ضجة إعلامية حول فيلم تحول إلى رمز استقلال كاتالونيا

بطلته تختفي عن الأنظار بعدما تلقت تهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي

لقطة من الفيلم القصير
لقطة من الفيلم القصير
TT

ضجة إعلامية حول فيلم تحول إلى رمز استقلال كاتالونيا

لقطة من الفيلم القصير
لقطة من الفيلم القصير

اختفت الممثلة آنا ماروني (26 عاما) عن الأنظار، بسبب المضايقات والتهديدات التي تلقتها، بعد ظهورها في فيلم قصير يستمر ثلاث دقائق، حول الدعوة لاستقلال إقليم كاتالونيا. ولم تتوقع هي نفسها أن هذا الفيلم سيثير ضجة كبيرة في وسائل الإعلام، ومن ثم يتحول إلى رمز للمطالبين بالاستقلال.
في الفيلم، تظهر ماروني، مع قدرة واضحة في التأثير على المشاهد، وهي متألمة للغاية للحالة التي آلت إليها كاتالونيا، وتكاد أن تبكي متكلمة باللغة الإنجليزية. الفيلم بعنوان «مساعدة كاتالونيا تنقذ أوروبا»، وهو مشابه لفيلم كان قد ظهر عام 2014 بعنوان «أنا أوكرانية»، لصالح أوكرانيا.
يحاول الفيلم إظهار أن إقليم كاتالونيا يعاني من اضطهاد الدولة الإسبانية، وفيه تتحدث ماروني باسم الشعب الكاتالوني، وتتوجه إلى أوروبا من أجل مساعدته كي يحصل على الاستقلال، وتصاحب تعليقاتها مشاهد من المظاهرات التي عمت كاتالونيا تأييدا للاستقلال، ولرجال الشرطة وهم يقتحمون دوائر الاستفتاء ويواجهون المتظاهرين.
فكرة الفيلم تدور، حسب ماروني، حول وجود هجوم على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحقوق المدنية في كاتالونيا، وتتساءل: ما الجريمة التي اقترفها الشعب الكاتالوني عندما توجه للاقتراع على استفتاء الاستقلال؟ ومن ثم لم تعترف الحكومة الإسبانية بنتيجته. ويركز الفيلم على مشاهد العنف التي صاحبت يوم الاستفتاء وما بعده.
تعلق ماروني بأن الآلاف من رجال الشرطة هاجموا دوائر الاستفتاء، وأن 90 في المائة من الشعب الكاتالوني صوّت لصالح استقلال كاتالونيا، وأن رجال الشرطة ألقوا القبض على أربعة عشر مسؤولا في الحكومة المحلية الكاتالونية، من دون الحصول على إذن قضائي، وأغلقوا المئات من مواقع الإنترنت. وتضيف أن إسبانيا قد استعملت القوة بشكل لم تشهده أي دولة في الاتحاد الأوروبي، وأن موضوع استقلال كاتالونيا هو موضوع أوروبي. ثم تتوجه إلى أوروبا كي تخاطبها: «نحن مواطنون أوروبيون مثلكم، ونحتاج إلى مساعدتكم من أجل الدفاع عن الديمقراطية والحرية».
آنا ماروني، ممثلة معجبة بشكسبير والمسرح، وكانت قد تركت دراستها الجامعية بعد ثلاث سنوات من دراسة الهندسة المعمارية، لتتجه إلى التمثيل، ومن آرائها: «باعتباري ممثلة، فإن أكثر شيء مؤثر هو رؤية ممثل يقوم بدور شكسبير يستطيع إبكاء المشاهدين».
آنا ماروني ممتنعة عن التعليق حاليا حول دورها في الفيلم، واختفت عن الأنظار، بسبب المضايقات والتهديدات التي تلقتها؛ لكن والدتها، مونتسيرات كاستيون، صرحت بأن ابنتها «لم تؤدّ هذا الدور لسبب سياسي، فبالنسبة لها هو جزء من عملها ممثلة»، وأضافت: «إننا في حالة صعبة للغاية، وما يجري يسبب لنا كثيرا من القلق».
وقد انتشر الفيلم انتشارا كبيرا على مواقع الإنترنت، وبلغ عدد مشاهديه في «توبي» أكثر من مليون ونصف مليون، وجوبه بهجوم شديد من قبل كثيرين، واتهموه بالمبالغة والكذب، وبأن بعض مشاهد المظاهرات لم تقع في كاتالونيا وإنما في مناطق أخرى.
ماروني اضطرت إلى حذف موقعها من الإنترنت، وامتنعت عن الرد على منتقديها، وبالطبع أشاد بها مؤيدو استقلال كاتالونيا، حتى أصبح الفيلم رمزا للمطالبة باستقلال إقليم كاتالونيا الذي أعلن استقلاله أخيرا، ولا تزال المسائل ضبابية ومجهولة.


مقالات ذات صلة

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟
TT

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً لنهاية هذا التمديد، تساؤلات حول مدى فاعلية القرار في الحدّ من انتشار «المعلومات المضلّلة»، يأتي ذلك بالتزامن مع رصد تجاوزات مرّرَتها المنصة الأشهَر «فيسبوك» خلال الفترة السابقة برغم تقييد الإعلانات.

ما يُذكر أن «فيسبوك» أعانت بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «حظر أي إعلان يحمل رسائل توجيه سياسي أو اجتماعي من شأنه التأثير في سير الانتخابات الرئاسية الأميركية»، غير أن مراقبين قاموا برصد تجاوزات على المنصة وصفوها بـ«التضليل»، وقالوا إن «فلاتر» المحتوى على «ميتا» – التي تملك «فيسبوك» – «غير متمرّسة» بما يكفي لتمييز المحتوى الذي ينتهك إرشادات المصداقية، ما يثير شكوكاً بشأن جدوى قرار الشركة تقييد الإعلانات.

الدكتور حسن مصطفى، أستاذ التسويق الرقمي والذكاء الاصطناعي في عدد من الجامعات الإماراتية، عدّ قرار «ميتا» الأخير «محاولةً لتجاوز المخاوف المتزايدة حول استغلال الإعلانات في التأثير على الرأي العام»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ميتا تخشى اتهامها بنشر المعلومات غير الموثوقة بشكل واسع إبان الفترات الانتخابية وما بعدها، لا سيما وأنه سبق اتهام الشركة من قبل بوجود محتوى يؤثر على الرأي العام خلال فترات انتخابية سابقة».

وعن دور «ميتا» في الحدّ من «المعلومات المضللة»، أوضح مصطفى أنه «لا تزال المعلومات المضلّلة تحدياً قائماً برغم ما اتخذته (ميتا) من إجراءات لمكافحتها، والتقليل من انتشار الأخبار الكاذبة»، وقال عن دور الشركة في هذا الصدد: «لقد عزّزَت (ميتا) التعاون مع جهات خارجية للتحقّق من صحة الأخبار، فباتت تعتمد على منظمة (فاكت تشيك/ FactCheck)، وشبكات من المؤسسات المستقلة؛ للتحقّق من الأخبار المتداوَلة عبر المنصة».

واستشهد الدكتور مصطفى ببعض التقارير الصادرة عن منظمة «هيومن رايتس ووتش»، التي أظهرت إحراز «ميتا» تقدماً في مجال الحد من «خطاب الكراهية»؛ «إذ تمكّنت خوارزميات الشركة من التعرّف على بعض الأنماط المتكرّرة للمحتوى المسيء، وحذفه تلقائياً قبل أن ينتشر»، غير أنه مع ذلك عدّ إجراءات «ميتا» غير كافية، مشيراً إلى أن «خوارزميات الذكاء الاصطناعي ما زالت محدودة القدرة على معالجة المحتوى بلغات ولهجات متنوعة، أو فهم السياقات الثقافية المعقّدة، ما يجعل من الصعوبة بمكان وضع حدود واضحة أمام تحقيق نجاح كامل في تقليص خطاب الكراهية».

هذا، وكانت المنظمة الدولية «غلوبال ويتنس» قد أعدّت تقريراً حول ما إذا كانت منصات التواصل الاجتماعي قادرةً على اكتشاف وإزالة «المعلومات المضلّلة الضارّة»، لا سيما المتعلقة بانتخابات الرئاسة الأميركية، وأشارت في نتائجها عقب الانتخابات الأميركية إلى أن أداء «فيسبوك» كان أفضل مقارنةً بمنصة مثل «تيك توك»، لكن التقرير لم ينفِ التورّط في نشر «معلومات مضلّلة» برغم القيود، كذلك ذكر التقرير أن «فيسبوك» وافَق على واحد من بين 8 إعلانات اختبرت بها المنظمة قيود المنصة للحَدّ من «المعلومات المضلّلة»، ما رأته المنظمة «تحسّناً ملحوظاً مقارنةً بأداء المنصة السابق مع أنه لا يزال غير كافٍ».

من ناحية أخرى أشار تقرير صادر عن منظمات المجتمع المدني «إيكو» و«المراقبة المدنية الهندية الدولية»، إلى أن «ميتا» سمحت بظهور إعلانات تحتوي على عبارات تحريضية ضد الأقليات على منصّتها خلال فترة الانتخابات الأميركية، كما أشارت إلى رصد «محتوى زائف» مصنوع بأدوات الذكاء الاصطناعي.

وحول هذا الأمر، علّق خالد عبد الراضي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» بمصر والمملكة العربية السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، على قرار «ميتا» بالقول إننا بصدد محاولات عدّها «غير جادة»، ودلّل على ذلك بأن «(ميتا) قيّدت الإعلانات قبل الانتخابات الأميركية بأسبوع واحد فقط، وهذه مدة غير كافية إذا كانت المنصة بالفعل جادّة في الحدّ من التضليل والتأثير على الرأي العام، مثلاً (إكس) كانت أكثر جدّية من خلال تقييد أي منشور موجّه قبل الانتخابات بشهر»، مشيراً إلى أنه «بالتبعية شاهدنا على منصة (فيسبوك) محتوى مضلّلاً وزائفاً طُوّر بالذكاء الاصطناعي».

وأوضح عبد الراضي أن «(ميتا) لم تفرض قيوداً على الإعلانات بشكل عام، بل على نوع واحد فقط هو الإعلانات السياسية المدفوعة، ومن ثم تركت المجال أمام التضليل والتأثير على الرأي العام»، ودلّل كذلك على قلة جدّية الشركة بقوله: «بعد الانتخابات الأميركية في 2020 واجهت (ميتا) عدة اتهامات بتوجيه الرأي العام، ما دفع الشركة لاتخاذ إجراءات جادّة، من بينها توظيف (فِرق سلامة) معنية بمراجعة النصوص؛ للتأكد من ملاءمتها مع معايير المنصة، غير أن عمل هذه الفِرق أُنهِي لاحقاً، ما يشير إلى أن ادّعاءات المنصة لم تكن جدّية».