إردوغان: لن نغض الطرف عن بؤر الفتن قرب حدودنا

تعاون بين تركيا والعراق في الإشراف على المعابر مع إقليم كردستان

TT

إردوغان: لن نغض الطرف عن بؤر الفتن قرب حدودنا

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده «لا يمكنها غض الطرف عن بؤر الفتن الموجودة قرب حدودها، والتي تهدد دول الجوار»، في معرض حديثه عن استفتاء إقليم كردستان العراق على الاستقلال الأسبوع الماضي.
وأضاف إردوغان في كلمة خلال افتتاح السنة التشريعية الجديدة للبرلمان التركي، أمس، إن «الدفاع عن حقوق الأكراد في أربيل، لا يعني أبداً تهميش حقوق العرب في الموصل، وحقوق التركمان في كركوك». وأكد أن أنقرة ستعمل بالتنسيق مع دول الجوار والحكومة المركزية في بغداد «ولن نتردد في اتخاذ أي خطوات لحماية أمننا والحفاظ على وحدة أراضي العراق»، لافتاً إلى «إصرار إدارة مسعود بارزاني على إجراء الاستفتاء رغم كل التحذيرات التي وجهت إليها».
وهاجم، «حزبَ الشعوب الديمقراطي» التركي المؤيد للأكراد، واعتبر أن مكان نواب الحزب ليس البرلمان التركي وإنما في جبل قنديل، معقل مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور في شمال العراق. وقال في تصريح للصحافيين في مقر البرلمان، تعليقاً على عدم مشاركة نواب «حزب الشعوب الديمقراطي» في الجلسة الافتتاحية: «ألا تعلمون لماذا لم يشاركوا في الجلسة الافتتاحية؟ إن مكان هؤلاء في جبل قنديل».
ورفض الحزب المعارض، الأسبوع الماضي، مذكرة تقدمت بها الحكومة لتجديد صلاحيتها في تكليف الجيش بالقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق. كما رحب باستفتاء كردستان العراق، واعتبره «أحد مظاهر الديمقراطية، إذ قال الشعب الكردي في شمال العراق كلمته بشأن تقرير مصيره».
وكان الحزب تعرض لحملة طالت رئيسيه المشاركين صلاح الدين دميرتاش وفيجن يوكسك داغ و10 من نوابه تم توقيفهم منذ العام الماضي، ويحاكمون بتهم دعم الإرهاب بموجب تعديل دستوري أقره البرلمان في مايو (أيار) 2016 لرفع الحصانة البرلمانية عن النواب من أجل محاكمتهم.
وعزلت الحكومة رؤساء البلديات التابعين للحزب في شرق تركيا وجنوب شرقها، بتهمة «تقديم الدعم للإرهاب»، وعينت أعضاء من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم مكانهم، بموجب حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ فشل محاولة الانقلاب العسكري في منتصف يوليو (تموز) 2016. إلى ذلك، قال وزير التجارة والجمارك التركي بولنت توفنكجي إن بلاده ستتعاون مع الحكومة المركزية في بغداد بشأن المعابر والجمارك على الحدود المشتركة التي تتماس مع إقليم كردستان. وقال في تصريح عقب جلسة البرلمان، أمس، إن تركيا تنسق حالياً مع الحكومة العراقية، ومع إيران، بشأن الخطوات التي ستتخذها في مواجهة الاستفتاء، وإنها ستدعم حكومة بغداد في كل خطواتها في هذا الشأن.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.