مهرجان القاهرة الدولي السينمائي... غياب مصري وحضور عربي وحيد

175 فيلماً من 53 دولة في الدورة الـ39

شعار الدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائي لعام 2017
شعار الدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائي لعام 2017
TT

مهرجان القاهرة الدولي السينمائي... غياب مصري وحضور عربي وحيد

شعار الدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائي لعام 2017
شعار الدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائي لعام 2017

في سابقة هي الأولى من نوعها، تغيب شمس الأفلام المصرية عن الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي السينمائي، والمقرر انطلاق فعالياتها خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي (أهم مهرجانات المنطقة العربية)، غياب الأفلام المصرية عن المشاركة هذا العام، وهو أمر اختلف النقاد على توصيفه... فمنهم من اعتبره فضيحة سينمائية، ومنهم من وصفه بالقرار الشجاع، لكن مدير المهرجان، الناقد الفني يوسف شريف رزق الله، برر غياب الفيلم المصري بقوله: «لجنة اختيار الأفلام لم تجد فيلماً واحداً، يرتقي للمشاركة في المسابقة الرسمية». تصريحات رزق الله في ظاهرها الرحمة، لكن في باطنها العذاب، لأنها تكشف حقيقة تراجع السينما المصرية، بعد انخفاض إنتاج أعداد الأفلام سنوياً، وضعف مستوى كثير منها.
وقال الناقد الفني محمد عبد الشكور لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن أن نقول إنه لا توجد أفلام مصرية جيدة هذا العام، لكن نستطيع أن نقول إن صناع هذه الأفلام اختاروا عرضها في مهرجانات أخرى، وهذا حقهم». وأضاف: «أؤيد عدم اختيار أفلام مصرية ضعيفة لمجرد تمثيل مصر فقط، لأن المهرجان يستقبل أفلاماً عالمية جيدة ويشارك فيه ضيوف ونقاد من دول كثيرة»، موضحاً أن «اختيار بعض الأفلام المصرية السيئة في الدورتين الماضيتين قد أضر بسمعة السينما المصرية»، وتابع: «لو لم يتم عرض فيلم (الشيخ جاكسون) في مهرجان الجونة، كان سيكون فيلماً مناسباً لعرضه في مهرجان القاهرة، لكن صناع الفيلم اختاروا الجونة، مثلما اختار المخرج محمد حماد، عرض فيلمه (أخضر يابس) العام الماضي في دبي بدلاً من مهرجان القاهرة السينمائي».
بدوره، قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن «قرار إدارة المهرجان بعدم مشاركة فيلم مصري بالمهرجان، هو أشجع قرار اتخذته، رغم أنها تعد فضيحة سينمائية، ولكنها البديل الأفضل عن أن تقبل فيلماً متواضعاً فتكون الكارثة أكبر في حق السينما المصرية». وأضاف: «وارد جداً عدم حصول السينما المصرية على جائزة في مهرجان القاهرة السينمائي، لكن غيابها عن المهرجان المصري، هي سابقة لم تحدث طوال تاريخ المهرجان، بل ولم تحدث في أي مهرجان دولي من قبل».
في السياق ذاته، فسرت الناقدة الفنية ماجدة موريس، عدم وجود أفلام مصرية في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بـ«قلة إنتاج عدد الأفلام المصرية»، مشيرة إلى «أن مشاركة أفلام مصرية في مهرجان الجونة، ودبي، لم يُبقِ لمهرجان القاهرة فرصة لاختيار أفلام جديدة ومهمة». وأوضحت في تصريحات صحافية أن «نسبة الأفلام المصرية تقل سنة بعد سنة، ويرجع السبب إلى أن الدولة لا تدعم السينما».
من جانبها، أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي منح الممثل الكوميدي سمير غانم جائزة «فاتن حمامة للتميز» في دورته المقبلة، وقالت ماجدة واصف رئيس المهرجان: «سوف يتم تكريم 3 نجوم بهذه الجائزة، وهم ماجد الكدواني، وهند صبري، وسمير غانم. وتُمنح الجائزة بناء على مبادرة من أسرة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، مع كل دورة جديدة، للشخصيات السينمائية التي أسهمت، وما زالت، في الارتقاء بالفن السينمائي». ويذكر أيضاً أنه تم نقل حفلي الافتتاح والختام، من المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، إلى قصر المؤتمرات بالتجمع الخامس.
وعن أهمية مهرجان القاهرة السينمائي، قال الكاتب الصحافي جمال زايده، رئيس مهرجان شرم الشيخ للسينما الأوروبية: «مهرجان القاهرة هو أقدم مهرجان سينمائي، وينتمي إلى الفئة الدولية (A) المعترف بها من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام، وهو المهرجان الدولي الوحيد في العالم العربي وأفريقيا والشرق الأوسط، وهو ضمن أهم 15 مهرجاناً دولياً على مستوى العالم». ولفت إلى «أهمية دعم الدولة لقطاع السينما لضعف تمويل الأفلام الجادة من قبل المنتجين المستقلين»، مشيراً إلى أن «السينما كانت ركناً أساسياً من الثقافة والمجتمع والاقتصاد منذ عهد طلعت حرب باشا الذي افتتح استوديو مصر، عام 1935، لدعم تقدم السينما المصرية من خلال شركة مصر للتمثيل والسينما».
يشار إلى أن مهرجان القاهرة هذا العام سوف يقدم 175 فيلماً من 53 دولة موزعة على عدد من الفئات: «المسابقة الدولية، والاختيار الرسمي، وخارج المسابقة، والبانوراما العالمية»، إضافة إلى عدد من الندوات والجوائز والنشرات والبرامج الموازية. ويفتتح المهرجان الفيلم الأميركي (The Mountain Between US) «الجبل الذي بيننا»، وهو فيلم للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، ويقوم بدور البطولة كيت وينسليت وإدريس إلبا. وتتضمن المسابقة الرسمية للمهرجان: الفيلم الإيطالي «فورتوناتا» الحائز على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان «كان»، والفيلم الفرنسي «موسم في فرنسا» لمخرجه محمد صالح هارون، أحد أهم مخرجي السينما الأفريقية، والفيلم البلجيكي «التورط في سوريا»، الذي تدور أحداثه في بيت في دمشق دمرته الحرب السورية، والفيلم التشيلي «لوس بيروس» للمخرج الشهير مارسيلا سعيد، وغيرها.
ويترأس لجنة التحكيم هذا العام الممثل المصري حسين فهمي، بعضوية جاك لي (منتج) من الصين، وسكوت هيلير (مدير تصوير) من أستراليا، وبيتر فاسلاف (مخرج) من التشيك، وخيري بشارة (مخرج) من مصر، وهاني أبو أسعد (مخرج) من فلسطين، وسمريتي كيران (مخرجة) من الهند، وفابيين باب (ممثلة) من فرنسا، وكندة علوش (ممثلة) من سوريا.
كما أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إهداء الدورة 39 للفنانة شادية، التي ترقد في مستشفى الجلاء، بعد تعرضها لأزمة صحية. ويكرم المهرجان هذا العام أيضاً، ذكرى المخرج الراحل محمد كامل القليوبي، والناقد السينمائي سمير فريد من مصر، والمخرج اللبناني جان شيمعون، والممثلة والمخرجة الفرنسية جون مورو.


مقالات ذات صلة

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)
سينما بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

يأتي فيلم «سعود وينه؟» بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».