حركة إرهابية تعترف بانتسابها لـ {الإخوان} وولائها لـ«قطب والبنا» وقيادي بـ«القاعدة»

تتواصل مع «الذئاب المنفردة» عبر «الإنترنت» لاستخدام الأسلحة وصنع المتفجرات

TT

حركة إرهابية تعترف بانتسابها لـ {الإخوان} وولائها لـ«قطب والبنا» وقيادي بـ«القاعدة»

أثار حوار للمتحدث باسم حركة «لواء الثورة» الإرهابية الذي كشف فيه عن حقيقة انتساب الحركة لجماعة الإخوان المسلمين وولائها لسيد قطب وحسن البنا وقيادي محسوب على تنظيم القاعدة، حالة من الجدل في الأوساط المصرية، خصوصاً مع نفي «الإخوان» أكثر من مرة عدم وجود حركات تابعة لها.
وأصدرت الحركة بياناً عقب مقتل القيادي الإخواني محمد كمال (مؤسس الجناح المسلح للإخوان ولجانه النوعية) في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016، وأعلنت عزمها عن تنفيذ عمليات عنف ضد مؤسسات الدولة ثأراً لمقتله، كما أشارت في بيان آخر إلى ارتباطها بحركة «حسم».
وأعلنت «لواء الثورة» عن ظهورها الأول في أغسطس (آب) عام 2016، عقب تبنيها الهجوم على كمين العجيزي في مدينة السادات بالمنوفية... كما أعلنت مسؤوليتها عن مقتل العميد عادل رجائي قائد إحدى فرق المدرعات في سيناء. بينما قال مصدر أمني إن «الحركة تضم خليطاً من عناصر إخوانية وأخرى جهادية، وتتواصل مع بعضها عبر الإنترنت لتنفيذ هجمات إرهابية واستهداف قوات الشرطة والجيش».
وقال المتحدث باسم «لواء الثورة» ويدعى صلاح الدين يوسف، أمس: «نحن نستقي فكرنا من سيد قطب (الأب الروحي للإخوان المسلمين)، وحسن البنا (مؤسس الجماعة)، وأبو مصعب السوري (أحد القادة المحسوبين على تنظيم القاعدة، ومنظر الجهاد العالمي)، وعبد الله عزام (ويوصف بقائد الجهاد الأفغاني) ونعتبرهم جميعاً مرجعيات معتبرة، ولا يمنع أن نخالفهم في بعض المسائل».
بداية فضح العلاقة بين «الإخوان» و«لواء الثورة» جاءت عن طريق بيان صادر عن وزارة الداخلية المصرية في مارس (آذار) الماضي، أعلنت فيه مقتل أحد عناصر الحراك المسلح التابع لجماعة الإخوان الإرهابية بدائرة مركز أبو صوير بمحافظة الإسماعيلية، عقب تبادل لإطلاق النيران معه.
في السياق ذاته، كشف متحدث «لواء الثورة» في جزء آخر من حواره أن هدفهم إسقاط الدولة المصرية، وعودة الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم، زاعماً أنهم يغتالون الضباط بحجة أنهم يفعلون ذلك من أجل الشرع.
وأشاد بـ«الذئاب المنفردة» التي قامت ببعض العمليات الإرهابية، موجهاً نصيحة لهم بتطوير ما وصفه بالمهارات القتالية... كاشفاً أنهم يستخدمون شبكة الإنترنت لتنوع استخدام الأسلحة وصنع المتفجرات التي يستخدمونها في العمليات الإرهابية، قائلاً: «ننصح الجميع بالاستعداد والتدريب ورفع اللياقة البدنية وتعلم أساسيات المهارات القتالية وأنواع الأسلحة عبر مصادرنا المتعددة على شبكة الإنترنت».
وتتعرض قوات الشرطة المصرية لهجمات متكررة على كمائنها منذ عزل الرئيس «الإخواني» محمد مرسي عن السلطة في عام 2013. وتقول الحكومة إن عشرات من رجال الأمن قضوا في هجمات استهدفت مرتكزات ونقاطاً أمنية.
وقال مراقبون إن «لواء الثورة» و«حسم» و«حازمون» و«العقاب الثوري» و«أحرار» و«المقاومة الشعبية» و«كتائب حلوان» و«مولوتوف» و«ولع» و«إعدام» و«بلطجية ضد الانقلاب» و«مجهولون» كلها حركات ظهرت عقب ثورتي 25 يناير (كانون الثاني) و30 يونيو (حزيران)، وتنبت العنف، وينتهجون منهج جماعة الإخوان الإرهابية.
يشار إلى أن إجمالي عدد الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم من أفراد «حسم» في محافظة الجيزة وحدها بلغ 11 إرهابياً على مدار شهرين. وفي يونيو، تم قتل مسؤول الدعم المالي للحركة. وتبنت «حسم» كثيراً من حوادث استهداف الارتكازات الأمنية، علماً بأنها كانت قد أعلنت سابقاً مسؤوليتها عن عدد من العمليات الإرهابية، أبرزها محاولتا اغتيال مفتي البلاد السابق علي جمعة، والنائب العام المساعد زكريا عبد العزيز.
واعترف المتحدث باسم «لواء الثورة» الإرهابية أن الضربات الأمنية التي وجهتها لهم أجهزة الأمن أضعفت الحركة، مؤكداً أن التشديد الأمني يمنع انضمام أفراد جدد للحركة، زاعماً أنهم يسعون لتهريب أفراد الإخوان من السجون.
من جانبه، قال المصدر الأمني إن الحركات التابعة للإخوان أهدافها واحدة، وهي زعزعة الأمن والاستقرار في مصر، ونشر الفوضى، مستخدمة استراتيجية «الذئاب المنفردة» التي تعتمد على قيام خلية إرهابية (لا تزيد على 5 أفراد) يحملون أسماء حركية، بتنفيذ عمليات نوعية دون تلقي تعليمات من قيادات عليا، ودون الاتصال بجماعة الإخوان... شريطة ألا تكون عناصر هذه الخلية لها سابقة في أي عمل إرهابي وتعرفهم الأجهزة الأمنية، حتى يتمكنوا من تنفيذ كثير من العمليات بعد ذلك بالأساليب نفسها.


مقالات ذات صلة

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي (الرئاسة التركية)

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ستعيد تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
أفريقيا صورة أرشيفية لمتظاهرة تحمل علم بنين خارج البرلمان في العاصمة بورتو نوفو أبريل 2017 (أ.ف.ب)

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أعلنت السلطات في دولة بنين اعتقال قائد الحرس الجمهوري ورجل أعمال مُقرّب من رئيس البلاد ووزير سابق في الحكومة، إثر تورّطهم في مخطط لقلب نظام الحكم بالقوة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا عنصرا أمن يقتادان منفذ هجوم الطعن في زولينغن إلى التحقيق (د.ب.أ)

حملة تفتيش جديدة للشرطة الألمانية على خلفية هجوم إرهابي

على خلفية الهجوم الإرهابي الذي وقع أخيراً في مدينة زولينغن الألمانية، أجرت الشرطة مرة أخرى حملة تفتيش في إحدى المناطق بالمدينة. وقالت مصادر أمنية، إن قوات…

«الشرق الأوسط» (برلين)
الخليج الملتقى سيشهد على مدى 3 أيام أوراقاً علمية وحلقات نقاش بمشاركة عربية ودولية (الشرق الأوسط)

الرياض تستضيف ملتقى حول الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية

بدأت في الرياض، الثلاثاء، أعمال «الملتقى الثاني لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية: التركيز على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة».

غازي الحارثي (الرياض)
شمال افريقيا عربات عسكرية في واغادوغو (أرشيفية رويترز)

بعد «هجوم باماكو»... عواصم دول الساحل تعيش حالة طوارئ غير معلنة

أعلنت سلطات بوركينا فاسو أن سيارات الإسعاف والمركبات الدبلوماسية وعربات نقل الموتى، ستخضع للتفتيش في العاصمة واغادوغو خشية استغلالها لشن هجوم إرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها، مع استمرار تأثير الفيضانات التي حدثت خلال الأشهر الماضية، وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.

ويتوقع خبراء ومراكز أرصاد استمرار هطول الأمطار على مناطق متفرقة مختلفة الطبيعة الجغرافية خلال الأيام المقبلة، وتشمل تلك المناطق محافظة المهرة أقصى شرقي اليمن، والمرتفعات الغربية في محافظات تعز، وإب، ولحج، وريمة، وذمار، وصنعاء، والمحويت، وعمران، وحجة وصعدة، بالإضافة إلى الساحل الغربي في محافظات حجة، والحديدة وتعز، والمناطق السهلية في محافظات أبين، وشبوة وحضرموت.

آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

وحذّر الخبراء الذين نشروا توقعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من تشكل سحب عملاقة تنذر بأمطار غزيرة وسيول وعواصف وبروق شديدة، واحتمال هبوب رياح عنيفة، مع أجواء غائمة أغلب الوقت، داعين السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وشهد اليمن منذ مطلع الشهر الحالب تراجعاً في هطول الأمطار في مختلف أنحاء البلاد، بعد شهرين من الأمطار التي تسببت بفيضانات مدمرة في عدد من المحافظات، وتركزت الآثار العميقة لهذه الفيضانات في محافظتي الحديدة والمحويت غرباً.

وحذَّرت لجنة الإنقاذ الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن مع استمرار الفيضانات، التي بدأت في مارس (آذار) واشتدت في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وتأجيج الانتشار السريع للكوليرا، وتضرر أكثر من 268 ألف شخص في اليمن، في ظل موجة ماطرة شهدتها البلاد.

ونبهت اللجنة في بيان لها إلى أن استمرار احتمالية وجود خطر فيضانات مفاجئة إضافية بسبب تشبع الأرض بفعل الأمطار الغزيرة وأنظمة الصرف السيئة، رغم توقف هطول الأمطار خلال الشهر الحالب، ووصفت هذا الخطر بالمرتفع.

استمرار الكارثة

قالت اللجنة إن الفيضانات أثرت بشدة على محافظات الحديدة، وحجة، ومأرب، وصعدة وتعز، حيث تأثر ما يقرب من 268 ألف فرد في 38285 عائلة حتى الشهر الماضي، وفقاً لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتسببت الأمطار الغزيرة، التي من المتوقع استمرارها هذا الشهر، في تدمير واسع النطاق للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية.

وقيَّدت الأمطار والفيضانات - وفق بيان اللجنة - من إمكانية الوصول إلى الغذاء، وهي قضية يعاني منها بالفعل أكثر من 17 مليون يمني بسبب الصراع والتدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وكلها تفاقمت بسبب أزمة المناخ.

توقعات باستمرار الأمطار الغزيرة في اليمن رغم انتهاء موسمها برحيل فصل الصيف (رويترز)

وبينت المنظمة أن محافظة تعز (جنوب غرب) شهدت وحدها تدمير ما يقدّر بنحو 70 إلى 100 في المائة من الأراضي الزراعية جراء الأمطار.

ودعت المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تقديم المزيد من الدعم للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن جراء الفيضانات المدمرة الأخيرة التي ضربت البلاد، والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا، مشددة على زيادة الدعم المالي واللوجيستي لتلبية الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل للمتضررين من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.

ونوهت اللجنة إلى أن الكارثة الإنسانية في اليمن تتضاعف «مدفوعة بالتأثيرات المدمرة للفيضانات الأخيرة والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا في معظم أنحاء البلاد»، مرجحة أنه، و«من دون اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب، سيستمر الوضع في التدهور؛ مما يعرض المزيد من الأرواح للخطر».

انتشار سريع للكوليرا

قال إيزايا أوجولا، القائم بأعمال مدير لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن البلاد «تواجه أزمة على جبهات متعددة» بدءاً من الصراع المستمر إلى الفيضانات الشديدة، والآن «تفشي وباء الكوليرا الذي انتشر بسرعة في الكثير من المحافظات».

وأضاف: «إن حياة الناس معرّضة للخطر بشكل مباشر، ومن المرجح أن يؤدي تدمير مرافق المياه والصرف الصحي إلى تفاقم انتشار المرض»، في حين أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات طوارئ في المناطق الأكثر تضرراً في حجة، والحديدة، والمحويت وتعز، حيث قدمت مساعدات نقدية لنحو 2000 عائلة متضررة.

دمار هائل في البنية التحتية تسببت به الفيضانات الأخيرة في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وأشار إلى أن المرحلة الأولية ركزت على تلبية الاحتياجات الفورية، مع التخطيط لمزيد من التقييمات لتوجيه التدخلات المحتملة في مجال المياه والصرف الصحي، مثل إنشاء نقاط المياه والمراحيض الطارئة.

وبيَّن أوجولا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشركاءها أجروا تقييمات في المناطق المتضررة، وكشفوا عن نزوح ما يقرب من 9600 شخص بسبب الفيضانات في تعز، وحجة والحديدة، حيث تعرَّضت البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي والصحة لأضرار كبيرة؛ مما زاد من خطر تفشي الكوليرا في هذه المناطق.

وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزَّع مساعدات إيوائية طارئة على المتضررين من السيول والفيضانات في مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز، الثلاثاء الماضي.

وتضمنت المساعدات الطارئة 100 خيمة و370 حقيبة إيواء استفاد منها 2220 فرداً من المتضررين من السيول في المديرية.

ويأتي هذا التدخل بالتنسيق مع كتلة الإيواء ومكاتب مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن، وبالتنسيق مع السلطة المحلية ووحدة النازحين.