[email protected] aawsat.com aawsat.com @asharqalawsat.a @aawsat_News @a aws a t سمير عطالله مشاري الذايدي 17199 - السنة الثامنة والأربعون - العدد 2025 ) ديسمبر (كانون الأول 30 - 1447 رجب 10 الثلاثاء London - Tuesday - 30 December 2025 - Front Page No. 2 Vol 48 No. 17199 تمارين ذهنية لتنشيط الدماغ بعد الأربعين 5 أظهرت بحوث حديثة أن الـدمـاغ لا يتوقف عـــن الــتــطــور مـــع الــتــقــدم فـــي الــعــمــر، بـــل يــواصــل إنتاج خلايا عصبية جديدة حتى بعد منتصف العمر. وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن المرونة العصبية تبلغ ذروتها في مرحلة الطفولة، يظل الدماغ قادرا على التكيّف والتجدد طوال الحياة. بالنسبة لمـن تـجـاوزوا سـن الأربـعـن، يشير هذا الاكتشاف إلى أن نسيان الأسماء أو الشعور بــ«ضـبـابـيـة الـــذهـــن» لـيـس أمــــرا حـتـمـيـا، ويمكن 5 الحد منه عبر تمارين ذهنية يومية لا تتجاوز دقائق، شرط الالتزام بها بانتظام. » الأميركية إلــى أن VegOut« وتشير مجلة هذه التمارين تحفِّز الدماغ وتدفعه للعمل بطرق جديدة وأكثر كفاءة. مـــن بـــن هـــذه الــتــمــاريــن، يُــنـصـح بـمـمـارسـة الــكــتــابــة الـــحـــرة صــبــاحــا قــبــل الانـــشـــغـــال بـالمـهـام الــيــومــيــة، دون مــراجــعــة أو تـصـحـيـح، إذ تكمن الفائدة في تحويل الأفكار إلى كلمات دون رقابة داخلية. كما يمكن تمرين الدماغ خلال أداء مهام روتينية، مثل العد التنازلي لأرقـام معينة أثناء تنظيف الأسنان، ما يُنشّط الانتباه والذاكرة دون استهلاك وقت إضافي. ويــعـــزز تـعـلـم كـلـمـات جــديــدة بـلـغـة أجنبية كـلـمـات يوميا 5 نــشــاط الـــدمـــاغ، حـتـى لــو كــانــت كلمة 1800 فـــقـــط، إذ يــمــكــن اكـــتـــســـاب أكـــثـــر مـــن سنوياً، ما ينعكس إيجابا على القدرات الذهنية. كما يساعد التأمل الـواعـي للجسم على مراقبة كل جزء منه، من القدمين إلى الرأس، مع ملاحظة الأحاسيس الجسدية دون محاولة تغييرها. ويُـــنـــصـــح أيـــضـــا بـــمـــمـــارســـة الامـــتـــنـــان قـبـل النوم، مع التركيز على تفاصيل دقيقة مثل ضوء الـصـبـاح أو مـوقـف لطيف مــع أحـــد الــجــيــران، ما ينشط مراكز الذاكرة والعاطفة واللغة معاً. يؤكد الخبراء أن دماغ الإنسان بعد منتصف الـــعـــمـــر يــمــكــن تـــوجـــيـــه تـــغـــيّـــره بــشــكــل إيـــجـــابـــي، فــــالــــعــــادات الـــيـــومـــيـــة الــبــســيــطــة تـــحـــفّـــز الــخــايــا العصبية على العمل بـأنـمـاط جــديــدة، مـا يعزز الـــوضـــوح الــذهــنــي والإبـــــــداع والمــــرونــــة الـعـقـلـيـة، ويــــكــــون لــلــتــأثــيــر الـــتـــراكـــمـــي لــــهــــذه المـــمـــارســـات الصغيرة أثر كبير على المدى الطويل. الممثلة الكورية الجنوبية هونغ هوا - يون خلال حفل جوائز «أيه بي أيه إن ستار» للدراما الكورية في سيول (أ.ف.ب) ممارسة الكتابة الحرة تساعد على تنشيط الدماغ (جامعة يوتا الأميركية) القاهرة: «الشرق الأوسط» من الألم إلى الإبداع... كيف يُعيد الفن بناء الذات؟ فـي بعض الأحــيــان، يـكـون الـفـن أكثر مـــن مــجــرد إبــــــداع؛ يــكــون مـــــاذاً، وطـريـقـة لاســـــتـــــعـــــادة الــــــــــذات المـــــفـــــقـــــودة بـــــن الألـــــم والصمت. هذا ما اكتشفته الفنانة الشابة بيثاني ويليامز، التي وجدت في ممارسة الـــفـــن وســـيـــلـــة لإعـــــــادة الاتــــصــــال بـنـفـسـهـا تـــدريـــجـــيـــا بـــعـــد صــــــراع طـــويـــل مــــع مـــرض مزمن. مـعـرضـهـا الأول «هــــذا المــكــان الــبــري، المــــؤلــــم حـــــد الــــوجــــع، والـــجـــمـــيـــل»، يـعـكـس رحـــلـــتـــهـــا الـــشـــخـــصـــيـــة بــــكــــل تــفــاصــيــلــهــا الــدقــيــقــة. المـــعـــرض، المـــعـــروض حــالــيــا في لندن، ليس مجرد قطع فنية، بل هو سرد حي لتجربة إنسانية عميقة، تحكي قصة الألم، والصبر، والتعافي. المعرض، كما تصفه، هو «رسالة حب إلـى الأرض التي احتضنتني، وإلــى الألـم الـــذي غـيّــرنـي، وإلـــى نسخة مــن نفسي لم أكن أتوقع أن ألتقيها يوماً»؛ وفق «بي بي سي». رحـلـتـهـا نـحـو الـتـعـافـي كـانـت مليئة بـالـتـجـارب المـتـنـوعـة؛ مـن العمل بالخزف إلى الانغماس في الطبيعة، وهي تقول إن هذه اللحظات «أعادتني إلى ذاتي ببطء». وأضافت: «طورنا في المعرض منحوتات ضـــــوئـــــيـــــة، وبــــــمــــــا أنــــــنــــــي كـــــنـــــت شـــــديـــــدة الحساسية تجاه الضوء، أردت استخدامه كرمز لتقدمي في التعافي». المعرض، أول عرض فردي لها، يضم مـــنـــحـــوتـــات ضـــوئـــيـــة نــســيــجــيــة تـمـثـل 3 مــــراحــــل الـــتـــعـــافـــي المــخــتــلــفــة، إلـــــى جــانــب مـــنـــحـــوتـــات بـــــورســـــان، ولـــــوحـــــات فــنــيــة، وتـركـيـب مــن الأقــمــشــة، وشــاشــة خشبية. وتــقــول ويـلـيـامـز إن هـــذه الأعــمــال تختزل مسيرتها نحو الشفاء، رحلة «مـؤلمـة إلى حــــد كـــبـــيـــر، لــكــنــهــا حــمــلــت مــعــهــا دروســـــا حياتية جميلة للغاية». إلهامها جــاء مـن الطبيعة الساحرة لجزيرة مـان: الأحجار القائمة في العراء، والمـــرتـــفـــعـــات الــشــامــخــة، والأشــــجــــار الـتـي شـكـلـتـهـا الــــريــــاح الـــعـــاتـــيـــة. وأضــــافــــت أن المناطق المرتفعة، حيث تنمو ثمار العليق والـتـنـور ونـبـات الخلنج، كـانـت بالنسبة لها «منعزلة على نحو جميل». وعـــن أسـلـوبـهـا الــفــنــي، تــقــول: «كنت أسعى لخلق إحساس شبحاني، غامض وجميل فـي آن واحـــد، يشبه تلك اللحظة الــتــي يـفـقـد فـيـهـا الإنـــســـان ذاتــــه ثـــم يـعـود إليها تدريجياً». وختمت: «إنه رسالة حب إلـى الأرض التي احتضنتني، وإلــى الألـم الذي غيّرني، وإلى النسخة من نفسي التي لم أكن أتوقع أن ألتقيها». يــســتــضــيــف «غــــالــــيــــري بـــيـــثـــلـــم» فـي لــنــدن المـــعـــرض حـالـيـا حـتـى نـهـايـة يناير (كانون الثاني)، وسيُنقل لاحقا إلى «بيت ، ليبقى شــاهــدا حيا 2027 مــانــانــان» عـــام على رحلة فنانة استطاعت تحويل الألـم إلى جمال، والفقدان إلى اكتشاف الذات. لندن: «الشرق الأوسط» تصاميمها استُلهمت من المناظر الطبيعية ورحلتها في التعافي (غاليري بيثلم) مفكرة السنة الفارطة فــــــي مــــثــــل هـــــــذا الــــــوقــــــت مــــــن كــــــل عـــــــــام، يــســتــعــيــد الـصـحـافـيـون أحـــــداث الـــعـــام الــــذي مــضــى، أو غــــاب، أو انـــصـــرم. ويــنــفــرد المــغــاربــة بـــواحـــدة مـــن تـلـك الــعــبــارات التوكيدية، فيسمون السنة الماضية «السنة الفارطة». ويعتقد المـشـارقـة أنَّــهـا كلمة عامية التصقت باللسان المغربي من أيام الفرنسيين، لكنَّها فصيحة تماماً، كما يؤكد «لسان العرب». اخـتـرنـا الانــفــراط عـنـوانـا عـامـا للسنة، ليس فقط لكونها واحدة في العدد، بل لأنها أيضا علامة انقضاء الـربـع الأول مـن الـقـرن الأول مـن الألفية الثالثة. ونحن شـعـب يحتفي دائــمــا بــالمــاضــي، ويـبـكـي مـنـه أو عليه، ويلقي القصائد فـي رثـائـه، رافـضـن الانـتـقـال إلــى لغة المستقبل ووعوده وأحلامه وفروضه. الجزء الأكبر من حياتنا وتـاريـخـنـا انــفــراط فـي هـبـاء الـسـنـن. ومـاذنـا الــوحــيــد فـــي سـحـر الــبــيــان والـــتـــبـــنُّ. فــنــحــوّل الـهـزيـمـة الكبرى إلى نكبة من نكبات الدهر، والخيبة الكبرى إلى نكسة من سوء الطالع، ونحمّل الآخرين دائما مسؤولية الـــفـــشـــل المــــتــــاحــــق، ســـــــواء كــــــان حــلــيــفــا مـــثـــل الاتــــحــــاد السوفياتي، أو خصما مثل الولايات المتحدة. كـــل تـــجـــارب الـــوحـــدة انـتـهـت إلـــى انـــفـــراط أو عـــداء أو حــــروب. رفـعـنـا شـعـار الـحـريـة وأقـمـنـا أســـوأ وأفـظـع السجون. وبسبب ضيق الوقت اختصرنا العقوبات إلى مدافن جماعية لا تكشفها إلا رفوش الصدفة. وعندما يــحــلــو لــبــعــض المـــســـؤولـــن الـــقـــيـــام بـــجـــولـــة فــــي الـــبـــاد يرتاحون إلى المنظر البهيج: غبار فوق غبار إلى الأفق. أليس ذلك مسلياً؟ يحتار المرء في انتقاء الحدث الأهم. أين هي الأهمية إذا كان كل شيء فارطاً؟ ولم يكن من مصلحتنا إطلاقا أن تصبح كل نشرات الأخبار فيديوهات مصورة، سواء كانت مباشرة أو مؤرشفة. أحيانا فيديو واحد يُلخص عصرا كـامـاً: الرئيس يتفقد «الـدولـة المـفـيـدة»، ويبدو فرحا بالنتائج أو منشرحا بها. وإذا كـان من جائزة للسباق الصحافي فلا مجال للحيرة: تذهب دون تــردد إلـى شريط «السلفي» الـذي بـثـتـه «الــعــربــيــة» وتـنـاقـلـتـه قـــنـــوات الــعــالــم: مـــهـــارة في التسجيل. براعة في التصوير. كفاءة في الإخراج. لكن من صاحب الفكرة التي سوف تتحول ذات يوم إلى فخ؟ إلـى مشهد أول فـي مشاهد الانــفــراط. هـوايـة التصوير ليست مسلية دائماً. والأوطان أمانات لا هوايات وكذلك الدول. يأتي يوم تصدأ فيه الدبابات وتفلس السخرية وتنزل السلفي عن الجدار دون طقوس. هل هناك صندوق أسود للتاريخ؟ هــــنــــاك فــــي الــــطــــائــــرات صــــنــــدوق يـــحـــفـــظ اتــــصــــالات ومـعـلـومـات الــطــائــرة طـيـلـة الـرحـلـة، يـطـلـقـون عليه اسـم «الـصـنـدوق الأســـود» وهــو الـــذي يفترض بـه الكشف عن «الحقيقة» المجردة من أي تلوين أو تأويل، حقيقة مجردة ســوداء، في كـل الأحـــوال؛ لأنَّها مرتبطة غالبا بالمصائب العظمى، وأي مصيبة أعظم من فقدان الحياة!؟ قبل أيام مات رئيس الأركان الليبي الفريق أوَّل ركن محمد الحداد وأربعة من مرافقيه وثلاثة من أفراد الطاقم » كانوا يستقلونَها 50- بتحطّم طائرة من طـراز «فالكون بعد أقل من أربعين دقيقة على إقلاعها، من وجهتِها في تركيا، وتحطَّمت داخل تركيا نفسها. صــار الـحـديـث الآن عـن كيف ولمـــاذا تحطَّمت طائرة الجنرال الليبي «الصديق» لتركيا مع مرافقيه!؟ نعم... مــــــاذا قــــــال الــــصــــنــــدوق الأســـــــــــود... ومـــــن يــســتــنــطــق هـــذا الصندوق!؟ مراسل «العربية» نقل عن أحـد القانونيين قولَه إن اتفاقية شيكاغو وملحقَها الثالث عشر الخاص بحوادث الــطــيــران، المـعـتـمـد مــن منظمة الــطــيــران المــدنــي الــدولــي، تمنع الدولة المُصنِّعة للطائرة والدولة التي وقع الحادث على أراضيها من فحص الصندوق الأسـود، على أن يتم الاتفاق بين الأطراف المعنية على دولة ثالثة محايدة. كمَا أن ليبيا - لو افترضنا قدرتَها على ذلـك الآن - هي من الأطـراف غير المحايدة في التعرف «المجرد» على الحقيقة من جوف الصندوق الأسود. إذن هل مات الحداد ومن معه قضاء وقدرا أم قتلهم قاتل عن عمد!؟ كمَا جرَى في حوادث مماثلة مثل الجنرال الباكستاني الرئيس ضياء الحق في طائرتِه أو السُّوداني جون قرنق أو الروسي زعيم ميليشيا «فاغنر» وغيرهم!؟ لا ندري، فكل شيء وارد... لكن ما يثير التفكر حقاً، هل يملك التاريخ القديم والقريب صندوقا أسـود يمكن فحصُه على اعتبار أن صندوق التاريخ هذا ينطوي على أسرار وحقائق مجردة من الهوى والتلوين!؟ ومــن هـو الـطـرف الـثـالـث المحايد الــذي يملك الـقـدرة وقـــبـــلـــهـــا الـــرغـــبـــة فــــي اســـتـــنـــطـــاق «صــــنــــاديــــق» الـــتـــاريـــخ السوداء!؟ إذا كان حادث ظاهر ساطع طازج أمام عيون العالم مثل مصرع الجنرال الليبي ومن معه - رحمهم الله - قد يظل حبيس الجهل والعتمة والـظَّــام... فكيف بحوادث التاريخ القريب منه والبعيد!؟ لــك الله أيَّــتُــهـا الحقيقةُ، وكــم نشفق على الجازمين القاطعين الموقنين الصَّاخبين!
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky