مني الاحتفال الرسمي الذي أقامته حكومة بنيامين نتنياهو، لإحياء «اليوبيل الذهبي» لاحتلال الضفة الغربية بفشل ذريع. فقد بقيت نصف المقاعد فارغة. فقد تغيّب عن الاحتفال، نصف النواب المدعوين ورئيس أركان الجيش وأعضاء رئاسة الأركان (باستثناء واحد، هو قائد لواء المركز المسؤول عن الضفة الغربية في رئاسة الأركان)، وجميع القضاة وقادة أحزاب المعارضة.
لكن هذا الفشل، لم يمنع نتنياهو من التصريح بأنه «لن يتم اقتلاع بلدات في أرض إسرائيل». ويضيف على الفور: «لا بلدات يهودية ولا عربية». وقال نتياهو في خطابه أمام من حضروا، إن «المسألة لا تتعلق بالعلاقة بالوطن فقط، وإنما هي أولا الطريق لصنع السلام. لم نحصل على السلام عندما اقتلعنا مستوطنات، بل حصلنا على إرهاب وصواريخ ولن نكرر ذلك». وأضاف بأن «كل منطقة تقع في أيدي الإسلام المتطرف تتحول إلى قاعدة للدمار والعنف والموت، ولذلك لن نعرض بيتنا القومي للخطر». وقال نتنياهو إن غوش عتصيون ستبقى دائما جزءا من إسرائيل، مضيفا: «قبل عدة أسابيع دشنّا المحور الجنوبي لشارع بيغن في القدس، الذي يرتبط مباشرة بشارع الأنفاق، والطريق من غوش عتصيون إلى القدس تقلصت بشكل كبير. الغوش يتعزز والقدس تتعزز، وهذا المساء أقول لكم: الغوش سيبقى دائما جزءا من دولة إسرائيل».
وعلق المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية، يوسف المحمود، على مشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلية وأعضاء من حكومته في «الاحتفالات»، وتصريحاته خلالها، فقال إنها تثبت للعالم أجمع مجددا، المستوى الذي وصلت إليه الحكومة الإسرائيلية في معاداتها جهود السلام، وجهود درء مخاطر التوتر والعنف في المنطقة، الذي سببه الاحتلال.
وعد المحمود هذه الاحتفالات، الإقرار العلني أمام العالم أجمع، بأن الحكومة الإسرائيلية متمسكة بالاحتلال والعدوان على الشعب الفلسطيني وأرضه، ومستمرة في تدمير العملية السياسية ورفض جهود إرساء أسس السلام. وقال «إن الحكومة الإسرائيلية لا تترك فرصة في معاداة السلام إلا وتنتهزها لصالح تثبيت احتلالها واستمرار تسلطها وتهاونها بشأن الاعتداء على أبناء شعبنا، ومثال ذلك (التسامح) الذي أبداه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في قضية الجندي أزاريا قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف في الخليل، من جهة الحكم عليه وما تبعه من تخفيف ذلك الحكم».
وجدد المتحدث الرسمي مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الحازم لإنقاذ ما تبقى من جهود السلام، وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية التي ترفضها إسرائيل وتقابلها بالسخرية، ومنها قرار مجلس الأمن الدولي الأخير 2334 الذي أدان الاستيطان، وطالب إسرائيل وبأغلبية ساحقة، بوقفه في الضفة الغربية المحتلة وفي مقدمتها القدس الشرقية، واعتبره ملغى وباطلا وغير شرعي.
وأكد أن السلام والأمن في المنطقة برمتها، لن يتحقق إلا بزوال الاحتلال والاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من (يونيو) حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، إن خطاب نتنياهو يعبر عن عقلية عنجهية لا تتعامل سوى مع لغة التهديد والوعيد. وأشارت في بيان لها، إلى أن تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بالاستيطان، وتصريحاته، تعد إصرارا وقحا على تحدي الإرادة العالمية وقرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك، قرار مجلس الأمن 2334. ومواصلة لسياسات نتنياهو القائمة على عزل إسرائيل دوليا مقابل التمسك بالاستيطان الاستعماري.
وأضافت عشراوي: «المراوغة والكذب الذي يسوقه نتنياهو في قوله إن أي منطقة نقوم بإخلائها وتسقط في أيدي الإسلام المتطرف، تتحول فورا إلى قاعدة للدمار والعنف والموت، وبالتالي فإننا لن نعرض دولتنا القومية للخطر» ما هو إلا محاولة للتضليل، وإخفاء الحقيقة، وتزوير التاريخ وفقا لرؤيته العقائدية المتطرفة. فالدافع الأساسي للإرهاب والتطرف في المنطقة، هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي وسياساته، وآن الأوان لإنهائه بشكل كامل وتجسيد الحقوق الفلسطينية، ومساءلة إسرائيل ومحاسبتها باعتبارها دولة مارقة خارجة عن القانون وتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا».
احتفالات إسرائيلية فاشلة بمرور خمسين سنة على الاستيطان
السلطة تشجب تصريحات نتنياهو وتعدّها إقراراً علنياً بتدمير عملية السلام
احتفالات إسرائيلية فاشلة بمرور خمسين سنة على الاستيطان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة