باكستان تدرس الرد على السياسة الأميركية الجديدة حيالها

رئيس وزرائها يجتمع بقادة الجيش النافذين اليوم

رئيس الوزراء الباكستاني شاهد خاقان (رويترز)
رئيس الوزراء الباكستاني شاهد خاقان (رويترز)
TT

باكستان تدرس الرد على السياسة الأميركية الجديدة حيالها

رئيس الوزراء الباكستاني شاهد خاقان (رويترز)
رئيس الوزراء الباكستاني شاهد خاقان (رويترز)

يلتقي رئيس الوزراء الباكستاني شاهد خاقان عباسي، اليوم (الخميس)، مع قادة الجيش النافذين لبحث كيفية الرد على السياسة الأميركية الجديدة حيال أفغانستان. والتي تشمل ممارسة ضغوط أكبر على إسلام آباد لكبح جماح المتشددين.
واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب باكستان بإيواء "عناصر تشيع الفوضى" وتوفير ملاذ آمن لجماعات متشددة تشن تمردا على
الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان، وحثها على تغيير نهجها على الفور.
وذهب مسؤولون في البيت الأبيض إلى أبعد من ذلك وهددوا بخفض المساعدات المالية والعسكرية فضلا عن إجراءات أخرى.
ولم يرد عباسي بعد على تصريحات ترمب، لكن وزير الخارجية خواجة آصف قال إنه يجب على واشنطن ألا تستخدم باكستان "كبش فداء"
لإخفاقاتها في أطول حرب تخوضها حتى الآن.
وتنفي باكستان إيواء مسلحين.
وكما هي الحال غالبا في باكستان، يعود القرار النهائي في كيفية التصرف للجيش، الذي حكم البلاد لحوالى 35 عاما، وهو الذي يحدد
التوجه في ملفات رئيسية في السياسة الخارجية بما في ذلك العلاقات مع الولايات المتحدة وأفغانستان والهند.
والتقى أمس (الأربعاء) قائد الجيش قمر جويد باجوا، الذي سيشارك في اجتماع مجلس الأمن القومي اليوم، مع السفير الأميركي ديفيد هيل وأبلغه إن إسلام آباد تريد ثقة الولايات المتحدة وتفهمها أكثر من أموالها.
ويشعر المسؤولون الباكستانيون بالانزعاج حيال ما يرونه عدم احترام من واشنطن لتضحيات البلاد في مجال الحرب على التشدد ونجاحاتها في مكافحة جماعات مثل "القاعدة" وتنظيم "داعش" أو حركة طالبان الباكستانية.
وتقول باكستان إن 70 ألفا سقطوا ضحية هجمات المتطرفين منذ انضمامها للحرب الأميركية على الإرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة.
من جانبه، قال مشاهد حسين رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الباكستاني لوكالة أنباء (رويترز) اليوم، "نشعر أن الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس ترمب متحيزة تماما وتجور على باكستان ولا تقدر أو تعترف بكون باكستان لاعبا رئيسيا... في الحملة على الإرهاب".
كما أثار ترمب غضب المسؤولين الباكستانيين عبر مناشدته الهند لعب دور في إعادة إعمار أفغانستان، وحذروا من أن اضطلاع الهند بدور أكبر في أفغانستان قد يمثل خطرا على السلام بالمنطقة.
ويخشى المحللون أن تدفع الضغوط باكستان إلى توثيق التعاون مع الصين، جارتها الشمالية التي تستثمر حوالى 60 مليار دولار في
مشاريع بنى تحتية.
وقال حسين "تغيرت الأمور منذ 11 أيلول سبتمبر". "لدى الولايات المتحدة اليوم نفوذ وتأثير أكبر بكثير في المنطقة ولدينا مساحة استراتيجية وخيارات أكبر في سياستنا الخارجية".
وشهدت العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة فترات من التوتر البالغ في السنوات الأخيرة، وخصوصا بعدما توصلت قوات خاصة أميركية إلى مكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان وقتلته عام 2011.



توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.