مصر تكتشف مقبرة صانع الحلي الذهبية في العصور الوسطى

عثرت بداخلها على 150 تمثالاً أوشابتي و50 خاتماً جنائزياً وثلاث مومياوات

القطع الأثرية التي تم العثور عليها داخل المقبرة ({الشرق الأوسط})
القطع الأثرية التي تم العثور عليها داخل المقبرة ({الشرق الأوسط})
TT

مصر تكتشف مقبرة صانع الحلي الذهبية في العصور الوسطى

القطع الأثرية التي تم العثور عليها داخل المقبرة ({الشرق الأوسط})
القطع الأثرية التي تم العثور عليها داخل المقبرة ({الشرق الأوسط})

أعلنت مصر، أمس، الكشف عن مقبرة تاجر الذهب وصانع المجوهرات في العصور الوسطى بمنطقة ذراع أبو النجا بالجبل الغربي بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (جنوب البلاد)، وقال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، إن المقبرة ترجع لعصر الأسرة الـ18، وصاحب المقبرة يدعى أمنمحات، وكان يعمل صائغا للحلي الذهبية للأسرة الحاكمة، وتدعى زوجته أمنحتب، مشيرا إلى أنه عثر بداخل المقبرة على ثلاث مومياوات لسيدة وابنيها وعدد من الأواني الفخارية.
وأضاف العناني، أن رسوم المقبرة ما زالت محتفظة برونقها وألوانها، وكذلك القطع الأثرية من التماثيل والأوشابتي والقناع الجنائزي، والحلي محتفظة بكامل هيئتها.
حضر فعاليات الكشف الأثري الهام محمد بدر محافظ الأقصر، ومايكل دياميسوس، سفير اليونان بالقاهرة، وشاريس موريتسس، سفير قبرص بالقاهرة، وشى يوون، المستشار الثقافي الصيني، ودراجون بيسينك، سفير صربيا، وأدريان هوي، نائب مدير البعثات بسفارة سويسرا، وعدد من قيادات وزارة الآثار المصرية.
من جهتها، قالت مصادر أثرية، إن «العمل بهذه المقبرة لم ينته بعد، حيث تم خلال الأعمال اكتشاف أسماء فرعونية لهم مقابر في تلك المناطق... والمقبرة الجديدة ساقت رجال الآثار إلى مداخل مقابر جديدة، وجاري البدء في اكتشافها مستقبلا».
وقال وزير الآثار خلال الاحتفال بيوم التراث العالمي العام الماضي، أكد لي رجال آثار الأقصر قرب اكتشافهم لمقبرة أثرية جديدة بالمنطقة نفسها... وبالفعل انطلقوا في العمل بالاكتشاف الجديد، وهو عبارة عن المقبرة «كامب 390»... فكامب هي عالمة آثار ألمانية عملت كتابا رقمت فيه مقابر الأقصر، فأعطت لتلك المقبرة رقم 390، ولم تعلم ما بداخلها لعدم قدرتها على الدخول والوصول لها.
وأكد وزير الآثار خلال المؤتمر الصحافي العالمي أمس، أن رجال الآثار بالأقصر قاموا بالتوصل لتفاصيل ومعالم المقبرة التي تضم «تابوتاً» من الخشب لمومياء، وبها آبار داخلية بعمق 8 أمتار، والمقبرة بحالة جيدة للغاية، وبها مجموعة من الفخار، بجانب تماثيل الأوشابتي والقناع الجنائزي الموجود داخلها، والحلي والمجوهرات لصاحب المقبرة وزوجته وابنه، و«حنية» عبارة عن «نيش» به تمثال مزدوج لصاحب المقبرة الذي كان يشغل وظيفة صانع المجوهرات، فهو عاش في منتصف الأسرة الـ18 الفرعونية في نحو القرن الـ15 قبل الميلاد، وتوجد بئر به مجموعة من المومياوات والتوابيت التي تم العثور عليها أسفل المقبرة، وهي ترجع لعصر الأسرتين الـ21 والـ22 فرعونيا، أي أنه بالقرن العاشرة أو 11 قبل الميلاد.
وكانت البعثة الأثرية المصرية العاملة بغرب الأقصر قد أعلنت أبريل (نيسان) من العام الماضي عن اكتشاف مقبرة «أوسرحات» الذي كان يعمل قاضيا للمدينة، وترجع لعصر الأسرة الـ18 بمصر الفرعونية، وعثر بها على مقتنيات أثرية مهمة.
قال رئيس البعثة المصرية، مدير عام آثار الأقصر مصطفى وزيري، إن «العمل بالمقبرة لم ينته بعد حيث إنه خلال الأعمال تم اكتشاف أسماء هي «رورو» و«بتاحمس»، و«ماعتي»، و«بنجي»، وسيتم العمل على إيجاد مقابرهم خلال الفترة المقبلة.
مضيفا: تتكون المقبرة من مدخل يؤدي إلى حجرة شبه مربعة تنتهي بلوحة عليها نص يحتوي على اسم صاحب المقبرة، وبها قاعدة مبنية بالطوب اللبن عليها تمثال مزدوج لصاحب المقبرة وزوجته، وبينهما بقايا تمثال صغير لابنهما «نب نفر».
وأوضح وزيري، أنه عُثر داخل المقبرة على أجزاء للوحة تقدمه القرابين من الحجر الجيري لصاحب المقبرة، وتمثال مزدوج من الحجر الرملي لشخص يدعى «مح» وكان يعمل تاجرا بمعبد تحتمس الثالث، وبقايا لأربعة توابيت خشبية مزينة بكتابات هيروغليفية ومناظر لآلهة مختلفة ترجع لعصر الأسرات (21. 22)، بالإضافة إلى 150 تمثالا أوشابتي مصنوعة من الفيانس والخشب والطين المحروق والحجر الجيري، بعضها يحمل اسم «باخنسو» و«عنخ خونسو». مشيرا إلى أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن نحو 50 ختما جنائزيا، من بينها 40 ختما تدل على وجود مقابر لأربعة أفراد لم تكتشف بعد في المنطقة، وهم الكاتب «ماعتي»، وشخص يدعى «بنجي»، وشخص يدعى «رورو» والوزير «بتاح مس»، كما عثرت البعثة على عدد من الأواني الفخارية، إضافة إلى تميمتين من الفيانس عليها مناظر تقدمه القرابين، ومسندي للرأس و7 أوستراكا من الفخار والحجر الجيري، ونموذج لتابوت من الفخار عليه كتابات بالمداد الأسود.
وحول البئر المكتشف في الفناء الخارجي للمقبرة، قالت المصادر الأثرية، إن «التابوتين اللذين عثر عليهما داخله مصنوعان من الخشب الأرز، وهما مستطيلا الشكل، يوجد داخل أحدهما مومياء لسيدة، أما الآخر ففيه مومياوان لطفلين... الأمر الذي يرجح أن هذا البئر بمثابة دفنة عائلية... كما تم العثور على مسند الرأس الخاص بالسيدة ومجموعة من الأواني الفخارية».


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».