ارتفاع الأسعار يحول بين المصريين وحلوى المولد النبوي

أحد سرادقات «عرائس المولد» في شوارع القاهرة (أ.ف.ب)
أحد سرادقات «عرائس المولد» في شوارع القاهرة (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع الأسعار يحول بين المصريين وحلوى المولد النبوي

أحد سرادقات «عرائس المولد» في شوارع القاهرة (أ.ف.ب)
أحد سرادقات «عرائس المولد» في شوارع القاهرة (أ.ف.ب)

مع حلول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تستعد محلات الحلويات في القاهرة ومحافظات مصر، بإعداد سرادق ومنصات عرض لمنتجاتها، تلك التي تعد إحدى أيقونات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بمصر منذ زمن بعيد.
وعلى ألحان أغنية «حلاوة زمان عروسة حصان» لشاعر العامية المصرية صلاح جاهين، تفترش الشوارع بالسرادقات الملونة، التي تتوسطها «عروسة المولد» في زيها الأبيض مثل عروس في يوم زفافها، وتكون هدية للبنت، و«الحصان» من السكر هدية إلى الولد، وهي عادة حرص على إحيائها المصريون حتى الآن. واستمرت تلك العرائس من الحلوى منذ العصر الفاطمي حتى وقتنا الحاضر وتطورت أشكالها بإضافة الورق الملون والأشرطة اللامعة.
ولكن مع موجة غلاء الأسعار بعد تعويم العملة المحلية العام الماضي، عزفت بعض الأسر المصرية عن شراء حلوى المولد لعائلتها، وحال بينها وبين الاحتفال التقليدي ارتفاع أسعار المكسرات والمواد الخام وباقي المكونات التي تعد منها تلك الحلوى.
وفي إحدى الأسواق الشهيرة في الجيزة، وقف أحمد إسماعيل (مدرس) حائراً، في محاولة منه لاستقطاع جزء من ميزانية الشهر لشراء الحلوى، قائلاً: «هذا العام الأسعار خيالية ولا تتناسب مع دخل موظف عادي، ولا أريد أن ألجأ إلى المنتج متوسط الجودة حفاظاً على صحة عائلتي، سأشتري فقط عروس المولد لطفلتي ولا داعي لباقي الحلوى».
ويقول عبد الرحمن فوزي صاحب أحد محلات الحلويات بجنوب القاهرة: «هذا العام نسبة الإقبال ضعيفة مقارنة بالأعوام الماضية، حرصت مثل غيري من التجار على عرض السلع بأسعار مناسبة، لكن هذا أيضاً لم يفلح في ارتفاع نسبة البيع، حيث يقبل المستهلك حالياً على شراء قطعة فردية من بعض الأنواع وليس شراء علبة كبيرة منوعة الأصناف». وأضاف: «الأمل في الأيام القليلة التي تسبق الاحتفال، حيث تنشط قليلاً حركة البيع».
وفي إحدى المجموعات المغلقة الخاصة بوصفات الطهي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تقوم إحدى العضوات بطرح فكرة إعداد حلوى المولد في المنزل، بطريقة تسهل على الجميع تطبيقها توفيراً للمصروفات، وخلال الأسبوع الماضي، شاركت باقي العضوات بصور الفولية والحمصية والسمسمية وكلهن حماس، وقالت منال حمدي (ربة منزل): «شعرت بالسعادة حين نجحت في إعداد الحلوى بالمنزل، فكما يقول المثل (الست الشاطرة تغزل ولو برجل حمار)».
ولكن داليا خيري (محامية) تخالفها الرأي، فلقد رأت في شراء جزء بسيط أكثر ضماناً من تجربة وصفة جديدة قد تفلح أو تفشل: «تعودت أن أشتري مع عائلتي من محل شهير بوسط البلد، ولكن هذا العام الأسعار ضعف العام الماضي وربما أكثر، اشتريت فقط الأنواع التي يفضلها أطفالي، وكان هناك زحام شديد بالمحل، وأعتقد أن الجميع فعل مثلي واختار أصنافاً محددة متوسطة الثمن».
وتعد «الفولية» و«السمسمية» و«الحمصية» و«اللديدة» و«حلوى الحمام»، وكذلك «الملبن الحبل» المحشو بعين الجمل، من أشهر الأصناف التي يقبل على شرائها المصريون.
ويتراوح سعر علبة حلوى المولد بين 100 جنيه و230 جنيهاً، وفي المحلات الشهيرة قد يصل إلى 600 جنيه مصري، وذلك حسب الوزن ونوع المكسرات بداخلها.
ويلجأ البعض إلى المصانع الصغيرة، التي تعرض بضائعها في الأسواق الشعبية، وأسعارها رخيصة، لكنها في أغلب الوقت لا تطابق المواصفات القياسية المصرية.
وكانت وزارة الصحة والسكان المصرية قد أعلنت أنها أعدمت 4 أطنان و928 كيلوغراماً من حلوى المولد غير صالحة للاستهلاك الآدمي خلال الفترة من 17 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، في حملات مكبرة على مصانع وأماكن العرض والبيع وتداول حلوى المولد في جميع محافظات الجمهورية.
وقالت الدكتورة مايسة حمزة مديرة الإدارة العامة لمراقبة الأغذية بوزارة الصحة، إن «الإعدامات كانت لأصناف كثيرة منها (حلوى كسر وهوالك متغيرة في خواصها، وملبن، وحمص، وعروسة وحصان ملون، وحلوى من عجين وسوداني، وفول سوداني، وخامات أولية للحلوى)».
وأضافت أنه تم المرور على 1913 منشأة غذائية لإنتاج وبيع الحلوى، فيما تم ضبط 420 كيلوغراماً من الحلوى للشك في صلاحيتها، وسحب 3908 عينات وإرسالها للمعامل لتحليلها للتأكد من سلامتها من حيث الألوان التي تصبغ بها والمواد الخام التي تصنع منها والتأكد من سلامتها وصلاحيتها ومطابقتها للمواصفات القياسية المصرية.
وبدوره، أشار الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان المصرية، إلى تحرير 1453 محضراً حيال تلك المخالفات، والتوصية بإغلاق 244 منشأة لعدم استيفائها الاشتراطات الصحية، مؤكداً ضرورة التزام العاملين في مجال الأغذية بكل الاشتراطات الصحية وخلوها من الأمراض المعدية والاهتمام بالنظافة العامة والشخصية، وكذلك ضرورة التزام كل المنشآت بتطبيق الاشتراطات الصحية اللازمة.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».