11 تحقيق FEATURES Issue 17199 - العدد Tuesday - 2025/12/30 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT الاصـــطـــنـــاعـــي، بــيــنــمــا تــقــدم ) نـــمـــاذج Meta (Facebook .LLaMA مــــفــــتــــوحــــة مـــــثـــــل )Amazon (AWS وكذلك تعد رائدة في الذكاء الاصطناعي كمنافس Anthropic السحابي، فيما تبرز قوي في مجال نماذج اللغة. أمـا بالنسبة إلـى حجم سـوق الذكاء الاصطناعي فتفيد تقديرات حديثة بأنه مـلـيـار 747.9 نـــحـــو 2025 بـــلـــغ فــــي عـــــام 2.74 دولار، مع توقعات بنموه ليصل إلى ، وفـق 2032 تـريـلـيـون دولار بـحـلـول عـــام .AffMaven موقع القلق من التداعيات هــــذا الــتــبــايــن الـــصـــارخ بـــن عـــائـــدات بـــمـــلـــيـــارات الــــــــــدولارات تـحـقـقـهـا شــركــات الــذكــاء الاصـطـنـاعـي، والـخـطـر المتصاعد الذي يهدد ملايين الموظفين الذين يجدون أنـفـسـهـم بـــا عـمــل أو فـــي وظـــائـــف هـشّــة، يطرح سؤالا أخلاقيا واقتصاديا مركزياً: لمــاذا تستفيد الشركات من التكنولوجيا لــتــقــلــيــل الـــتـــكـــلـــفـــة الإنــــتــــاجــــيــــة وتــعــظــيــم أربـــــاحـــــهـــــا، بـــيـــنـــمـــا تــــظــــل مـــســـؤولـــيـــتـــهـــا الاجــتــمــاعــيــة تـــجـــاه المـــوظـــفـــن المـسـتـغـنـى عـــنـــهـــم غـــائـــبـــة أو مـــؤجـــلـــة فــــي كـــثـــيـــر مـن الأحيان؟ فـــهـــذا الـــتـــوفـــيـــر، كـــمـــا يـــحـــذر خـــبـــراء اقتصاد، يتم غالبا دون تحمل الشركات لمــســؤولــيــاتــهــا الاجـــتـــمـــاعـــيـــة، ولا يُــقــابــل بـــــــإعـــــــادة تــــأهــــيــــل حـــقـــيـــقـــيـــة لـــلـــمـــوظـــفـــن المـسـرّحـن، ولا بتوليد فـرص بديلة لهم، مما يسهم في تعميق أزمة البطالة عالميا بدلا من معالجتها. إسلام الشافعي، الخبير الاقتصادي المـــقـــيـــم فــــي نــــيــــويــــورك، يــســتــهــل حــديــثــه لـ«الشرق الأوسط» بالإشارة إلى تصريح أدلـــــى بـــه رئـــيـــس الاحـــتـــيـــاطـــي الــفــيــدرالــي ديسمبر 20 (الأميركي) جيروم باول، في (كــــانــــون الـــثـــانـــي) وتـــضـــمـــن تـــحـــذيـــرا مـن «مــوجــة الاسـتـغـنـاء عــن المــوظــفــن بسبب الذكاء الاصطناعي، أو توقف شركات عن الإعلان عن وظائف للسبب نفسه». ثــم يـقـدم الـشـافـعـي رأيــــا مــغــايــراً، لكنه يحمل تحذيرات عميقة. ويقول: «حتى هذه اللحظة، الرعب من الذكاء الاصطناعي هو رعــب وقـائـي أو مسبق؛ إذ لـم يبلغ مرحلة يحل بها محل الإنسان تماماً. ما هو حاصل الآن هو استعانة بـه، لكن لا يمكن الثقة به بـشـكـل كـــامـــل». ويـضـيـف: «صـحـيـح أنـــه قد يـــــؤدي إلــــى انـــخـــفـــاض عــــدد الـــعـــمـــال، حيث موظفين أن ينجزه 5 يمكن لعمل كان يتطلب موظف واحـــد مـع الـذكـاء الاصطناعي. هذا هو الخطر الحقيقي»، مشيرا إلى أن منظمة العمل الدولية لديها تحفظات كبيرة بشأن الــســامــة وقــــــدرة الآلـــــة عــلــى اتـــخـــاذ الـــقـــرار. ومـــع ذلـــك، هـنـاك أعــمــال لــم يـهـددهـا الـذكـاء الاصطناعي، حتى الآن، مثل الحرف اليدوية (الـــســـبـــاك، الــكــهــربــائــي، الــنــجــار، الــخــيــاط)، وستبقى لفترة طويلة تعتمد على القدرة البشرية والإبداع البشري». كسر الاحتكارات وفـــي هـــذا الـسـيـاق يـركـز يحيى على كـسـر ثــاثــة احــتــكــارات رئـيـسـيـة لمـواجـهـة هذه التحولات: احـــتـــكـــار الــــشــــهــــادات الــجــامــعــيــة فـي الـتـوظـيـف: شــركــات كــبــرى مـثـل «غــوغــل» و«ديـــــــــــــــل» أســـــقـــــطـــــت شـــــــــرط الـــــشـــــهـــــادات الجامعية، لتركز على المهارات المكتسبة. الاحتكار التقني: الذكاء الاصطناعي منح الأفراد قدرة أكبر على تنفيذ الأفكار من دون الحاجة إلى فرق كبيرة. الاحـــتـــكـــار الـــلـــغـــوي: لـــلـــمـــرة الأولــــــى، أصبحت التكنولوجيا غير مرتبطة بلغة واحــــدة، مـا يسمح للمستخدم بالتفاعل مع الذكاء الاصطناعي بلغته الأم، ويفتح المــجــال لمـايـن الأشــخــاص للمشاركة في الاقتصاد الرقمي. والاقـــــتـــــصـــــاد الــــرقــــمــــي اســــتــــمــــد مــن الــثــورة الرقمية الـتـي غــدت جـــزءا رئيسيا مـن الاقـتـصـاد الـعـالمـي، وتُــظـهـر البيانات حجما هائلا يعكس تأثير التكنولوجيا والــتــحــوّل الـرقـمـي عـلـى الإنـــتـــاج والـنـمـو؛ إذ من المتوقع أن يتجاوز حجم الاقتصاد 24 نــحــو 2025 الــرقــمــي الــعــالمــي فـــي عــــام 21 تـــريـــلـــيـــون دولار، مـــــا يـــــعـــــادل نـــحـــو فـــي المـــائـــة مـــن حــجــم الاقـــتـــصـــاد الــعــالمــي، مــــع اســـتـــمـــرار الـــنـــمـــو بـــوتـــيـــرة أســــــرع مـن الاقتصاد التقليدي. اضمحلال الرأسمالية أمـــــا الـــشـــافـــعـــي فـــيـــذهـــب بـــعـــيـــدا فـي تـــحـــلـــيـــلـــه، بــــخــــاصــــة خـــــــال حــــديــــثــــه عــن الـــــجـــــوانـــــب الــــقــــانــــونــــيــــة والاجــــتــــمــــاعــــيــــة والاقتصادية في المجتمعات الرأسمالية والـــــــــــــدول المــــتــــقــــدمــــة الـــــتـــــي تـــعـــتـــمـــد فــي مداخيلها عـلـى الـضـرائـب الـتـي تحصّل بمعظمها من الموظفين، ويقول: في حال فقدان الموظفين لوظائفهم مقابل الذكاء الاصطناعي الـذي يعد أصحاب الأعمال المــســتــفــيــد الأكـــبـــر مـــنـــه، لـــن يــبــقــى هــنــاك وعــاء ضريبي كــاف للحكومات لتمويل خـــدمـــاتـــهـــا، مـــمـــا قــــد يـــــؤدي إلــــى انــهــيــار هـذه المجتمعات بسبب الفقر الـعـام. في المـــقـــابـــل، قـــد تـــكـــون الــــــدول الـــتـــي تـعـتـمـد عـلـى نـــمـــوذج الـتـكـافـل والـــتـــعـــاون، حيث تكون الدولة هي المنتج، أكثر قـدرة على مواجهة هذا التحدي. ويـــشـــيـــر الـــشـــافـــعـــي إلـــــى أن «رجـــــال الأعمال الذين كانوا يبنون مصانعهم في شرق آسيا للاستفادة من رخص الأيدي الـــعـــامـــلـــة، يـــــعـــــودون الآن إلـــــى أوطـــانـــهـــم لــيــعــتــمــدوا عــلــى الــــروبــــوتــــات فـــي إنــتــاج سعلهم». قلق أممي ولمــا كـانـت مسألة خـسـارة الوظائف تأخذ بعدا عالمياً، فإنها بدأت تلقى صدى داخـل أروقــة الأمـم المتحدة، وبخاصة في مقرها الرئيسي في نيويورك. وهــــــذا مــــا يــــؤكــــده الـــشـــافـــعـــي، الــــذي يمارس عمله من ذاك المقر الأممي، ويقول: «إن هـنـاك قلقا شـديـدا فـي الأمـــم المتحدة تجاه ثورة الذكاء الاصطناعي، لكن يؤخذ عـلـيـهـا أنــهــا أصــيــبــت بــمــرض الـتـغـاضـي والحالة النفسية التي تصيب المضاربين عندما تكون هناك فقاعة اقتصادية، وهو مـحـاولـة النظر إلــى المـكـاسـب والتغاضي عن حجم الخسائر». ويـــلـــفـــت إلــــــى أن الــــنــــقــــاش فــــي الأمــــم المــتــحــدة يــــدور حـــول أحـــد جـانـبـي الــذكــاء الاصــطــنــاعــي، أي الإيــجــابــيــات، إذ يسرع في المائة من أهداف التنمية المستدامة 80 (الــتــي اعـتـمـدتـهـا الأمــــم المــتــحــدة)، ويـدعـم فـي المـائـة مـن مـجـالاتـهـا، ويـسـاعـد في 27 الأمــن السيبراني. لكن الجانب الآخــر، أي السلبيات، فإنهم لم ينظروا إليها بشكل واسع بعد، مثل الهاكرز (المخترقين) الذين قــــد يــســتــغــلــون الــــذكــــاء الاصـــطـــنـــاعـــي فـي عمليات الاحتيال الإلكتروني التي تغزو الكوكب. ويؤكد الشافعي أن «المجتمع أصبح الآن مـــصـــابـــا بـــمـــرض الـــتـــعـــامـــي نـتـيـجـة هـذه الفقاعة التكنولوجية، ويبحث عن المـــــبـــــررات، ويــتــغــاضــى عـــن الــســلــبــيــات». ويــنــبــغــي أن تـــكـــون هـــنـــاك قـــوانـــن تنظم هــــذه الــبــيــئــة؛ إذ أظـــهـــرت دراســــــات الأمـــم في المائة من الـدول تفتقر 85 المتحدة أن إلى البيئة القانونية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي. لكن بعض الأصــوات، وفي مــقــدمــتــهــا الأمــــــن الــــعــــام لـــأمـــم المــتــحــدة أنطونيو غوتيريش، تحذر بقوة من ترْك مستقبل البشرية للخوارزميات. وسبق لـه أن حـذر فـي مجلس الأمــن وغـيـره، من عــســكــرة الـــذكـــاء الاصــطــنــاعــي. والـــســـؤال هـنـا: إذا لـم يكن الـذكـاء الاصطناعي في المـــجـــال الــعــســكــري، فـهـل كــانــت ستدعمه الـدول؟ هناك مخاوف من أن يتحول إلى ســـبـــاق وقـــيـــود أمــنــيــة جـــديـــدة تـفـرضـهـا الــــحــــكــــومــــات عـــلـــى مـــواطـــنـــيـــهـــا، بــحــيــث يـــكـــون هـــو الــرقــيــب وأن يــتــحــول إلــــى آلــة لـعـذاب المـواطـنـن. يختتم الـشـافـعـي بـأن أكـثـر المــجــالات الـتـي ينطلق فيها الـذكـاء الاصـــطـــنـــاعـــي هــــي المــــجــــالات الــعــســكــريــة والأمـنـيـة وتـقـنـيـات الـتـعـرف عـلـى الـوجـه والتتبع، محذرا من احتمال تحول هذه الآلات إلى متخذة قرار بدلا من أن تكون مجرد مساعد، وربما تقضي على الحياة على سطح الأرض. تهديد أم فرصة؟ ومـــن هــنــا، فـــإن المـــخـــاوف مـــن الــذكــاء الاصطناعي لا تتوقف عند حـدود فقدان الـوظـائـف أو إعـــادة تشكيل ســوق العمل، بل تمتد إلى مستويات أكثر خطورة تمس جـوهـر الأمـــن الإنـسـانـي ذاتـــه والشفافية، وبخاصة في مجال المعلومات. وهـــــنـــــا يـــــؤكـــــد حـــــجـــــاز أن «الــــــذكــــــاء الاصــــطــــنــــاعــــي يــــفــــرض مـــســـؤولـــيـــة أكـــبـــر لــــضــــمــــان الــــــدقــــــة والـــــشـــــفـــــافـــــيـــــة. نــعــتــمــد منهجا واضـحـا يشمل جـــودة المعلومات وموثوقيتها، والشفافية في الاستخدام، ونلتزم بالإفصاح عن دوره في عملياتنا». لكن هل الذكاء الاصطناعي تهديد أم فرصة؟ يجيب حجاز: «رغم أن هذا السؤال بات هاجساً، فإن التجارب الحديثة تؤكد أن الـــــذكـــــاء الاصـــطـــنـــاعـــي تــــطــــور حـتـمـي يـــجـــب اســــتــــثــــمــــاره. فـــكـــمـــا واجـــــــه الـــعـــالـــم تحفظات مشابهة عند ظهور الحاسوب ثـم الإنـتـرنـت، يتكرر المشهد الــيــوم، لكنه سرعان ما يتحول إلى عنصر تمكين بدل التهديد». ويلفت إلى أن كثيرا من الدول، بينها المملكة العربية السعودية ودول مجلس الــتــعــاون الـخـلـيـجـي، أصــبــح الـتـكـيـف مع الـحـداثـة جـــزءا مـن الثقافة المهنية فيها. في المائة 90 لكن من المهم الإشارة إلى أن مـــن الـــعـــامـــلـــن فـــي الـــقـــطـــاع عـــالمـــيـــا، وفـــق ، يرون أن الذكاء Cornell ArXiv دراسة من الاصـــطـــنـــاعـــي قــــد يـــؤثـــر عـــلـــى مــوثــوقــيــة المـــعـــلـــومـــات ويــــزيــــد الـــحـــاجـــة لــلــتــحــقــق. فـــي المـــائـــة مـــن الـجـمـهـور 59 كــمــا يــتــوقــع الأمـــيـــركـــي انــخــفــاض عــــدد الـصـحـافـيـن. في 75 أن Muck Rack فـي المقابل، تؤكد المـــائـــة مـــن مــحــتــرفــي الإعـــــام والــعــاقــات العامة يستخدمون الـذكـاء الاصطناعي الـتـولـيـدي لتحسين الإنـتـاجـيـة وتحليل البيانات وتطوير المحتوى، «ما يعني أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل المهنة، لا استبدالها»، طبقا لحجاز. القيمة الإنسانية ويــــــؤكــــــد أن «الإبــــــــــــــداع هــــــو الـــقـــيـــمـــة الإنــــــســــــانــــــيــــــة الــــــتــــــي لا يــــمــــكــــن لــــلــــذكــــاء الاصـطـنـاعـي استبدالها تحت أي ظـرف. في (حوار)، نحرص على تحفيز المبادرات الـفـرديـة وتشجيع الشغف المـهـنـي، وهـذا ) التي 2030 يتسق مـع (رؤيـــة الـسـعـوديـة وضعت الإنسان في قلب عملية التحول». ويــضــيــف أن الـتــقـنـيــة تـــعـــزز الإبـــــــداع ولا تــلــغــيــه، والإنـــــســـــان يـــظـــل مـــصـــدر الـقـيـمـة ًالأساسية. ليس بديلا والإبـــــداع الـبـشـري لا يـــزال ضــروريــا، حى الآن، وفـق ما يؤكده أستاذ الترجمة الـــدكـــتـــور مــحــمــد خــيــر نـــدمـــان لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط». ويـتـحـدث عــن تـجـربـتـه قــائــاً: «من تجربتي في مجال الترجمة والكتابة أستطيع القول إن أدوات الذكاء الصناعي % مـــن الــوقــت ٦٠ أصــبــحــت تــوفــر حـــوالـــي عـــلـــى الأقــــــــل، وهــــــي تــــدعــــم عـــمـــل المـــتـــرجـــم والــــكــــاتــــب وتـــــعـــــززه، لــكــنــهــا -حـــتـــى الآن- ليست بديلا عن العنصر البشري بشكل كـامـل». ويضيف: «أحيانا يرتكب الذكاء الصناعي أخطاء (قاتلة)، ومهمة العنصر الــــبــــشــــري أن يــــدقــــق مـــــا يـــنـــتـــجـــه الــــذكــــاء الصناعي ويصحح ما يرتكبه من أخطاء. حـتـى عـنـد الـبـحـث عــن مـعـلـومـات، يعطي الذكاء الصناعي أحيانا معلومات خاطئة تماماً. ويشير نـدمـان، وهــو ســـوري، إلى أنـه سـأل الـذكـاء الصناعي مـرة عـن نفسه فـ»جعلني كاتبا وشاعرا تركياً!!!». من جهته، يقول بركات، إن «مستقبل سوق العمل لن يُقاس بعدد الوظائف التي تـخـتـفـي، بـــل بـــقـــدرة الأفـــــــراد والمــؤســســات على تطوير المـهـارات وتبني ثقافة التعلم المستمر. التحدي الأكبر يتمثل في مواكبة التحولات السريعة من خلال الاستثمار في التعليم، وإعـــادة التأهيل المهني، وتمكين الشباب من المهارات الرقمية». لـكـن الــدكــتــور م عــبــدالــهــادي، رئـيـس ) فــي أحد Pathology( قسم علم الأمــــراض مـسـتـشـفـيـات الــــولايــــات المـــتـــحـــدة، يــــرى أن «تـــســـونـــامـــي» الـــــذكـــــاء الاصـــطـــنـــاعـــي «لـــن يستمر طويلا إذا وُضعت لوائح تنظيمية مناسبة له». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «ليس كل من يقرأ معلومات طبية عبر الإنترنت أو يجمعها باستخدام الـذكـاء الاصطناعي يـصـبـح طـبـيـبـا، ولا كـــل مـــن يـنـقـل أخــبــارا يــصــبــح صـــحـــافـــيـــا، ولا كــــل مــــن يـــقـــرأ عـن مــحــرك ســـيـــارة يـصـبـح مـيـكـانـيـكـيـا. على سبيل المـثـال، حتى لـو جمعت معلومات واســـعـــة حـــول الــقــانــون بـمـسـاعـدة الــذكــاء الاصــــطــــنــــاعــــي، فـــلـــن تُـــقـــبـــل فــــي المــحــكــمــة كـمـحـامٍ»، مشيرا إلـى الـذكـاء الاصطناعي يمكنه أن يـسـاعـد الأشـــخـــاص عـلـى طـرح الأســــئــــلــــة الـــصـــحـــيـــحـــة لمــتــخــصــصــيــهــم، وجعل الإجــراءات أكثر فعالية، مع تعزيز مصداقية الخبراء وتقليل فرص الاحتيال أو التدخل غير المهني. ويستعيد الدكتور عبدالهادي بالمثل القائل «أعـــط خبزك للخباز حتى لـو أكل نصفه»، ليؤكد أن «الخبرة الحقيقية يجب أن تـبــقـى فـــي يـــد المــخــتــصــن، فــالــتــدريــب المهني والـتـراخـيـص لا يمكن ولا ينبغي مـنـحـهـا لــلــهــواة، حـتـى لـــو كـــانـــوا مثقفين ومـطـلـعـن بـفـضـل الـــذكـــاء الاصـطـنـاعـي». ويختتم قائلاً: «نصف المعلومة قد تضر أكـــثـــر مــمــا تـنـفـع عــنــد الــتــطــبــيــق، والأدلـــــة الحقيقية تظهر في النتائج» محاولة أخيرة؟ حــــامــــدة الـــشـــاكـــر لا تـــعــد نـفـسـهـا من الـــشـــبـــاب، وهــــي تـعـيـش فـــي بــلــد (لــبــنــان) يعاني من أزمة مالية كبرى ولا تقاعد فيه للعاملين في القطاع الخاص، وكانت تظن أن وظيفتها فــي شــركــة لـهـا بُــعــد إقليمي تشكل لها ضمانة طويلة الأمــد، لكن جاء من يهدد لقمة عيشها من حيث لا تحتسب. وبعد فقدانها عملها، حاولت اللحاق بــالــركــب المـــتـــســـارع. أنـــشـــأت حــســابــا على «لينكدإن» وسجلت في منصات توظيف، وبـــخـــاصـــة الـخـلـيـجـيـة مــثــل «بـــيـــت.كـــوم»، وتـــتـــابـــع دورات مــجــانــيــة عــلــى الإنــتــرنــت لتعلم أسـاسـيـات الــذكــاء الاصطناعي في الكتابة والتحرير، وأرسلت عشرات النسخ مـــن سـيـرتـهـا الـــذاتـــيـــة. لـكـن الــــــردود كـانـت قليلة، وغالبا آلية. وتوضح أن «الإعلانات تطلب مهارات لم تكن مطلوبة عندما بدأت مسيرتي. يريدون شخصا يكتب، ويحلل بــيــانــات، ويــديــر أدوات ذكــــاء اصطناعي، ومــــخــــتــــص فـــــي حــــســــابــــات (الــــســــوشــــيــــال ميديا)، ويعمل بثلاثة أضعاف السرعة». قــــصــــتــــهــــا تــــعــــكــــس مــــعــــضــــلــــة جـــيـــل كــــامــــل وجـــــــد نـــفـــســـه خــــــــارج الــــــســــــوق، لا بــســبــب ضــعــف الـــكـــفـــاءة، بـــل لأن قــواعــد الــلــعــبــة تـــغـــيّـــرت فــــجــــأة. وتـــخـــتـــم بـمـزيـج مــــن الـــســـخـــريـــة والــــحــــســــرة قـــائـــلـــة: «قــبــل نــحــو مــائــتـي عـــام عـنــدمــا جــــاءت الــثــورة الــصــنــاعــيــة وحـــلـــت الآلـــــة وخــــط الإنـــتـــاج محل الحرفيين، صدر النداء الشهير: يا عمال العالم اتحدوا... فهل يأتي الآن من ينادي: يا موظفي العالم اتحدوا؟». «رجال الأعمال الذين كانوا يبنون مصانعهم في شرق آسيا للاستفادة من رخص الأيدي العاملة، يعودون الآن إلى أوطانهم ليعتمدوا على الروبوتات في إنتاج سلعهم» ﻳﺼﻨﻊ اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﺛﺮوات ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻟﻜﺒﺮى، وﻳﻌﻴﺪ رﺳﻢ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ. ﻟﻜﻦ ﺧﻠﻒ ﻫﺬه اﻟﻄﻔﺮة، ﻣﻼﻳﲔ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺗﺨﺘﻔﻲ، وﺳﺆال اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﻔﺮض ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻘﻮة. )اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ( ... ء ا ا ﻳﻌﻴﺪ رﺳﻢ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ 2020 2023 2025 2030 2032 136 ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر 515 ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر 747 ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 1.8 ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن دوﻻر 2.7 ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن دوﻻر )ﻣﺘﻮﻗﻊ( ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻜﺒﺮى ﻣﺰوّدو اﻟﺤﻮﺳﺒﺔ اﻟﺴﺤﺎﺑﻴﺔ (NVIDIA) ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺮﻗﺎﺋﻖ ﻣﺜﻞ »إﻧﻔﻴﺪﻳﺎ« ﻣﻨﺼﺎت اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺘﻮﻟﻴﺪي :OpenAI ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر 500 ﺗﻘﺪﻳﺮات ﺗﺘﺠﺎوز :Microsoft AI اﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ ﻋﺸﺮات اﳌﻠﻴﺎرات :Google & Amazon ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻟﻠﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔﻣﻠﻴﺎرات اﺳﺘﺜﻤﺎرات وﻗﻴﻢ ﺳﻮﻗﻴﺔ ﺣﺠﻢ ﺳﻮق اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ أﻛﺒﺮ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﺼﻄﻠﺢ »اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ« :1956 ﻳﻈﻬﺮ ﻷول ﻣﺮة ﻳﻐﻴّﺮ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ ChatGPT :2022 ﻳﺪﺧﻞ اﻹﻋﻼم، اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، AI :2024 – 2023 اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻳﺆﺛﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎﳌﻲ AI :2025 ﻋﺼﺮ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺘﻮﻟﻴﺪي اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت إﻋﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺳﻮق اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ :2030 ﺷﺮﻳﻚ أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار AI :2035 ﺟﺪل ﻋﺎﳌﻲ ﺣﻮل اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻌﺎم AI :2040 واﻟﺤﺪود اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻧﻄﻼﻗﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﻌﻤﻴﻖ :2012 ﻳﻬﺰم ﺑﻄﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ AlphaGo :2016 ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻄﺐ واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﻘﻮة AI :2020 اﻟﻄﻔﺮة 2030 ﻣﻠﻴﻮن وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻬﺪدة ﻋﺎﳌﻴﴼ ﺑﺤﻠﻮل 92 ﻧﺤﻮ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﺗﺨﻄﻂ ﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻣﻮﻇﻔﲔ %41 AI ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺸﺮات آﻻف اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ أُﻟﻐﻴﺖ ﻓﻲ: ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ اﻹﻋﻼم اﻷﻋﻤﺎل اﻹدارﻳﺔ اﻟﺒﺮﻣﺠﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺼﻮرة: }ﺷﺎﺗﺮﺳﺘﻮك{ )ﻣﺘﻮﻗﻊ( اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﳌﺘﺄﺛﺮة اﻟﺒﺪاﻳﺎت اﳌﺼﺪر: اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﺣﺎﺳﻮب ﻳﻬﺰم ﺑﻄﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ :1997 ﻓﻲ اﻟﺸﻄﺮﻧﺞ
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky