الإرهابي المفجع الذي تعرضت له منطقة سيناء قبل أسبوع. وتأتي مصر في أولي محطات رحلة ماتيس الخارجية، حيث يزور بعدها المملكة الأردنية الهاشمية، ويشارك في مؤتمر يعقد في العقبة (جنوب الأردن) لبحث سبل مكافحة الإرهاب، يستضيفه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. ويزور وزير الدفاع الأميركي باكستان في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حيث يلتقي مع رئيس الوزراء الباكستاني والقادة العسكريين، ليعود بعدها إلى الكويت ويلتقي الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح والمسؤولين الكويتيين.
من جهة ثانية تصدرت قضية «سد النهضة» الإثيوبي، مباحثات سامح شكري وزير الخارجية المصري مع نظيره الإيطالي أنجلينو ألفانو أمس.
وقال شكري إن «مصر تعاملت مع هذا الملف من البداية باعتباره يمكن أن يقدم نموذجاً للتعاون بين دولة المنبع ودول المصب، بما يعود بالمنافع المشتركة على الجميع ويتجنب الإضرار بأي طرف؛ إلا أن ما نشهده حالياً من تعثر في المسار الخاص بالدراسات لا يعكس الإدراك الكامل لأهمية عامل الوقت». وأضاف: «اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) يؤكد على محورية إعداد الدراسات باعتبارها ستحدد حجم الضرر المتوقع، وكيفية تجنبه، خلال مراحل ملء السد وتشغيله».
وأعرب شكري في مستهل زيارته الحالية للعاصمة الإيطالية روما للمشاركة في منتدى الحوار المتوسطي، عن ترحيب مصر باستعادة العلاقات الثنائية لمسارها الطبيعي بعد عودة السفراء إلى كل من القاهرة وروما، مثمناً الدور الذي قام به الوزير ألفانو في هذا الصدد، وكذا الزيارة التي قام بها سكرتير الدولة الإيطالي للشؤون الخارجية إلى مصر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وعقده مشاورات سياسية لأول مرة بعد فترة طويلة من انقطاعها.
وفيما يتعلق بقضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، أكد شكري اهتمام مصر بهذه القضية، وبضرورة دعم مسار التعاون القضائي بين البلدين لاستجلاء الحقيقة بشأن مقتل الباحث الإيطالي، بما يحول دون تسييس هذه القضية وضمان عدم وقوفها عائقاً أمام تطوير العلاقات بين البلدين.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، أن الوزير شكري أعرب خلال المباحثات أيضاً عن تطلع مصر للارتقاء بالتعاون الثنائي، مع تركيز الجهود على تطوير العلاقات الاقتصادية وتنشيط مجلس الأعمال المشترك، حيث أطلع شكري نظيره الإيطالي على الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، لا سيما في مشروع تنمية محور قناة السويس، خصوصاً أن إيطاليا تعد الشريك التجاري الأول لمصر أوروبياً والثالث عالمياً.
ونوه أبو زيد إلى أن وزير الخارجية تطرق إلى اعتزام مصر استكمال عملية الإصلاح الاقتصادي، وأن الفترة المقبلة ستشهد جهوداً مكثفة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خصوصاً في قطاع التصنيع، بهدف زيادة الصادرات عبر دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وهي المجالات التي تتطلع مصر للاستفادة من الخبرة الإيطالية الواسعة بها.
من ناحية أخرى، أوضح المتحدث باسم الخارجية أن محادثات وزيري خارجية مصر وإيطاليا تناولت العديد من التطورات المرتبطة بالأوضاع الإقليمية، لا سيما الأوضاع في ليبيا والجهود التي تقوم بها مصر للمساعدة في توحيد وإعادة هيكلة الجيش الوطني الليبي، وجهود دول جوار ليبيا الثلاث لدعم بناء التوافق الوطني الليبي.
وأكد الطرفان دعمهما للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة تحت قيادة المبعوث الأممي غسان سلامة، وتبادلا التقييم ووجهات النظر بشأن مسار العملية السياسية في ليبيا. كما تطرقت المناقشات للأزمة السورية والجهود المبذولة لدعم مفاوضات جنيف، فضلاً عن محادثات الآستانة وجهود تثبيت اتفاقات المناطق منخفضة التوتر، بالإضافة إلى تطورات الأزمة اليمنية، والوضع في كل من العراق ولبنان.
كما استحوذت قضية مكافحة الإرهاب على حيّز كبير من المناقشات، حيث أكد وزير الخارجية المصري أن العالم المتقدم مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتوفير الدعم للدول التي تواجه الإرهاب، وفي مقدمتها مصر باعتبارها تقف في الصفوف الأولى في هذه المعركة الدولية، مشيراً إلى أن دعم القدرات الفنية لدول المواجهة من شأنه أن يعزز من قدرة المجتمع الدولي على دحر هذه الظاهرة الخبيثة.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.