بلجيكا توافق على تسليم ياسين العطار إلى فرنسا على خلفية تفجيرات باريس

بروكسل ترجح أن شقيقه أحد مخططي هجمات مارس من العام الماضي

بلجيكا توافق على تسليم ياسين العطار إلى فرنسا على خلفية تفجيرات باريس
TT

بلجيكا توافق على تسليم ياسين العطار إلى فرنسا على خلفية تفجيرات باريس

بلجيكا توافق على تسليم ياسين العطار إلى فرنسا على خلفية تفجيرات باريس

وافق القضاء البلجيكي على تسليم فرنسا، بموجب مذكرة توقيف أوروبية، ياسين العطار شقيق أحد المنسقين المفترضين لاعتداءات باريس وبروكسل، وفق ما علم أمس الجمعة من النيابة العامة الاتحادية البلجيكية. وقال متحدث باسم النيابة إن مذكرة التوقيف «باتت قابلة للتنفيذ»، مؤكدا خبرا نشرته صحيفة «لا دارنيير أور»، لكن تسليم المعني لفرنسا قد يتطلب عدة أشهر لأنه متورط في عدة ملفات في بلجيكا.
وإصدار مذكرة توقيف أوروبية يعني أن قضاة التحقيق الفرنسيين المكلفين التحقيق في اعتداءات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 بباريس (130 قتيلا) يرغبون في الاستماع إلى ياسين العطار في مقدمة ربما لتوجيه الاتهام إليه.
وياسين العطار متهم في بلجيكا في كثير من الملفات، خصوصا في إطار القسم البلجيكي من التحقيق في اعتداءات 13 نوفمبر، بـ«عمليات قتل إرهابية» و«المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية قيادياً». وفي يونيو (حزيران) الماضي عدّ قاضي التحقيقات في بروكسل، أن ياسين العطار (30 عاما) المعتقل في أحد سجون بروكسل منذ نهاية مارس (آذار) الماضي، على خلفية التحقيق في ملف تفجيرات باريس في نوفمبر 2015، مشتبه به في التورط بعملية قتل إرهابية والمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية «قيادياً»، وذلك بحسب ما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي البلجيكي.
وكانت السلطات اعتقلت ياسين العطار في 27 مارس الماضي للاشتباه في علاقته بالإرهاب، وكان يشتبه وقتها بأنه قام شخصيا بالتحضير لعمل إرهابي، كما عثر معه أثناء اعتقاله على مفتاح لسكن في بلدية سخاربيك ببروكسل، الذي استخدم مقرا لتصنيع المتفجرات التي استخدمت في هجوم باريس. وفي السكن نفسه اختبأ صلاح عبد السلام لفترة بعد أن نجح في العودة من باريس إلى بروكسل، وكان هو الناجي الوحيد من فريق تنفيذ الهجمات، قبل القبض عليه في مارس من العام الماضي قبل أيام من تفجيرات بروكسل، التي شملت مطار العاصمة البلجيكية ومحطة للقطارات الداخلية. وياسين العطار هو شقيق أسامة العطار والمشتبه في أنه لعب الدور الكبير في التخطيط لهجمات بروكسل وتربطه صلة قرابة بالأخوين إبراهيم وخالد البكراوي، وكلاهما فجر نفسه في هجمات بروكسل.
وفي أواخر أبريل (نيسان) الماضي جرى الإعلان في بروكسل أن 3 من المعتقلين في مداهمات أمنية جرت ببرشلونة، لهم صلة بشخص يدعى ياسين العطار، وبالتالي يمكن أن تكون لهم علاقة بشكل أو بآخر بالتحضير أو التنفيذ لتلك الهجمات التي تسببت في مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين.
وشاركت عناصر من الشرطة البلجيكية مع نظرائهم في الأمن الإسباني، في عملية مداهمات جرت في مدينة برشلونة والمناطق المحيطة بها، وشملت 12 منزلا، وأسفرت عن اعتقال 8 أشخاص معظمهم من أصول مغربية تتراوح أعمارهم بين 21 و39 عاما. وقتها قالت صحيفة «ستاندارد» البلجيكية اليومية على موقعها بالإنترنت، ونقلا عن مصادر موثوق بها إن أسامة العطار الذي يشتبه في ضلوعه بدور كبير في تفجيرات مارس من العام الماضي، كان أحد أبرز الأهداف من وراء المداهمات، التي جرت في برشلونة. وقال مكتب التحقيق الفيدرالي البلجيكي في بروكسل إن العملية الأمنية جاءت في إطار التنسيق والعمل المشترك بين بلجيكا والشرطة الإسبانية خصوصا في كتالونيا. وعقب هجمات باريس في نوفمبر 2015 برزت كنية «أبو أحمد» سريعا في التحقيق بعد الاعتداءات، وذلك إثر توقيف الجزائري عادل حدادي والباكستاني محمد عثمان في 10 ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه. وكان الرجلان قد وصلا في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2015 إلى جزيرة ليروس اليونانية مع مهاجرين آخرين وفي الوقت نفسه مع انتحاريين عراقيين فجرا نفسيهما خارج ملعب «استاد دو فرنس» في 13 نوفمبر. وقال المشتبه فيه الجزائري إن أسامة عطار هو الأرجح «أبو أحمد»، وذلك بعد أن عرض عليه المحققون مجموعة من الصور. وظهرت كنية «أبو أحمد» أيضا في التحقيق بعد اختراق جهاز كومبيوتر عثر عليه في سلة مهملات بالقرب من أحد المخابئ التي استخدمتها خلية المتطرفين في بلجيكا. وفي أغسطس (آب) من العام الماضي تطورت الأمور، وتصاعد الجدل، بشكل كبير، في ملف مشاركة الخارجية البلجيكية في ممارسة الضغوط على الحكومة العراقية، خلال حملة انطلقت في عام 2010، لإطلاق سراح أسامة العطار بسبب ظروف إنسانية، ولكن بعد إطلاق سراحه في 2012 وخضوعه للتحقيق لفترة في بلجيكا، اختفى أسامة عن الأنظار.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.