سانتوريني... جنة معلقة تهمس في أذن البركان

جزيرة يونانية تعزف على أوتار الرومانسية

روعة الغروب في سانتوريني
روعة الغروب في سانتوريني
TT

سانتوريني... جنة معلقة تهمس في أذن البركان

روعة الغروب في سانتوريني
روعة الغروب في سانتوريني

سانتوريني الفاتنة مختلفة وفريدة ولا يجوز مقارنتها بأي جزيرة يونانية أخرى ولا يمكن حتى مقارنتها بأي مكان آخر على الأرض، أو حتى على سطح الماء.
انفجار بركاني له الفضل الأكبر في التحكم بجغرافيتها الحالية، إنها جزيرة، لكن شهرتها لا ترتكز كباقي جزر العالم على الشواطئ الخلابة؛ لأنها فريدة من نوعها وليست في حاجة إلى جذب السياح والزوار من اليونان وخارجها للتمدد على شواطئ رملية لأنها تقدم أكثر بكثير من مجرد رمال وجلسات بمحاذاة الشاطئ... إنها باختصار سانتوريني الجنة البيضاء المعلقة كحبات من اللؤلؤ على سفوح الجرف الأسود البركاني، وهي أجمل جزر اليونان وأجمل جزيرة في العالم لعام 2015 بحسب اختيار السياح.
فيرا Thira أو إيا Oia؟ هذا أول سؤال ستطرحه على نفسك عندما تقرر الذهاب إلى سانتوريني الواقعة في الوسط البركاني الحي والأكثر حركة في جنوب في بحر إيجه.
والسبب وراء هذا السؤال هو أن جزيرة سانتوريني تضم مدينتين فيهما أجمل الفنادق ويبقى الخيار لك، فبعد قراءة تقارير عدة عن الجزيرة، وآراء عدة لسياح قاموا بزيارة الجزيرة على مواقع سياحية موثوقة مثل «تريب أدفايزر» حطت رحالي في «إيا» التي تكتب «أويا» Oia ولسبب أجهله قرر إخواننا اليونانيون بلفظها «إيا» مع كسر الألف.
والآن وبعد زيارة سانتوريني يمكنني أن أشرح لكم الفرق ما بين «إيا» و«فيرا» ولكم الخيار.
«فيرا» وتكتب «Thira» هي الأقرب إلى مطار سانتوريني وهي القسم الشعبوي في الجزيرة، ولو أن الجزيرة كلها أنيقة وراقية وتجذب الطبقات المتوسطة والعالية من السياح، إلا أن «فيرا» تختلف عن «إيا» من حيث البوتيكات وما يعرض بها، فهي سياحية أكثر، على عكس «إيا» التي تنتشر فيها البوتيكات التي تبيع الماركات العالمية والمحال الصغيرة التي تبيع التحف والأثريات والمعروضات الفنية، إضافة إلى انتشار المحال التي تبيع الملبوسات التي تحمل توقيع مصممي أزياء يونانيين.
- سانتوريني والنظرة الأولى
رحلتي بدأت من لندن، ولحسن الحظ فهناك أكثر من شركة طيران محلية تسيّر رحلات مباشرة من العاصمة البريطانية إلى سانتوريني، لكن في حال كانت نقطة انطلاقك من مدينة أخرى فيمكنك السفر إلى أثينا ومنها إلى سانتوريني عن طريق شركات طيران اقتصادية، ولا تزيد الرحلة على 45 دقيقة جوا، وما بين 5 و8 ساعات بحرا.
بعد أقل من أربع ساعات من الطيران وصلت الطائرة إلى سانتوريني؛ فأثناء الهبوط تشعر وكأن الطائرة على وشك لمس الجرف القريب والجبال الصخرية الصغيرة... مطار صغير جدا، وإجراءات أمنية شبه معدومة على طريقة الدول المتوسطية.
سيارات الأجرة متواجدة عند المدخل، والرحلة من وإلى المطار لها تسعيرة خاصة، فاستغرقت المسافة نحو عشرين دقيقة إلى «إيا» بتلكفة 35 يورو.
ملاحظة: خدمة «أوبر» غير متوافرة على الجزيرة، لكن التنقل سهل بالحافلات أو سيارة الأجرة.
سانتوريني التي نراها في الصور التي تختصر بتلك البيوت البيضاء على سفح الجبال السوداء وزرقة البحر لن تراها عند وصولك ولا حتى في طريقك إلى «إيا»؛ لأن طبيعة الجزيرة جافة ويطغى عليها اللون الداكن البركاني وتعتمد اقتصاديا على السياحة وزراعة الطماطم والعنب.
فلا تقلق؛ لأنه بمجرد وصولك إلى مدخل المنطقة سوف يتحقق حلمك وسيصبح حقيقة؛ لأن سانتوريني السياحية هي بالفعل كما تراها بالصور وفي الإعلانات.
- الإقامة
بعد أن تكون قد اخترت مكان إقامتك سوف تقف عاجزا أمام الكم الهائل للفنادق المحفورة في الجبال، والتي تشبه بعضها بعضا، لكن الأسعار تختلف، وهذا يعني شيئا واحدا هو حجم الغرفة أو الجناح؛ لأن جميع الفنادق مهما كانت ميزانيتها تطل على المشهد الساحر نفسه، وعلى روعة الجزيرة، لكن الاختلاف يكون في حجم بركة السباحة أو بركة الجاكوزي.
وقع خيارنا على فندق «بيريفولاس» Perivolas الواقع عند مدخل «إيا»، تقف سيارة الأجرة عند أعلاه، وعبر ممر بأرضية من الحجر الأسود وأسوار بيضاء تصل إلى الغرف والأجنحة المحفورة في الجبل على شكل كهوف، وجميعها تضم بركة جاكوزي خاصة أو بركة سباحة، أو الاثنتين معا.
بيريفولاس يضم 21 غرفة وجناحا، وهو من بين أجمل أماكن الإقامة في «إيا»، ويبقى الجناح رقم 20 هو الأجمل لأنه يضم غرفتين وغرفة معيشة كبيرة الحجم وجاكوزي في الداخل، إضافة إلى بركة سباحة خاصة في الخارج تطل على أجمل المناظر الطبيعية التي تهمس في أذن البركان في الجهة المقابلة.
يوجد في الفندق بركة سباحة عامة للنزلاء وتحيط بها الطاولات التي يمكنك أن تتناول عليها الفطور اليوناني في الصباح، وفترة الليل تتحول المساحة المحيطة بالبركة إلى مطعم رومانسي مطل على أجمل غروب شمس.
اللافت في فنادق سانتوريني أنها جميعها محفورة في الصخر، وحتى الأسرة محفورة بالحجر، في بيريفولاس يطغي اللون الأبيض على كل شيء في الداخل، أما الإكسسوارات فهي تعتمد على اللون الزهري الغامق مما يعطي رونقا رائعا.
في الجناح رقم 20 الأرضية من الحجر الطبيعي الداكن، الجدران بيضاء مع فتحة في السقف يتسلل منها الضوء الطبيعي، وسرير في الغرفة الأخرى يطل على بركة السباحة التي منها ترى أجمل منظر قد تراه عيناك في حياتك.
يوجد بالفندق أيضا مركز صحي «سبا» يقدم علاجات عدة.
- نشاطات
عندما تصل إلى سانتوريني ستشعر وكأن الزمن توقف بهذه البقعة من الأرض، وهناك سبب وجيه لذلك؛ لأن الجزيرة تعرضت لانفجار بركاني أدى إلى حالها الجغرافي اليوم؛ مما أدى إلى انفصالها ليتكون اليوم ما يعرف بالـ«كالديرا» واستفاد أهالي الجزيرة من لعنة البركان التي تحولت إلى جاذب سياحي يقصده الزوار من كل بقاع العالم. ومن أهم ما يمكن أن تفعله في سانتوريني هو الالتحاق بإحدى الرحلات البحرية التي تنظمها شركات عدة، من بينها «سان سيت إيا» Sunset Oia، يمكنك حجز الرحلة على الشبكة الإلكترونية، لكن أنصحك بحجزها مباشرة عند الوصول من خلال الفندق أو الشركة حتى تتمكن من حجز الرحلة المناسبة لك.
اخترنا «Voyager 74» وهو مركز شراعي يتسع لنحو أربعين شخصا، وهنا أنصحك بحجز رحلة الغروب وليس رحلة الصباح؛ لأن أجمل ما يمكن أن تشاهده في سانتوريني هو منظر الشمس وهي تودع الجزيرة، فتنطلق الرحلة من منطقة «أمودي» عند نحو الساعة الثالثة بعد الظهر وتستمر على مدى أكثر من خمس ساعات، وتشمل الرحلة التي تبلغ كلفتها 95 يورو للشخص الواحد غداء على متن المركب على طريقة الباربكيو ومشروب مفتوح، وهناك ثلاث محطات من بينها السباحة عند قدم البركان والغطس في وسط البحر، وهذا أجمل ما يمكن أن تفعله، فبواسطة القناع الذي يقدمه الملاحون يمكن رؤية أرضية البركان تحتك، وهذا المنظر مريب جدا، وبخاصة عندما تفكر في أن هذا البركان حي، وقد يتحرك في أي لحظة من اللحظات، فآخر مرة انفجر فيها البركان في سانتوريني كان في عام 1965؛ مما جعل منطقتي «فيرا» و«إيا» على نفس المستوى.
ومن النشاطات الجميلة، المشي عند غروب الشمس عند الجرف المعروف باسم «كالديرا» والممتد على طول 9 كيلومترات تنطلق من بيريسا Perissa وتنتهي في كاماري Kamari، المشهد رائع لا تفوته.
في المساء اذهب إلى منطقة «فيرا»؛ فهي نابضة بالحياة، وفيها الكثير من المحال التجارية المحلية الأرخص سعرا بالمقارنة مع محال «إيا»؛ فجميعها يفتح حتى منتصف الليل، وتختلف عن «إيا» من حيث طابعها السياحي، لكن تذكر بأن الحذاء المريح هو أهم ما يمكن أن تصطحبه معك في هذه الرحلة تحديدا خلال زيارتك لـ«فيرا» لأن أرضية ممراتها من الحجر غير متساوي الحجم والشكل، كما أن سانتوريني بشكل عام ليست مناسبة للمعوقين جسديا؛ لأن المشي فيها ضروري ويتعين على الزائر تسلق السلالم أينما كان حتى في الفندق.
ومن المشاوير الجميلة، المشي في منطقة «إيا» إلى آخر نقطة فيها، وعبر السلالم تصل إلى نقطة رائعة مخصصة لالتقاط الصور، فالجبال يكللها البياض، ليس بياض الثلج وإنما لون البيوت الجميلة المحفورة فيها وعلى سفوحها، المشهد أشبه بالأعجوبة، وفعلا لا يمكن مقارنة سانتوريني بأي مكان آخر في العالم، وهذا ما جعلها وجهة الرومانسية الأولى والوجهة المفضلة لقضاء شهر العسل وإقامة الأعراس.
ولمحبي المتاحف، يمكنهم زيارة متحف «فيرا» الذي يعرض جداريات من العصر المينوي، وهذا المتحف مخصص للمعروضات التي تم إنقاذها بعدما تعرضت الجزيرة لثورة البركان.
وإذا كنت من محبي الشواطئ، لن أكذب عليك وأوهمك بأنك ستجد شواطئ الباهاماس والمالديف بانتظارك، فيجب أن تتذكر بأنك على أرض بركانية، وسانتوريني ليست وجهة الباحثين عن الشواطئ، ولو أن بحرها المتوسطي رائع للسباحة ونظيف ودافئ، إلا أن الشواطئ ليست جذابة، لكن توجد بعض الشواطئ التي تكسوها الرمال السوداء أو الحمراء البركانية، من بينها: بيريفولاس وفليهادا وبيريسا وكاماري (شواطئ برمال سوداء) وشاطئ بالقرب من أكاتوري (رماله حمراء).
- الأكل
في اليونان لن تشعر بالجوع؛ لأن مهرجان الأكل اليوناني يبدأ من فترة الفطور، فالفطور اليوناني ضروري وهو يحتوي على جبن الفيتا في كل الأطباق (العجة، البيض المقلي، السلطة، الفطائر...)، وهناك عدد هائل من المطاعم لا يمكن أن نحصيها كلها، وجميعها يطل على البحر والبركان. وعند آخر نقطة من «إيا» تصل إلى منطقة تعرف باسم Amoudi وفيها تنتشر مطاعم السمك بمحاذاة البحر مباشرة، يمكن الوصول إليها عن طريق المشي أو السيارة، لكن العودة لا بد أن تكون على ظهر الحمار؛ لأن الصعود إلى أعلى الجبل متعب.
جربنا مطعم «أمودي» وتذوقنا ألذ طبق سمك مشوي وأخطبوط بالليمون، تختار السمك بنفسك وتختار أيضا طريقة الطهي.
من الأفضل تناول الطعام في أحد مطاعم أمودي بعد الخامسة بعد الظهر؛ لأن منظر الغروب رائع ولا يفوت.
ومن الأماكن الجميلة Terpsi N Oai فيفتح حتى ساعة متأخرة من الليل، وخدمته ممتازة ومن الممكن تحضير الأطباق حتى ولو لم تكن موجودة على اللائحة.
وأجمل زيارة قد تكون إلى بساتين العنب في «دومين سيغالاس» Domaine Sigalas وهذا المكان رائع يبعد نحو خمس دقائق بالسيارة عن وسط «إيا»، وفيه تزور مزارع العنب وتتذوق المأكولات اليونانية مثل الدولما الطازجة والمأكولات البحرية، وهناك شرفة جميلة تطل على البساتين وتشهد على غروب الشمس وأنت ترتشف القهوة اليونانية أو «التركية»، ولو أن هذه التسمية ليست مستحبة في اليونان.
ولمحبي الأجواء الموسيقية الكلاسيكية أنصحهم بزيارة «فرانكوز بار» Franco’s Bar في منطقة «فيرا»، وفيه جلسات أشبه بكراسي البحر، ترتشف فيه العصير على أنغام بيتهوفن وعلى منظر البركان.
- أفضل وقت لزيارة سانتوريني
الموسم السياحي في سانتوريني يمتد ما بين نهاية الربيع حتى نهاية الصيف وأفضل وقت للزيارة يكون ما بين مايو (أيار) وأكتوبر (تشرين الأول) ففي نهاية الموسم تنخفض أسعار الفنادق، لكن يجب التنبه إلى أنه بعد ثالث أسبوع من سبتمبر (أيلول) تقفل الكثير من النشاطات المائية، لكن تبقى سانتوريني جميلة ومناسبة للباحثين عن الروعة والهدوء والرقي.
- قبل الإقلاع
عند مغادرتك سانتوريني ستشعر بالحزن؛ فهذه الجزيرة ساحرة حرفيا، ولا يمكن أن يمر بها السائح مرور الكرام، فهي تبقى محفورة بالذاكرة؛ لأنها لا تشبه سواها، فسحرها يكمن في هدوئها الذي ينتظر ثورة البركان.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
TT

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد وتذوق الأطباق الخاصة بكل مدينة.

البعض يفضِّل تمضية عطلة الأعياد في أماكن دافئة مثل أستراليا ونيوزيلندا وجزر المالديف وتايلاند والبرازيل، إنما الغالبية الكبرى تفضِّل عيش تجربة العيد في مدن باردة تستمد الدفء من أنوار العيد وزينته التي تتحول إلى مشروع تتنافس عليه البلدان والمدن حول العالم؛ لتقديم الأفضل واستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح لرؤية التصاميم التي لا يمكن وصفها إلا بالروعة والإبداع.

عندما نذكر زينة أعياد الميلاد تخطر بعض المدن على أذهاننا؛ مثل نيويورك ولندن وباريس، وقد يكون السبب هو انتشار الأفلام السينمائية الكثيرة التي تصور الزينة، وتكون قصصها الخيالية مرتبطةً بالعيد.

وزينة العيد لا تقتصر فقط على الشوارع والأماكن العامة، إنما تتبناها المحلات التجارية لتصبح شريكاً مهماً في لعبة المنافسة العالمية للفوز بلقب «المتجر صاحب أجمل واجهة» في موسم الأعياد، وهذا ما نجحت فيه متاجر «هارودز»، و«سيلفردجز»، و«هارفي نيكولز»، ومحلات تجارية كثيرة في شارع بوند ستريت بلندن، أما في باريس فمتجر «غاليري لا فايت» أصبح أيقونة حقيقية لزينة العيد.

«ونتر وندرلاند» في لندن (غيتي)

إليكم جولة على أجمل الأماكن التي تتألق بأضواء وزينة العيد:

نيويورك، وتحديداً في «روكفيلير سنتر»؛ حيث تجد شجرة عيد الميلاد العملاقة بطول يزيد على 77 قدماً، ومزينة بشريط من الأضواء يزيد طوله على 5 أميال و45 ألف لمبة. الشجرة تُزرَع في النرويج. وبدأ هذا التقليد السنوي منذ عام 1933، وحينها أُضيئت أول شجرة، وبعد نحو قرن من الزمن لا يزال محبو الأعياد يتهافتون إلى هذا المكان لرؤية الشجرة وزينة العيد. ويُقدَّر عدد الزوار الذين يطوفون بالمكان يومياً بنحو نصف مليون شخص.

فيينا، تشتهر بأسواق عيد الميلاد التي تقام في ساحة «راثاوسبلاتز» التي تلبس زي العيد، وتنتصب الأكواخ الخشبية التي تبيع الهدايا والمأكولات الخاصة بالعيد.

باريس، شهيرة جداً بزينة العيد، لا سيما في شارعها الأهم، الشانزليزيه، المضاء بملايين الأضواء، إلى جانب واجهات المحلات التجارية التي تخلق أجواء ساحرة.

شجرة متجر «غاليري لا فاييت» في باريس هذا العام (أ.ف.ب)

ولكن يبقى متجر «غاليري لا فاييت» العنوان الأجمل لرؤية الزينة الخارجية والداخلية، ففي كل عام يتبدَّل شكل الشجرة في الداخل، وهذا العام تم اختيار تصميم عصري جداً وإضاءة «نيون» بيضاء، من الممكن رؤيتها عن قرب من الطابق السادس، فهناك جسر معلق يساعدك على الاقتراب من الشجرة التي تتوسط المبنى والتقاط أجمل الصور التذكارية. الحجز المسبق ليس إلزامياً، ولكنه يختصر عليك مدة الانتظار.

أما بالنسبة لمتجر «برينتان» فهو مميز بزينة واجهاته الخارجية، ويبقى برج إيفل الرابح الأكبر، ويزداد سحراً مع عروض الأضواء التي يتباهى بها في هذه المناسبة.

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

كوبنهاغن، من أجمل مدن الدنمارك، وهناك شبه إجماع على أنها مدينة نابضة بالحيوية ولقبها «مدينة أعياد الميلاد»، وفي هذه الفترة من العام يزداد سحرها وتتحول «حدائق تيفولي» في وسطها إلى عالم خيالي من الأضواء والأكواخ الجميلة.

افتُتحت هذه الحدائق عام 1843 ومنذ ذلك الحين أصبحت ملاذاً للزوار والسياح القادمين إلى العاصمة الدنماركية.

تقام فيها عروض جميلة للأضواء تلقي بإنارتها على «بحيرة تيفولي»، إلى جانب الألعاب النارية التي تقام في الأسبوع الفاصل بين عيدَي الميلاد ورأس السنة.

زينة العيد في طوكيو (أدوبي ستوك)

طوكيو، في موسم الأعياد تنسيك هذه المدينة اليابانية موسمَ أزهار الكرز في الربيع، فتكون خلال شهرَي نوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول) مزينةً بأنوار العيد وتُقام في شوارع أوموتيساندو وهاراجوكو عروض جميلة عدة، وتنتشر في تلك المنطقة أشجار العيد بتصاميم ثلاثية الأبعاد. ومن بين العروض الشهيرة أيضاً إضاءة أبكبوكوريو المذهلة.

موناكو، قد تكون شهيرة بسباق السيارات «Monaco Grand Prix»، ونادي اليخوت، ولكن هذا لا يعني أن تلك الإمارة الراقية لا تتفنن في موسم الأعياد والزينة المرافقة لها.

فابتداءً من شهر نوفمبر تزدان ساحة قصر مونتي كارلو بأضواء العيد، وتقام عروض خاصة يومياً، كما تتزين ساحة كازينو مونتي كارلو المقابلة لفندق «أوتيل دو باري (Hotel De Paris)» بأجمل زينة تتناغم مع روعة معمار المباني المحيطة. وتنتشر الأكواخ التي تبيع الهدايا على طول الريفييرا.

أسواق العيد في برلين (أدوبي ستوك)

برلين، من بين المدن الألمانية الشهيرة بأسواق عيد الميلاد، ومن أهمها سوق «جندار ماركت» وسوق «شارلوتنبورغ» وهما تجمعان بين التقاليد الأوروبية والأضواء الساحرة. من دون أن ننسى «بوابة براندنبور»، التي تضيف رونقاً خاصاً بأضوائها وزينتها.

لندن، قد تكون من أجمل المدن التي تعرف كيف تتأنق في موسم الأعياد، فشارعا أكسفورد وريجنت ستريت مشهوران بعروض الإضاءة الفريدة. إضافة إلى ساحة «كوفنت غاردن» التي تشتهر بشجرة عيد الميلاد العملاقة.

«ونتر وندرلاند» في لندن (الشرق الأوسط)

«ونتر وندرلاند» في هايد بارك، هي الحديقة ومدينة الملاهي التي يقصدها الملايين خلال فترة الأعياد لتذوق ألذ الأطباق، واللعب في كثير من الألعاب التي تناسب الصغار والكبار. فهي واحدة من أشهر الفعاليات الشتوية التي تقام سنوياً في قلب هايد بارك، وتعدّ وجهةً مثاليةً للعائلات والأصدقاء الباحثين عن أجواء احتفالية مليئة بالإثارة والتسلي.

ينتشر فيها أكثر من 100 كشك خشبي لبيع الهدايا اليدوية، والديكورات، والحلويات التقليدية. بالإضافة إلى ساحة تزلج مفتوحة في الهواء الطلق وعروض السيرك و«مغارة سانتا كلوز»؛ حيث يلتقي الأطفال تلك الشخصية الشهيرة ويلتقطون الصور. الحجز المسبق ضروري، وننصح أيضاً بارتداء أحذية مريحة وملابس دافئة.

العيد في البرازيل (أدوبي ستوك)

ريو دي جانيرو، من المدن الجميلة أيضاً خلال فترة الأعياد، ففيها شجرة عيد الميلاد العائمة في «بحيرة رودريغو دي فريتاس»، وهي من الأكبر في العالم. ومن الضروري زيارة شاطئ كوباكابانا، التي تضفي أجواء استوائية مميزة.

ستراسبورغ، تُعرف بـ«عاصمة عيد الميلاد»، مع أسواقها الشهيرة وشوارعها التي تكتسي بالأضواء الدافئة.

زيوريخ، من أجمل مدن سويسرا خلال موسم الأعياد، لا سيما شارع باهنهوف المزين بأضواء العيد الساحرة، والاحتفالات على البحيرة التي تتضمّن عروض أضواء وموسيقى مميزة.

دبي، تُقدَّم في «مول الإمارات» و«دبي مول» زينة فخمة وعروضٌ ضوئية في الداخل والخارج، وتُقام الألعاب النارية عند برج خليفة في ليلة رأس السنة، وهي من الأضخم عالمياً.

مدينة كيبيك، وتحديداً البلدة القديمة، تبدو فيها فترة الأعياد وكأنها لوحة شتوية مع زينة العيد والثلوج المتراكمة. سوق عيد الميلاد تضفي أجواء أوروبية تقليدية وسط طبيعة كندية خلابة.