الشعر في الخريف

تأملات

الشعر في الخريف
TT

الشعر في الخريف

الشعر في الخريف

ماذا تقرأ هذه الأيام يا غلام؟ لا شيء غير الشعر. عيب أصلاً أن نتفرغ لقراءات أخرى. فالخريف هو فصل الشعر بامتياز: الخريف كله شعر. الخريف فصل الشعر والحزن في آن. لا أعرف لماذا أشعر بالحزن الهادئ العميق في فصل الخريف. لا أعرف لماذا أشعر بالحنين الجارف إلى شيء أجهله... اسألوا لامارتين وكل الرومانطيقيين. ألا يتساقط عمرك قطعة قطعة مع أوراق الشجر؟ تكاد تلمس الشعر بيدك لمساً وأنت تتمشَّى تحت ظلال الأشجار. هناك منافس وحيد للشعر هو الحب. ولكنهما شيء واحد. وهناك منافسة خطيرة جداً هي الفلسفة. ولكن هذه مسألة أخرى ضخمة وشائكة. أرجوكم لا تعقدوا لي حياتي أكثر مما هي معقدة حتى الآن.
هل تريدون مثالاً على ذلك؟ في الطريق بالطائرة من تونس إلى المغرب رحت أتسلى بالجرائد التي وُزعت علينا. وفجأة تسمر بصري على أبيات في أعلى الصفحة من دون ذكر اسم الشاعر. فلنستمع إليها:
أنا قطار الحزن
... أركب آلاف القطارات
وأمتطي فجيعتي
وأمتطي غيم سجاراتي
حقيبة واحدة... أحملها
...فيها عناوين حبيباتي
...من كن بالأمس حبيباتي
بالطبع نحن التعساء كل عشر سنوات حتى «تظبط» معنا واحدة، وبالكاد! أما نزار قباني فيترامين عليه كل يوم بالعشرات، ولا يعرف كيف «يكشهن» عن حاله... ولذلك يقول: «من كن بالأمس حبيباتي». كم لسعني الحسد عندما قرأت ذلك! كم نهشتني الغيرة نهشاً!.. لكن لنتابع القصيدة، ولنستمتع بها كاملة:
يمضي قطاري مسرعاً... مسرعا
يمضغ في طريقه لحم المسافات
يفترس الحقول في طريقه
يلتهم الأشجار في طريقه
... يلحس أقدام البحيرات
لاحظوا هذه العبارة المدهشة: «يلحس أقدام البحيرات»! إنها تساوي ديواناً بأسره. أو لاحظوا كلمة «يفترس الحقول، يلتهم الأشجار». الشعر فعلاً «لغة عليا» كما قال الناقد الفرنسي جان كوهين في كتاب شهير. إنه لغة سحرية تعلو على كل اللغات. ولا تستطيع لغة الفلسفة أن تضاهيها أبداً. لكن لنتابع المسيرة فقد وصلنا إلى النهاية تقريباً:
يسألني مفتش القطار عن تذكرتي
... وموقفي الآتي
... وهل هناك موقف آتي؟
فنادق العالم لا تعرفني
... ولا عناوين حبيباتي
...لا رصيف لي
أقصده... في كل رحلاتي
أرصفتي جميعها... هاربة
...هاربة... مني محطاتي
...هاربة مني... محطاتي
أقسم بالله كنت منزعجاً في الطائرة وضجراً بالحياة، وكلَّ ما هو موجود، فإذا بهذه القصيدة تأتي صدفة، لكي تنعشني وتعيد إليَّ الروح. هنا تكمن كيمياء الشعر وسحره الخالد. وبهذه المناسبة أود القول بأن جان كوهين كان قد كرس حياته كلها لهدف واحد: اكتناه سر اللغة الشعرية، أي معرفة كيف تنقدح الشرارة الشعرية، أو كيف تتولد الشحنات الشعرية عن طريق تركيب معين لكلمات اللغة العادية. وهو هنا يلتقي دون أن يدري بنظرية النظم لناقدنا الكبير عبد القاهر الجرجاني لكن مع تطوير كبير لها بواسطة كشوفات البنيوية وعلم الألسنيات الحديثة. وكنت قد قابلته في باريس أيام زمان عندما كنت أحضر شهادة الدكتوراه عن تيارات النقد العربي الحديث بين عامي 1950 - 1975، وقد خصصتها لدراسة ظاهرة الشعر الحديث في العالم العربي ورأي مختلف التيارات النقدية فيها. وهي أطروحة جامعية لم تنشر حتى الآن ولم تترجم إلى العربية.



اهتمام «سوشيالي» واسع بنبيل الحلفاوي إثر مرضه

الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)
الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)
TT

اهتمام «سوشيالي» واسع بنبيل الحلفاوي إثر مرضه

الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)
الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)

حظي الفنان المصري نبيل الحلفاوي باهتمام واسع على «السوشيال ميديا» إثر مرضه، وانتقاله للعلاج بأحد مستشفيات القاهرة، وتصدر اسم الفنان «الترند» على «إكس» في مصر، الجمعة، بعد تعليقات كثيرة من أصدقائه ومتابعيه على منصة «إكس»، داعين له بالسلامة، ومتمنين له سرعة الشفاء والعودة لكتابة «التغريدات».

صورة للفنان نبيل الحلفاوي (متداولة على إكس)

واشتهر الحلفاوي بنشاط تفاعلي على منصة «إكس»، معلقاً على العديد من القضايا؛ سواء العامة أو السياسية أو الفنية، أو الرياضية بالتحديد، بوصفه واحداً من أبرز مشجعي النادي الأهلي المصري.

وكتب عدد من الفنانين داعين للحلفاوي بالسلامة والتعافي من الوعكة الصحية التي أصابته والعودة لـ«التغريد»؛ من بينهم الفنان صلاح عبد الله الذي كتب على صفحته على «إكس»: «تويتر X ما لوش طعم من غيرك يا بلبل»، داعياً الله أن يشفيه.

وكتب العديد من المتابعين دعوات بالشفاء للفنان المصري.

وكان بعض المتابعين قد كتبوا أن أسرة الفنان نبيل الحلفاوي تطلب من محبيه ومتابعيه الدعاء له، بعد إصابته بأزمة صحية ونقله إلى أحد مستشفيات القاهرة.

ويعد نبيل الحلفاوي، المولود في القاهرة عام 1947، من الفنانين المصريين أصحاب الأعمال المميزة؛ إذ قدم أدواراً تركت بصمتها في السينما والتلفزيون والمسرح، ومن أعماله السينمائية الشهيرة: «الطريق إلى إيلات»، و«العميل رقم 13»، ومن أعماله التلفزيونية: «رأفت الهجان»، و«لا إله إلا الله»، و«الزيني بركات»، و«غوايش»، وفق موقع «السينما دوت كوم». كما قدم في المسرح: «الزير سالم»، و«عفريت لكل مواطن»، و«أنطونيو وكليوباترا».

نبيل الحلفاوي وعبد الله غيث في لقطة من مسلسل «لا إله إلا الله» (يوتيوب)

ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن «نبيل الحلفاوي نجم كبير، وله بطولات مميزة، وهو ممثل مهم لكن معظم بطولاته كانت في قطاع الإنتاج»، مستدركاً لـ«الشرق الأوسط»: «لكنه في الفترة الأخيرة لم يكن يعمل كثيراً، شارك فقط مع يحيى الفخراني الذي قدّر موهبته وقيمته، كما شارك مع نيللي كريم في أحد المسلسلات، فهو ممثل من طراز فريد إلا أنه للأسف ليس اجتماعياً، وليس متاحاً كثيراً على (السوشيال ميديا). هو يحب أن يشارك بالتغريد فقط، ولكن لا يتفاعل كثيراً مع المغردين أو مع الصحافيين. وفي الوقت نفسه، حين مر بأزمة صحية، وطلب المخرج عمرو عرفة من الناس أن تدعو له بالشفاء، ظهرت مدى محبة الناس له من أصدقائه ومن الجمهور العام، وهذا يمكن أن يكون فرصة لمعرفة قدر محبة الناس للفنان نبيل الحلفاوي».