بداية مانشستر سيتي القوية ليست ضمانة لتحقيق اللقب

تاريخ الدوري الإنجليزي مليء بالإخفاقات والانطلاقات المتميزة التي سرعان ما خفتت

أغويرو وساني قادا انطلاقة مانشستر سيتي المبهرة (أ.ف.ب)  -  غوارديولا يتطلع لحصد أول ألقابه في إنجلترا (إ.ب.أ)
أغويرو وساني قادا انطلاقة مانشستر سيتي المبهرة (أ.ف.ب) - غوارديولا يتطلع لحصد أول ألقابه في إنجلترا (إ.ب.أ)
TT

بداية مانشستر سيتي القوية ليست ضمانة لتحقيق اللقب

أغويرو وساني قادا انطلاقة مانشستر سيتي المبهرة (أ.ف.ب)  -  غوارديولا يتطلع لحصد أول ألقابه في إنجلترا (إ.ب.أ)
أغويرو وساني قادا انطلاقة مانشستر سيتي المبهرة (أ.ف.ب) - غوارديولا يتطلع لحصد أول ألقابه في إنجلترا (إ.ب.أ)

بدأ مانشستر سيتي الموسم الحالي بشكل رائع للغاية، وبات على وشك تحطيم عدد من الأرقام القياسية فيما يتعلق بعدد النقاط وإحراز الأهداف. ولم يتمكن أي فريق من تحقيق بداية أفضل من البداية الحالية لمانشستر سيتي، حتى هذه المرحلة، سوى توتنهام هوتسبر في موسم 1960-1961 عندما حقق الفوز في أول 11 مباراة خاضها في المسابقة، في حين تمكنت 7 أندية أخرى من تحقيق الفوز في 10 مباريات والتعادل في مباراة واحدة في أول 11 مباراة، وقد حدث كل ذلك في السنوات الـ40 الماضية، وهو ما قد يعد مؤشراً على أن الأموال قد خلقت فوارق كبيرة بين الأندية.
ولم يتمكن سوى 6 فرق من إحراز أهداف أكثر من الأهداف التي سجلها مانشستر سيتي (38 هدفاً) بعد 11 مباراة، كان من بينها 4 فرق في القرن التاسع عشر. ولعل الشيء المثير في هذا الأمر أن فريقاً واحداً فقط هو الذي وُجد في القائمتين – قائمة الأكثر حصداً للنقاط وقائمة الأكثر تسجيلاً للأهداف– وهو نادي مانشستر سيتي في موسم 2011-2012 تحت قيادة المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني.
وربما تكون هذه هي أول ملاحظة تجعل مانشستر سيتي بحاجة إلى توخي الحذر. صحيح أن مانشستر سيتي قد حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2011-2012، لكنه حقق ذلك بفضل هدفين في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع في آخر مباراة في الموسم. ومع ذلك، هناك شعور بأن ذلك لن يتكرر مع مانشستر سيتي خلال الموسم الحالي تحت قيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا.
ورغم أن فارق النقاط بين مانشستر سيتي وصاحب المركز الثاني في موسم 2011-2012 حتى الجولة الحادية عشرة من المسابقة كان 5 نقاط فقط، مقارنةً بـ8 نقاط الآن بين مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد صاحب المركز الثاني، فلا يزال يتعين على غوارديولا وفريقه أن يتحلوا بالحذر، خصوصاً أن الطريق لا يزال طويلاً ولا يزال هناك عدد كبير من المباريات.
كان مانشستر سيتي يسير بخطى ثابتة نحو حصد اللقب في موسم 2011-2012، لكن التعادل أمام ستوك سيتي وسندرلاند في نهاية مارس (آذار)، ثم الهزيمة أمام أرسنال في المباراة التي شهدت طرد ماريو بالوتيللي، قد أوقفت قطار الفريق وعقّدت الأمور كثيراً، ولم يُحسم اللقب سوى في اللحظات الأخيرة من آخر مباراة في المسابقة.
صحيح أن مانشستر سيتي يقدم مستويات قوية للغاية خلال الموسم الحالي، لكن يتعين عليه أن يعرف أن فريقين من الفرق الأخرى التي بدأت الموسم بـ10 انتصارات وتعادل وحيد من أول 11 مباراة قد فشلت في نهاية المطاف في الفوز باللقب. ففي موسم 1990-1991 لم يتعرض ليفربول للهزيمة إلا في بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) عندما خسر أمام آرسنال بثلاثية نظيفة، لكن كارثة هيلسبره قد أثرت على المدير الفني للفريق كيني دالغليش، الذي استقال من منصبه بعد التعادل أمام إيفرتون بـ4 أهداف لكل فريق في الجولة الخامسة من مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي في شهر فبراير (شباط). وخسر ليفربول مباراتيه التاليتين في الدوري الإنجليزي وأنهى الموسم في المركز الثاني خلف آرسنال بـ7 نقاط كاملة.
وقد شهد هذا الموسم ظروفاً استثنائية، كما أن فارق النقاط بين ليفربول وبين صاحب المركز الثاني بعد مرور أول 11 جولة كان 4 نقاط فقط. لكن في موسم 1985، حقق مانشستر يونايتد الفوز في 10 مباريات وتعادل مرة واحدة، أمام لوتون، في أول 11 مباراة بالمسابقة، ووصل فارق النقاط بينه وبين صاحب المركز الثاني حتى هذه الجولة إلى 10 نقاط كاملة، ولم يخسر مانشستر يونايتد حتى الجولة السادسة عشرة. وكان الفريق –مثل مانشستر سيتي في موسم 2011-2012– يسعى للحصول على لقب الدوري الإنجليزي بعد غياب طويل.
هبط مستوى نجم مانشستر يونايتد آنذاك مارك هيوز بصورة ملحوظة بعدما فقد تركيزه بسبب التقارير التي كانت تشير إلى قرب رحيله إلى برشلونة الإسباني، في حين تعرض جون غيدمان وغوردون ستراكان وريمي موسيس لإصابات خطيرة. وأنهى الفريق الموسم في المركز الرابع بفارق 12 نقطة كاملة عن صاحب المركز الأول.
وقد فشل ناديان من الأندية الثمانية التي بدأت الموسم مثل مانشستر سيتي من حيث عدد مرات الفوز والتعادل في أول 11 جولة، في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي في نهاية المطاف. كما فشلت 3 فرق من الثمانية التي أحرزت عدداً من الأهداف يساوي أو يتعدى ما أحرزه مانشستر سيتي حتى الجولة الحادية عشرة، في تحقيق بطولة الدوري في النهاية. في موسم 1963 سجل توتنهام هوتسبر 40 هدفاً بعد 11 مباراة، لكن الفريق استقبل أيضاً 21 هدفاً حتى هذه الجولة. وحتى خلال أول 11 مباراة في ذلك الموسم، خسر توتنهام أمام بلاكبيرن بـ7 أهداف مقابل هدفين. وشهد الفريق انهياراً في شهر مارس عندما تجرع مرارة الهزيمة في 4 مباريات وتعادل في المباراة الخامسة لينهي الموسم في المركز الرابع.
وقد حدث نفس الأمر مع نادي بيرنلي قبل ذلك بموسمين، حيث حقق الفريق الفوز في 9 مباريات وتعادل في واحدة من أول 11 مباراة، مسجلا 38 هدفاً، متصدراً المسابقة بفارق 4 نقاط أمام مانشستر يونايتد (كان الفوز يُحتسب بنقطتين فقط آنذاك لا 3 نقاط)، لكن شباك الفريق استقبلت 22 هدفاً. ورغم أن بيرنلي قد سجل 6 أهداف أو أكثر 5 مرات في ذلك الموسم، لم ينجح الفريق في الحفاظ على نظافة شباكه سوى في 7 مباريات فقط. حل الإرهاق بالفريق في شهر أبريل (نيسان) وخسر 4 مباريات، ليُنهي الموسم في المركز الثاني خلف إبسويتش تاون الصاعد حديثاً، كما خسر المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي أمام توتنهام هوتسبر.
وفي موسم 1894-1895 أحرز إيفرتون 39 هدفاً حتى هذه المرحلة، وحقق الفوز في 8 مباريات وتعادل في مباراتين من أول 11 مباراة خاضها في المسابقة، لكن الفريق أنهى الموسم في المركز الثاني خلف سندرلاند، الذي حصل على لقبه الثالث خلال 4 مواسم بقيادة توم واتسون.
ويتمثل الشيء الجيد بالنسبة إلى مانشستر سيتي في صعوبة حدوث أي من هذه الإخفاقات. ورغم أن دفاع الفريق لا يبدو مقنعاً تماماً، فإنه لم يتلقَّ سوى 7 أهداف حتى الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يتفوق أي نادٍ على مانشستر سيتي من حيث الفارق بين الأهداف التي سجلها والتي استقبلها سوى بريستون عام 1888 وسندرلاند عام 1892. ولا توجد أي كوارث أو ضغوط نفسية تؤثر على الفريق، وحتى في حال تعرض عدد من اللاعبين للإصابة فإن الفريق يضم كوكبة من اللاعبين، لدرجة أن لاعبين مميزين مثل بيرناردو سيلفا وإلكاي غوندوغان لم يلعبا إلا نادراً خلال الموسم الحالي.
لكن يبدو أن الشيء الأهم يكمن في أنه لا يوجد منافس قوي يتربص بمانشستر سيتي، مثل آرسنال في موسم 1990-1991، أو ليفربول في موسم 1985-1986، أو سندرلاند في موسم 1894-1895.


مقالات ذات صلة

الشحات: نحلم بالتتويج بكأس إنتركونتيننتال

رياضة عالمية حسين الشحات نجم فريق الأهلي المصري (النادي الأهلي)

الشحات: نحلم بالتتويج بكأس إنتركونتيننتال

يحلم حسين الشحات، نجم فريق الأهلي المصري، بقيادة فريقه نحو التتويج بلقب كأس القارات للأندية لكرة القدم (كأس إنتركونتيننتال)، المقامة حالياً في قطر.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية كثفت السلطات الإيطالية جهودها لمواجهة القرصنة على الإنترنت (الدوري الإيطالي)

الدوري الإيطالي يبرم صفقة مع «ميتا» لمكافحة البث غير القانوني للمباريات

أبرمت رابطة دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم صفقة مع شركة ميتا للتعاون ضد البث غير القانوني للمباريات.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة سعودية رانييري يحفز سعود بعد هدفه (أ.ف.ب)

رانييري مدرب روما عن سعود عبد الحميد: سريع… وسيتحسن كثيراً

قال كلاوديو رانييري مدرب روما المنافس في الدوري الإيطالي لكرة القدم إن لاعب الفريق السعودي سعود عبد الحميد يتطور بشكل لافت والذي توج بتسجيله هدفه الأول.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عربية فرحة لاعبي منتخب لبنان بأحد الهدفين في مرمى منتخب الكويت (الشرق الأوسط)

تحضيرات «خليجي 26»: الكويت تخسر من لبنان ودياً   

حقق منتخب لبنان فوزاً مثيراً على نظيره الكويتي 2-1 في المباراة الودية على ملعب «النادي الأهلي القطري»، ضمن استعدادات منتخب الكويت لبطولة «خليجي 26».

صفات سلامة (بيروت)
رياضة عربية الدكتور جورج كلاس وزير الشباب والرياضة اللبناني (الشرق الأوسط)

وزير الرياضة اللبناني: استضافة مونديال 2034 تجسيد للقيم السعودية «الثلاث» 

وجّه وزير الشباب والرياضة اللبناني، الدكتور جورج كلاس، تهنئة حارة إلى السعودية بعد نجاحها في الفوز بحق استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم 2034.

فاتن أبي فرج (بيروت)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.