انطلقت، مساء أول من أمس، في مدينة الصويرة المغربية، فعاليات مهرجان «الأندلسيات الأطلسية»، بدورته الـ14، على أن تتواصل، مدة أربعة أيام، في برنامج متميز، رافعة شعار «سعادة العيش المشترك».
مرّ حفل الافتتاح في أجواء أكثر من رائعة، ارتاح خلالها الجمهور الغفير إلى أداء كل من حاييم لوك وعبد الرحيم الصويري، مرفوقين بجوق محمد العربي التمسماني، تحت قيادة محمد أمين الأكرمي، مع حضور متميز للفنان مروان حاجي، فضلاً عن العرض الراقي الذي تألق فيه المنشد الحاج مرينة.
يقول المنظمون إن دورة هذه السنة ستكون استثنائية، وإنّها ستؤكد، في نفس الوقت، على أهمية الاختيار الذي سارت فيه المظاهرة، خصوصاً فيما يتعلق بجمعها بين كبار ورموز الموسيقى الأندلسية، في شتى تعبيراتها المختصرة للمكونات والروافد الوطنية، سواء تعلق الأمر بالديانتين اليهودية والإسلامية، أو بدعوة موسيقى الفلامنغو، بأبرز أسمائها التي تربط الحاضر بالماضي.
يتضمن البرنامج مشاركة ريموند البيضاوية التي سبق لها أن شاركت، في دورة السنة الماضية، كما شاركت في الدورة السابعة، حيث ستعيد أداء أغانٍ شهيرة من الفن الشعبي والشكوري والملحون، بشكل يؤكد التنوع الغني جداً للريبيرتوار الشعبي المغربي.
تشارك في دورة هذه السنة، مرسديس رويز باعتبارها ضيفة للصويرة، وهي التي اختيرت في 2015 راقصة نجمة للفلامنغو في إسبانيا، حيث ستكون مرفوقة بموسيقيين وراقصين لإعطاء بعد قوي للخط المنير والحداثي الذي يسكن مهرجان الصويرة للأندلسيات الأطلسية.
كما يعرف البرنامج مشاركة الثنائي ديفيد مناحيم والفلسطينية لبنى سلامة، بشكل يؤكد أنّ هذا الموعد لا يمكن إلّا أن يبرز قيمة الصويرة التي تعرف كيف تعطي للموسيقى مزية الغناء للأمل والسلام.
ستمثل دورة هذه السنة لحظة استحضار لذكرى شاعرين ومغنيين صويريين، من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، هما ديفيد إفلاح وديفيد القاييم.
تعرف المظاهرة مشاركة عدد من الفنانين الشباب، الذين أكدوا موهبتهم وقيمتهم الفنية، بينهم زينب أفيلال من تطوان، وعبير العابد من طنجة، وفاطمة الزهراء قرطبي من الرباط، ومروان حاجي من فاس، فضلا عن الثنائي الشاب شالوم إيفري ونهيلة القلعي؛ وعن مشاركة المجموعة الصوتية الأندلسية تحت قيادة عبد الحميد السباعي، والمجموعة الصوتية للمدارس الأندلسية الصويرية تحت قياد محمد الصديقي، والمجموعة الصوتية أزهار الأندلس تحت قيادة رشيد الودغيري.
ويعيد وصول مهرجان «أندلسيات أطلسية» إلى محطته الـ14، تركيز الحديث على قيمة العمل المنجز والأهداف من تنظيم تظاهرة، ببعد ثقافي وفني، تحتفي بالتعدد والتنوع والتسامح والتعايش بين الديانات والثقافات، سواء عبر مد الجسور بين فضاء جغرافي عريض يضم البحر الأبيض المتوسط، ويمتد حتى الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي، الذي يشكل الإرث الأندلسي الرابط الذي يجمع بين مكوناته، أو التشديد على أهمية الاحتفال بالذاكرة ونقل التراث ضمن ثقافة الاختلاف والتعبير بصوت واحد عن غنى وعمق المغرب المتعدد، الذي يتفاعل بانسجام، على أنغام موحدة لموسيقى بلا حدود.
افتتاح باذخ لمهرجان «الأندلسيات الأطلسية» في الصويرة
الدورة الـ14 تحتفي بـ«سعادة العيش المشترك» في المغرب
افتتاح باذخ لمهرجان «الأندلسيات الأطلسية» في الصويرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة