132 انتهاكاً ضد الصحافيين اليمنيين خلال 6 أشهر

تقرير اتهم الانقلابيين و«القاعدة» بجل عمليات الاعتقال

TT

132 انتهاكاً ضد الصحافيين اليمنيين خلال 6 أشهر

تواصل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية انتهاكاتها ضد الصحافيين في اليمن، التي وصلت إلى حد الملاحقات والقتل والسجن وإلصاق التهم الكيدية وإصدار حكم الإعدام بحق صحافي يمني، فضلاً عن قتل 3 آخرين.
وأعلن مرصد الحريات الإعلامية، التابع لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، تسجيل «132 انتهاكاً ضد الحريات الإعلامية في اليمن خلال النصف الأول لعام 2017، تعرض لها إعلاميون ومؤسسات إعلامية، تنوعت بين قتل وإصابة واختطاف واعتداء وتهديد وقصف مؤسسات إعلامية، وأن جماعة الحوثي احتلت المرتبة الأولى في الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية بعدد 82 انتهاكاً من إجمالي عدد الانتهاكات خلال النصف الأول لعام 2017، و25 انتهاكاً مارسها مجهولون، و5 انتهاكات مارسها متنفذون، وانتهاك واحد مارسه تنظيم القاعدة الإرهابي، ورئاسة جامعة الحديدة». وقال في تقريره الحديث، إن «حالات الانتهاكات تركزت في كل من محافظات صنعاء وتعز وعدن والحديدة ومأرب وذمار وريمه وحضرموت وحجة وشبوة. وتوزعت مسؤوليات الانتهاكات على جماعة الحوثي والحكومة اليمنية وتنظيم القاعدة ومتنفذين، بالإضافة إلى انتهاكات رصدت ضد مجهولين». وأضاف أن «الوسط الإعلامي تعرض خلال النصف الأول من عام 2017 لسابقة خطيرة لم يشهد اليمن مثلها، حيث قامت جماعة الحوثي بإصدار حكم بالإعدام بحق الكاتب والصحافي يحيى الجبيحي بسبب آرائه وكتاباته التي تندرج تحت حرية التعبير التي كفلتها لهم القوانين والمواثيق الدولية، فيما يتعرض صحافيون آخرون للتعذيب الشديد، حتى فقد بعض منهم سمعه، وآخر أصبح مقعداً لا يستطيع الحركة بسبب شدة التعذيب».
وذكر التقرير أنه تم رصد «941 انتهاكاً ضد الحريات الإعلامية في اليمن منذ عام 2015 وحتى يونيو (حزيران) 2017»، مؤكداً تعرض الحريات الإعلامية خلال هذه الفترة لممارسات قمعية تنوعت بين قتل وتعذيب واستهداف متعمد وممنهج ضد الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية بهدف إسكات الإعلام وثنيه عن نقل الحقائق للمجتمع».
ووفقاً للتقرير، فقد توزعت الانتهاكات بين 3 حالات قتل، وحالة حكم إعدام، و11 حالة إصابة، و17 حالة اختطاف، و24 حالة فصل وإيقاف عن العمل، و22 حالة محاكمة لصحافيين بسبب كتاباتهم، و13 حالة تهديد، و3 حالات محاولة قتل، و9 حالات اعتقال وتعذيب، و18 حالة اعتداء، وحالتي تحريض، فضلاً عن 3 حالات اقتحام ونهب منازل، وحالة محاولة اعتداء واحدة، وحالتي تهكير صفحات «فيسبوك»، وحالة واحدة طرد من قاعة الامتحان.
وأورد التقرير أن أغلبية الانتهاكات مورست في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث رصد التقرير 71 حالة انتهاك في صنعاء، و9 انتهاكات بمحافظة الحديدة، و32 حالة انتهاك رصدت في تعز و9 انتهاكات في محافظة عدن، و5 انتهاكات مورست بمحافظة مأرب، وحالتي انتهاك بمحافظة ذمار، وانتهاك واحد لكل من محافظات ريمه وحضرموت وشبوة وحجة. وطالب المرصد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالقيام بواجبها والضغط على جماعة الحوثي بالإفراج عن الصحافيين المختطفين في سجونها، حيث مر على أغلبهم عامان وهم في سجون تفتقر لأبسط مقومات الحياة، إلى جانب تعرضهم للتعذيب الشديد الذي أفقد بعضاً منهم الحركة. ويأتي ذلك في حين يدخل العام الثالث ولا يزال 18 صحافياً في سجون جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة، حيث تعتقل جماعة الحوثي 17 صحافياً وترفض الإفراج عنهم. ولا يزال مصير صحافي اعتقله تنظيم القاعدة بمدينة حضرموت مجهولاً.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.