ارتفاع الأسعار والضرائب على المشترين الأجانب يخفض مبيعات العقارات السكنية في تورونتو

سوق الملكية المشتركة في المدينة الكندية يحافظ على الوتيرة نفسها في الأداء

يقع المنزل بزاوية حديقة تحتل مساحة 32 هكتارا بمنطقة أوكفيل التاريخية التي تعد إحدى بلدات مدينة تورونتو الكندية
يقع المنزل بزاوية حديقة تحتل مساحة 32 هكتارا بمنطقة أوكفيل التاريخية التي تعد إحدى بلدات مدينة تورونتو الكندية
TT

ارتفاع الأسعار والضرائب على المشترين الأجانب يخفض مبيعات العقارات السكنية في تورونتو

يقع المنزل بزاوية حديقة تحتل مساحة 32 هكتارا بمنطقة أوكفيل التاريخية التي تعد إحدى بلدات مدينة تورونتو الكندية
يقع المنزل بزاوية حديقة تحتل مساحة 32 هكتارا بمنطقة أوكفيل التاريخية التي تعد إحدى بلدات مدينة تورونتو الكندية

يعود تاريخ المنزل المبني من الطوب الأحمر والمزين بالأشجار إلى عام 1880، ويقع المنزل بزاوية حديقة تحتل مساحة 32 هكتارا بمنطقة أوكفيل التاريخية التي تعد إحدى بلدات مدينة تورونتو الكندية الرائعة. للمنزل الفخم شرفة دائرية مزينة بنقوش شبكية ولها سور من الحديد المطاوع، كان للمنزل واجهة بحرية في السابق، لكن الوضع تغير اليوم بعد بناء الكثير من المباني المحيطة والتي حجبته عن مشهد المياه. ولا يفصل المنزل عن بحيرة أونتاريو سوى شارع واحد، وشارعان عن وسط بلدة أوكافيل.
تتخطى المساحة الإجمالية للمنزل 9200 قدم مربعة، ويضم سبع غرف نوم وسبعة حمامات كبيرة وحماما صغيرا. خضع المنزل للتجديد العام الماضي، حيث جرى فتح الصالة «لتبدو مناسبة أكثر للاستخدام العائلي»، بحسب أليكس أيريش، مسؤولة البيت بمؤسسة سوذبي إنترناشيوينال رياليتي بكندا التي تتولى عرض المنزل للبيع. تتدلى من الأسقف المصنوعة من الجبس المزخرف ثريات قيّمة، ويحتوي المكان على تحف معدنية وجدران وأرضيات من الخشب العريض الراقي التي لا تزال تحتفظ بحالتها، إضافة إلى خمس مدفئات.
استدركت مسؤولة البيع قائلة «هناك تفاصيل معمارية دقيقة لم يجر سردها مثل الأرضيات المصنوعة من خشب السنديان، لكن بعض معالم الطراز الفيكتوري المزخرف قد أزيلت من البيت مع الوقت».
ويفضي الباب الأمامي المصنوع من خشب السنديان المزين بقطع الزجاج المعشق إلى صالة ذات سقف أسطواني. وإلى اليسار هناك سلم يفضي إلى ثلاثة طوابق يحوي زخارف يدوية ونقشا شبكيا، وإلى جواره مصعد بجدران خشبية يحوي مقعدا وهاتفا بطراز عتيق. وتقع غرفة المعيشة الأساسية إلى اليسار وتحوي مدفأة مصنوعة من الخشب ذات نافذة مرتفعة.
وتفضي غرفة الطعام إلى ردهة بنوافذ عالية من الزجاج الملون وثريات للإضاءة تتدلى من السقف. وتؤدي الأبواب فرنسية الطراز إلى حديقة محاطة بأسوار بها نافورة مياه وموقد نار. ويتميز المطبخ باحتوائه على أثاث أوروبي راقي الطراز ومنضدة من الجرانيت في الوسط. والمطبخ يؤدي إلى غرفة عائلية، وكلاهما يطل على بحيرة أونتاريو. وإلى جوار السلم نافذة زجاجية يعود تاريخ صنعها إلى عام 1888 تطل على حديقة المنزل.
وللجناح الرئيسي بالطابق الثاني نافذة مرتفعة وسقف مستدير ويحوي الطابق مدفأة من الرخام وغرفة لتغيير الملابس وحماما داخليا من الرخام به حوضان من البورسلين، وحوض استحمام، وحوض منفصل وخزانة خاصة. وفي الطابق نفسه جناح ثانٍ به مدفأة وحمام وحوض منفصل، وحوض استحمام منعزل. وفي الطابق الثالث غرفة للجلوس بها إضاءة بالسقف وثلاث غرف نوم إضافية، بكل غرفة خزانة وحمام خاص.
وتفضي السلالم الأمامية والخلفية إلى الطابق السفلي الذي يحوي غرفتين صغيرتين وحماما وغرفة مكتب وغرفة نوم بها حمام داخلي، وغرفة تستخدم ورشة، وحماما لتنظيف الكلاب. وتفضي الأبواب الزجاجية إلى شرفة تزينها عناقيد اللبلاب. بالمنزل مراب تعلوه شقة تحوي غرفة نوم واحدة.
يبلغ عداد سكان بلدة أوكافيل نحو 200 ألف نسمة، وبالبلدة ممشى يطل على بحيرة. بالبلدة مرفآن ومطعمان ومتاحف ومعارض للفنون ومحال لبيع الملابس، وميدان يضم أشجارا تحمل مصابيح للإضاءة خلال أعياد الكريسماس، بالإضافة إلى ساحة كبيرة. وبوسط مدينة تورونتو طريق بطول 25 ميلا، أو مسير 30 دقيقة بالسيارة.
- نظرة عامة على السوق
بعد 20 أبريل (نيسان) الماضي، وهو التاريخ الذي نفذت فيه بلدية أوريانتو «خطة الإسكان العادل» والتي تضمنت ضريبة 15 في المائة على الأجانب بالنسبة للمنازل المخصصة لعائلة واحدة: «شهد سوق العقارات السكنية ازدهارا كبيرا، بحسب ستيفين غرين، مندوب البيع بشركة رويال لي باغ بارتنرز ريالتي.
وأفادت أيريش بأنه مع نمو بلغت نسبته 30 في المائة خلال عام واحد، تسبب نقص الواردات في عدم استقرار الطلب «وزيادة المعروض واشتعال حرب المزايدات، والتي كان ضمن أسبابها اللهاث على الشراء عالميا». أضافت أيريش، إن «الغرض من فرض الضرائب على المشترين الأجانب كان تهدئة السوق، وكان ذلك جزءا من خطة تهدف إلى جعل أسعار المنازل في متناول الناس» والمساعدة في توفيرها، وبخاصة للأسر الشابة.
وعندما وضع القانون الجديد موضع التنفيذ، بحسب أيريش: «تحركت السوق من مرحلة السخونة البالغة إلى مرحلة الفتور» بعدما جلس المقبلون على الشراء على جانب الطريق لمشاهدة إذا ما كانت السوق ستتحرك تجاههم، لكن السوق بدأت أكثر توازنا».
وبحسب مجلس عقارات تورونتو، فقد تراجعت مبيعات العقارات السكنية الشهر الماضي بنسبة فاقت 40 في المائة مقارنة بالعام السابق، في حين زادت العقارات الجديدة المعروضة للبيع بواقع 5 في المائة. وزاد متوسط سعر البيع بواقع 5 في المائة.
بيد أن سوق الملكيات المشتركة لم تتراجع، وفق ألتون تاب، رئيس «مجموعة إنترناشيونال هوم ماركتنغ غروب» ومقرها تورونتو، مضيفا أن «الأسعار واصلت الارتفاع ليتراوح سعر القدم المربع ما بين 650 دولارا كنديا و1100 دولار كندي (513 إلى 867 دولارا)».
وأفاد تاب بأنه جرى بيع 660 وحدة سكنية ببرجي «نابو» الجديدين اللذين يتألفان من 46 طابقا خلال 30 يوما فقط. غير أن هناك 30 شقة من ثلاث غرفة، إضافة إلى أن عددا من الغرف العلوية على الأسطح ستكون متاحة خلال مهرجان «تورونتو الدولي للأفلام» المقرر إقامته الشهر المقبل بالمدينة. أضاف قائلا: «الأفق ممتد في مدينتنا، وأرى تورونتو تقترب من مانهاتن أكثر وأكثر». وتتراوح ارتفاعات أعلى مبانٍ في تورونتو ما بين 80 و90 طابقا، في حين تتراوح ارتفاعات غالبية مباني المدينة ما بين 45 و50 طابقا في ظل تركز كثافة سكانية كبيرة حول خطوط قطار الأنفاق. وأفاد تابو بأن «أسواق أوريانتو وتورونتو تعتبر رائجة استثماريا»، حيث يأتي المستثمرون الذين يحمل غالبيتهم جوازات سفر كندية للمدنيتين بحثا عن «استثمار لرؤوس أموالهم وللحصول على عائدات بعد تأجيرها للغير لاحقا».
- لماذا الشراء في تورونتو؟
يأتي غالبية المشترين من الصين، أحيانا من خلال فانكوفر، كولومبيا البريطانية، ونسبة أقل من إيران وكوريا. وأفادت إيريش بأنها لاحظت وجود نسبة مشترين كبيرة من الهند ومن دبي، وزيادة في عدد المشترين من الولايات المتحدة منذ الانتخابات الأميركية عام 2016.
واستطرد غرين: «بسبب الفارق الذي أحدثه التغيير في أسعار العملة، فقد أقبل المشترون من نيويورك وكونيتيكت على شراء منازل ذات ملكية مشتركة جوار المحال التجارية والمطاعم بضاحية يوركفيل وبالقرب من مناطق الترفية بوسط المدينة». كذلك لوحظ إقبال على شراء البيوت الصغيرة بمنطقة مسكوكة بوسط أونتاريو. أضاف غرين، أن «الكثيرين من نجوم السينما بات لهم بيوت صغيرة هنا. فقد أصبحت مثل جزيرة هامبتون وربما أفضل».
- قواعد الشراء
في تورونتو، يتعين على المشترين سداد رسوم نقل الملكية بما يعادل 2 في المائة من سعر العقار، إضافة إلى ضريبة 2 في المائة أخرى تسدد إلى إدارة مدينة أونتاريو. «ومن ضمن الأسباب التي جعلت الناس تقبل على الشراء في أوكافيل تفادي سداد ضريبة 2 في المائة المقررة في تورونتو»، وفق أيريش.
وأوضح غرين، أنه يتعين على المشترين الأجانب سداد 35 في المائة أكثر من السعر المحدد حال أرادوا الاستفادة من ميزة أقساط الرهن العقاري؛ ولذلك فإن غالبية الأجانب يفضلون سداد المبلغ كاملا وبشكل فوري عند الشراء، وبخاصة أن فوائد القسط لا تشمل أي خصومات.
تتراوح الرسوم القانونية بين 1000 و3000 دولار كندي، ما يعدل 789 و2366 دولارا أميركيا وفق ما يقرره المحامي ووفق قرار المشترى إذا ما كان يرغب في رهن عقاري أو سداد فوري، ووفق سهولة وقيمة إتمام الصفية ذاتها.
اللغة: الإنجليزية والفرنسية.
العملة: الدولار الكندي يعادل 0.79 دولار أميركي.
الضرائب والرسوم: تبلغ الضرائب السنوية على هذا العقار29.086 دولار كندي (23 ألف دولار أميركي).
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال «جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

مجموعة «جي إف إتش» المالية تعلن إطلاق «أوت لايف» (OUTLIVE)، وهي شركة عقارية مبتكرة تهدف إلى وضع معايير جديدة  للصحة والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.


هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»