ارتفاع الأسعار والضرائب على المشترين الأجانب يخفض مبيعات العقارات السكنية في تورونتو

سوق الملكية المشتركة في المدينة الكندية يحافظ على الوتيرة نفسها في الأداء

يقع المنزل بزاوية حديقة تحتل مساحة 32 هكتارا بمنطقة أوكفيل التاريخية التي تعد إحدى بلدات مدينة تورونتو الكندية
يقع المنزل بزاوية حديقة تحتل مساحة 32 هكتارا بمنطقة أوكفيل التاريخية التي تعد إحدى بلدات مدينة تورونتو الكندية
TT

ارتفاع الأسعار والضرائب على المشترين الأجانب يخفض مبيعات العقارات السكنية في تورونتو

يقع المنزل بزاوية حديقة تحتل مساحة 32 هكتارا بمنطقة أوكفيل التاريخية التي تعد إحدى بلدات مدينة تورونتو الكندية
يقع المنزل بزاوية حديقة تحتل مساحة 32 هكتارا بمنطقة أوكفيل التاريخية التي تعد إحدى بلدات مدينة تورونتو الكندية

يعود تاريخ المنزل المبني من الطوب الأحمر والمزين بالأشجار إلى عام 1880، ويقع المنزل بزاوية حديقة تحتل مساحة 32 هكتارا بمنطقة أوكفيل التاريخية التي تعد إحدى بلدات مدينة تورونتو الكندية الرائعة. للمنزل الفخم شرفة دائرية مزينة بنقوش شبكية ولها سور من الحديد المطاوع، كان للمنزل واجهة بحرية في السابق، لكن الوضع تغير اليوم بعد بناء الكثير من المباني المحيطة والتي حجبته عن مشهد المياه. ولا يفصل المنزل عن بحيرة أونتاريو سوى شارع واحد، وشارعان عن وسط بلدة أوكافيل.
تتخطى المساحة الإجمالية للمنزل 9200 قدم مربعة، ويضم سبع غرف نوم وسبعة حمامات كبيرة وحماما صغيرا. خضع المنزل للتجديد العام الماضي، حيث جرى فتح الصالة «لتبدو مناسبة أكثر للاستخدام العائلي»، بحسب أليكس أيريش، مسؤولة البيت بمؤسسة سوذبي إنترناشيوينال رياليتي بكندا التي تتولى عرض المنزل للبيع. تتدلى من الأسقف المصنوعة من الجبس المزخرف ثريات قيّمة، ويحتوي المكان على تحف معدنية وجدران وأرضيات من الخشب العريض الراقي التي لا تزال تحتفظ بحالتها، إضافة إلى خمس مدفئات.
استدركت مسؤولة البيع قائلة «هناك تفاصيل معمارية دقيقة لم يجر سردها مثل الأرضيات المصنوعة من خشب السنديان، لكن بعض معالم الطراز الفيكتوري المزخرف قد أزيلت من البيت مع الوقت».
ويفضي الباب الأمامي المصنوع من خشب السنديان المزين بقطع الزجاج المعشق إلى صالة ذات سقف أسطواني. وإلى اليسار هناك سلم يفضي إلى ثلاثة طوابق يحوي زخارف يدوية ونقشا شبكيا، وإلى جواره مصعد بجدران خشبية يحوي مقعدا وهاتفا بطراز عتيق. وتقع غرفة المعيشة الأساسية إلى اليسار وتحوي مدفأة مصنوعة من الخشب ذات نافذة مرتفعة.
وتفضي غرفة الطعام إلى ردهة بنوافذ عالية من الزجاج الملون وثريات للإضاءة تتدلى من السقف. وتؤدي الأبواب فرنسية الطراز إلى حديقة محاطة بأسوار بها نافورة مياه وموقد نار. ويتميز المطبخ باحتوائه على أثاث أوروبي راقي الطراز ومنضدة من الجرانيت في الوسط. والمطبخ يؤدي إلى غرفة عائلية، وكلاهما يطل على بحيرة أونتاريو. وإلى جوار السلم نافذة زجاجية يعود تاريخ صنعها إلى عام 1888 تطل على حديقة المنزل.
وللجناح الرئيسي بالطابق الثاني نافذة مرتفعة وسقف مستدير ويحوي الطابق مدفأة من الرخام وغرفة لتغيير الملابس وحماما داخليا من الرخام به حوضان من البورسلين، وحوض استحمام، وحوض منفصل وخزانة خاصة. وفي الطابق نفسه جناح ثانٍ به مدفأة وحمام وحوض منفصل، وحوض استحمام منعزل. وفي الطابق الثالث غرفة للجلوس بها إضاءة بالسقف وثلاث غرف نوم إضافية، بكل غرفة خزانة وحمام خاص.
وتفضي السلالم الأمامية والخلفية إلى الطابق السفلي الذي يحوي غرفتين صغيرتين وحماما وغرفة مكتب وغرفة نوم بها حمام داخلي، وغرفة تستخدم ورشة، وحماما لتنظيف الكلاب. وتفضي الأبواب الزجاجية إلى شرفة تزينها عناقيد اللبلاب. بالمنزل مراب تعلوه شقة تحوي غرفة نوم واحدة.
يبلغ عداد سكان بلدة أوكافيل نحو 200 ألف نسمة، وبالبلدة ممشى يطل على بحيرة. بالبلدة مرفآن ومطعمان ومتاحف ومعارض للفنون ومحال لبيع الملابس، وميدان يضم أشجارا تحمل مصابيح للإضاءة خلال أعياد الكريسماس، بالإضافة إلى ساحة كبيرة. وبوسط مدينة تورونتو طريق بطول 25 ميلا، أو مسير 30 دقيقة بالسيارة.
- نظرة عامة على السوق
بعد 20 أبريل (نيسان) الماضي، وهو التاريخ الذي نفذت فيه بلدية أوريانتو «خطة الإسكان العادل» والتي تضمنت ضريبة 15 في المائة على الأجانب بالنسبة للمنازل المخصصة لعائلة واحدة: «شهد سوق العقارات السكنية ازدهارا كبيرا، بحسب ستيفين غرين، مندوب البيع بشركة رويال لي باغ بارتنرز ريالتي.
وأفادت أيريش بأنه مع نمو بلغت نسبته 30 في المائة خلال عام واحد، تسبب نقص الواردات في عدم استقرار الطلب «وزيادة المعروض واشتعال حرب المزايدات، والتي كان ضمن أسبابها اللهاث على الشراء عالميا». أضافت أيريش، إن «الغرض من فرض الضرائب على المشترين الأجانب كان تهدئة السوق، وكان ذلك جزءا من خطة تهدف إلى جعل أسعار المنازل في متناول الناس» والمساعدة في توفيرها، وبخاصة للأسر الشابة.
وعندما وضع القانون الجديد موضع التنفيذ، بحسب أيريش: «تحركت السوق من مرحلة السخونة البالغة إلى مرحلة الفتور» بعدما جلس المقبلون على الشراء على جانب الطريق لمشاهدة إذا ما كانت السوق ستتحرك تجاههم، لكن السوق بدأت أكثر توازنا».
وبحسب مجلس عقارات تورونتو، فقد تراجعت مبيعات العقارات السكنية الشهر الماضي بنسبة فاقت 40 في المائة مقارنة بالعام السابق، في حين زادت العقارات الجديدة المعروضة للبيع بواقع 5 في المائة. وزاد متوسط سعر البيع بواقع 5 في المائة.
بيد أن سوق الملكيات المشتركة لم تتراجع، وفق ألتون تاب، رئيس «مجموعة إنترناشيونال هوم ماركتنغ غروب» ومقرها تورونتو، مضيفا أن «الأسعار واصلت الارتفاع ليتراوح سعر القدم المربع ما بين 650 دولارا كنديا و1100 دولار كندي (513 إلى 867 دولارا)».
وأفاد تاب بأنه جرى بيع 660 وحدة سكنية ببرجي «نابو» الجديدين اللذين يتألفان من 46 طابقا خلال 30 يوما فقط. غير أن هناك 30 شقة من ثلاث غرفة، إضافة إلى أن عددا من الغرف العلوية على الأسطح ستكون متاحة خلال مهرجان «تورونتو الدولي للأفلام» المقرر إقامته الشهر المقبل بالمدينة. أضاف قائلا: «الأفق ممتد في مدينتنا، وأرى تورونتو تقترب من مانهاتن أكثر وأكثر». وتتراوح ارتفاعات أعلى مبانٍ في تورونتو ما بين 80 و90 طابقا، في حين تتراوح ارتفاعات غالبية مباني المدينة ما بين 45 و50 طابقا في ظل تركز كثافة سكانية كبيرة حول خطوط قطار الأنفاق. وأفاد تابو بأن «أسواق أوريانتو وتورونتو تعتبر رائجة استثماريا»، حيث يأتي المستثمرون الذين يحمل غالبيتهم جوازات سفر كندية للمدنيتين بحثا عن «استثمار لرؤوس أموالهم وللحصول على عائدات بعد تأجيرها للغير لاحقا».
- لماذا الشراء في تورونتو؟
يأتي غالبية المشترين من الصين، أحيانا من خلال فانكوفر، كولومبيا البريطانية، ونسبة أقل من إيران وكوريا. وأفادت إيريش بأنها لاحظت وجود نسبة مشترين كبيرة من الهند ومن دبي، وزيادة في عدد المشترين من الولايات المتحدة منذ الانتخابات الأميركية عام 2016.
واستطرد غرين: «بسبب الفارق الذي أحدثه التغيير في أسعار العملة، فقد أقبل المشترون من نيويورك وكونيتيكت على شراء منازل ذات ملكية مشتركة جوار المحال التجارية والمطاعم بضاحية يوركفيل وبالقرب من مناطق الترفية بوسط المدينة». كذلك لوحظ إقبال على شراء البيوت الصغيرة بمنطقة مسكوكة بوسط أونتاريو. أضاف غرين، أن «الكثيرين من نجوم السينما بات لهم بيوت صغيرة هنا. فقد أصبحت مثل جزيرة هامبتون وربما أفضل».
- قواعد الشراء
في تورونتو، يتعين على المشترين سداد رسوم نقل الملكية بما يعادل 2 في المائة من سعر العقار، إضافة إلى ضريبة 2 في المائة أخرى تسدد إلى إدارة مدينة أونتاريو. «ومن ضمن الأسباب التي جعلت الناس تقبل على الشراء في أوكافيل تفادي سداد ضريبة 2 في المائة المقررة في تورونتو»، وفق أيريش.
وأوضح غرين، أنه يتعين على المشترين الأجانب سداد 35 في المائة أكثر من السعر المحدد حال أرادوا الاستفادة من ميزة أقساط الرهن العقاري؛ ولذلك فإن غالبية الأجانب يفضلون سداد المبلغ كاملا وبشكل فوري عند الشراء، وبخاصة أن فوائد القسط لا تشمل أي خصومات.
تتراوح الرسوم القانونية بين 1000 و3000 دولار كندي، ما يعدل 789 و2366 دولارا أميركيا وفق ما يقرره المحامي ووفق قرار المشترى إذا ما كان يرغب في رهن عقاري أو سداد فوري، ووفق سهولة وقيمة إتمام الصفية ذاتها.
اللغة: الإنجليزية والفرنسية.
العملة: الدولار الكندي يعادل 0.79 دولار أميركي.
الضرائب والرسوم: تبلغ الضرائب السنوية على هذا العقار29.086 دولار كندي (23 ألف دولار أميركي).
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال «جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

مجموعة «جي إف إتش» المالية تعلن إطلاق «أوت لايف» (OUTLIVE)، وهي شركة عقارية مبتكرة تهدف إلى وضع معايير جديدة  للصحة والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.


«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.