تعتيم رسمي إزاء حرائق أسواق دمشق... ومعارضون يتحدثون عن «أصابع إيرانية»

نشطاء يستبعدون أن يكون حريق «العصرونية» آخرها

حريق في «سوق العصرونية» في دمشق القديمة  (أخبار دمشق)
حريق في «سوق العصرونية» في دمشق القديمة (أخبار دمشق)
TT

تعتيم رسمي إزاء حرائق أسواق دمشق... ومعارضون يتحدثون عن «أصابع إيرانية»

حريق في «سوق العصرونية» في دمشق القديمة  (أخبار دمشق)
حريق في «سوق العصرونية» في دمشق القديمة (أخبار دمشق)

عادت الحرائق لتلتهم الأسواق الأثرية في مدينة دمشق القديمة وسط «تعتيم» السلطات على أسبابها الحقيقية واتهام تجار إيران بـ«افتعالها بهدف الاستيلاء على المنطقة بالتواطؤ مع النظام».
ونشب آخر حريق، الذي يعتقد أنه لن يكون الأخير، مساء 1 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في «سوق العصرونية» على بعد أمتار من الجامع الأموي من الجهة الجنوبية الشرقية، وتحاذيه سوق «الحميدية» من الجهة الشمالية، بينما تحده من الجنوب قلعة دمشق الأثرية، والغرب سوق «المناخلية».
واقتصر خبر الحريق على بضع كلمات أوردتها صفحة «يوميات قذيفة هاون» في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وجاء فيه: «نشوب حريق في سوق (العصرونية) في دمشق القديمة مجهول السبب، من دون ورود أنباء عن إصابات بشرية». ولم تأت وسائل الإعلام الرسمية على ذكر الحدث لا من قريب ولا من بعيد.
وتختص سوق «العصرونية» التي تضم مئات المحال وتعد من شرايين حياة دمشق، في بيع مستلزمات المطبخ والمرأة من عطور وأدوات زينة وماكياج، وألعاب الأطفال. ويقول مؤرخون إن تسميتها منسوبة إلى المؤرخ والعلامة ابن أبي عصرون، بينما يعتقد آخرون أن التسمية تعود إلى أن السوق منذ أُسّست تشهد ازدحاما شديدا في فترة العصر من النهار، بينما تشهد حاليا ازدحاما طوال ساعات النهار. وتتميز بأنها شهدت تأسيس أول سوق للبورصة في دمشق، قبل أن ينتهي العمل بها مع بدايات الستينات من القرن العشرين بصدور قرار الحكومة السورية آنذاك بتأميم البنوك الخاصة.
ومنذ بداية الحرب في سوريا، باتت أحياء وأسواق دمشق القديمة، تشهد انتشارا كثيفا لميليشيات تدعمها إيران بذريعة الدفاع عن مزارات؛ بينها واحد قرب الجامع الأموي الذي ترعاه السفارة الإيرانية في دمشق، على بعد أمتار شرق سوق «العصرونية». وحوّلت إيران المقام من بناء صغير مهمل إلى موقع كبير مع وجود خطة إيرانية لتوسيعه.
وتحيط الأسواق الجامع الأموي؛ أبرزها، إضافة إلى أسوق «الحميدية» و«العصرونية» و«المناخلية»، سوق «مدحت باشا» المحاذية لسوق «الحريقة» جنوبا، والتي بدورها توازي سوق «الحميدية» من الجهة الجنوبية لسوق «الحميدية»، بينما تقع سوق «البزورية» في نهاية سوق «مدحت باشا» جنوب شرقي الجامع الأموي. كما يتفرع عن سوق «الحميدية» من الجهتين الجنوبية والشمالية كثير من الأسواق؛ منها: الصوف، والحرير، والخياطين، والنحاسين، والمسكية، والصاغة، والعطارين.
وتعد تلك الأسواق القلب التجاري والمالي لدمشق القديمة منذ العصور القديمة والوسطى وحتى الآن.
اللافت في آخر حريق شب في «العصرونية»، أنه جرى في نهار 11 من شهر محرم، حيث كان الشيعة السوريون والإيرانيون والعراقيون واللبنانيون والأفغان يواصلون إحياء مراسم ذكرى «عاشوراء» في دمشق القديمة، حيث يتجمع في المنطقة الآلاف من «الشيعة» خلال النهار ويقومون بمسيرات تبدأ من مدخل سوق «الحميدية» وصولا إلى الجامع الأموي ومن ثم إلى مزار السيدة «رقية»، وسط انتشار منقطع النظير لعناصر أمن النظام والميليشيات «الشيعية» التي تنتشر في أرجاء العاصمة كالهشيم في النار.
رغم تحفظ أغلب أصحاب المحال التجارية في السوق على الحديث حول وقائع الحريق الجديد الذي أتى على عدد من المحال، خوفاً من التبعات الأمنية لذلك في ظل المراقبة اللصيقة لهم من قبل عناصر الأمن والميليشيات الإيرانية، فإن أحدهم أخرج لـ«الشرق الأوسط» ما يكتمه أغلب أصحاب المحال: «لم يعد هناك أدنى شك بأن الحرائق مفتعلة ويقوم بها موالون لإيران للاستيلاء على المركز الاقتصادي لمدينة دمشق». وتساءل: «كيف حصل الحريق مع هذا الانتشار الواسع للميليشيات الإيرانية والعناصر الأمنية؟ لماذا لا يتدخلون عندما تقع مثل هذه الحرائق؟!!!».
وحريق سوق «العصرونية» الجديد هو الثالث من نوعه، بعد حريق نشب في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي أدى لاحتراق 10 محال ومخزنين بما فيها من بضائع. وانهارت 8 محال. وأكد حينها أصحاب محال تجارية أن «عناصر الميليشيات قاموا (مساء الخميس)، بافتعال الحريق، وبعد التمكن من السيطرة عليه، عادت العناصر نفسها يوم الجمعة وافتعلوا حريقا آخر، تعامل السكان معه وتمكنوا من إطفائه»، على حين زعمت وسائل إعلام النظام أن السبب هو «ماس كهربائي».
لكن الحريق الأضخم نشب منتصف ليل 23 أبريل (نيسان) العام الماضي، والتهم أكثر من 80 محلا، حيث منعت عناصر النظام والميليشيات الأهالي من الخروج من منازلهم. وقالت وسائل إعلام النظام، إن سببه «ماس كهربائي». ولوحظ أن رجال أعمال موالين للنظام من دمشق أعادوا بناءها.
وفي مشهد مشابه، نشب حريق في منتصف ليل 12 سبتمبر (أيلول) الماضي في المحال والمنازل الواقعة عند مدخل السوق «العتيق» (يطلق عليه أيضا «سوق الهال القديم») في حي العمارة الواقع إلى الشمال من سوق «العصرونية»، ما أدى إلى وفاة 3 أشخاص وانهيار عشرات المحال والمنازل القديمة المسقوفة بأعمدة خشبية. ونظرا لشدة الحريق، استغرق عناصر الإطفاء ساعات طويلة امتدت إلى فترة الظهيرة حتى تمكنوا من السيطرة على الحريق، بينما غطت سماء العاصمة سحابة كبيرة من الدخان. ويقول موالون للنظام إن المنطقة التي نشب فيها الحريق منطقة «مخالفات»، وإن محافظة دمشق تأخرت في تنفيذ الاستملاك (أي إزالة المحال والبيوت)، في حين يؤكد أصاحب المحال والبيوت المحترقة أن ذلك «محض كذب وافتراء ويهدف إلى الاستيلاء على المنطقة» على حد قول أحدهم لـ«الشرق الأوسط»، الذي أكد امتلاكه وباقي أصحاب المحال «وثائق قانونية مسجلة في دائرة المصالح العقارية تثبت ملكيتنا وتكذب ما تقوله المحافظة بأن المنطقة منطقة مخالفات». وما يؤكد صحة ما يوجهه أصحاب تلك المحال والبيوت للنظام من اتهامات، أنه تم في الأيام القليلة اللاحقة للحريق إزالة جميع المحال والبيوت التي نشب فيها الحريق وذلك بتوجيه من محافظ دمشق بشر الصبان، بحسب نشطاء معارضين. وقالوا إن حريق السوق «العتيق»، جاء بعد يومين من حريق ضخم شب في متاجر للأخشاب بسوق «المناخلية»، التي تقع ضمن سور دمشق الأثري، ويحدها من الشرق حي العمارة، ومن الغرب قلعة دمشق، ومن الجنوب أحد فروع نهر بردى الذي يفصله عن سوق «العصرونية»، ومن الشمال شارع الملك فيصل.
وما زالت سوق «المناخلية»، محافظة على شكلها، وإن تغيرت خصوصيتها المهنية من صناعة «المناخل» و«الغرابيل» إلى تجارة «الخردوات» والعدد الصناعية والأخشاب، وتعد مزاراً سياحياً، ويعود تاريخها إلى أكثر من 1800 عام؛ أي ما يقارب تاريخ بناء الجامع الأموي وقلعة دمشق.
ويبدي أصحاب محال تجارية في أسواق «مدحت باشا» و«الصوف» و«الحريقة» الواقعة جنوب سوق «الحميدية»، تخوفهم من انتقال النظام والإيرانيين للضغط عليهم من أجل بيع محالهم. ويقول لـ«الشرق الأوسط» أحدهم: «ربما لن تتوقف الحرائق حتى يصبح بإمكاننا أن نرى الجامع الأموي من ساحة الأمويين» اللذين تفصل بينهما مسافة.
وتعود ملكية كثير من المحال في أسواق «الحريقة» و«مدحت باشا» و«الصوف» إلى سوريين من أتباع الديانة اليهودية غادروا البلاد في عامي 1974 و1993، وبقي في تلك المحال مستأجروها الذين يسيطر عليهم هاجس الخوف «من طرد النظام لهم بالقوة» من تلك المحال وتسليهما لإيران؛ على حد قول أحدهم لـ«الشرق الأوسط»، الذي أوضح أنه في ظل ما يجري «لا يمكن استبعاد أي شيء، فالحجة جاهزة بأن المنطقة مستملكة» لصالح وزارة السياحة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».