مصادر إسرائيلية: حماس وعدت مصر بألا تنافس فتح على الرئاسة

TT

مصادر إسرائيلية: حماس وعدت مصر بألا تنافس فتح على الرئاسة

تحدثت أوساط إسرائيلية عما قالت إنه «أسرار كثيرة» وراء اتفاق المصالحة الفلسطينية؛ منها أن حماس وعدت مصر بالامتناع عن طرح مرشح ينافس حركة فتح على الرئاسة. فيما هاجم وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، زميله في اليمين المتطرف، رئيس حزب المستوطنين، نفتالي بنيت، على مطالبته بمعاقبة السلطة الفلسطينية على المصالحة، وقال إن «هذه المطالب ما هي إلا فقاعات انتخابية هدفها الكسب السياسي الحزبي».
وكان ليبرمان يعلق على إعلان بنيت أنه سيطلب من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن ترد إسرائيل على اتفاق المصالحة بإعلان التمسك بقرار سابق للمجلس الوزاري صدر في العام 2014، ويقضي بقطع الاتصالات بين إسرائيل وحكومة الوحدة الفلسطينية التي تضم «فتح» و«حماس».
وقال بينت إن «مهندس عملية قتل الفتية الثلاثة، صالح العاروري»، وقع بنفسه على اتفاق التعاون مع حكومة السلطة الفلسطينية؛ ومن الواضح أن التعاون معه يعني منح الشرعية لتنظيم يسعى لتدمير إسرائيل. وحسب قوله، «لا يمكننا مطالبة العالم بالعمل ضد (حماس) بينما نعمل نحن معها».
وقال ليبرمان، في تصريحات صحافية، إن المصالحة، من جهته، لا تتعدى كونها مهرجاناً إعلامياً آخر سيجهض في القريب، مثل ما سبقه من اتفاقيات مماثلة. وأضاف: «أنا بالنسبة لي لا أرى فرقاً بين (فتح) و(حماس)، وبين أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) وبين هنية (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس). فكلاهما يناصر الإرهاب. ولكن هناك اتفاقيات موقعة، وهناك تنسيق أمني مهم، وهناك مصالح. كل ما نقدمه للسلطة الفلسطينية يندرج في إطار المصالح الأمنية لإسرائيل، وكل من يطالبنا بوقف هذه العلاقات يعرف جيداً أن مطالبه لن تتحقق لأننا لا نفرط بأمن إسرائيل. وعليه فإنني لا أرى في مطالبات بنيت سوى دعاية انتخابية».
من جهة ثانية، تحدثت مصادر سياسية في إسرائيل، عما اعتبرته «خبايا وراء كواليس اتفاق المصالحة». وحسب سمدار بيري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، فإنه «لم يتم كشف تفاصيل السيناريو الذي يجري طهوه على لهب خافت، من وراء الكواليس، وكل شيء يعتمد على كل شيء: إذا نجح اتفاق المصالحة بين (فتح) و(حماس) سيتم الإعلان عن انتخابات للبرلمان الموحد، وستليها مباشرة الانتخابات الرئاسية. من ناحيةٍ (وعدت) حماس وزير المخابرات المصري، بأنها لن تطرح مرشحاً للرئاسة. ومن ناحية أخرى، تبدو فرص فوز عباس ضئيلة. كما تلقى أبو مازن تلميحاً قوياً بأن لا يحاول فرض نفسه، في هذا العمر الكبير».
وأضافت: «صديقي القديم في غزة، أستاذ العلوم السياسية محمد أبو سعدة، يعرض روايةً للزيارة السرية التي قام بها وفد إسرائيلي إلى القاهرة، في الأسبوع الماضي، حسب ما نشرته وسائل الإعلام الأجنبية، بالتوازي مع جهود المصالحة الفلسطينية. وقال إن الإسرائيليين دخلوا، أيضاً، إلى مقر المخابرات المصرية. ووفقاً لرواية صديقي من غزة، فقد جاء الإسرائيليون لمطالبة الوسيط المصري بدمج تحرير سراح المدنيين وجثث الجنديين الإسرائيليين. ليس سراً أنهم لن يرجعوا من دون صفقة. حالياً، لا توجد قائمة بالأسماء، ولكن هناك تقديرات شاملة بأن السعر لن يكون منخفضاً. ووفقا لمعلومات صديقي الغزي، فقد وعد زعيم حماس، يحيى سنوار، المحامية فدوى البرغوثي، زوجة مروان البرغوثي، بألا يتم إغلاق أي صفقة مع إسرائيل، هذه المرة، من دون الإفراج عن مروان. ويجب أن نذكر بأن أبو مازن لا يصر على البرغوثي، ونتنياهو لا يبحث عن شريك (على يديه دماء)».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.