الإعدام لـ8 أدينوا باقتحام قسم شرطة جنوب القاهرة

TT

الإعدام لـ8 أدينوا باقتحام قسم شرطة جنوب القاهرة

أصدرت محكمة مصرية، أمس، حكماً بإعدام 8 من أنصار جماعة «الإخوان»، أدينوا باقتحام قسم شرطة حلوان (جنوب العاصمة القاهرة)، عقب فض اعتصامي أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013، كما حكمت بالسجن المؤبد على 50 شخصا، والمشدد 10 سنوات على 7، و5 سنوات على 3 آخرين.
وتعرف القضية إعلاميا بـ«اقتحام قسم شرطة حلوان»، الذي جاء ضمن أعمال العنف التي شهدتها البلاد في أعقاب فض اعتصامي ميدان «رابعة العدوية» بالقاهرة وميدان «النهضة» بالجيزة. وأسفر الهجوم آنذاك عن مقتل 3 ضباط شرطة و3 مواطنين وإصابة 19 آخرين، وإحراق المبنى بالكامل، بالإضافة إلى 20 سيارة شرطة و3 سيارات خاصة.
ويحاكم في القضية 68 متهما أغلبهم محتجزون. ولا يعد الحكم الصادر نهائيا. وقال محامي المدانين أمس: «إنهم سيطعنون على الحكم أمام محكمة النقض»، أعلى محكمة مدنية في البلاد.
وكانت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار حسن فريد، قضت في جلستها المنعقدة، أمس، بإجماع آراء أعضاء هيئة المحكمة، بمعاقبة 8 بالإعدام شنقا، من بينهم 7 محكوم عليهم حضوريا، والأخير غيابيا، عقب إدانتهم بالاشتراك مع متهمين آخرين في اقتحام قسم شرطة حلوان وإحراقه. وجاء الحكم بالإعدام بعد استطلاع الرأي الشرعي لمفتي الديار المصرية.
كما تضمن الحكم معاقبة 50 شخصا بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما، ومعاقبة 7 أشخاص بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، ومعاقبة 3 آخرين بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات.
وألزمت المحكمة المحكوم عليهم جميعا برد قيمة ما تسببوا فيه من تلفيات وقيمتها مليون و875 ألف جنيه (الدولار = 17.58 جنيه)، مع إلزامهم جميعا متضامنين فيما بينهم (عدا 5 متهمين) بدفع مليون جنيه على سبيل التعويض المدني المؤقت لوزارة الداخلية، وكذا إلزامهم جميعا متضامين فيما بينهم (عدا 5 متهمين) بدفع مبلغ مائة ألف جنيه على سبيل التعويض المدني المؤقت للمجني عليه مصطفى جابر.
وعقب النطق بالحكم تعالت الصرخات والهتافات المنددة من داخل قفص الاتهام.
وكانت النيابة العامة أسندت إلى المتهمين اتهامات عدة؛ في مقدمتها ارتكابهم جرائم إرهاب، والتجمهر، والقتل العمد مع سبق الإصرار، والشروع في القتل العمد، وتخريب المباني العامة والأملاك المخصصة للمصالح الحكومية، وحيازة الأسلحة النارية الآلية والبيضاء والذخائر، وإتلاف سيارات الشرطة والمواطنين.
وذكرت التحقيقات أن المتهمين قاموا بالتوجه إلى قسم شرطة حلوان في 14 أغسطس (آب) 2013، وأقاموا سواتر حجرية وتحصنوا وراءها ورشقوا القسم بالحجارة وقنابل المولوتوف وإطارات السيارات بعد إشعال النيران بها، واستخدموا أسطوانات الغاز ضد ضباط القسم، ثم أطلقوا وابلاً من الأعيرة النارية صوب ضباط الشرطة والمواطنين الموجودين في القسم، فقتلوا المجني عليهم عمدا مع سبق الإصرار، وأصابوا 19 من رجال الشرطة والمواطنين وأحدثوا بهم عاهات مستديمة، وأحرقوا مبنى القسم بالكامل، و20 سيارة شرطة و3 سيارات خاصة.
وتضمنت أدلة الإثبات مقاطع فيديو صورها أحد المواطنين، شوهد فيها بعض المتهمين وهم يحملون الأسلحة النارية، والبعض الآخر يصنع قنابل المولوتوف، بقصد استخدامها في عملية إحراق واقتحام قسم الشرطة.
وعزل مرسي في يوليو (تموز) 2013 بعد عام من حكمه، إثر احتجاجات شعبية حاشدة. وعقب ذلك اندلعت احتجاجات ومصادمات عنيفة بين مؤيديه وقوات الأمن. وسبق أن أصدرت محاكم الجنايات أحكاما بإعدام المئات من مؤيدي مرسي، لكن محكمة النقض لم تؤيد سوى عدد محدود منها، وألغت أغلبها، وأمرت بإعادة المحاكمات أمام دوائر جنايات أخرى.
في السياق ذاته، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، تجديد حبس القيادي بجماعة «الإخوان» محمد علي بشر، لمدة 45 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التي تجري معه بمعرفة النيابة العامة.
وشغل بشر منصب وزير للتنمية المحلية في عهد مرسي، وألقي القبض عليه نهاية عام 2014 من داخل منزله بمدينة شبين الكوم. وسبق أن أمرت نيابة أمن الدولة العليا بحبسه احتياطيا في قضية اتهامه «بارتكاب جرائم التخابر مع دول أجنبية بقصد الإضرار بمصر، والاشتراك في اتفاق جنائي بغرض قلب نظام الحكم، والانضمام إلى جماعة إرهابية مؤسسة على خلاف أحكام الدستور والقانون».


مقالات ذات صلة

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.