إردوغان وعباس يؤكدان التمسك بحل الدولتين ويرفضان الممارسات الإسرائيلية

أنقرة ترعى قريباً حوارات بين «فتح» و «حماس» وتأمل بتحقيق اختراق في ملف المصالحة

إردوغان وعباس خلال محادثاتهما في القصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة أمس (أ.ب)
إردوغان وعباس خلال محادثاتهما في القصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة أمس (أ.ب)
TT

إردوغان وعباس يؤكدان التمسك بحل الدولتين ويرفضان الممارسات الإسرائيلية

إردوغان وعباس خلال محادثاتهما في القصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة أمس (أ.ب)
إردوغان وعباس خلال محادثاتهما في القصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة أمس (أ.ب)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن طريق السلام الدائم في الشرق الأوسط يمر عبر إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، منتقداً مواصلة إسرائيل سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وقال إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، في ختام مباحثاتهما في أنقرة أمس: ينبغي على إسرائيل أن تضع حداً للممارسات التي تقوض حل الدولتين.
وشدد الرئيس التركي على أن حل القضية الفلسطينية، لا يصب فقط في صالح الفلسطينيين بل في صالح إسرائيل أيضاً، مؤكداً أن تركيا ستواصل جهودها من أجل إنجاح حل الدولتين في مختلف المحافل الدولية.
والتقى إردوغان أبو مازن أمس، في القصر الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، حيث عقدا جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة موسعة على مأدبة طعام، وجرى خلال المباحثات، تناول العديد من القضايا التي تهم الجانبين، خاصة الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى. كما تطرقت المباحثات إلى جهود القيادة الفلسطينية لعقد دورة للمجلس الوطني الفلسطيني، إلى جانب استمرار الجهود لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وآخر التطورات السياسية، ومجمل المستجدات في المنطقة.
وشدد إردوغان وعباس على أنه لا بديل عن حل الدولتين، وأن على إسرائيل أن تتوقف عن ممارساتها التي تتعارض مع جوهر عملية لسلام في الشرق الأوسط ومبادئها.
وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط»، إن الجانبين تناولا خلال الزيارة مواضيع تتعلق بالمصالحة بين فتح وحماس وتنشيط عملية السلام، لافتة إلى أن تركيا تتحرك في إطار مبادرة جديدة بناء على طلب من عباس، اعتماداً على التقارب التركي مع حماس.
وأضافت المصادر، أن أنقرة تخطط لعقد لقاءات حوارية جديدة بين حركتي فتح وحماس، وتقديم مبادرة تخرج الأطراف من أزمة الانقسام القائم منذ عام 2007. ولفتت المصادر إلى أن عباس طلب من إردوغان التوسط في ملف المصالحة، والقيام بدور في تحريكها، والضغط على حماس لحل اللجنة الإدارية، والتوجه نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخابات تشريعية ورئاسية.
وأضافت، أن إردوغان أكد استعداد تركيا للبدء بجولة اتصالات وتحركات جديدة مع الأطراف الفلسطينية المعنية، لإحراز تقدم في ملف المصالحة، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين فتح وحماس، عبر لقاءات مكثفة تستضيفها قريباً.
وسبق أن شكلت حركة «حماس»، في مارس (آذار) الماضي، لجنة إدارية لإدارة الشؤون الحكومية في قطاع غزة، وهو ما قوبل باستنكار الحكومة الفلسطينية، وبررت «حماس» خطوتها بـ«تخلي الحكومة عن القيام بمسؤولياتها في القطاع».
وأوضحت المصادر أن عباس يعول على نفوذ تركيا لدى حماس، وتأثيرها في إحداث اختراق في ملف المصالحة، في ظل عدم تركيز مصر على هذا الملف في الفترة الأخيرة، والتباينات التي ظهرت أخيراً في المواقف بين القاهرة وعباس.
واعتبرت المصادر أن موقف حماس سيكون داعماً للتحرك التركي، ما سيسهم بشكل كبير في نجاح إنهاء ملف الانقسام.
في الوقت نفسه، أكدت مصادر فلسطينية، أنه لا يجب النظر إلى التحرك التركي على أنه بديل عن الدور المصري في ملف المصالحة الفلسطينية، موضحة أن السلطة الفلسطينية تنظر إيجابياً إلى أي جهد يسهم في تحقيق الوحدة الداخلية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.