دفع التصعيد العسكري الأحـادي الذي نـفـذه المجلس الانتقالي الجنوبي فـي شرق اليمن بدعم إمــاراتــي، تحالف دعـم الشرعية بــقــيــادة الــســعــوديــة إلــــى الــلــجــوء إلــــى مـسـار الـحـزم لفرض الاسـتـقـرار السياسي والأمني فــي الـيـمـن بـعـد أسـابـيـع مــن مـــحـــاولات لنزع فتيل الأزمــــة، حيث نفذ الـتـحـالـف، الـثـاثـاء، ضـــربـــة جـــويـــة وقـــائـــيـــة لاســــتــــهــــداف شـحـنـة عــســكــريــة غـــيـــر قـــانـــونـــيـــة فــــي مـــيـــنـــاء المـــكـــا، بـالـتـزامـن مـع التشديد على ضـــرورة خـروج ســاعــة، 24 قــــوات أبــوظــبــي مـــن الــيــمــن خــــال والـــتـــوقـــف عـــن تـسـلـيـح أي طــــرف اسـتـجـابـة لطلب القيادة اليمنية الشرعية. وبـــعـــد طـــلـــب يـــمـــنـــي، أعـــلـــنـــت الإمـــــــارات انسحابها من التحالف؛ إذ دعا الدكتور رشاد الـعـلـيـمـي رئــيــس مـجـلـس الــقــيــادة الـرئـاسـي القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية القوات الإماراتية إلى مغادرة الأراضي اليمنية خلال ساعة. 24 وفـــي حــن جــــددت الـسـعـوديـة الـتـزامـهـا بأمن اليمن واسـتـقـراره، وسيادته، ودعمها الـــكـــامـــل لــرئــيــس مـجـلـس الـــقـــيـــادة الــرئــاســي والحكومة، عبّرت في بيان لوزارة خارجيتها عـــن أســفــهــا لمـــا قــامــت بـــه دولــــة الإمـــــــارات من ضغط على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لـدفـع قــواتــه للقيام بعمليات عسكرية على حــــــدود المـــمـــلـــكـــة الـــجـــنـــوبـــيـــة فــــي مـحـافـظـتـي حـــضـــرمـــوت والمـــــهـــــرة، تُــــعــــد تـــهـــديـــدا لــأمــن الــوطــنــي لـلـمـمـلـكـة، والأمـــــن والاســـتـــقـــرار في الجمهورية اليمنية والمنطقة. وقـــالـــت وزارة الـــخـــارجـــيـــة الــســعــوديــة: «إن تـــلـــك الـــخـــطـــوات الـــتـــي قـــامـــت بـــهـــا دولــــة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تُعد بالغة الـخـطـورة، ولا تنسجم مـع الأســس التي قام عــلــيــهــا تـــحـــالـــف دعـــــم الـــشـــرعـــيـــة فــــي الــيــمــن، ولا تـــخـــدم جـــهـــوده فـــي تـحـقـيـق أمــــن الـيـمـن واستقراره». وأكــــــدت الــســعــوديــة فـــي هــــذا الإطــــــار أن أي مـــســـاس أو تــهــديــد لأمــنــهــا الــوطــنــي هو خــــط أحــــمــــر لــــن تــــتــــردد المـــمـــلـــكـــة حـــيـــالـــه فـي اتخاذ جميع الخطوات والإجــــراءات اللازمة لمواجهته وتحييده. وجــددت الرياض تأكيدها أن «القضية الــجــنــوبــيــة» فــــي الــيــمــن قــضــيــة عــــادلــــة، لـهـا أبــــعــــادهــــا الـــتـــاريـــخـــيـــة والاجـــتـــمـــاعـــيـــة، وأن السبيل الوحيد لمعالجتها يكون عبر طاولة الـــحـــوار ضـمـن الــحــل الـسـيـاسـي الــشــامــل في الـيـمـن الــــذي ســتــشــارك فـيـه جـمـيـع الأطــيــاف الــيــمــنــيــة بـــمـــا فــــي ذلـــــك المـــجـــلـــس الانــتــقــالــي الجنوبي. وشــــددت «الـخـارجـيـة الـسـعـوديـة» على أهـــمـــيـــة اســـتـــجـــابـــة الإمـــــــــــارات لـــطـــلـــب الــيــمــن بــخــروج قـواتـهـا الـعـسـكـريـة مــن الجمهورية ســـاعـــة، وإيـــقـــاف أي دعــم 24 الـيـمـنـيـة خــــال عسكري أو مالي لأي طرف كان داخل اليمن. وقــــــال الـــبـــيـــان إن الـــســـعـــوديـــة تـــأمـــل أن تـــســـود الــحــكــمــة وتــغــلــيــب مــــبــــادئ الأخــــــوة، وحـــســـن الــــجــــوار، والـــعـــاقـــات الــوثــيــقــة الـتـي تـجـمـع دول مـجـلـس الــتــعــاون لــــدول الخليج الــــعــــربــــيــــة، ومـــصـــلـــحـــة الــــيــــمــــن، وأن تـتـخـذ الإمـــارات الخطوات المأمولة للمحافظة على الــعــاقــات الـثـنـائـيـة بــن الـبـلـديـن الشقيقين، والتي تحرص المملكة على تعزيزها، والعمل المـشـتـرك نحو كـل مـا مـن شـأنـه تعزيز رخـاء وازدهار دول المنطقة واستقرارها. ضربة وقائية محدودة فـي سياق الإجــــراءات الوقائية لحماية المدنيين، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، اللواء الركن تركي المالكي، أن قوات الــتــحــالــف الـــجـــويـــة، قــامــت صــبــاح الــثــاثــاء، بتنفيذ عملية عسكرية «محدودة» استهدفت أسلحة وعربات قتالية أُفرغت بميناء المكلا بمحافظة حضرموت. وأوضــــح المـالـكـي أنـــه فــي يـومـي السبت ديـسـمـبـر (كــانــون 28 - 27 والأحـــــد، المـــوافـــق ، تــم دخــــول سفينتين قـادمـتـن 2025 ) الأول مـــن مــيــنــاء الــفــجــيــرة إلــــى مــيــنــاء المـــكـــا دون الحصول على التصاريح الرسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف. وأشــار المتحدث باسم التحالف إلـى أن طاقم السفينتين قام بتعطيل أنظمة التتبع الـخـاصـة بالسفينتين، وإنــــزال كمية كبيرة مـن الأسلحة والـعـربـات القتالية لدعم قـوات المــجــلــس الانــتــقــالــي الــجــنــوبــي بـالمـحـافـظـات الشرقية لليمن (حـضـرمـوت، المــهــرة) بهدف تـأجـيـج الـــصـــراع؛ مـــا يـعـد مـخـالـفـة صريحة لـــفـــرض الـــتـــهـــدئـــة والـــــوصـــــول لـــحـــل سـلـمـي، وكـذلـك انتهاكا لـقـرار مجلس الأمـــن الـدولـي .2015 لعام 2216 رقم وقـــال المــالــكــي: «اســتــنــادا لطلب فخامة رئـــيـــس مـجـلـس الـــقـــيـــادة الـــرئـــاســـي الـيـمـنـي، لـــقـــوات الــتــحــالــف بـــاتـــخـــاذ جــمــيــع الــتــدابــيــر الــــعــــســــكــــريــــة الــــــــازمــــــــة لــــحــــمــــايــــة المــــدنــــيــــن بمحافظتي (حضرموت والمهرة)، ولما تشكله هـذه الأسلحة من خطورة وتصعيد يهددان الأمـن والاستقرار، فقد قامت قـوات التحالف الجوية بتنفيذ عملية عسكرية (مـحـدودة) استهدفت أسلحة وعربات قتالية أُفرغت من السفينتين بميناء (المكلا)، بعد توثيق ذلك، ومن ثم تنفيذ العملية العسكرية بما يتوافق مــــع الـــقـــانـــون الــــدولــــي الإنـــســـانـــي وقــــواعــــده الـــعـــرفـــيـــة، وبـــمـــا يــكــفــل عــــدم حـــــدوث أضــــرار جانبية». خفض التصعيد أكــــــــد المـــــتـــــحـــــدث بـــــاســـــم تــــحــــالــــف دعــــم الشرعية في اليمن، تركي المالكي، استمرار قيادة التحالف في خفض التصعيد، وفرض التهدئة فـي محافظتي حضرموت والمـهـرة، ومـنـع وصـــول أي دعــم عسكري مـن أي دولـة كــانــت لأي مــكــون يـمـنـي دون الـتـنـسـيـق مع الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف بهدف إنجاح جهود السعودية والتحالف لتحقيق الأمـــــــن والاســـــتـــــقـــــرار، ومــــنــــع اتــــســــاع دائــــــرة الصراع. وكان التحالف دعا قبل تنفيذ الضربة جـمـيـع المـدنـيـن إلـــى الإخــــاء الـــفـــوري لميناء المـكـا فـي محافظة حضرموت حتى إشعار آخـــر، مــؤكــدا أن هـــذا الإجـــــراء يـأتـي فــي إطــار الحرص على سلامتهم. وأوضــــــــح الـــتـــحـــالـــف أن طـــلـــب الإخـــــاء يــــهــــدف إلـــــى حـــمـــايـــة الأرواح والمـــمـــتـــلـــكـــات، وذلك بالتزامن مع الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية فــي محيط المـيـنـاء، داعــيــا الجميع إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة والتعاون لضمان أمنهم وسلامتهم. الإمارات تنسحب من اليمن أعلنت وزارة الــدفــاع الإمــاراتــيــة سحب ما تبقى من فرقها التي قالت إنها مختصة بـمـكـافـحـة الإرهـــــــاب فـــي الـــيـــمـــن، بـالـتـنـسـيـق مـــع الـــشـــركـــاء المــعــنــيــن؛ وذلـــــك عــلــى خلفية «التطورات الأخيرة» وما قد يترتب عليها من تداعيات على سلامة وفاعلية مهام مكافحة الإرهاب. وقــالــت الــــــوزارة، فــي بــيــان، إن مشاركة 2015 الإمارات ضمن التحالف بدأت منذ عام «دعما للشرعية في اليمن»، وإسنادا للجهود الدولية فـي مكافحة التنظيمات الإرهابية؛ بهدف تحقيق أمن واستقرار اليمن، مشيرة إلــــى أن أبـــنـــاء الإمــــــــارات «قــــدمــــوا تـضـحـيـات جسيمة» خلال تلك المرحلة. وأوضــــحــــت وزارة الــــدفــــاع أن الـــقـــوات المـــســـلـــحـــة الإمــــــاراتــــــيــــــة «أنــــــهــــــت وجـــــودهـــــا بــعــد 2019 الــــعــــســــكــــري» فـــــي الــــيــــمــــن عـــــــام اســــتــــكــــمــــال المـــــهـــــام المــــــحــــــددة ضــــمــــن الأطـــــر الـرسـمـيـة المـتـفـق عـلـيـهـا، وأن مـــا تـبـقـى من وجـودهـا اقتصر على فــرق متخصصة في إطـــار جـهـود مكافحة الإرهــــاب وبالتنسيق مع الشركاء الدوليين. وأكـــــدت أبــوظــبــي أن قــــرار إنـــهـــاء مهمة الـــفـــرق المـتـبـقـيـة يــأتــي ضــمــن «تـقـيـيـم شـامـل لمـــتـــطـــلـــبـــات المـــــرحـــــلـــــة»، وبــــمــــا يـــنـــســـجـــم مــع الـــتـــزامـــات دولــــة الإمـــــــارات ودورهــــــا فـــي دعــم أمن واستقرار المنطقة، في إشارة إلى البيان الـصـادر عـن وزارة الخارجية الإمـاراتـيـة في اليوم نفسه بشأن الأحداث الجارية في اليمن ومـــا تـضـمـنـه مـــن تـوضـيـحـات حـــول طبيعة الوجود الإماراتي هناك. 3 أخبار NEWS Issue 17200 - العدد Wednesday - 2025/12/31 الأربعاء السعودية تؤكد أن أي مساس أو تهديد لأمنها الوطني خط أحمر لن تتردد في مواجهته وتحييده ASHARQ AL-AWSAT الإمارات تؤكد أهمية أمن واستقرار السعودية أعـــلـــنـــت الإمــــــــــــارات، فــــي بــــيــــان لــهــا، حرصها على أمــن واسـتـقـرار السعودية واحـــــتـــــرامـــــا كـــــامـــــا لـــســـيـــادتـــهـــا وأمـــنـــهـــا الوطني، ورفضها القاطع لأي أعمال من شأنها تهديد أمن المملكة أو أمن الإقليم. وأعربت في الوقت ذاته عن «أسفها الــــشــــديــــد لمـــــا ورد حــــــول دور الإمـــــــــارات فـــي الأحـــــــداث الـــجـــاريـــة فـــي الــجــمــهــوريــة اليمنية». وجزمت بعدم علاقتها بالضغط أو توجيه أي طــرف يمني للقيام بعمليات عــــســــكــــريــــة تــــمــــس أمــــــــن الـــــســـــعـــــوديـــــة أو تستهدف حدودها. وقالت الإمارات إن العلاقات الأخوية والــتــاريــخــيــة بـــن الــبــلــديــن تـمـثـل ركــيــزة أساسية لاستقرار المنطقة، وإن أبوظبي تـحـرص دومـــا على التنسيق الـكـامـل مع الرياض. وفـــــيـــــمـــــا يــــتــــصــــل بــــــــــالأحــــــــــداث فـــي محافظتي حضرموت والمـهـرة، أوضحت الـــخـــارجـــيـــة الإمــــاراتــــيــــة أن مــوقــفــهــا منذ البداية انصب على احتواء الموقف، ودعم مسارات التهدئة، والدفع نحو تفاهمات «تسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحـمـايـة المــدنــيــن، وذلــــك بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة». وكــــــان بـــيـــان صـــــدر عــــن الــســعــوديــة طــــالــــب الإمــــــــــــارات بــــوقــــف الـــــدعـــــم المـــالـــي والعسكري لأي فصيل يمني، مؤكدا أسف المـمـلـكـة لمــا قــامــت بــه أبـوظـبـي مــن ضغط عـلـى قـــوات المـجـلـس الانـتـقـالـي الجنوبي لـتـنـفـيـذ عـمـلـيـات عـسـكـريـة تــمــس حـــدود المملكة في محافظتي المهرة وحضرموت الحدوديتين. كــــمــــا طــــالــــبــــت الـــــــريـــــــاض أبــــوظــــبــــي بالاستجابة لطلب الجمهورية اليمنية بمغادرة قواتها خـارج الأراضــي اليمنية خلال أربع وعشرين ساعة. وبــالــعــودة لـلـبـيـان الإمــــاراتــــي، وعـن العملية العسكرية فـي ميناء المـكـا وما ورد بشأنها في بيان المتحدث العسكري بــاســم قــــوات الـتـحـالـف، جــــددت الإمــــارات عــدم علاقتها بتأجيج الــصــراع اليمني، وادعـــت أن البيان المـشـار إلـيـه صــدر دون التشاور مع الدول الأعضاء في التحالف. وبـخـصـوص الشحنة الـتـي ضربها التحالف، زعمت أبوظبي أنها لم تتضمن أي أسلحة، وأن العربات التي تم إنزالها لــم تـكـن مخصصة لأي طـــرف يـمـنـي، بل لاستخدام القوات الإماراتية العاملة في الـيـمـن، لافـتـة إلـــى وجـــود تنسيق «عـالـي المستوى» مع السعودية واتفاق على عدم خـروج المركبات من الميناء، قبل أن تقول إنها تفاجأت باستهدافها في المكلا. وجــــــــــددت الــــخــــارجــــيــــة الإمـــــاراتـــــيـــــة التأكيد على أن وجـودهـا في اليمن جاء بـــدعـــوة مـــن الــحــكــومــة الــشــرعــيــة وضـمـن تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، بهدف دعـم استعادة الشرعية ومكافحة الإرهـــــــاب، مـــع الالــــتــــزام بـــاحـــتـــرام ســيــادة الــــيــــمــــن، مـــــذكّـــــرة بـــتـــضـــحـــيـــات الإمـــــــــارات ومــــســــانــــدتــــهــــا لـــلـــشـــعـــب الـــيـــمـــنـــي خــــال مختلف المراحل. وتـتـهـم الـحـكـومـة اليمنية الإمــــارات بــــدعــــم المـــجـــلـــس الانـــتـــقـــالـــي الـــــــذي تــمــرد وحــــرك قـــواتـــه بـــدايـــة الـشـهـر الــحــالــي إلـى حـضـرمـوت والمــهــرة، مـمـا أجــج المحافظة التي تتحلى بالهدوء والسكينة، وهو ما دفـع السعودية لإرســال وفـد على الأرض قـــاد جـهـود تـهـدئـة، لـكـن قــيــادات المجلس الانـــتـــقـــالـــي تــمــســكــت بــالــتــصــعــيــد وعــــدم مغادرة قواتها، مما حدا بمجلس الدفاع الــوطــنــي الـيـمـنـي إلــــى طــلــب الــتــدخــل من التحالف، الـذي أعلن الاستجابة، وكانت الـعـمـلـيـة الـعـسـكـريـة المـــحـــدودة فـــي المـكـا فجر الثلاثاء أولى عمليات الاستجابة. دبي: «الشرق الأوسط» أن الموقف السعودي حجر الزاوية للاستقرار أكدا لـ مسؤولان يمنيان: تحرك جاد لفرض منطق القانون والمؤسسات أكـــــد مــــســــؤولان يــمــنــيــان أن المـشـهـد الـيـمـنـي يـمـر بـمـحـاولـة جـــادة لــ«هـنـدسـة عكسية» تستعيد من خلالها الدولة زمام المبادرة، بدعم إقليمي وثيق، وبما يرسّخ مــنــطــق الــــقــــانــــون والمــــؤســــســــات.ووصــــف المهندس بدر باسلمة، مستشار الرئيس الــيــمــنــي الـــــقـــــرارات الـــرئـــاســـيـــة الأخــــيــــرة، المـــتـــعـــلـــقـــة بـــــــالأوضـــــــاع فـــــي المـــحـــافـــظـــات الشرقية، بأنها «خطوة مفصلية» تنطوي على دلالات سياسية عميقة تمس جوهر بقاء الدولة، على حد تعبيره. وأوضــــح بـــدر بـاسـلـمـة، فــي تصريح خـــــــاص، لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــــــط»، أن هـــذه الـــــقـــــرارات تــمــثــل انـــتـــقـــالا نــوعــيــا لمجلس الــقــيــادة الــرئــاســي مــن مـربـع «امـتـصـاص ردود الأفعال» إلى مربع «صناعة الفعل» والمــــــــبــــــــادرة، بـــمـــا يـــفـــضـــي إلــــــى تـحـصـن مـــركـــزيـــة الــــقــــرار الـــســـيـــادي ومـــنـــع تـفـتـت الدولة.من ناحيته، أوضح الدكتور متعب بـازيـاد نائب مدير مكتب رئيس الـــوزراء اليمني أن قرارات مجلس الدفاع الوطني الــيــمــنــي، كــمــؤســســة دســـتـــوريـــة، بــاركــت جـــهـــود الأشـــقـــاء فـــي الــســعــوديــة لخفض التصعيد واحتواء الموقف المتأزم وحماية المـدنـيـن فـي المـحـافـظـات الشرقية ووقـف الانتهاكات بحقهم. وأضـــــــــاف فـــــي تـــصـــريـــحـــات خـــاصـــة لـ«الشرق الأوســط» بقوله: «الأخ الرئيس كــان طيلة الفترة الماضية يـكـرّس فـي كل الـــلـــقـــاءات والمـــنـــاســـبـــات، وحـــتـــى فـــي أوج الـــخـــاف بـــن الـــقـــوى الــســيــاســيــة، أهـمـيـة الـــحـــفـــاظ عــلــى المـــركـــز الـــقـــانـــونـــي لــلــدولــة اليمنية فــي الــوعــي الــعــام وعـقـل الــدولــة، وقاتل قتالا شرسا دون اهتزاز هذا المركز، كـــأهـــم أعـــمـــدة مــظــاهــر الـــســـيـــادة ووحــــدة القرار والسيادة». وقــــــــال: «مــــــن هــــــذا المــــركــــز اســـتـــمـــدّت القرارات التي تتحدث عنها اليوم قوتها ومـشـروعـيـتـهـا، فـالـقـائـد الأعــلــى لـلـقـوات المسلحة اليمنية له سلطات واسعة تكفي لاتخاذ ما يلزم بشأن الحفاظ على وحدة الــــبــــاد والــــــــذود عــــن ســـيـــادتـــهـــا وســـامـــة أراضيها وحياة الشعب وكرامته». ويــــعــــود بـــاســـلـــمـــة لــلــتــشــديــد عـلـى أن المــوقــف الـسـعـودي الــداعــم للشرعية وقــــراراتــــهــــا يـــشـــكّـــل حـــجـــر الـــــزاويـــــة فـي معادلة الاستقرار الراهنة، مشيرا إلى أن هـــذا الـــدعـــم لا يُـــقـــرأ بـوصـفـه تـدخـا لصالح طرف على حساب آخر، بقدر ما يعكس استراتيجية تهدف إلى «ضبط إيــــقــــاع» المـــشـــهـــد ومـــنـــع الانــــــــزلاق نـحـو المجهول. ويرى باسلمة أن المحافظات الشرقية، وفـــي مـقـدمـتـهـا حــضــرمــوت والمـــهـــرة، تـمـر بمخاض سياسي دقيق قـد يرسم ملامح مستقبل شكل الــدولــة، ويـؤسـس لنموذج «الدولة الاتحادية» المقبلة. من «إدارة التوازنات» إلى «سيادة المؤسسات» ووفـقـا للمهندس بــدر باسلمة، فإنه «لا يمكن قراءة القرارات الأخيرة الصادرة عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، فـي سياقها الإداري الروتيني فحسب، بل تمثل خطوة مفصلية تنطوي عــــلــــى دلالات ســـيـــاســـيـــة عـــمـــيـــقـــة تـتــصــل بجوهر بقاء الدولة». وأضــــــــاف أن أهـــمـــيـــة هـــــذه الـــــقـــــرارات تـكـمـن فـــي كــونــهــا تُــجــسّــد انـــتـــقـــالا نـوعـيـا لمــجــلــس الــــقــــيــــادة مــــن مـــربـــع «امـــتـــصـــاص ردود الأفــعــال» إلــى مـربـع «صناعة الفعل والمــــبــــادرة»، وعَـــــد ذلـــك «رســـالـــة سياسية بـلـيـغـة إلـــى الـــداخـــل والـــخـــارج مــفــادهــا أن الدولة، بمفهومها الدستوري والشرعي، هــــي صـــاحـــبـــة الـــكـــلـــمـــة الـــفـــصـــل فــــي إدارة مؤسساتها السيادية، وأنها يجب أن تظل مظلة وطنية جامعة، لا ساحة لتقاسمها أو توظيفها خارج إطار المشروع الوطني الجامع». ولـفـت باسلمة إلـــى أن هـــذه الخطوة تمثل «بمعناها الأعـمـق، عملية تحصين لمـــركـــزيـــة الــــقــــرار الـــســـيـــادي، ومـــنـــع انــــزلاق الـدولـة نحو التفكك أو تحولها إلــى جُــزر إدارية وأمنية معزولة». وأكــــــــــــد بـــــــــدر بــــاســــلــــمــــة أن المـــــوقـــــف الـــســـعـــودي الــــداعــــم لــلــشــرعــيــة وقـــراراتـــهـــا يمثل حجر الزاوية في معادلة الاستقرار الــراهــنــة، مـوضـحـا أن هـــذا الــدعــم «لا يُــقـرأ بوصفه تدخلا لصالح طرف على حساب آخـر، بقدر ما يعكس استراتيجية تهدف إلـــى ضـبـط إيـــقـــاع المـشـهـد ومــنــع الانــــزلاق نحو المجهول». وأضــاف أن أهمية هـذا الــدور تتجلى فـــي تــرســيــخ «قــــاعــــدة ذهــبــيــة مـــفـــادهـــا أن الشراكة لا تعني الاستحواذ»، مشيرا إلى أن الدعم الموجَّه لمجلس القيادة الرئاسي يـسـتـهـدف خـفـض التصعيد ومـنـع فـرض ســيــاســات «الأمـــــر الـــواقـــع» بــقــوة الــســاح، ولا سـيـمـا فـــي المــنــاطــق ذات الـحـسـاسـيـة الاستراتيجية مثل حضرموت والمهرة. وتابع أن المملكة، من خلال هذا النهج، «تعيد رسم الخطوط الحمراء التي تضمن بقاء جميع الأطــراف تحت مظلة الدولة»، وتــــدفــــع الــــقــــوى الــســيــاســيــة نـــحـــو طـــاولـــة الـحـوار بوصفه الخيار الوحيد، بــدلا من «مـغـامـرات غير محسوبة قـد تُــهـدد الأمـن الإقليمي والنسيج الاجتماعي اليمني». المحافظات الشرقية... ملامح الدولة المقبلة يــقــول بـــدر بـاسـلـمـة إن المـحـافـظـات الـــشـــرقـــيـــة، وفــــي مــقــدمــتــهــا حــضــرمــوت والمــــهــــرة، بـــاتـــت، الــــيــــوم، تــمــثّــل «الـــرقـــم الصعب» في المعادلة اليمنية، وتعيش مـــخـــاضـــا ســـيـــاســـيـــا قـــــد يــــرســــم مـــامـــح مستقبل شكل الدولة. اجتماع لمجلس الدفاع الوطني اليمني برئاسة العليمي (سبأ) الرياض: عبد الهادي حبتور ضربة وقائية في المكلا استهدفت سفينتين قادمتين من الفجيرة حزم سعودي يرسم خطا أحمر... واليمن ينهي مشاركة الإمارات في التحالف لندن: «الشرق الأوسط» لقطة جوية لشحنة عسكرية وصلت إلى ميناء المكلا لدعم المجلس الانتقالي الجنوبي (أ.ب)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky