7 أخبار NEWS Issue 17199 - العدد Tuesday - 2025/12/30 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT مصر توسع تعاونها مع جيبوتي وسط تصاعد توترات «القرن الأفريقي» فـــي ظـــل تـصـاعـد الـــتـــوتـــرات بمنطقة الـــقـــرن الأفـــريـــقـــي، تُـــوســـع مـصـر تـعـاونـهـا مـــــع جـــيـــبـــوتـــي عـــبـــر تـــعـــزيـــز مـــشـــروعـــات البنية التحتية والـنـقـل. وأجـــرى الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيله، الاثنين، محادثات مع نائب رئيس الوزراء المصري لــلــتــنــمــيــة الـــصـــنـــاعـــيـــة، وزيـــــــر الــصــنــاعــة والـنـقـل، كامل الــوزيــر، خــال زيـارتـه التي قام بها إلى جيبوتي. وأكد غيله أن «الزيارة تُجسد العلاقة القوية والتاريخية بين جيبوتي ومصر، والــــتــــي تــمــثــل حـــجـــر الأســـــــاس فــــي خــدمــة الشعبين، وتعكس حـرص قـيـادة البلدين على التعاون الجاد في مختلف المجالات»، مشيرا إلى «أهمية الزيارة التاريخية التي قــــام بــهــا الــرئــيــس عــبــد الــفــتــاح الـسـيـسـي إلى جيبوتي في أبريل (نيسان) الماضي، والـــتـــي تـــم الــتــأكــيــد خــالــهــا عــلــى أهـمـيـة تعميق التعاون الثنائي بين البلدين في مــجــالات عــــدة، والارتـــقـــاء بـحـجـم الـتـبـادل التجاري بين البلدين ليتناسب مع عمق الــعــاقــات الـثـنـائـيـة المـتـمـيـزة، خــاصــة مع الـــدور المــحــوري لكل مـن مصر وجيبوتي فـــي محيطهما الإقـلـيـمـي والــــدولــــي، ومـع ما تشهده مصر من تطور كبير في كافة المجالات». فــي حــن أكـــد الـــوزيـــر عـلـى التباحث المــــثــــمــــر مـــــع عـــــــدد مـــــن وزراء الـــحـــكـــومـــة الجيبوتية لزيادة حجم التبادل التجاري والـــتـــعـــاون المـــشـــتـــرك فـــي قـــطـــاعـــات الـنـقـل والصناعة والــزراعــة والـسـيـاحـة، والعمل على وضع خطة شاملة لإقامة مشروعات تــكــامــلــيــة وتـــجـــاريـــة وزراعــــيــــة بـــن مصر وجيبوتي. وبـــلـــغ حــجــم الـــتـــبـــادل الـــتـــجـــاري بين مليون دولار 122.4 مصر وجيبوتي نحو مليون دولار 161.9 مقابل 2024 خلال عام ، وفـق «الجهاز المركزي للتعبئة 2023 في الـــعـــامـــة والإحــــــصــــــاء» بــمــصــر فــــي أبـــريـــل الماضي. أسـتـاذة العلوم السياسية، الخبيرة فــــي الــــشــــؤون الأفـــريـــقـــيـــة، نـــجـــاء مـــرعـــي، ترى أن «الزيارة المصرية لجيبوتي نقطة انـــطـــاق جـــديـــدة لــلــتــعــاون بـــن الــبــلــديــن، خــصــوصــا فـــي بــعــض الــقــطــاعــات المـهـمـة، وعــلــى رأســهــا الـبـنـيـة الـتـحـتـيـة والــطــاقــة، والاقـتـصـاد الأخــضــر»، مضيفة لـ«الشرق الأوســــــط» أن «الـــجـــانـــب المـــصـــري يـحـرص دائما على متابعة تنفيذ مخرجات زيارة الــرئــيــس الـسـيـسـي لـجـيـبـوتـي فـــي أبــريــل الماضي». كما شـارك كامل الوزير، الاثنين، في الاجـــتـــمـــاع المـــوســـع مـــع أعـــضـــاء «مـجـلـس الأعـــمـــال المـــصـــري - الــجــيــبــوتــي»، وأشــــار إلــــى أن «الــــزيــــارة الـــتـــي قــــام بــهــا الـرئـيـس السيسي لجيبوتي شكّلت محطة فارقة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، وجـــــاءت تـتـويـجـا لـلـتـوجـه المـــصـــري نحو تـعـزيـز الــتــعــاون مـــع جـيـبـوتـي عـلـى مـــدار السنوات الماضية، والبناء على الزيارتين الـــرئـــاســـيـــتـــن المـــتـــبـــادلـــتـــن، وهـــمـــا زيـــــارة ،2021 الرئيس السيسي إلى جيبوتي عام والتي كانت الأولــى من نوعها في تاريخ الــعــاقــات بــن الـبـلـديـن، وزيـــــارة الـرئـيـس .»2022 غيله إلى مصر في وأوضح الوزير أنه «تم التأكيد خلال اجــتــمــاع (مــجــلــس الأعــــمــــال) عــلــى تـعـزيـز الــعــاقــات بـــن الـبـلـديـن وتـعـمـيـق أواصـــر الـتـعـاون الاقـتـصـادي والاسـتـثـمـاري، بما يحقق المصالح المشتركة ويُسهم في دعم مـسـارات التنمية المستدامة فـي البلدين، وتحويلها إلى مشروعات وفرص حقيقية على أرض الـواقــع، وذلــك فـي إطــار حرص الـــــدولـــــة المــــصــــريــــة عـــلـــى تـــعـــظـــيـــم دورهــــــا المـــــحـــــوري فــــي مــنــطــقــة الــــقــــرن الأفـــريـــقـــي، والتي تمثل جيبوتي إحدى أهم ركائزها الأساسية، بالنظر إلى موقعها الجغرافي الـفـريـد ودورهـــــا المــحــوري فــي أمـــن البحر الأحمر وسلامة الملاحة الدولية». وتـــشـــهـــد مـــنـــطـــقـــة الـــــقـــــرن الأفـــريـــقـــي تـــوتـــرات مــتــصــاعــدة بـسـبـب «أمـــــن الـبـحـر الأحــــمــــر»، وأخـــيـــرا المـــوقـــف المـــوحـــد تـجـاه إدانـــــة إعـــــان إســـرائـــيـــل الاعــــتــــراف بـإقـلـيـم «أرض الصومال» دولة مستقلة. وتعليقا عـلـى الـــزيـــارة، قـالـت مرعي إن «الزيارة جاءت من منطلق تعزيز دور مصر الاقتصادي في دول الساحل الغربي للبحر الأحمر، وهو ضرورة استراتيجية بسبب المساعي الإثيوبية من أجل النفوذ والـتـوسـع»، الأمـــر الـــذي يتطلب مـن مصر «توسيع المشروعات اللوجيستية وتطوير المـوانـي المشتركة مـع الـسـودان وجيبوتي وإريتريا، خاصة أن مصر أنشأت (الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية) لتعزيز ارتباط دول الإقليم بالمصالح المصرية». وخـــــــــــال زيـــــــــــــارة الــــــــوزيــــــــر المـــــصـــــري لجيبوتي عقد الاثنين سلسلة لقاءات مع عدد من وزراء الحكومة الجيبوتية، مؤكدا أن «مصر تنظر إلـى جيبوتي باعتبارها شـــــريـــــكـــــا اســـــتـــــراتـــــيـــــجـــــيـــــا فـــــــي مـــــجـــــالات الــــنــــقــــل الــــبــــحــــري والمـــــــوانـــــــي والــــخــــدمــــات اللوجيستية». كما شهد هو ووزير البنية التحتية والتجهيزات في جيبوتي، حسن حمد إبراهيم، توقيع عدد من الاتفاقيات المـــهـــمـــة لـــلـــتـــعـــاون المـــشـــتـــرك بــــن الــبــلــديــن فــــي مــــجــــالات الـــنـــقـــل الـــبـــحـــري والمـــنـــاطـــق اللوجيستية والطاقة الخضراء. وتــــــرى أن «الاتــــفــــاقــــيــــات الـــتـــي تـمـت بـن مصر وجيبوتي لها أهميتها خلال الوقت الحالي؛ لأن جيبوتي إحدى الدول المـــتـــشـــاطـــئـــة عـــلـــى الـــبـــحـــر الأحـــــمـــــر، ومـــن دول الـــقـــرن الأفــريــقــي المــهــمــة»، لافــتــة إلـى أن «مـــصـــر حــريــصــة عــلــى تــعــزيــز دورهــــا الاقــتــصــادي فــي الـسـاحـل الـغـربـي للبحر الأحـمـر؛ لأنـه ضـــرورة استراتيجية». كما أوضــحــت أيــضــا أن «مــصــر حـريـصـة على استقرار المنطقة، وهي ليست ضد تنمية الشعوب الأفريقية، لكنها ترفض التهديد عبر المياه، والوصول للبحر الأحمر على حساب السيادة الوطنية للدول». القاهرة: وليد عبد الرحمن تزامنا مع ترحيب أممي بجهود معالجة أوضاع الاحتجاز التعسفي اتهامات بـ«انتهاكات جسيمة» ضد مهاجرين تلاحق ميليشيا ليبية تــاحــق ميليشيا مـسـلـحـة فـــي غـرب ليبيا اتهامات حقوقية متزايدة بارتكاب «انتهاكات جسيمة» ضد مهاجرين غير شـرعـيـن مـــن جـنـسـيـات مــتــعــددة، تشمل المصرية والسورية والعراقية، بالإضافة إلى ابتزاز أسرهم مالياً. وتـأتـي هـذه الاتـهـامـات بالتزامن مع تــرحــيــب بـعـثـة الأمـــــم المــتــحــدة لــلــدعــم في ليبيا بالجهود المبذولة لمعالجة أوضـاع حقوق الإنسان للمحتجزين، لا سيما ما يـتـعـلـق بـالـتـصـدي لـاحـتـجـاز التعسفي عـــلـــى أيــــــدي الـــســـلـــطـــات فــــي شـــــرق الـــبـــاد وغربها. ويــقــبــع المـــهـــاجـــرون المــحــتــجــزون في مركز تابع لميليشيا تُعرف باسم «كتيبة الإســــنــــاد الأولــــــــــى»، تـــحـــت قــــيــــادة مـحـمـد الأمين العربي كشلاف، المُلقّب بـ«القصب»، والمعروف أيضا بقيادته ميليشيا «شهداء النصر»، التي أُدرجت على قائمة عقوبات ، لدورها 2018 مجلس الأمــن الـدولـي عـام في تهريب المهاجرين والاتـجـار بالبشر، حـــســـب حـــقـــوقـــيـــن، مــــن بــيــنــهــم المــؤســســة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا. وتـقـول مؤسسة حـقـوق الإنــســان في ليبيا إن المحتجزين «يُعاملون في ظروف اعـتـقـال سيئة للغاية، تـتـجـاوز كـل الأطـر الــقــانــونــيــة، وهــــم مـــن جـنـسـيـات متنوعة تــشــمــل المــــصــــريــــن، والأكــــــــــراد الـــســـوريـــن والعراقيين، والبنغلاديشيين». وحـــســـب بـــيـــان المــنــظــمــة الــحــقــوقــيــة، تـــــــتـــــــراوح الانـــــتـــــهـــــاكـــــات بــــــن الاحــــتــــجــــاز الــــتــــعــــســــفــــي والابـــــــــــتـــــــــــزاز المــــــــالــــــــي لأســـــر المــحــتــجــزيــن، بــهــدف إجـــبـــارهـــا عــلــى دفــع مبالغ باهظة لإطلاق سراح أبنائها، وسط أنـبـاء عـن حـــالات وفـــاة بـن مهاجرين من بنغلاديش «نتيجة التعذيب الجسدي». وأظــهــرت تسجيلات مــصــوّرة بثتها المنظمة الحقوقية تكدس المحتجزين على الأرض داخل إحدى غرف الاحتجاز، على نحو يعكس حجم معاناتهم اليومية. وتُـــعـــد مـديـنـة الـــزاويـــة بــغــرب ليبيا، حيث يقع مركز الاحتجاز، ساحة مركزية للميليشيات المرتبطة بتهريب المهاجرين. ولـلـمـديـنـة أهــمــيــة اسـتــراتـيـجـيـة لــوجــود أكبر مصفاة نفط في الغرب الليبي بها، ولأنــهــا تــربــط بــن حــقــول الـنـفـط والــطــرق الساحلية، فضلا عـن استخدامها ميناء لتصدير النفط. ويــــــقــــــول رئـــــيـــــس «مــــــركــــــز بــــنــــغــــازي لـــــــدراســـــــات الــــهــــجــــرة والـــــلـــــجـــــوء» طـــــارق لمـلـوم، إن الانتهاكات فـي الـزاويـة «ليست تــــجــــاوزات فــــرديــــة، بـــل نــمــط مـمـنـهـج من تهريب المـهـاجـريـن والاتــجــار بـهـم، تطور عبر السنوات إلى اقتصاد جريمة متكامل يـشـمـل ثـــاث مـــراحـــل: تـهـريـب المـهـاجـريـن عبر البحر، اعتراضهم وإعادتهم، وأخيرا تحوُّل هذه الإعـادات إلى شبكات احتجاز قسري وطلب فدية واستغلال». ويـضـيـف لمــلــوم لــــ«الـــشـــرق الأوســــط» أن هذه الشبكات، رغم إدراج قادتها على قوائم العقوبات الدولية، تواصل نشاطها في أغلب المدن الساحلية الليبية، من زوارة مرورا بالمنطقة الوسطى إلى أمساعد على الـحـدود المـصـريـة، «مستفيدة مـن حماية اجـتـمـاعـيـة وقـبـلـيـة، وغــطــاء سـيـاسـي من مـــســـؤولـــن وبـــرلمـــانـــيـــن، بــــالإضــــافــــة إلـــى تعاون جهات رسمية داخل الدولة». ولا تـــتـــوافـــر فــــي لــيــبــيــا إحــــصــــاءات رسمية دقيقة لعدد السكان والمهاجرين غير النظاميين، حيث يـدخـل آلاف منهم عــبــر الـــصـــحـــراء أو مــنــافــذ غــيــر خـاضـعـة للرقابة، في حين أعادت سلطات العاصمة فـي مطلع الشهر الحالي الحديث عـن أن ملايين مهاجر 3 ليبيا «تعاني من وجود عـــلـــى أرضـــــهـــــا، دخــــلــــوا خــــــال الـــســـنـــوات الأخيرة بطرق غير مشروعة». وسـبـق أن قــــدّرت مـنـظـمـات أوروبــيــة عـــدد المـهـاجـريـن فــي ليبيا بـنـحـو مليون ألـف مهاجر، من بينهم آلاف داخل 500 و مراكز الإيواء في غرب البلاد، وشرقها. جـاء ذلـك بالتزامن مع ترحيب بعثة الأمـــــم المـــتـــحـــدة بــالــجــهــود كـــافّـــة لمـعـالـجـة أوضــــــاع حـــقـــوق الإنــــســــان لـلـمـحـتـجـزيـن، لا سـيـمـا الــتــصــدي لـاحـتـجـاز التعسفي وضـمـان إشـــراف مـدنـي كـامـل على مراكز الاحتجاز. ووصــــفــــت الـــبـــعـــثـــة تــشــكــيــل الــلــجــنــة الوطنية المؤقتة لمتابعة أوضاع السجناء فــــي بــــنــــغــــازي، وخــــطــــوة إنــــشــــاء الــلــجــنــة الحقوقية فـي طرابلس؛ بأنه «إيجابي»، مع الإشارة إلى الجهود المستمرة للنائب العام لتحسين أوضاع الاحتجاز وتعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون. غير أن طارق لملوم عد هذه الإجراءات «شكلية وغـيـر كـافـيـة»، مـؤكـدا أن اللجان غالبا ما تنتهي دون محاسبة أو تفكيك الشبكات المتورطة. وحــــســــب رؤيــــــــة الــــحــــقــــوقــــي الــلــيــبــي فــــــــإن «المــــشــــكــــلــــة بــــنــــيــــويــــة؛ إذ تــــتــــداخــــل الــجــريــمــة المــنــظــمــة مـــع الأجــــهــــزة الأمــنــيــة والمــجــمــوعــات المـسـلـحـة، وتـتـمـتـع بغطاء ســيــاســي وقـــبـــلـــي»، وهــــو يــــرى أن وضــع حد للانتهاكات «يتطلّب فصل الاحتجاز عــــن الـــجـــهـــات المــتــهــمــة بــــالاتــــجــــار، وفــتــح تـحـقـيـقـات قـضـائـيـة حـقـيـقـيـة تــــؤدي إلــى إحالات للنيابة، وتجميد أي صفة رسمية للمتورطين، مع نشر نتائج التحقيقات». وأضــــــــاف أنـــــه مــــن الـــــضـــــروري كــذلــك «وقــــــــف أي تـــــعـــــاون دولــــــــي مـــــع الـــجـــهـــات المـتـورطـة، وتحويل المـلـف مـن إطـــار أمني ضيق إلى إطار حقوقي وقضائي لمساءلة الفاعلين وقطع الغطاء السياسي عنهم». وتــــكــــشــــف أحــــــــــدث أرقـــــــــــام أعـــلـــنـــتـــهـــا «المنظمة الدولية للهجرة» هذا الشهر عن مهاجرين من البحر إلى ليبيا 307 إعادة خلال أسبوع واحـد، ليصل عدد المعادين 2336 ، بينهم 26635 منذ بداية العام إلى طفلاً. 965 امرأة و القاهرة: علاء حمودة طالبت بجلسة طارئة لـ«مجلس السلم والأمن» القاهرة تُصعّد أفريقيا في مواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» مواقف مصرية متتالية لليوم الثالث، تـشـتـبـك فـيـهـا مـــع الاعــــتــــراف الإســرائــيــلــي بــإقــلــيـــم «أرض الــــصــــومــــال» الانــفــصــالـــي بمقديشو، الـــذي تجمعه بالقاهرة اتفاق دفاع مشترك. تـلـك المـــواقـــف المــصــريــة يـــراهـــا خـبـراء تـــحـــدثـــوا لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــط»، تـصـعـيـدا أفــــريــــقــــيــــا مـــحـــســـوبـــا فــــــي مــــواجــــهــــة ذلــــك الاعــــــتــــــراف الإســــرائــــيــــلــــي دون أن يـصـل لـصـدام، مشيرين إلــى أن مصر ستتحرك عبر المؤسسات الدولية والأفريقية والدول المشاطئة للبحر الأحمر، لتوحيد المواقف وتــعــظــيــم الـــضـــغـــوط الــــرافــــضــــة، مــــع عـــدم اسـتـبـعـاد قــيــام الــقــاهــرة بـوسـاطـة لـحـوار صومالي - صومالي. وطالبت مصر، الاثنين، بعقد جلسة طـــارئـــة لمـجـلـس الــســلــم والأمـــــن الأفــريــقــي، لـــرفـــض الاعــــتــــراف الإســـرائـــيـــلـــي بـالإقـلـيـم الانـــفـــصـــالـــي أرض الـــصـــومـــال، وذلـــــك في كلمة لـوزيـر الخارجية بـدر عبد العاطي، في الجلسة الوزارية لمجلس السلم والأمن الأفريقي، التي عُقدت افتراضياً، وفق بيان لـ«الخارجية المصرية». وأعاد عبد العاطي في كلمته «تأكيد رفــض مـصـر الـتـام لـاعـتـراف الإسـرائـيـلـي بــــمــــا يـــســـمـــى أرض الـــــصـــــومـــــال بـــوصـــفـــه انـتـهـاكـا صــارخــا لمــبــادئ الـقـانـون الـدولـي وميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، ويـقـوّض أسـس السلم والأمن الإقليمي والدولي، وبصفة خاصة في منطقة القرن الأفريقي». وطــالــب عـبـد الـعـاطـي بــ«عـقـد جلسة طـــارئـــة لمــجــلــس الــســلــم والأمــــــن الأفــريــقــي لــتــنــاول هــــذا الــتــطــور الــخــطــيــر، ولـتـأكـيـد وحـــــــدة وســــامــــة الأراضــــــــــي الـــصـــومـــالـــيـــة ورفـــض الإجــــراءات الأحــاديــة الإسرائيلية الــــتــــي تــــهــــدد الـــســـلـــم والأمــــــــن الإقــلــيــمــيــن والدوليين». والجمعة، أفاد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، فـي بيان لمكتبه، بأنه «أعلن الاعتراف الرسمي بجمهورية أرض الـــصـــومـــال دولـــــة مـسـتـقـلـة ذات ســـيـــادة»، بـيـنـمــا لا يـتـمـتــع ذلـــــك الإقـــلـــيـــم بــاعــتــراف رسمي منذ إعلانه الانفصال عن الصومال ، وتـــــوالـــــت المـــــواقـــــف الــعــربــيــة 1991 عــــــام والمصرية المنفردة والمشتركة. وعبرت مصر في بيانين مشتركين مع دول منها السعودية والأردن وتركيا، عن رفـض ذلـك الاعـتـراف الإسرائيلي، بخلاف بيان مصري منفصل، يؤكد الأمــر نفسه، وذلك أيام الجمعة والسبت، والأحـد، وفق رصد «الشرق الأوسط». ويــــــــــــرى عـــــضـــــو المـــــجـــــلـــــس المـــــصـــــري لـــــلـــــشـــــؤون الـــــخـــــارجـــــيـــــة، مــــســــاعــــد وزيــــــر الـــــخـــــارجـــــيـــــة الأســـــــبـــــــق، الــــســــفــــيــــر مــحــمــد حــــجــــازي، أن الــــدعــــوة المـــصـــريـــة الأخـــيـــرة مرتبطة بتصعيد الموقف الأفريقي تجاه الاعـتـراف الإسرائيلي عبر مجلس السلم والأمـــن الأفـريـقـي بوصفه الـجـهـاز المعني بمهددات الأمن على الساحة الأفريقية، إذ إن اعتراف إسرائيل يهدد أحد أهم مبادئ الاتــــحــــاد الأفـــريـــقـــي وهـــــو مـــبـــدأ «قــدســيــة الحدود»، مشيرا إلى أن دعوة مصر تأتي للتعبير عـن المـخـاطـر الـتـي يحملها قـرار الاعــــتــــراف عــلــى الـــقـــارة الـــســـمـــراء بـوصـفـه تهديدا صريحا للأمن الأفريقي، لا سيما أنه يحرض على تنشيط «حركة الشباب» الإرهابية بهذه المنطقة. ويشير الخبير في الشؤون الأفريقية، مـديـر «مـركـز دراســــات شــرق أفـريـقـيـا» في نيروبي، الدكتور عبد الله أحمد إبراهيم، «لـوجـود عـاقـات استراتيجية بـن مصر والـصـومـال، وهـنـاك اتـفـاق دفـــاع مشترك، ومصر تتحرك مـن منطلق موقف وطني عربي بالمقام الأول، خصوصا أن أي دور لإثيوبيا أو إسرائيل في بـاب المندب عبر الإقليم الانفصالي عـن الـصـومـال، تهديد لأمــن مصر ودول البحر الأحــمــر»، مؤكدا أن هـذا التصعيد الــذي تدفع نحوه مصر مهم لتأمين الجبهة الأفريقية تزامنا مع خطوات دولية قد تتخذها مصر بمجلس الأمن. ذلـــك المــوقــف المـــصـــري، يـتـنـاسـب مع مـــشـــاركـــة الــــقــــاهــــرة فــــي اجـــتـــمـــاع طــــارئ فـــي الــجــامــعــة الــعــربــيــة عــلــى المـــنـــدوبـــن، الأحـــــد، والـــــذي قـــرر تـقـديـم طـلـب لمجلس الأمـن لاتخاذ موقف حـازم إزاء الاعتراف الإســــرائــــيــــلــــي بـــإقـــلـــيـــم الـــشـــمـــال الـــغـــربـــي لـــــلـــــصـــــومـــــال مـــــــا يــــســــمــــى إقـــــلـــــيـــــم أرض الصومال، مشددا على حق مقديشو في الدفاع الشرعي عن أراضيها. ويـــــبـــــحـــــث مــــجــــلــــس الأمــــــــــــن لاحــــقــــا التداعيات السياسية والقانونية لاعتراف إســــرائــــيــــل بـــــــــــ«أرض الـــــصـــــومـــــال» دولــــــة مستقلة، بـنـاء على طلب عـاجـل تقدمت بــه الـحـكـومـة الـفـيـدرالـيـة فــي الــصــومــال، التي عدت الخطوة الإسرائيلية «هجوما متعمداً» على سيادتها ووحدة أراضيها. وســـبـــق أن رفـــضـــت مــصــر بـــقـــوة أي وجــود إثيوبي في أرض الصومال عقب ،2024 توقيع الجانبين اتفاقية في مطلع تسمح لأديس أبابا بالوجود عبر البحر الأحــمــر، وأبــرمــت فــي أغـسـطـس (آب) من العام نفسه، اتفاقا عسكريا مع الصومال وأمـــدتـــهـــا بــمــعــدات وأســلــحــة فـــي الـشـهـر الذي يليه. ويـسـتـبـعـد حـــجـــازي أن تـصـل الأزمـــة لــصــدام، وتـوقـع «تـحـركـا مصريا متواليا عبر المؤسسات الدولية والأفريقية وعبر مـجـلـس الــــدول المـشـاطـئـة للبحر الأحــمــر، لـــتـــوحـــيـــد المــــــواقــــــف وتـــعـــظـــيـــم الـــضـــغـــوط الرافضة، مع تحرك مصري محتمل للقيام بوساطة وحوار صومالي - صومالي قبل الانتقال لأي مرحلة جديدة». الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في مدينة العلمين (الرئاسة المصرية) القاهرة: محمد محمود «أي دور لإثيوبيا أو إسرائيل في باب المندب عبر الإقليم الانفصالي تهديد لأمن مصر ودول البحر الأحمر» سكان في هرغيسا يحتفلون بإعلان إسرائيل الاعتراف بأرض الصومال (أ.ف.ب)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky