issue17199

انضم وزير الدفاع في الحكومة اليمنية الـــشـــرعـــيـــة مـــحـــســـن الــــــداعــــــري إلــــــى الإجــــمــــاع اليمني الواسع المرحب برسالة وزيـر الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى الشعب الـــيـــمـــنـــي، الـــتـــي تـــدعـــو «المـــجـــلـــس الانــتــقــالــي الجنوبي» إلــى إخـــراج قـواتـه مـن حضرموت وشـبـوة، بالتوازي مع تقارير حقوقية تتهم هذه القوات بارتكاب مئات الانتهاكات. وفـي هـذا السياق، عبّر الـوزيـر الداعري عـــن تـــقـــديـــره الــعــمــيــق لـــرســـالـــة نــظــيــره وزيـــر الـــدفـــاع الــســعــودي الأمــيــر خــالــد بــن سـلـمـان، «وما حملته من تأكيد على موقف السعودية الثابت فـي دعــم ومـسـانـدة اليمن وشرعيته، وحرصها الدائم على وحدة الصف، وتضافر جهود الجميع لاستعادة مؤسسات الدولة، وتـــحـــريـــر كـــامـــل الــــتــــراب الـــوطـــنـــي، وتـحـقـيـق أهــداف (عاصفة الـحـزم) و(إعـــادة الأمـــل)، بما يعزز الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة». وأكد الوزير الداعري، في منشور له على صفحته في «فيسبوك»، ثقته المطلقة «بحكمة القيادة السعودية، وقدرتها على تجاوز وحل أي خلافات أو تباينات لإخراج اليمن إلى بر الأمـــان شـمـالا وجـنـوبـا». وثـمّــن وزيـــر الـدفـاع الـــيـــمـــنـــي، عـــالـــيـــا، «الـــتـــضـــحـــيـــات الــســعــوديــة والـــــدعـــــم الـــســـخـــي والإســـــنـــــاد المــــتــــواصــــل فـي مختلف الجوانب وعلى الصعد كافة»، مؤكدا اعــتــزازه «بـهـذه الـشـراكـة الاستراتيجية التي ستظل ركــيــزة أسـاسـيـة لاسـتـكـمـال التحرير وبناء مستقبل آمن ومزدهر». وقال الداعري: «أكــــرر الـشـكـر والـتـقـديـر لـأشـقـاء فــي المملكة الـعـربـيـة الــســعــوديــة، قـــائـــدة الــتــحــالــف، على مــســاعــيــهــم الــحــكــيــمــة وجـــهـــودهـــم الــصــادقــة ليتحقق لنا الأمن والاستقرار والتنمية». مئات الانتهاكات وفـي ظل استمرار التصعيد العسكري الأحــــــادي الـــــذي يـــقـــوده «المــجــلــس الانـتـقـالـي الجنوبي»، كشفت «الشبكة اليمنية للحقوق واقـعـة انتهاك 614 والــحــريــات»، عـن توثيق ارتـكـبـتـهـا قـــواتـــه فـــي مـحـافـظـة حــضــرمــوت، ديـسـمـبـر (كـــانـــون الأول) 2 خـــال الـفـتـرة مــن من الشهر نفسه، في تصعيد وصفته 25 إلى بــــ«المـــنـــظـــم والمـــمـــنـــهـــج» اســـتـــهـــدف المـــدنـــيـــن والـــبـــنـــيـــة المــجــتــمــعــيــة، وأســــفــــر عــــن تـهـجـيـر أســـرة مــن مناطق 5000 وتـشـريـد مــا يــقــارب متفرقة في المحافظة. وقـالـت الشبكة، فـي تقرير، الاثـنـن، إن «طبيعة وحجم الانتهاكات المسجلة يعكسان نمطا متكررا مـن المـمـارسـات الجسيمة التي لا يمكن توصيفها بأنها حـــوادث فـرديـة أو عرضية، بل تأتي في سياق سياسة ممنهجة تــهــدد الـسـلـم الاجــتــمــاعــي، وتـــقـــوّض سـيـادة الـــقـــانـــون فــــي واحـــــــدة مــــن أكـــثـــر المــحــافــظــات اليمنية استقرارا نسبياً». ووفــــقــــا لــلــتــقــريــر، شــمــلــت الانـــتـــهـــاكـــات جـــرائـــم قــتــل وإصــــابــــة، وتــصــفــيــات مـيـدانـيـة خــــارج إطــــار الــقــانــون، واعــتــقــالات تعسفية، وإخــــــفــــــاء قــــســــريــــا، ونـــهـــبـــا لمـــمـــتـــلـــكـــات عــامــة وخـــاصـــة، وتـهـجـيـرا قـسـريـا واســــع الـنـطـاق. عسكريا من أفراد 35 وأشار إلى توثيق مقتل مدنيا من أبناء حضرموت، إلى 12 الجيش و شخصا بجروح متفاوتة. 56 جانب إصابة حـــــالات تصفية 7 كــمــا ســجــل الــتــقــريــر ميدانية لأســرى دون أي إجـــراءات قضائية، حالة اعتقال تعسفي طالت مدنيين، في 316 و خرق واضح للضمانات القانونية الأساسية. وفيما يتعلق بملف الإخفاء القسري، وثقت حــالــة تــوزعــت عـلـى محافظات 216 الـشـبـكـة حالة)، وريمة 53( عدة، من بينها حضرموت ،)26( )، وذمــار 28( )، وتعز 31( )، وحجة 41( )، إضافة إلى حالات من 18( )، وإب 19( وأبين محافظات أخرى. منزلاً 112 وأشار التقرير كذلك إلى نهب مــنــشــأة تـــجـــاريـــة، والاســـتـــيـــاء 56 سـكـنـيـا و مركبة خـاصـة، فضلا عـن التهجير 20 على الــــقــــســــري وتــــشــــريــــد آلاف الأســــــــر، مــــا فــاقــم الأوضاع الإنسانية والمعيشية في المحافظة. إخفاء قسري وأكـــــــــدت الـــشـــبـــكـــة الـــحـــقـــوقـــيـــة تـلـقـيـهـا عـــشـــرات الــبــاغــات المــوثــقــة مـــن أســـر مـدنـيـة، أفـــــــادت بـــاخـــتـــفـــاء أبـــنـــائـــهـــا قــــســــراً، دون أي معلومات عن أماكن احتجازهم أو مصيرهم حتى لحظة إعداد التقرير، إضافة إلى مئات الـعـسـكـريـن الــتــابــعــن لـلـمـنـطـقـة الـعـسـكـريـة الأولــى الذين لا يـزال مصيرهم مجهولاً، في انـتـهـاك جسيم لـلـقـانـون الـوطـنـي والمـعـايـيـر الدولية. وشـدد التقرير على أن هـذه الممارسات «تشكل انـتـهـاكـات جسيمة للقانون الـدولـي الإنساني، وخرقا لالتزامات اليمن بموجب الــعــهــد الــــدولــــي الـــخـــاص بــالــحــقــوق المــدنــيــة والسياسية، بما فـي ذلـك الحق فـي الحياة، وحـظـر الاعـتـقـال التعسفي، وحـظـر الإخـفـاء القسري». وذهـــبـــت الــشــبــكــة إلــــى أن «بـــعـــض هــذه الأفــعــال قــد تـرقـى إلـــى جــرائــم حـــرب وجـرائـم ضــد الإنــســانــيــة، لا سـيـمـا إذا ثـبـت طابعها واســــــع الـــنـــطـــاق أو المـــنـــهـــجـــي، وهـــــي جـــرائـــم لا تــســقــط بـــالـــتـــقـــادم وتـــســـتـــوجـــب المـــســـاءلـــة الجنائية الفردية والمؤسسية». وحذرت الشبكة الحقوقية من «تداعيات إنـــســـانـــيـــة كــــارثــــيــــة، تـــشـــمـــل تـــفـــكـــك الــنــســيــج الاجــــتــــمــــاعــــي، وتــــفــــاقــــم الـــــنـــــزوح الــــداخــــلــــي، والانــــهــــيــــار الاقــــتــــصــــادي المـــحـــلـــي، وتــعــاظــم الصدمات النفسية لدى النساء والأطفال، في ظل غياب آليات حماية فعالة للمدنيين». وطــــالــــبــــت بـــــــــ«إدانــــــــة دولـــــيـــــة واضــــحــــة وصــــــريــــــحــــــة لـــــانـــــتـــــهـــــاكـــــات المـــــرتـــــكـــــبـــــة فـــي حضرموت، والوقف الفوري وغير المشروط لها، والإفــراج العاجل عن جميع المحتجزين تعسفياً، والكشف عن مصير المخفيين قسراً، وإعـــادة الممتلكات المنهوبة إلـى أصحابها». كما دعت إلى محاسبة المسؤولين «وفق مبدأ عدم الإفلات من العقاب». وأكــــــــــــدت الــــشــــبــــكــــة أن مــــــا يـــــجـــــري فــي حــضــرمــوت «لـــيـــس وقـــائـــع مـــعـــزولـــة، بـــل هو نمط ممنهج يهدد فرص الاستقرار والسلام فـــي الـــيـــمـــن»، مـــجـــددة اســتــعــدادهــا لـلـتـعـاون مــع آلــيــات الأمــــم المـتـحـدة والــجــهــات الـدولـيـة المختصة، وتـزويـدهـا بالتقارير التفصيلية والأدلة الموثقة وقوائم الضحايا. 2 أخبار NEWS Issue 17199 - العدد Tuesday - 2025/12/30 الثلاثاء انتهاكا لـ«الانتقالي» 614 خلال أقل من شهر شملت قتل وجرح واعتقال العشرات وتشريد الآلاف ASHARQ AL-AWSAT لماذا يرى الحوثيون اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» تهديدا مباشراً؟ فـــــــي تــــصــــعــــيــــد جــــــديــــــد يــــــربــــــط بـــن الـــجـــبـــهـــات الإقــلــيــمــيــة المـــفـــتـــوحـــة، أدخــــل الـحـوثـيـون ملف «أرض الـصـومـال» على خــــط المـــواجـــهـــة مــــع إســــرائــــيــــل، مــحــذريــن مـــن أن أي وجــــود إســرائــيــلــي فـــي الإقـلـيـم الانفصالي سيكون «هدفا عسكرياً». الـتـحـذيـر جـــاء بـعـد إعـــان إسـرائـيـل الاعتراف بــ«أرض الصومال»، في خطوة أثـــــــارت ردود فـــعـــل واســــعــــة فــــي أفــريــقــيــا والــعــالمــن الــعــربــي والإســــامــــي، وأعــــادت خـلـط أوراق الــصــراع المـمـتـد مــن غـــزة إلـى البحر الأحمر وخليج عدن. وقــــــال زعـــيـــم الـــحـــوثـــيـــن عـــبـــد المــلــك الحوثي، في بيان نقله إعلام الجماعة، إن الاعتراف الإسرائيلي يمثل «عدوانا على الصومال واليمن وأمن المنطقة»، معتبرا أن تل أبيب «تسعى إلى إيجاد موطئ قدم عـسـكـري واســتــخــبــاراتــي» عـنـد أحـــد أهـم المـمـرات البحرية في العالم. وذهــب أبعد مــن ذلــــك، حــن لــــوَّح بـاعـتـبـار «أي وجــود إســرائــيــلــي فـــي الإقــلــيــم هـــدفـــا مــشــروعــا» لقوات جماعته. وتــتــمــتــع «أرض الــــصــــومــــال» الــتــي أعــلــنــت انـفـصـالـهـا مـــن جــانــب واحــــد عن ، بموقع 1991 جـمـهـوريـة الـصـومـال عـــام استراتيجي بالغ الحساسية عند مدخل خـلـيـج عـــــدن، وبـــالـــقـــرب مـــن مـضـيـق بــاب المـنـدب، أحــد أكثر طــرق الـتـجـارة الدولية ازدحــــامــــا. وعـــلـــى الـــرغـــم مـــن اســتــقــرارهــا النسبي مقارنة ببقية الـصـومـال، فإنها ظلت لعقود بلا اعتراف دولي رسمي، ما أبقاها في عزلة سياسية واقتصادية. ويـــــــــرى مـــحـــلـــلـــون أن أي اعـــــتـــــراف إسرائيلي بالإقليم يمنح تل أبيب نافذة مـــبـــاشـــرة عـــلـــى الـــبـــحـــر الأحـــــمـــــر، ويـــعـــزز قـــدرتـــهـــا عـــلـــى مـــراقـــبـــة خـــطـــوط المـــاحـــة، وربـــــمـــــا تـــنـــفـــيـــذ عـــمـــلـــيـــات عـــســـكـــريـــة أو اســـتـــخـــبـــاراتـــيـــة ضــــد خـــصـــومـــهـــا، وعــلــى رأسهم الحوثيون في اليمن. ويـــــأتـــــي ذلــــــك فـــــي ســــيــــاق مـــواجـــهـــة مفتوحة منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر ، حين شن الحوثيون 2023 ) (تشرين الأول هجمات بالصواريخ والطائرات المُسيَّرة عـــلـــى أهــــــــداف إســـرائـــيـــلـــيـــة، وعـــلـــى سـفـن مــرتــبــطــة بـــهـــا، قـــبـــل أن تـــتـــراجـــع وتـــيـــرة الهجمات مع الهدنة الهشة في غزة. سبب هلع الحوثيين مــصــادر سـيـاسـيـة تـــرى أن مـخـاوف الحوثيين لا تتعلق فقط بالبعد «الرمزي» لـلـقـضـيـة الــفــلــســطــيــنــيــة؛ بــــل بــحــســابــات أمنية مباشرة. فوجود إسرائيلي محتمل فـــي أرض الـــصـــومـــال يــعــنــي -مــــن وجـهـة نــظــرهــم- تـطـويـقـا اسـتـراتـيـجـيـا لــهــم من الجنوب الغربي، بعد أن باتت إسرائيل حــــاضــــرة عـــســـكـــريـــا واســـتـــخـــبـــاراتـــيـــا فـي مساحات متعددة من البحر الأحمر. كـمـا يـخـشـى الـحـوثـيـون أن يتحول الإقـــــلـــــيـــــم إلــــــــى مــــنــــصــــة دعــــــــم لـــعـــمـــلـــيـــات إسرائيلية تستهدف مواقعهم في اليمن، بــخــاصــة فـــي ظـــل الــــغــــارات الإســرائــيــلــيــة المـــــتـــــكـــــررة الـــــتـــــي نُـــــفـــــذت خـــــــال الأشــــهــــر الماضية، وأدت إلى قتل كثير من قادتهم العسكريين والسياسيين. ويـــعـــزز هـــذه المـــخـــاوف الــحــديــث في تــقــاريــر إعــامــيــة عـــن إمـكـانـيـة اسـتـخـدام «أرض الــــــصــــــومــــــال» ضــــمــــن تـــرتـــيـــبـــات إقليمية أوســـع، شملت سابقا تسريبات عــــن تــهــجــيــر مــحــتــمــل لـفـلـسـطـيـنـيـن مـن غــزة، وهـو مـا تعتبره الجماعة جــزءا من «مـــشـــروع تـفـتـيـت» تـــقـــوده إســـرائـــيـــل في المنطقة. في المقابل، صعَّد مجلس الحكم الانــقــابــي الــحــوثــي (المــجــلــس الـسـيـاسـي الأعــــلــــى) مـــن لــهــجــتــه، مـــحـــذرا مـــن أن أي نشاط إسرائيلي في الأراضي الصومالية «لـــن يُــنـظـر إلـيـه كـأمـر واقــــع»، ومــؤكــدا أن أمـــن الـصـومـال «جـــزء لا يـتـجـزأ» مــن أمـن الجماعة، ودعـا الــدول المطلة على البحر الأحمر إلى اتخاذ خطوات عملية لمنع ما وصفه بـ«الاختراق الإسرائيلي». عدن: «الشرق الأوسط» إرغام المستوردين على التوجّه نحو موانئ الحديدة الحوثيون يصعّدون اقتصاديا ضد الحكومة اليمنية فـــــــــــي تــــــصــــــعــــــيــــــد جـــــــــديـــــــــد لـــــلـــــحـــــرب الاقـتــصـاديــة، تــواصــل الـجـمـاعـة الحوثية فرض قيود مشددة على حركة الاستيراد فــــي الـــيـــمـــن، عـــبـــر مـــنـــع دخــــــول الــبــضــائــع الــــقــــادمــــة مــــن المـــنـــافـــذ الـــبـــحـــريـــة والـــبـــريـــة الـواقـعـة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المــــعــــتــــرف بـــهـــا دولـــــيـــــا، وإجـــــبـــــار الـــتـــجـــار والمستوردين على تحويل شحناتهم إلى مواني الحديدة الخاضعة لسيطرتها. وتأتي هذه الخطوة، في وقت تعاني تـــلـــك المــــوانــــي تـــراجـــعـــا حــــــادا فــــي قــدرتــهــا التشغيلية؛ نتيجة الـضـربـات الأميركية والإســــرائــــيــــلــــيــــة الــــتــــي لـــحـــقـــت بـــهـــا خـــال الأشهر الماضية. وتــؤكــد مــصــادر تـجـاريـة فــي صنعاء لــ«الـشـرق الأوســــط»، أن الجماعة تحتجز منذ أسابيع عشرات الشاحنات في المنافذ الجمركية التي استحدثتها على خطوط الـــتـــمـــاس؛ بـــذريـــعـــة مــخــالــفــة الـتـعـلـيـمـات الـجـديـدة الـتـي تُــلـزم المـسـتـورديـن بـإدخـال بضائعهم عبر مواني الحديدة فقط. وتـــشـــيـــر المــــعــــلــــومــــات، إلــــــى أن هـــذه الإجــــــــــراءات تــســتــهــدف بـــالـــدرجـــة الأولـــــى تعظيم المـــــوارد المـالـيـة لـلـجـمـاعـة، بـعـد أن فـــي المـــائـــة مـــن الـــعـــائـــدات 75 فـــقـــدت نــحــو الجمركية الـتـي كـانـت تحصل عليها من البضائع الـداخـلـة عبر المـوانـي الخاضعة للحكومة. وحــســب المـــصـــادر، فـــإن مـــن بـــن أبـــرز الــســلــع الـــتـــي طــالــتــهــا الـــقـــيـــود الــحــوثــيــة، شحنات الأخشاب المستوردة، التي جرى منع دخـولـهـا رغــم عــدم شمولها بـقـرارات وزارتــــــــــي المــــالــــيــــة والـــــتـــــجـــــارة الــتــابــعــتــن للجماعة بشأن المواد المحظورة. ابتزاز منظم وتـــــوضـــــح المــــــصــــــادر، أن الـــحـــوثـــيـــن يـــــحـــــاولـــــون عــــقــــد صــــفــــقــــات مـــــع الــــتــــجــــار، تسمح بدخول الشحنات المحتجزة مقابل تعهدات خطية بعدم الاستيراد مستقبلا عبر المنافذ الحكومية، في خطوة وُصفت بأنها «ابتزاز اقتصادي منظم». وتشير إلى أن هذه السياسة تتزامن مع تراجع كبير في كفاءة ميناء الحديدة، الـــذي تـضـررت معظم أرصـفـتـه ورافـعـاتـه، إضافة إلـى الأضــرار التي لحقت بـ«ميناء رأس عيسى» المخصص لاستقبال الوقود. وعــلــى الـــرغـــم مـــن فـشـل الـجـمـاعـة في إعـــــادة تـشـغـيـل المــيــنــاء بـطـاقـتـه الـسـابـقـة، فـــإنـــهـــا لـــجـــأت إلـــــى تـــوجـــيـــه الـــســـفـــن نـحـو «ميناء الصليف» الأقل تضرراً، مع تقديم حــــوافــــز مـــالـــيـــة وإداريــــــــــة لـــلـــمـــســـتـــورديـــن، مقابل تمرير بضائعهم عبر هـذه المواني وتـــســـويـــقـــهـــا حـــتـــى فــــي مـــنـــاطـــق ســيــطــرة الحكومة. وفـــــي هـــــذا الــــســــيــــاق، يـــؤكـــد الــجــانــب الــــحــــكــــومــــي، أن الــــحــــوثــــيــــن لا يــكــتــفــون بتقديم الإغـــراءات، بل يمارسون ضغوطا مباشرة على المستوردين لتحويل مسار شحناتهم. وتــشــمــل هــــذه الـــضـــغـــوط، تـسـهـيـات تـتـجـاوز خـفـض سـعـر الــــدولار الجمركي، لتصل إلـى السماح بـدخـول سلع مخالفة لـــلـــمـــواصـــفـــات الــخــلــيــجــيــة المـــعـــتـــمـــدة فـي اليمن؛ مـا يشكل تهديدا مباشرا للسوق المـحـلـيـة وصـــحـــة المـسـتـهـلـكـن، مستغلين رفض الحكومة استحداث نقاط رقابة في مـنـاطـق الــتــمــاس، عـلـى غــــرار مــا قــامــت به الجماعة. احتكار القمح لــــــم تـــقـــتـــصـــر ســـــيـــــاســـــات الـــجـــمـــاعـــة الـــحـــوثـــيـــة عـــلـــى الـــســـلـــع المـــــســـــتـــــوردة، بـل امـــتـــدت إلــــى المــــــواد الــغــذائــيـــة الأســـاســـيـــة، وفـي مقدمتها القمح والطحين. إذ منعت اســـتـــيـــراد الـــطـــحـــن بــحــجــة قـــدرتـــهـــا عـلـى تــوفــيــره مـحـلـيـا عــبــر المــطــاحــن المـــوجـــودة فـــي الـــحـــديـــدة، بـعــد أن قــامــت بـاسـتـئـجـار «مـــطــاحـــن الــبــحــر الأحــــمــــر» مـــن مـالـكـيـهـا. غير أن مـصـادر تجارية تـؤكـد، أن الطاقة الإنـتـاجـيـة لـهـذه المـطـاحـن لا تغطي حتى نصف احتياجات السكان، وهو ما ينطبق أيضا على إنتاج القمح المحلي. وتــــوضــــح الـــبـــيـــانـــات، أن المـــســـاحـــات المــــزروعــــة بــالــقــمــح فـــي مــحــافــظــة الــجــوف فــــي المــــائــــة مـن 5 لا تــنــتــج ســـــوى أقـــــل مــــن احــــتــــيــــاجــــات الــــــســــــوق، ومـــــــع ذلـــــــك يُــــبــــاع الــقــمــح المــحــلــي بــأســعــار تــفــوق المــســتــورَد بـــشـــكـــل كـــبـــيـــر، حـــيـــث يـــبـــلـــغ ســـعـــر كـيـس ألـــف 20 كـــيـــلـــوغـــرامـــا) نـــحـــو 50( الـــقـــمـــح ألـــف ريــال 12 ريـــال يـمـنـي، مـقـارنـة بنحو لـلـقـمـح المـــســـتـــورَد؛ مـــا يـجـعـلـه غــيــر قـــادر على المنافسة في السوق الـحـرة. (الــدولار ريـالا يمنيا في مناطق سيطرة 535 نحو الحوثيين). وتـــتـــهـــم المـــــصـــــادر مــــســــؤولــــي وزارة الصناعة والــتــجــارة، ومصلحة الجمارك التابعة للجماعة الحوثية، بتعمد خلق اخـــتـــنـــاقـــات تـــمـــويـــنـــيـــة؛ بــــهــــدف تــصــريــف مــــخــــزون الـــقـــمـــح المـــحـــلـــي المــــكــــدس نـتـيـجـة ضعف الإقبال عليه. كــــمــــا كــــشــــفــــت عــــــن دور مــــــا يُــــعــــرف بــــــ«الـــــحـــــارس الــــقــــضــــائــــي» فـــــي مــــصــــادرة مساحات واسعة من أراضـي زراعـة القمح في الـجـوف؛ بحجة ملكيتها لشخصيات مـــؤيـــدة لـلـحـكـومـة، قــبــل مـنـحـهـا لــقــيـادات حــوثــيــة تـسـتـثـمـرهـا مــقــابــل تـــوريـــد نسب محددة من العائدات إلى حسابات خاصة بالجماعة. ولـــم يـتـوقـف الـعـبـث عـنـد هـــذا الـحـد؛ إذ جـرى - حسب المـصـادر - تأجير معظم مـــزارع القمح مـن الـبـاطـن لتجار نافذين، يحصلون على أموال طائلة من المال العام والمــــســــاعــــدات، تــحــت غـــطـــاء دعــــم الإنـــتـــاج الـــزراعـــي. وأسـهـمـت هــذه المــمــارســات، إلى جـانـب غـيـاب الإرشــــاد الـــزراعـــي، فــي فشل مشاريع القمح المحلية، وفاقمت الأزمـات الـتـمـويـنـيـة وارتـــفـــاع الأســـعـــار بـــن الـحـن والآخر. وتــــكــــشــــف مــــعــــلــــومــــات، مـــــن الـــقـــطـــاع الــــــتــــــجــــــاري عـــــــن صـــــــــــراع مــــتــــصــــاعــــد بـــن مستوردي القمح والمستثمرين المرتبطين بالجماعة؛ نتيجة إجبار المستوردين على شراء القمح المحلي مرتفع السعر، محمّلين هذه السياسات، مسؤولية تكرار الأزمات الــتــمــويــنــيــة، وتــــدهــــور الــــقــــدرة الــشــرائــيــة للمواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين وخارجها. تراجع القدرة التشغيلية لميناء الحديدة بعد ضربات أميركية وإسرائيلية (إعلام محلي) تعز: محمد ناصر وزير الدفاع اليمني يثمّن الحرص السعودي على وحدة الصف والاستقرار في بلاده اتهامات لقوات «الانتقالي» بارتكاب مئات الانتهاكات في حضرموت عناصر «المجلس الانتقالي الجنوبي» متهمون بارتكاب المئات من الانتهاكات في حضرموت (أ.ف.ب) لندن: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky