«مزاد ليوا للتمور» يجذب أعداداً كبيرة من عشاقها

في دورته الأولى

«مزاد ليوا للتمور» يجذب أعداداً كبيرة من عشاقها
TT

«مزاد ليوا للتمور» يجذب أعداداً كبيرة من عشاقها

«مزاد ليوا للتمور» يجذب أعداداً كبيرة من عشاقها

نجحت سوق التمور المقامة ضمن «مزاد ليوا للتمور»، في جذب أعداد كبيرة من الزوار؛ ذلك بفضل ما تقدّمه من منتجات ومعروضات متميزة، وبأسعار معقولة تناسب الجميع. وأجمع العارضون في سوق التمور على أن حجم المبيعات فاق توقعاتهم. وحرصاً على دعم تلك الثروة الزراعية وتشجيع المواطنين الإماراتيين على الاعتناء والاهتمام بالنخيل، نظّمت الكثير من الفعاليات والمهرجانات ذات الصلة بزراعة النخيل في قلب مدينة ليوا، حيث يقام حالياً «مزاد ليوا للتمور» في نسخته الأولى بأرض المعارض في منطقة مزيرعة، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثي في أبوظبي، في الفترة المحددة من 5 حتى 14 أكتوبر (تشرين الأول).
تعتبر واحة ليوا من أقدم المناطق في منطقة الظفرة، وقد ارتبطت قديماً بالحصون كما ارتبط أهلها قديماً وحديثاً بزراعة النخيل، فتوارثتها الأجيال جيلا بعد جيل، لتنتشر مزارع النخيل في ربوعها وتجود نخيلها بأجود أنواع التمور ذات المذاق الحلو. وعرفت منذ القدم واحةً لبساتين النخيل وموارد الماء، تقصدها البادية للارتواء، حتى تدفق منها البترول واحتضنت آبار النفط. وفي ليوا عمل عدد كبير من الأسر في فلاحة الأرض منذ القدم، وتوارثوا العمل واهتموا باستصلاح الأرض وإعدادها للزراعة، وكانت النخلة جوهر اهتمامهم كما حرصوا على أن تنمو وتعلو وتزدان بها البساتين.
يقوم مركز خدمات المزارعين في أبوظبي بمهام أساسية موجهة لأصحاب المزارع في الإمارة، لكي يتم تحسين الممارسات الزراعية وجودة الإنتاج المحلي وزيادته، إضافة إلى المحافظة على الموارد الطبيعية. كما يستعين المركز في تحقيق ذلك بشركائه من تجار التجزئة والشركات الكبرى والهيئات الحكومية.
يؤكد محمد المنصوري، أحد العارضين في «مزاد ليوا» لـ«الشرق الأوسط»، على أنه عرض أنواعا مختلفة من التمور مثل الزاملي والصقعي والدباس والخلاص وبومعان، وكانت الأسعار معقولة، وقد تراوحت ما بين 50 و150 درهما، وذلك حسب النوعية ووزن العبوة والتغليف، كما أنه فوجئ بنفاد الكمية التي عرضها في اليوم الأول من المزاد؛ مما دفعه إلى زيادتها في الأيام التالية لمواجهة الطلب المتزايد من الجمهور عليها. من جانبه، يؤكد عبد الله راشد، وهو أيضاً عارض، على أن سوق التمور مستمر طيلة الأسبوع، وأنه يتوقع أن تزيد المبيعات أكثر وأكثر خلال الأيام المقبلة، خصوصاً مع توقف المزاد الرئيسي، حيث تتوفر التمور داخل السوق وبأسعار معقولة وبجودة عالية تلبي احتياجات الراغبين في الحصول عليها.
في السياق، أكد عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية لـ«الشرق الأوسط»، على أنّ «مزاد ليوا للتمور» يقدم مبادرة لدعم المشاريع الخيرية في عام الخير بالتعاون مع مزارعي ومنتجي التمور المشاركين في المزاد، بما يحقق الاستدامة ونجاح فعاليات المزاد. ويوفر الدعم المادي العادل للتمور المشاركة في المزاد، ويحافظ على الأهداف التي يسعى المزاد إلى تحقيقها، وذلك من خلال وضع اتفاقية مع المزارعين أصحاب التمور المشاركة في المزاد، تضمن تحديد السعر العادل لقيمة المنتجات المعروضة للمزارع التي تتوافق مع الأسعار المعروضة في الأسواق الخارجية.
وحرصت اللجنة المنظمة على وضع التمور المشاركة في المزاد أمام الجمهور؛ وذلك للاطلاع عليها وفحصها قبل انطلاق المزاد بجانب فحص كل مشاركة قبل بدء المزاد عليها مباشرة؛ لضمان الشفافية والتأكد من جودة المنتجات المعروضة.
وشهدت مبيعات اليوم الثاني من المزاد الرئيسي، إقبالا كبيرا، وبلغ عدد المبيعات أكثر من 3 أطنان من التمور الفاخرة، وصلت قيمتها إلى 70 ألف درهم، ويعكس هذا الإقبال الكبير نجاح المزاد في تحقيق الأهداف التي يصبو إليها. وأكد موسى سلطان المنصوري مدير «مزاد ليوا للتمور»، أن الأرقام والمبيعات التي تحققت على مدى يومين تعكس مدى النجاح الذي تحقق للمزاد في نسخته الأولى. مضيفاً، أن اللجنة المنظمة حرصت بدورها على وضع آليات تضمن جودة المشاركات المعروضة في المزاد، وذلك من خلال تشكيل لجنة فحص وفرز لمراجعة المشاركات المقدمة، والتأكد من نوعيتها وجودتها وسلامتها، وإلغاء أي مشاركة غير مطابقة للمواصفات. وقد بلغت مبيعات اليوم الثالث من «مزاد ليوا للتمور» أكثر من 1.5 طن، وصلت قيمتها إلى أكثر من 40 ألف درهم.


مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

بينالي أبو ظبي... التوقيع بالفن على المساحات العامة

عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
TT

بينالي أبو ظبي... التوقيع بالفن على المساحات العامة

عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

ضمن خطة طموح تهدف إلى إدخال الفن إلى المساحات العامة أطلقت أبوظبي النسخة الافتتاحية من بينالي أبوظبي للفن العام، وتستمر حتى 30 أبريل (نيسان) المقبل. ومع اليوم الأول أتيح للجمهور معاينة كثير من الأعمال التركيبية على الكورنيش، وفي الحدائق، وفي واحة العين وأيضاً ضمن المباني المهمة في أبوظبي، وكأن الأعمال الفنية تضع توقيعها على المساحات العامة لتضفي عليها وهجاً مجتمعياً خاصاً يخرج بها عن صورتها اليومية المعتادة.

«النهر الحضري» للفنان قادر عطية في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

في أثناء المشي على كورنيش أبوظبي والاستمتاع بنسائم البحر والأجواء اللطيفة في هذا الوقت من العام، لا يملك المرء إلا التوقف أمام تشكيلات فنية جاذبة للعين والانتباه. خلال جولة سريعة نزور محطة الحافلات التي بنيت في عام 1986، وتعد واحدة من أقدم المباني في المدينة، وهنا أيضاً نرى الأعمال المختلفة سواء في خارج المحطة أو في داخلها، أما في سوق السجاد فهناك مفاجأة ضخمة صنعها فنان برازيلي، ونسج فيها قصصاً وذكريات لأصحاب المحال المجاورة.

تنقسم مساحات عرض البينالي إلى 8 دروب كما يطلق عليها، تضمنت أعمالاً لأكثر من 70 فناناً من الإمارات، ومن دول مختلفة حول العالم. أما ما يجمع بينها فهو ببساطة المدينة نفسها، فالأعمال تشترك في استكشاف الظروف البيئية للمدينة وأسلوب الحياة المجتمعي والهندسة المعمارية والتخطيط المدني.

توزعت الأعمال على مسافات كبيرة، وهو ما يشجع الزوار على المشي لمسافات لاستكشاف ما يختبئ في طريقهم من أعمال وإعادة اكتشاف معالم المدينة الشهيرة، وللتوصل إلى كل الأعمال المعروضة، فاستخدام السيارة أمر ضروري، ولا سيما لزيارة واحة العين.

رحلة البحث

على كورنيش أبوظبي تنطلق رحلة البحث عن الأعمال الفنية، للتوصل لكل الأعمال يقترح دليل البينالي المشي لمدة ساعة، وفي الأجواء اللطيفة يصبح المشوار ممتعاً. في تتابع نمر أولاً على عمل الفنان أوسكار موريو الذي نفذ لوحة ضخمة يبلغ طولها 80 متراً على مساحة 1 في المائة من كورنيش أبوظبي، لتستكشف التوسع الحضري السريع الذي تشهده المدينة.

«برزخ» للفنان وائل الأعور في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

أما الفنان وائل الأعور فنرى من تنفيذه عمل «برزخ»، وهو مجسم ضخم يبدو لنا عن بعد، وكأنه شبكة من القطع البلاستيكية، يدخل الضوء من فتحاته ليخلق تركيبات مختلفة، ويمنح الزوار فرصة للتمهل داخله. بحسب بطاقة التعريف بالعمل، فالفنان يستجيب للتحديات البيئية المحلية والعالمية عبر استخدام ثلاث مواد، وهي البلاستيك المعاد تدويره وألياف النخيل المستخدمة في العمارة الإماراتية منذ قرون والمحلول الملحي، وهو ناتج ثانوي من عملية تحلية المياه يضر بالنظم البيئية البحرية عند تصريفه في الخليج. يبدو أن العناصر كلها تمثل الماضي واحتمالية مستقبل العمارة في الخليج عبر استخدام الموارد المحلية التي ترمز لها ألياف النخيل والبلاستيك المعاد تدويره، وتعالج القضايا البيئية الآنية مثل تأثير عملية تحلية المياه على البيئة البحرية.

عموماً العمل يستوقف الناظر، ويجذبه لداخله عبر تشكيلة بصرية جميلة، وهكذا يجد الزائر الفرصة للتفكير في المعنى خلف العمل.

عمل الفنانة فرح القاسمي «الحنين إلى الوطن» (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

ليس بعيداً عن عمل الأعور نرى عملاً للفنانة الإماراتية فرح القاسمي التي تقدم تشكيلاً بصرياً خارجاً من أعماق جماليات البحر يحمل عنوان «الحنين إلى الوطن»، ويتكون من محارات ضخمة تنتظم في شكل دائري على منصة مرتفعة مغطاة بالرمال البيضاء، تحتفي الفنانة هنا بمهنة الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وهي مهنة شكلت المشهد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي للإمارات. إضافة إلى الشكل المرتبط بالبحر تضيف الفنانة بعداً جديداً، وهو الصوت، فهي جهزت كل محارة بمكبر صوت تبث جوقة من الأصوات الاصطناعية التي ألفتها من وحي أغنية «توب توب يا بحر» التي تغنيها زوجات الغواصين، بينما ينتظرن عودة الأزواج من رحلات الصيد.

عمل للفنان البرازيلي هنريك أوليفييرا أمام محطة الحافلات (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

نتجه إلى محطة الحافلات الرئيسية، حيث توزعت أعمال عدد من الفنانين. يستوقفنا خارج المحطة مجسم على شكل شجرة متيبسة تفترش مساحة ضخمة من الرصيف الخارجي، وهو للفنان البرازيلي هنريك أوليفييرا وهو معروف باستخدامه للخشب المتآكل، الذي يحصل عليه غالباً من أسوار البناء الحضرية. تجمع ممارسات أوليفيرا بين الرسم والهندسة المعمارية والنحت، ويعمل على تحويل الخشب المهمل والمتداعي إلى أعمال عضوية وديناميكية، مما يعكس تداخل التدهور الحضري مع النمو الطبيعي.

أما زينب الهاشمي، وهي فنانة مفاهيمية إماراتية، فنرى من عملها رصيفاً حجرياً أمام المحطة، للوهلة الأولى لا نميزه فهو منسجم تماماً مع تصميم مباني المحطة وخارجها، ولكن الفنانة التي تعمل على تفكيك المحيط المعروف عبر التركيبات الفنية، استخدمت الشكل المألوف، وأضافت له العشب الأخضر، وكأنه جزء من المحيط العام لأرصفة المحطة، ولكنه ليس كذلك. فالهاشمي عرفت بالدمج بين العناصر الطبيعية والمصطنعة، لتسلط بذلك الضوء على تأثير التدخل البشري على البيئة، وتحث الناظرين على إعادة النظر في علاقتهم بمحيطهم.

فن في الحدائق العامة

في الحدائق العامة تتناثر أعمال الفنانين عبد الله السعدي، وهاشل اللمكي، ولورنس أبو حمدان، وقادر عطية، وخليل رباح، وسيما نصرت، ورامي قشوع × حرفيات الإمارات، وبافل ألتهامر، وناثان كولي، وآذار جابر، وألورا وكالزاديلا.

«بين الأشجار» للفنان خليل رباح في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

وفي سوق السجاد يتألق عمل الفنان كريستوفر جوشوا بنتون: «حيث تفرش سجادتي، يكون وطني (2024)»، وهو سجادة نابضة بالحياة مصنوعة من العشب الصناعي. طُوِّر هذا العمل بالتعاون مع أصحاب المحال في سوق السجاد في أبوظبي، وهو مستوحى من قصصهم وتجاربهم. تحولت السجادة فور تركيبها إلى مساحة مجتمعية حيوية تدمج بين الثقافة والفن المحليين وشهدت مرح الأطفال ولقاءات الأصدقاء.

كريستوفر جوشوا بنتون «حيث تفرش سجادتي يكون وطني» (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

يُشكِّل بينالي إحدى الركائز الثلاث لمبادرة «أبوظبي للفن العام»، التي أعلنت عنها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في مارس 2023. وتتضمَّن المبادرة تكليفات فنية مباشرة سنوية، ومعرض «منار أبوظبي» الفني الضوئي الذي يُعقَد كلَّ سنتين (استمرت النسخة الأولى من 15 نوفمبر 2023 إلى 30 يناير 2024)، إضافة إلى «بينالي أبوظبي للفن العام».