حرص الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على التنسيق مع حلفائه في أوروبــا وكندا، قبل اللقاء الـذي سيجمعه بالرئيس الأمـيـركـي دونـالـد تـرمـب، اليوم (الأحــــــد)، فــي فــلــوريــدا، والــــذي يــهــدف من خلاله إلــى إقـنـاع واشنطن بخطّة السلام المنقّحة لوقف حرب بلاده مع روسيا. وقـــــــــال زيـــلـــيـــنـــســـكـــي لـــلـــصـــحـــافـــيـــن، وهــو على مـن الـطـائـرة بـاتـجـاه الـولايـات المتحدة: «نحن الآن على متن رحلة جوية إلــــى فـــلـــوريـــدا فـــي الــــولايــــات المـــتـــحـــدة. في طـريـقـنـا، سـنـتـوقـف فـــي كـــنـــدا، وسـألـتـقـي رئيس الحكومة (مـــارك) كـارنـي. ونخطط مــعــا لــلــتــحــدث عــبــر الإنـــتـــرنـــت مـــع الـــقـــادة الأوروبيين». خطّة السلام مـــن جــهــتــه، قــــال الـــرئـــيـــس الأمــيــركــي دونالد ترمب، الجمعة، إنه يتوقع عقد لقاء «جــيــد» مــع زيلينسكي، وإنـــه قــد يتحدث قريبا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا. وفي حوار مع موقع «بوليتيكو» الإخــبــاري، قــدّم ترمب نفسه بصفته صاحب القول الفصل في أي اتـفـاق سـام بـن أوكـرانـيـا وروسـيـا، وقـال إن زيلينسكي «ليس لديه أي شـيء حتى أوافق عليه؛ لذا سنرى ما لديه». ويحمل زيلينسكي إلى فلوريدا خطة ســـام جــديــدة مــن عـشـريـن بــنــداً، تتضمّن مقترحات عن منطقة منزوعة السلاح. ومن المتوقع أن يركز الاجتماع على الضمانات الأمنية الأميركية. وقال الرئيس الأوكراني إنـه يأمل في ، لموقع «أكسيوس»، الجمعة إقناع نظيره الأميركي بالعدول عن اقتراح يقضي بانسحاب الــقــوات الأوكـرانـيـة من كـامـل إقليم دونــبــاس. وأوضـــح أنــه إذا لم من دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ يتمكّن موقف «قـوي» بشأن قضية التنازلات عن أراضٍ، فإنه منفتح على طرح خطة السلام «ذات الـــنـــقـــاط الـــعـــشـــريـــن» الـــتـــي تــقــودهــا واشـــنـــطـــن لــاســتــفــتــاء، وذلـــــك إذا وافــقــت يوماً 60 روسيا على وقف إطلاق النار لمدة للسماح لأوكـرانـيـا بـالاسـتـعـداد لمثل هذا التصويت وإجرائه. وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على الغزو الروسي، تسارعت وتيرة المحادثات فــي الأســابــيــع الأخـــيـــرة بـهـدف إيــجــاد حل لـلـنـزاع يستند إلــى خطة وضعها ترمب. وتـتـهـم روســـيـــا زيـلـيـنـسـكـي وداعــمــيــه من الاتــــحــــاد الأوروبـــــــــي بــالــســعــي لــــ«نـــســـف» الـــخـــطـــة الــــتــــي تـــوســـطـــت فـــيـــهـــا الــــولايــــات المتحدة. وتــــدعــــو الـــخـــطـــة الــــجــــديــــدة المـــعـــدلـــة، نــقــطــة، إلــــى تـجـمـيـد خط 20 المـــكـــوّنـــة مـــن المـواجـهـة الـحـالـي، دون تـقـديـم حــل فــوري لمطالب روسيا التي تشمل السيطرة على فـــي المـــائـــة من 19 أراض تـشـكـل أكـــثـــر مـــن أوكرانيا. هجوم واسع استبقت روسيا لقاء فلوريدا بهجوم واســـع عـلـى الـعـاصـمـة الأوكــرانــيــة كييف، أسفر عن قتيل واحد على الأقل وأكثر من إصـــابـــة. وأعـــلـــن زيـلـيـنـسـكـي، الـسـبـت، 20 أن روســـيـــا هـاجــمــت أوكـــرانـــيـــا بــمــا يـقـرب صـــاروخـــا 40 مـــســـيَّـــرة و طــــائــــرة 500 مــــن مـسـتـهـدفـة الـبـنـيـة التحتية ، خـــال الــلــيــل لـلـطـاقـة والـبـنـيـة التحتية المــدنــيــة. وكتب عـلـى منصة «إكــــس»: «إذا حــوّلــت روسـيـا الــكــريــســمــاس (عـــيـــد المـــيـــاد) حــتــى فـــتـــرة ورأس السنة الجديدة إلى فترة من المنازل المدمرة والشقق المحترقة ومحطات الطاقة المــدمــرة، فـا يمكن الــرد على هــذا النشاط المــريــض إلا بـخـطـوات قــويــة حــقــا»، داعـيـا الـــولايـــات المــتــحــدة وأوروبــــــا إلـــى الضغط أقوى. على موسكو بشكل وأشــــــــــار الــــرئــــيــــس إلـــــــى أن الـــهـــجـــوم الــــروســــي الأخــــيــــر عـــلـــى كــيــيــف يُـــظـــهـــر أن روسـيـا «لا تريد إنـهـاء الـحـرب»، مضيفاً: «لا يريد الـــروس إنـهـاء الـحـرب، ويسعون إلى استغلال كل فرصة للإمعان في معاناة أوكرانيا وزيـادة ضغوطهم على الآخرين حــول الـعـالـم». وتـابـع زيلينسكي: «هناك العديد من التساؤلات هذه الأيام. أين الرد الروسي على مقترحات إنهاء الحرب التي قدمتها الولايات المتحدة والعالم؟ يُجري الممثلون الروس محادثات مطوّلة، لكن في الواقع تتحدث طائرات (كينزال) و(شاهد) نيابة عنهم». مــــن جـــهـــتـــهـــا، ذكـــــــرت وزارة الــــدفــــاع الـــروســـيـــة، الـــســـبـــت، أنـــهـــا نـــفّـــذت «ضــربــة واســـعـــة الـــنـــطـــاق» خــــال الـلـيـلـة المــاضــيــة، بـاسـتـخـدام أسـلـحـة مـوجـهـة بــدقــة بعيدة المـــــدى مـــن الـــبـــر والـــجـــو والـــبـــحـــر، بــمــا في ذلــــك صـــواريـــخ «كـــيـــنـــزال» فــــرط الـصـوتـيـة الــبــالــيــســتــيــة وطـــــائـــــرات دون طـــيـــار عـلـى مـــنـــشـــآت الــبــنــيــة الــتــحــتــيــة لــلــطــاقــة الــتــي تستخدمها الــقــوات المسلحة الأوكـرانـيـة، بــــــالإضــــــافــــــة إلـــــــــى «مــــــؤســــــســــــات المـــجـــمـــع الصناعي العسكري الأوكراني». وأضافت الـــوزارة أن الهجوم جـاء ردا على هجمات أوكرانية على «أهداف مدنية» في روسيا. وكانت الـوزارة قد ذكـرت، في وقت سابق، أن دفاعاتها الجوية أسقطت سبع طائرات مسيّرة أوكرانية فوق منطقتي كراسنودار وأديجيا الروسيتَين الليلة الماضية. وكشفت إدارة مدينة كييف أن التدفئة 2600 من أكثر عن انقطعت جــرّاء القصف 138 حــــضــــانــــة، و 187 ســـكـــنـــي، و مـــبـــنـــى مدرسة في العاصمة الأوكرانية. وحامت درجـــــة الــــحــــرارة فـــي كــيــيــف حــــول الـصـفـر المــئــوي صـبـاح الـسـبـت. وقــالــت السلطات في منطقة كييف، التي تحيط بالعاصمة لكنها لا تشملها، إن الكهرباء انقطعت عن ألف أسرة بعد الهجوم. 320 من جهتها، كشفت الوكالة البولندية للملاحة الـجـويـة على مـوقـع «إكــــس»، عن جـــيـــشـــوف ولـــوبـــلـــن فـي إغـــــــاق مـــــطـــــارَي بعد أن نفّذ ً جـنـوب شـرقـي بـولـنـدا مؤقتا الــطــيــران الـعـسـكـري الــبــولــنــدي والـحـلـيـف عـــمـــلـــيـــات جــــويــــة داخــــــــل المـــــجـــــال الـــجـــوي الـــبـــولـــنـــدي، بــســبــب الـــهـــجـــمـــات الـــروســـيـــة عـلـى أهــــداف داخــــل الأراضـــــي الأوكــرانــيــة. وأضــافــت الـوكـالـة أن الــقــرار جـــاء «بسبب ضــــــــــرورة ضــــمــــان حــــريــــة عــــمــــل الــــطــــيــــران الـعـسـكـري»، ولـذلـك أُغـلـق المــطــاران مؤقتا أمـــــام الــحــركــة المـــدنـــيـــة. وتــابــعــت أنــــه بعد انتهاء العمليات العسكرية فـي الأجـــواء، استأنف المـطـاران نشاطهما، وعـاد العمل طبيعي، السبت. فيهما بشكل لا يــــــــزال الـــغـــمـــوض يــــلُــــف تـفـاصـيـل الــــضــــربــــات الـــصـــاروخـــيـــة الـــتـــي نــفّــذتــهــا الـــولايـــات المـتـحـدة ضــد تنظيم «داعــــش» في نيجيريا، الخميس، خصوصا أسباب اخـتـيـار ولايـــة سـوكـوتـو، الـواقـعـة شمال غربي الـبـاد، رغـم أن معاقل التنظيمات الإرهابية تتركز في شمال شرقي البلاد. وزاد مـــن الــغــمــوض تــبــايــن الـــروايـــة الأميركية عن روايـة نيجيريا، بالإضافة إلـى أن البلدين لم يكشفا تفاصيل حول من أو ماذا أُصيب فعليا خلال الضربات، رغـــــم اتــفــاقــهــمــا عـــلـــى أن المـــســـتـــهـــدف هـو تنظيم «داعش». وفــــــــــي مــــــحــــــاولــــــة لـــــتـــــوضـــــيـــــح هـــــذه المــعــطــيــات، قـــال مـتـحـدث بــاســم الـرئـيـس الـنـيـجـيـري، الـسـبـت، لـــ«وكــالــة الصحافة الــــفــــرنــــســــيــــة»، إن الـــــضـــــربـــــات الـــجـــويـــة الأمــــيــــركــــيــــة الــــتــــي نُـــــفـــــذت الـــخـــمـــيـــس فـي نيجيريا استهدفت مسلحين من تنظيم «داعــــــــــش» قــــدمــــوا مــــن مــنــطــقــة الـــســـاحـــل للتعاون مع جماعة إرهابية محلية تُدعى «لاكوراوا» وعصابات من «قطاع الطرق». وأضـــــــــاف دانـــــيـــــال بـــــــــوالا، المـــتـــحـــدث بـاسـم الـرئـيـس بـــولا تـيـنـوبـو: «لـقـد وجـد تــنــظــيــم (داعـــــــــش) وســـيـــلـــة لـــلـــمـــرور عـبـر منطقة الساحل من أجل تقديم المساعدة لــــــ(لاكـــــوراوا) ولــقــطــاع الـــطـــرق، مـــن خـال تزويدهم بالمعدات وتقديم التدريب لهم». بدوره، قال وزير الإعلام النيجيري، محمد إدريس، في وقت متأخر من مساء الجمعة، إن الضربات «استهدفت عناصر مـــن (داعــــــش) كــانــت تـــحـــاول الـتـسـلـل إلـى نيجيريا عبر ممر الساحل». مجموعة «لاكوراوا» في تقرير نشرته صحيفة «بريميوم تــــايــــمــــز» الـــنـــيـــجـــيـــريـــة، قــــالــــت إن ولايـــــة سـوكـوتـو تـعـانـي مــن نــشــاط الـعـصـابـات وقـــــطـــــاع الـــــطـــــرق أكــــثــــر مـــــن الــتــنــظــيــمــات الإرهــــابــــيــــة، مـــشـــيـــرة إلـــــى أن الـــضـــربـــات الأميركية استهدفت مجموعة «لاكوراوا»، وهــــــي مـــجـــمـــوعـــة اســــتــــعــــان بـــهـــا زعـــمـــاء لمواجهة قطاع الطرق. 2017 محليون عام واســـتـــنـــدت الــصــحــيــفــة إلـــــى دراســـــة مركز مكافحة الإرهـاب 2022 نشرها عام )، هو مركز بحثي CTC( في ويست بوينت وأكــاديــمــي تــابــع لـأكـاديـمـيـة العسكرية الأمـــيـــركـــيـــة فــــي ويــــســــت بـــويـــنـــت بـــولايـــة نـيـويـورك، أكـــدت أن «عـنـاصـر (لاكــــوراوا) قـــدمـــوا مـــن مـــالـــي»، وأوضـــحـــت الـــدراســـة أن زعــمــاء محليين «سـاهـمـوا فــي توسع الــجــمــاعــة عــبــر دعــمــهــا مـــالـــيـــا، ومـنـحـهـا الأبقار والدعم اللوجيستي بالأسلحة». وذكر المصدر نفسه أن الشرطة النيجيرية آنــذاك قلّلت من شـأن المجموعة المسلحة، ووصـــفـــت عــنــاصــرهــا بــأنــهــم «رعـــــاة غير عنيفين» هاجروا بحثا عن الماء لماشيتهم، غير أن الجماعة سرعان ما بدأت تفرض قوانينها في المنطقة، وقتلت أحد الزعماء المحليين حين رفض تسديد ديون. وفــي الــولايــة ذات الأغلبية المسلمة، حــــظــــرت المـــجـــمـــوعـــة اســــتــــهــــاك الـــكـــحـــول والاســـــــتـــــــمـــــــاع لــــلــــمــــوســــيــــقــــى، وفـــــرضـــــت الضرائب على الرعاة المحليين، ثم تطور الأمــــــر نـــحـــو شــــن هـــجـــمـــات مــســلــحــة ضـد مواقع الجيش على الحدود مع النيجر، ليبدأ الـبـلـدان دوريـــات مشتركة لمواجهة .2018 المجموعة المسلحة عام وبعد الانقلاب العسكري في النيجر ، وتــوقــف الـــدوريـــات المشتركة 2023 عـــام عـلـى الـــحـــدود مــع نـيـجـيـريـا، زادت جــرأة جــمــاعــة «لاكــــــــوراوا» لـتـتـوسـع أنشطتها نـحـو ولايــــة كـيـبـي، وتــشــن هـجـمـات ضد مواقع للشرطة وشركات محلية. صلات مع «داعش» و«القاعدة» رغـــــــــم الـــــخـــــطـــــر الـــــــــــذي تــــمــــثــــلــــه هـــــذه المجموعة المسلحة، تبقى الشكوك كبيرة حــول ارتـبـاطـاتـهـا الـخـارجـيـة، فـي الوقت الــذي يـرى فيها كثير مـن الخبراء مجرد مجموعة من المرتزقة وقطاع الطرق، فإن هـنـالـك خــافــا حـــول عـاقـتـهـا بتنظيمَي «داعش» و«القاعدة». دراسـة مركز «ويست بوينت»، التي أجـراهـا مـورتـالا رُفَــعـي وجيمس بارنيت وعــــبــــد الـــعـــزيـــز عـــبـــد الــــعــــزيــــز، أكّــــــــدت أن «لاكـــــوراوا» مرتبطة بتنظيم «الـقـاعـدة»، خــــصــــوصــــا «جـــــمـــــاعـــــة نـــــصـــــرة الإســــــــام والمسلمين» التي تتمركز في دولة مالي. إلا أن بـــارنـــيـــت خـــلـــص فــــي أبــحــاثــه الأخــــيــــرة إلــــى أن «لاكــــــــــوراوا» بـــاتـــت الآن مـــرتـــبـــطـــة بـــــــ«ولايــــــة الــــســــاحــــل» الــتــابــعــة لـــــ«داعــــش»، وأوضــــح أنـــه «نــظــرا لـتـداخـل التحالفات الإرهابية في منطقة الساحل، قــد يــكــون بـعـض الأعـــضـــاء الأصـلـيـن في (لاكــــــــوراوا) مـرتـبـطـن بـــ(نــصــرة الإســـام والمــســلــمــن)، لكنهم الــيــوم أشـــد ارتـبـاطـا بولاية الساحل التابعة لـ(داعش)». فــــي المـــقـــابـــل، أكـــــد مـــالـــك صــمــوئــيــل، الباحث في مؤسسة «الحوكمة الرشيدة فـــي أفـــريـــقـــيـــا»، فـــي مــنــشــور عــلــى منصة «إكــــــــــــــس»، أن «لاكــــــــــــــــــــوراوا» أقــــــــــرب إلــــى «القاعدة»، في إشارة إلى «نصرة الإسلام والمـسـلـمـن»، ثــم أضــــاف: «لـــم أر أي دليل يشير إلى وجود صلة بـ(داعش)». تباين وشكوك رغم حديث الأميركيين والنيجيريين عن استهداف تنظيم «داعــش»، فإن عددا مـــن الــســكــان المـحـلـيـن فـــي المـنـطـقـة الـتـي استهدفتها الـضـربـات الأمـيـركـيـة عـبّــروا عــــن اســـتـــغـــرابـــهـــم. وقـــــــال أحـــــد الـــســـكـــان، يُــدعـى هـارونـا كـالـح، لــ«وكـالـة الصحافة الفرنسية»: «فوجئنا لأن هذه المنطقة لم تكن يوما معقلا للجماعات المسلحة». وذكر آخرون أن الصواريخ الأميركية سقطت فـي حقول خالية، ولـم تسفر عن أي خسائر بشرية، وأن قرية جابو التي تضررت من حطام الصواريخ الأميركية، كـانـت بـمـنـأى نسبيا عـن الـعـنـف. وقـالـوا إن آخــر هـجـوم نـفّــذه مسلحون وقــع قبل عامين. وأظــــهــــرت لــقــطــات بــثّــهــا الـتـلـفـزيـون النيجيري قطعا من معدن محترق فيما بدا أرضا زراعية. في المقابل، قالت نيجيريا إن الهدف كــــــان «جــــيــــوبــــا إرهـــــابـــــيـــــة»، مـــشـــيـــرة إلـــى أن المـــواقـــع المـسـتـهـدفـة «كـــانـــت تُــسـتـخـدم نـقـاط تجمع وانـطـاق لعناصر (داعـــش) الأجنبية المتسللة إلـى نيجيريا». إلا أن بـعـض المحللين النيجيريين شـكـكـوا في الـــروايـــة الـرسـمـيـة، مـعـتـبـريـن أن اخـتـيـار ولايـــة سـوكـوتـو هـدفـا يثير الاسـتـغـراب، وأن ولايـــات أخـــرى، مثل النيجر وكيبي في الشمال الغربي، وبورنو في الشمال الــشــرقــي حــيــث يـنـشـط تــاريــخــيــا تنظيم «بــوكــو حـــــرام»، شـهـدت مـسـتـويـات أعلى بكثير من العنف. خصوصية سوكوتو قـال مصطفى جيمبو، محلل أمني، إن اخـــتـــيـــار ســـوكـــوتـــو «مــــوضــــع تـــســـاؤل كبير». وأضاف أن الولاية تعاني أساسا مـن قـطـاع الـطـرق أكـثـر مـن الإرهــــاب الـذي يــســتــهــدف المــســيــحــيــن، الــــذيــــن يـــكـــادون يكونون غير موجودين في هـذه الولاية ذات الغالبية المسلمة. واعـــــتـــــبـــــر أنـــــهـــــا لــــيــــســــت مــــــن «بــــــؤر الإرهــــــاب» فــي الـــبـــاد، بــل هــي «جــيــب ذو غالبية مسلمة ومقر الخلافة السوكوتية الـــتـــاريـــخـــي، ومـــركـــز روحـــــي لـــإســـام في نيجيريا». وكــــانــــت «خــــافــــة ســـوكـــوتـــو» كـيـانـا سـيـاسـيـا وديــنــيــا بــالــغ الــنــفــوذ فـــي غـرب ، وتـــحـــوّل 1804 أفـــريـــقـــيـــا، تــــأسّــــس عـــــام خــــال الـــقـــرن الـــتـــاســـع عــشــر إلــــى واحــــدة مـن أكبر الإمـبـراطـوريـات فـي أفريقيا من حـيـث المـسـاحـة والــنــفــوذ. واسـتـمـر نفوذ «الــخــافــة» حـتـى مطلع الــقــرن العشرين، إثـــر 1903 قـــبـــل أن تـــســـقـــط فـــعـــلـــيـــا عــــــام الاستعمار البريطاني لشمال نيجيريا. ولا يــــــــزال الإرث الــــديــــنــــي والـــســـيـــاســـي لــ«خـافـة سـوكـوتـو» حـاضـراً، وذا رمزية كبيرة بين مسلمي شمال نيجيريا وغرب أفريقيا. فــــي هـــــذا الـــســـيـــاق، تــــداولــــت صـحـف نــيــجــيــريــة تـــصـــريـــحـــات أدلــــــى بـــهـــا قــائــد متقاعد في الجيش الأميركي، يدعى بيش جـونـسـون، قــال فيها إن ولايـــة سوكوتو تـــحـــديـــدا ارتـــبـــطـــت فـــي الـــذهـــن الأمــيــركــي أخيرا ببؤرة لاستهداف المسيحيين. وقال جـــونـــســـون: «المــشــكــلــة أكــثــر تـعـقـيـدا (...) هناك أيضا مسألة تطبيق الشريعة في شمال نيجيريا. وللأسف رأينا ما حدث فـــي ولايــــة ســـوكـــوتـــو، حــيــث قُــتــلــت شـابـة تُدعى ديبورا صامويل رجما وفي وضح ،»)2022 النهار على يد زملائها (في عام بـــعـــد أن اتّـــهـــمـــوهـــا بـــــالإســـــاءة لمــقــدســات الإســـــــــام، فــــي صـــوتـــيـــات مــــتــــداولــــة عـلـى تطبيق «واتساب». وأضــــــــاف جــــونــــســــون: «حــــتــــى الآن، لـم يُــقـدَّم أي مـن المسؤولين عـن مقتل تلك الشابة البريئة إلــى الـعـدالـة. هــذه بعض القضايا التي يراقبها الأميركيون، ولهذا يصفون ما يجري بأنه اضطهاد ديني». وربــــــط الــنــيــجــيــريــون بــــن الـــحـــادثـــة والــــضــــربــــات الأمــــيــــركــــيــــة، خـــصـــوصـــا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعمّد أن تـتـزامـن الـضـربـة مــع احـتـفـال المسيحيين بـــعـــيـــد المـــــيـــــاد. وســــبــــق أن رفــــــض وزيــــر خارجية نيجيريا، يوسف توغار، بشدة أن تكون الضربات الأميركية «قد حملت أي دلالات ديــــنــــيــــة»، رغــــــم أن الـــرئـــيـــس الأميركي في إعلانه لتنفيذ الضربة قال إنها استهدفت «حثالة إرهابيي تنظيم (داعــــــــش) الــــذيــــن يــســتــهــدفــون ويــقــتــلــون بــوحــشــيــة، فـــي المـــقـــام الأول، المسيحيين الأبرياء». 9 أخبار NEWS Issue 17197 - العدد Sunday - 2025/12/28 الأحد حرص الرئيس الأوكراني على التنسيق مع حلفائه في أوروبا وكندا قبل لقائه مع الرئيس الأميركي اليوم ASHARQ AL-AWSAT صاروخا على كييف عشية «لقاء فلوريدا» 40 طائرة مسيَّرة و 500 موسكو أطلقت ترمب يتوقّع لقاء «جيداً» مع زيلينسكي ويكشف عن «محادثة قريبة» مع بوتين فريق إنقاذ يحمل جثمان أحد ضحايا الهجوم الروسي على كييف أمس (أ.ف.ب) لندن: «الشرق الأوسط» أبوجا أكّدت استهداف عناصر من «داعش» قدموا من «الساحل» لماذا اختارت واشنطن ولاية سوكوتو هدفا لعمليتها العسكرية في نيجيريا؟ سكان يتفقّدون آثار الضربة الأميركية في قرية أوفا أمس (أ.ف.ب) نواكشوط: الشيخ محمد
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky