لمسات LAMASAT 21 Issue 17199 - العدد Tuesday - 2025/12/30 الثلاثاء حنين القنيبط: أستهدف تقديم رسالة ثقافية ومستدامة في كل قطعة في قلب نيويورك والـريـاض؛ حيث يلتقي الـــذوق الرفيع بالهوية الثقافية، انـــبـــثـــقـــت مـــجـــمـــوعـــة «نــــــجــــــد»، الـــعـــامـــة السعودية الفاخرة التي أسستها خبيرة الأحــــــجــــــار الـــكـــريـــمـــة والمـــصـــمـــمـــة حـنـن القنيبط. ، حـرصـت 2019 مــنــذ إطــاقــهــا عــــام حنين القنيبط على أن تعكس مجموعتها جــــــــذورهــــــــا الـــــنـــــجـــــديـــــة وثـــــــــــــراء الــــــتــــــراث الـسـعـودي، مـن خـال قطع تجمع بين الـحـرفـيـة التقليدية والابـتـكـار المعاصر، لتُصبح «أمارين» عـــــامـــــتـــــهـــــا الـــــتـــــجـــــاريـــــة انـعـكـاسـا لـــروح المملكة وواجهتها للعالم. هــــــــــدفــــــــــهــــــــــا مـــــنـــــذ الــــــبــــــدايــــــة كـــــــــان إظـــــهـــــار الــهــويــة الــســعــوديــة للعالم بـــطـــريـــقـــة مــــبــــتــــكــــرة، مـــــن خــــال قـــطـــع تـــحـــمـــل قـصـة وثــــقــــافــــة، وتــجــســد رؤيــــــــــــــــــة واضــــــــحــــــــة تجمع بين الأصالة والفن المعاصر والاسـتـدامـة، لتثبت أن المجوهرات يمكن أن تكون رسالة ثقافية بحد ذاتها، كما أنها تجربة شخصية لكل من يقتنيها. تـــقـــوم فــلــســفــة «أمـــــاريـــــن» عـلـى فكرة أن المجوهرات أكثر من مجرد زخـــرفـــة؛ إنـــهـــا حــكــايــات تُـــــروى في المــنــاســبــات الـعـاطـفـيـة والــخــاصــة، مـــن الــخــطــوبــة والـــهـــدايـــا الـعـائـلـيـة إلـــــى الـــقـــطـــع المـــســـتـــوحـــاة مــــن إرث الأجـــــــــيـــــــــال. اســـــــــم الـــــعـــــامـــــة الــــتــــي أسستها حنين القنيبط، مشتق من كلمتين لاتينيتين، ويرمز إلى الحب والارتباط العاطفي الملكي ليعكس كيف يمكن للمجوهرات أن تــــصــــبــــح رمــــــــزا للمشاعر والذكريات. بـــــــــــدأ شــــــغــــــف حـــنـــن القنيبط بالمجوهرات منذ سـن الـعـاشـرة، حــــــــــــــــــــــــن كــــــــــــانــــــــــــت تستعمل مصروفها الــــشــــخــــصــــي لاقــــتــــنــــاء قــطــع مــمــيــزة أثـــنـــاء الـسـفـر، ومـــع الــوقــت تــطــوّر هـــذا الشغف ليصبح تصميمات للعائلة والأصدقاء، ثــــــــم تــــــــطــــــــوّر الأمــــــــر بـعـدهـا إلـــى خـواتـم ألماس صممتها أثناء الثانوية. ومـــــع تــــراكــــم الــــخــــبــــرة، وحــصــولــهــا شــــهــــادة مــــن المـــعـــهـــد الأمـــيـــركـــي 12 عـــلـــى للجيمولوجيا (عـلـم الأحــجــار الكريمة) فــي أمــيــركــا، أســســت عـامـتـهـا الـخـاصـة، ونصب عينيها أن تكون برؤية واضحة تجمع بين الأصالة والابتكار. تتسم مجموعة «نـجـد» باستخدام أحـــــجـــــار كـــريـــمـــة طـــبـــيـــعـــيـــة، مـــســـتـــدامـــة، وأخلاقية، مثل الزمرد والزفير والياقوت الأحـــمـــر والألمــــــــاس؛ حــيــث حـــرصـــت على الــتــتــبــع الـــكـــامـــل لــلــمــصــدر لـــضـــمـــان أثـــر إيـــــجـــــابـــــي عــــلــــى المــــجــــتــــمــــعــــات المـــحـــلـــيـــة «فـــأنـــا أســـتـــهـــدف تــقــديــم رســـالـــة ثـقـافـيـة ومستدامة في كل قطعة أصممها»، وفق قـولـهـا. كما صممت حنين القنيبط مـشـبـكـا مــبــتــكــرا مـتـعـدد الاستخدامات، حاصل عــلــى بــــــراءة اخـــتـــراع ، يسمح 2021 مــنــذ بــــتــــحــــويــــل الـــقـــطـــعـــة مــــن شـــكـــل إلــــــى آخــــر، وبــــــســــــهــــــولــــــة تُــــمــــكــــن أصــحــاب الاحـتـيـاجـات الـــــخـــــاصـــــة مـــــــن ارتـــــــــــداء مـــجـــوهـــراتـــهـــم بــأنــفــســهــم، وهـــو مـثـال حــي على الــجــمــع بـــن الــجــمــال الـــعـــمـــلـــي والابــــتــــكــــار الفني. أمـــا مـــن الـنـاحـيـة الــبــصــريــة، فكل قـــطـــعـــة فــــــي «نــــــجــــــد» تـــحـــمـــل نـــقـــوشـــا مستوحاة من التراث النجدي والعمارة الـتـقـلـيـديـة، بــــدءا مـــن الأبـــــواب الـقـديـمـة والـــــــــــورود الـــثـــاثـــيـــة عـــلـــى الــــبــــوابــــات، وصولا إلى التفاصيل الدقيقة للبيوت الـــتـــراثـــيـــة. هــــذه الـــنـــقـــوش لـــم تُــسـتـمـد عشوائياً، بل بناء على أبحاث علمية ومعمارية ودراسات تاريخية دقيقة، لـتـجـمـع بـــن الـــفـــن الإســـامـــي الـقـديـم والابـــتـــكـــار المــعــاصــر فـــي تصميمات فريدة. ولـــلـــرجـــال نــصــيــب أيــــضــــا؛ حـيـث صـــــــــمـــــــــمـــــــــت حــــــنــــــن الــقــنــيــبــط مــجــمــوعــة من التيتانيوم، وهو مـعـدن خفيف وقـوي يتحمل الاستخدام اليومي، ويجمع بــن المـتـانـة والـــراحـــة والأنــاقــة، مـــــا يـــجـــعـــل الــــقــــطــــع عـمــلـيـة وعــصــريــة دون المـسـاس بالتصميم الرفيع. بـــــعـــــد مــــجــــمــــوعــــة «نــــــجــــــد» الـــــتـــــي صـــبّـــت فـــيـــهـــا المـــصـــمـــمـــة كــــــل مــا تُخزنه ذاكرتها ووجدانها من مـــــوروثـــــات، وجــــاءت فــــــيــــــهــــــا كــــــــــل قــــطــــعــــة تعبيرا عن حكاية من المــــاضــــي، سـتـخـوض حــنــن رحـــلـــة جـــديـــدة عــبــر الــــزمــــن؛ حيث ســتــســتــلــهــم تــصــامــيــمــهــا مــــن حـــضـــارات وثـــقـــافـــات مـخـتـلـفـة، لـــتـــروي مـــن خـالـهـا قصصا جــديــدة، لكنها سـتـواصـل دائـمـا مشوارها في دمج الماضي بالحاضر. جدة: أسماء الغابري المصمم محمد سامي يعيد نسج التاريخ... ونجمات مصر يروّجن له بحب «التلي الأسيوطي» من صعيد مصر إلى «السجادة الحمراء» بعد تواريه عن الأنظار لعقود، استعاد «الـتـلـي الأســيــوطــي»، وهـــو نـــوع مــن القماش المــــصــــنــــوع يــــــدويــــــا، بــــريــــقــــه مـــــجـــــددا بــفــضــل جــهــود مـحـبـي الـــتـــراث المـــصـــري مـــن الـفـنـانـن والمصممين على حد سواء؛ إذ أعادوا اكتشافه وتقديمه بحلة عصرية تناسب كـل الأذواق. اعتمدته العديد من النجمات في المهرجانات والمناسبات المهمة فـي الآونـــة الأخــيــرة، الأمـر الذي زاد من سحره. يعود تاريخ «التلي» في مصر إلى أكثر من قرنين؛ إذ نجحت سيدات أسيوط (صعيد «موتيفة»، 40 مصر) في تحويل ما يقارب الـــ جميعها مـن البيئة المصرية الجنوبية، إلى رســـم أحـــــادي الــبــعــد. عـمـلـيـة تــطــريــزه سهلة، الأمـــــــر الـــــــذي جـــعـــلـــه مـــســـتـــخـــدمـــا عـــلـــى نــطــاق واســــع لـتـزيـن مــابــس الـــعـــروس، والـفـسـاتـن الخاصة بالمناسبات السعيدة، فهذه النقوش والـــتـــطـــريـــزات تــتــضــمــن حـــكـــايـــات عــــن الـــفـــرح والسعادة وتعويذات حظ وحماية. رغـم جمالياته وبعده التاريخي، يعود فضل كبير فـي إعـــادة إحـيـائـه حديثا للفنان الـتـشـكـيـلـي ســعــد زغـــلـــول، الـــــذي أنـــشـــأ «بـيـت الــتــلــي» فـــي مـحـافـظـة أســـيـــوط، وتـــفـــرغ ثــاث ســــنــــوات كـــامـــلـــة لـتـعـلـيـم جـــيـــل جـــديـــد فـنـونـه وأســــــــــــراره. وســـــرعـــــان مــــا الـــتـــقـــط جــمــالــيــاتــه مصممون مثل محمد سامي، فقدموه في قطع أنيقة ظهرت بها مؤخرا فنانات في مهرجان الـــجـــونـــة المــــصــــري، ومـــنـــاســـبـــات أخــــــرى، مثل السيناريست المصرية مريم نـاعـوم، ويسرا، وسلوى محمد علي، وفيفي عبده، بالإضافة لعازفة الهارب منال محيي الدين، وغيرهن. حاليا يعد مصمم الأزياء المصري محمد سامي أحد أبرز المصممين الذين يحتفون بهذا الـفـن والأكـــثـــر اسـتـخـدامـا لــه فــي تصميماته. وُلــــد اهــتــمــام ســامــي مـــن رغــبــة فـــي أن ينسج قصصا معاصرة مـن الـتـراث المـصـري مفعمة بالفخامة وتليق باللقاءات الرسمية وعالم الفن. يقول إنه ظل سنوات يبحث في التراث الـشـعـبـي المـــصـــري وفـــنـــون الـــحـــرف الـشـعـبـيـة حتى اكتشف ضالته فـي هـذا النسيج. درس موتيفاته المتعددة، وبعد أن فهمها اجتهد في إدخال «التلي الأسيوطي» كقماش رئيسي في عروضه ومجموعاته. لقاء الموضة والفن يـــؤكـــد ســـامـــي لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط» أن «لـــقـــاءه مــع الـفـنـان التشكيلي سـعـد زعـلـول مؤسس (بيت التلي) كــان محطة مهمة في مسيرته، من ناحية أنه هو الذي فتح أمامه طاقة لتصميمات مبتكرة يمكن أن تصل إلى العالمية». مـــــســـــيـــــرة طـــــويـــــلـــــة قــــطــــعــــهــــا «الــــتــــلــــي الأسيوطي» قبل الوصول إلى «السجادة الحمراء» فـــــــــــي مــــــهــــــرجــــــانــــــات السينما المصرية الــــــــكــــــــبــــــــرى، فـــقـــد بــــــــدأت عــمــلــيــات إحـــــــــــــيـــــــــــــاء مـن 1984 صــنــاعــتــه عـــــام الـــقـــرن المــــاضــــي، وقـــادهـــا الــفـنــان التشكيلي سعد زغـــلـــول بـــإنـــشـــاء «بـــيـــت الـــتـــلـــي» فـــي منطقة 400( الـــولـــيـــديـــة المـــتـــاخـــمـــة لمـــديـــنـــة أســــيــــوط كيلومتر جنوب القاهرة)، والمـجـاورة لمبنى جامعتها العريقة. وقد خاض زغلول العديد مـــن الـــتـــجـــارب، وقــــام بـالـكـثـيـر مـــن الــرحــات لـــلـــمـــشـــاركـــة فــــي مــلــتــقــيــات عـــربـــيـــة ودولـــيـــة لـعـرض منتجات «الـتـلـي الأســيــوطــي» التي يـتـم نسجها فــي «بـيـت الـتـلـي» الـــذي أنـشـأه عاما ً. 30 منذ أكثر من قــــصــــة «الـــــتـــــلـــــي» حــــســــب قـــــــول الـــفـــنـــان ســـعـــد زغــــلــــول لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــط» طـويـلـة ومدهشة جداً، مضيفاً: «هناك أشياء عجيبة صـــادفـــت مـسـيـرتـي مـــع (الــتــلــي) ومـــحـــاولات إعـــــادتـــــه لمـــكـــانـــتـــه الـــتـــاريـــخـــيـــة الـــرفـــيـــعـــة فـي تــصــمــيــم الأزيــــــــــاء واحـــــتـــــال الــــوضــــع الــــذي يليق بـــه». ويـشـرح أنــه «يكفي أن نـعـرف أن مـتـاحـف الـعـالـم كـلـه لـديـهـا قـصـاصـات منه، مـكـتـوب بــجــوارهــا (الــتــلــي الأســـيـــوطـــي)، أو (الأســيــوطــي) نسبة إلـــى مـحـافـظـة أسـيـوط، فــعــلــى ضـــفـــاف نــيــلــهــا كـــــان يـــبـــاع لــأجــانــب عندما يقفون أمامها للاستراحة». ويضيف أن «الـتـلـي» كــان يُصنع مـن الفضة والـذهـب في بداية القرن الثامن عشر، وزاد انتشاره فــي زمـــن محمد عـلـي، بـعـد ذلـــك مـــر بمراحل كثيرة قام بتوثيقها زغلول للمحافظة عليه، وتقديمه كمنتج عالي الجودة. رحلة «التلي» في عالم الموضة وبــــدأت عــاقــة مـحـمـد ســامــي بــ«الـتـلـي» عاما عندما زار معرض 12 منذ ما يقرب من «ديـــــارنـــــا» الــــــذي تــقــيـمـه الــحــكــومــة المــصــريــة ســـنـــويـــا لــــدعــــم وتـــنـــشـــيـــط الـــــتـــــراث والــــحــــرف الـــشـــعـــبـــيـــة. كـــــان وقـــتـــهـــا يــبــحــث عــــن الأزيــــــاء الـتـراثـيـة والـــحـــرف الــيــدويــة المــصــريــة. يـقـول: «كان السؤال الذي يدور في رأسي وقتها: لماذا لا ترتدي نساء مصر ملابس تنتمي للتراث رغــــم الــكــنــوز الــكــثــيــرة الـــتـــي نـمـلـكـهـا ويــزخــر بها مـوروثـنـا الشعبي، خصوصا أن تاريخ (التلي) كان حاضرا في ملابس الأميرات زمن الملكية المصرية، وفساتين فنانات السينما في ذلك الوقت، مثل سامية جمال ونعيمة عاكف وشادية ونور الهدى وتحية كاريوكا؟». لتحقيق ذلــــك، بـــدأ ســامــي رحــلــة بحثه عـــن «الـــتـــلـــي» لـيـتـمـكـن مـــن خـــالـــه مـــن تـقـديـم تـصـمـيـمـات بـــصـــورة حــديــثــة تـحـظـى بـقـبـول الأذواق المختلفة. يـــقـــول المـــصـــمـــم: «كـــنـــت فـــي تــلــك الأثـــنـــاء منجذبا بشكل كبير لهذا النوع من النسيج، وقد فتح تجولي في المعرض شهيتي لجمع مــا تيسر مــن الـقـطـع، والــرغـبـة فــي الحصول على المزيد منه من منطقة الحسين. كان ذلك ، بعدها تمت دعوتي لتقديم عرض 2014 عام أزيـــاء، الأمـــر الـــذي شـكّــل فـرصـة أمـامـي لإبــراز تراثنا المصري بشكل حديث». صـمـم ســامــي مـجـمـوعـة مــابــس سـهـرة طـبـقـا لــذلــك؛ إذ طــعّــم «الــتــلــي» بــ«الـشـيـفـون» و«الــــدانــــتــــيــــل»، إضـــافـــة إلــــى خـــامـــات أخــــرى، وكـــــانـــــت ردة فـــعـــل كـــــل مـــــن حـــضـــر الـــعـــرض مدهشة؛ إذ توالت الأسئلة عن «التلي»، وكان هــنــاك فــضــول عــــارم لـلـتـعـرف عــلــى تفاصيل تـطـريـزه. كـل هــذا شجّعه على كتابة فصول أخــــــرى لا تـــقـــل إثــــــــارة، لا ســيــمــا بـــعـــد ارتــــــداء «الــســيــدة الأولــــــى» انــتــصــار الـسـيـسـي بعض تصميماته، وهو ما اعتبره «مكافأة كبيرة» له، وتتويجا لهذا القماش. من أحد عروض محمد سامي (الشرق الأوسط) القاهرة: حمدي عابدين الفنانة يسرا مع المصمم محمد سامي (محمد سامي) عازفة الهارب الفنانة منال محيي الدين الفنانة سلوى محمد علي بفستان من «التلي» و«الشيفون» (المصمم محمد سامي) مجموعة من الخواتم والأساور المصنوعة من التيتانيوم (الشرق الأوسط) خاتم من الذهب والألماس على شكل نجمة من مجموعة «نجد» (الشرق الأوسط) خاتم من الياقوت الأحمر واللؤلؤ ضمن مجموعة «نجد» (الشرق الأوسط) من أعمال المصمم المصري (الشرق الأوسط) كان «التلي» يُصنع من الفضة والذهب في بداية القرن الثامن عشر وزاد انتشاره في زمن محمد علي... ثم مر بمراحل كثيرة وثّقها الفنان زغلول لإحيائه تصميم مبتكر متعدد الاستخدام حاصل على براءة اختراع (الشرق الأوسط)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky